هل أخبر أهلي بخيانة زوجي لي؟
معروف أنه من أكثر الأمور التي تؤلم المرأة هي خيانة زوجها لها حتى لو لم يكن بينهما حب كبير، ولا شك أن المرأة تحب أن تشارك هذا الأمر مع بعض المقربين لها لمساعدتها ومشاطرتها في محنتها هذه. لكن، ماذا عن الأهل؟ هل يجب أن تخبرهم ابنتهم بخيانة زوجها لها؟ ماذا ستكون ردة فعلهم؟ وكيف سينظرون للزوجة ولزوجها الخائن بعد أن يعرفوا؟
تعتبر الخيانة الزوجية من الأسرار التي لا يجب أن تبوح بها الزوجة لأحد، ويجب أن تحاول قدر الممكن تجنب تدخل أي طرف بينها وبين زوجها في حل مشكلة الخيانة، مع ذلك في بعض الحالات قد يكون من المفيد إخبار الأهل بخيانة الزوج خصوصاً إذا كانت هذه الخيانة متكررة أو كان الزوج لا يهتم أبداً لمشاعر زوجته ويستمر بالخيانة على الرغم من اكتشاف الأمر.
ويجب أن تتأكد الزوجة قبل إخبار أحد عن خيانة زوجها أنها تختار الشخص المناسب من أهلها لإخباره، وأن تعرف ما الذي تتوقعه بعد إخبار أهلها أن زوجها يخونها، فهل هي تريد الانفصال ولذلك تخبر أهلها أن زوجها يخونها، أم تريد تدخلاً من الأهل لحل المشكلة وإيقاف الزوج عن الخيانة وإعادته إلى أسرته.
عندما تقررين إخبار أهلكِ بخيانة زوجكِ، فهناك عدة اعتبارات عليكِ ضمان توفرها في الشخص الذي تودين إخباره منهم، أهمها:
- الحصول على الدعم: فعندما تخبرين أهلك بخيانة زوجك فإنكِ سوف تجنين الدعم العاطفي والنفسي والاجتماعي غالباً ما يساعدك على التعافي، فحتى مجرد بوحك بما داخلك لأحد موثوق يخاف عليكِ وعلى مصلحتك ومستقبلك وأسرتك فهذا أمر مريح بحد ذاته.
- الحصول على وجهة نظر محايدة: فعندما تأخذين برأي أهلك بما حدث معك وتخبريهم بخيانة زوجك فإنكِ تحصلين منهم على وجهة نظر جديدة؛ فهم طرف ثالث سيعطيكِ رأيه بصفته خارج الدائرة، ما يمكنهم من رؤية الأمور بحيادية ومن منظور مختلف، وقريب أكثر للمنطق.
- الأخذ من خبراتهم: فأهلك وخاصة الكبار منهم يفوقونكِ في التجارب والخبرات، وعندما تخبرين أهلك بخيانة زوجك فإنهم قد يسردون لكِ قصص مماثلة مرت عليهم وماذا فعلوا وقتها؛ فقد تقول لكِ والدتكِ أنها لو توقفت عند أول خيانة تعرضت لها لما كانت الآن تعيش سعيدة في الأسرة، فمن طبيعة الرجال أنهم قد ينظرون أحياناً لامرأة أخرى وقد يخونون رغم حبهم لشريكة حياتهم. فقد تكون خيانة زوجك لكِ غلطة أو نزوة عابرة تستحق منكِ فرصة أخرى.
- إشعار الزوج بجديّة الأمر: فعندما تخبرين أهلكِ بخيانة زوجك فإنه غالباً سوف يحسب لكِ حساباً أكثر، ولن يتمادى، ولن يكرر الخيانة من جديد، وسوف يخجل ويعتذر عما بدر منه.
- حدوث مشكلة مع الزوج: قد يغضب زوجكِ من إخبار أهلك عن خيانته ويعتبرها من الأسرار الزوجية التي لا يجب البوح بها، وقد يحاول أن يجعلك أنتِ المذنبة وليس هو.
- التحيز العاطفي: فقد يتحيز أهلكِ لكِ عاطفياً في كثير من الحالات، وهذا يؤثر على حكمهم ورأيهم بخيانة زوجكِ لك، وقد تواجهين تحيزاً معاكساً، فتسمعين كلاماً جارحاً ولوماً واتهاماً أنكِ أنت السبب بخيانة زوجكِ لكِ، يجب أن تتوقعي ذلك.
- تغيير نظرتهم لزوجك: فعادة سيغير أهلك نظرتهم لزوجك ويرون أنه غير مؤتمن عليكِ وعلى الأسرة. وغالباً لن يغيروا رأيهم فيه حتى لو حلت المشكلة بينكما، وهذا بالطبع سيؤثر على علاقتهم به، وسيخلق مشكلات كثيرة.
- قلقهم المستمر عليكِ: فعندما تخبرين أهلك بخيانة زوجك فإنهم لا محالة سوف يقلقون عليكِ وسوف ينشغل بالهم ويعاملوكِ كطفلة من جديد. وهذا السبب وراء إخفاء كثير من النساء مشكلاتهم الزوجية عن أهلهم، وخاصة إن كانوا كبار في السن ويعانون من أمراض مستعصية.
- الحكم السريع: فقد يتسرع أهلك في الحكم على ما حدث عندما تخبريهم بخيانة زوجك، دون النظر للمعطيات وللظروف المحيطة.
- الإكثار من لومك: فعندما تخبرين أهلك بخيانة زوجك فإنهم قد يلومونكِ كثيراً، ويذكرونك أنه اختيارك أو أنكِ قد سكتِ على كثير من تجاوزاته منذ البداية، أو أن عدم اهتمامك بنفسك هو السبب، وهذا سيزيد الأمر عليك بدلاً من دعمك.
- مراعاة كلام الناس أكثر من مشاعرك: فقد يحدث العكس تماماً عندما تخبرين أهلك بخيانة زوجك؛ فلا يتعاطفون معك ولا ينحازون لكِ، بل ينحازون له هو ويغفرون له ويدعونكِ للسكوت و"الستيرة" لتظلي تحت جناح رجل وحتى لا يقال عنكِ "مطلقة". وهذا بالطبع أمر خاطئ ومرفوض وفيه ظلم كبير للمرأة وتحيز للرجل وإحياء لمعتقدات خاطئة تربت عليها أجيال وأجيال.