التعامل مع الزوج السلبي وتغيير سلبية
التعامل مع الأشخاص السلبيين أمر مزعج للغاية، حيث يكون الشخص السلبي مكتئباً ومتوتراً دوماً، ويبث سلبيته على الآخرين من حوله، فيكون تأثيرها بين الأشخاص المقربين على جميع النواحي سواء في الروتيني المنزلي بين أفراد العائلة، أو في العمل بين الزملاء، ويكون هذا التأثير بشكل كبير وواضح بين الزوجين، لذا سنتناول في مقالنا تأثير سلبية الزوج على شريكة حياته وطرق التعامل معه.
الطاقة التي يعكسها زوجك السلبي، هي السلبية.. حيث يكون متوتراً وغاضباً معظم الوقت، مما يؤدي إلى الكراهية والعزلة عن بعضكما وقد يصل الأمر إلى ما يُعرف بالطلاق النفسي، وتسبب سلبية الزوج استنزافاً لعاطفتكِ وجسدكِ، إذ يحاول بث السلبية على أي موقف أو نقاش بينكما، ويمكن القول أنالزوج السلبي يتمتع بالصفات التالية: [2،1]
- لديه صعوبة في التواصل: التواصل في العلاقة الزوجية هو أساس العلاقة الصحية والإيجابية، وعدم وجود التواصل الصحيح والفعّال قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل، وعادةً ما يرفض الزوج السلبي نمط التواصل الفعال لأنه يتخذ موقف سلبي مسبق من التواصل.
- لا يستمتع بشيء: حتى وأنتما معاً في نفس الغرفة أو في السرير، فالزوج السلبي لا يستطيع إيجاد التفاصيل الممتعة في حياته اليومية.
- لا يشعر بالسعادة: يشعر الزوج السلبي بعدم الارتياح في العلاقة دائماً، فتتحولين إلى شمّاعة يعلّق عليها سبب مآسيه في الحياة، ولا يستطيع فهم السعادة أو الوصول إليها.
- لديه انعدام في الأمان: تشعرين أن زوجك السلبي لا ينتمي إلى هذه العلاقة أو إلى هذه الأسرة التي أسستاها معاً، ولديه شعور من القلق الدائم وانعدام الأمان الأسري، وسلة من التوقعات السلبية حول مستقبل العلاقة.
- يجادل طوال الوقت: وهذه صفة أساسية للزوج السلبي، حيث يجادل مع زوجته ويكون الجدال حول الموقف من الموضوع المُثار أكثر من الموضوع نفسه، والهدف تسجيل النقاط أكثر من الوصول إلى نتيجة ترضي الطرفين.
- لا يثق بالزوجة: ويشك في أقوالها وأفعالها، كما يلجأ لقلب الحقائق وتغيرها، وعدم تحمل لوم زوجته على أفعاله.
- الزوج السلبي دائم الشكوى: يشكو دائماً للأصدقاء والعائلة حول علاقته معك، ويتذمر من أبسط الأمور، لأنه لا يستطيع أن يواجه المشاكل الطبيعية بعقلية إيجابية، وإنما يميل للعب دور الضحية.
- الإنغلاق: بسبب انعدام شعوره بالأمان قد يتوقف زوجك السلبي عن الانفتاح معك ولا يشاركك تفاصيل الأشياء المهمة للعلاقة الزوجية مثل التخطيط المالي أو للعطلات.
- لا يبادلك الرغبة الجنسية: قد يمتنع الزوج السلبي عن العلاقة الزوجية لفترات طويلة، ليس فقط بسبب كثرة المشاكل بينكما، ولكن أيضاً بسبب موقفه السلبي من نفسه ومن العلاقة ومخاوفه حول نتائج العلاقة الحميمة في كل مرة.
- التباعد بينكما: حتى أنه يشارك أخباره مع الآخرين من أهله وأصدقائه وليس معك، مثل حصوله على زيادة في الراتب أو ترقية في العمل.
- قلّة اهتمامه بالأطفال: وهي من أكثر الصفات تأثيراً على زواجكما، حتى أن اهتمامه بالأطفال قد ينعدم بشكل نهائي!
- السلوك الإدماني: يلجأ الزوج السلبي عادةً إلى أشكال مختلفة من الإدمان ظناً منه أنه بذلك يهرب من مواجهة المشكلة الحقيقية، وقد يدمن لعبة على الموبايل أو مشاهدة الأفلام أو حتى أنواع أخطر من الإدمان مثل القمار والكحول والمخدرات.
من الصعب التعامل مع الزوج السلبي في أكثر الأحيان، فقد تواجهين الكثير من التعقيدات في التعامل معه، بحيث يعكس سلبيته ويبث تأثيره السلبي على الأخرين وأولهم أنتِ، وقد يتهم زوجك السلبي إيجابيتك بالسذاجة ويتعامل معك بسخرية، لكن حاولي المحافظة على إيجابيتك هذه وخذيها كدرع واقٍ من خلال اتباع النصائح التالية: [5]
- تشبثي بالإيجابية: فهي لا تجذب المزيد من الأشياء الجيدة فحسب، ولكن سيكون من الأسهل عليكِ التعامل مع المواقف المجهدة مثل سلبية زوجك أو غضبه، وعندما تمتلكين موقفاً إيجابياً وشعوراً جيداً، ستكونين في وضع أفضل بكثير لمساعدة زوجكِ السلبي ونفسك.
- تجنب استخدام السلبية للتواصل: عند مشاركة أو مطابقة مشاعر زوجك السلبي بعكس حالته عليكِ بقصد التواصل معه، يسبب ذلك مضاعفة تأثير السلبية على العلاقة، والنتائج السيئة التي من الممكن أن تتمخض عنها، بالتالي ستكوني أقل فاعلية في اخراجه من الحالة النفسية أو العاطفية السلبية، بينما وعلى العكس من ذلك يمكنكِ لإبداء نوع مخالف من الأفكار والمشاعر الإيجابية ليس بقصد استفزازه ولكن لرفع معنوياته وتغيير مزاجه السلبي.
- سلبية زوجك هي طبيعته وليست مسؤليتك: بغض النظر عن مدى حبك واهتمامكِ بزوجك، فأنت لستِ مسئولة عن سعادته، بل عن نفسكِ وعن علاقتكِ معه لكن ليس عنه، وأفضل طريقة لمساعدته هي الحفاظ على معنوياتك عالية وحثّه على التمتع بهذه الإيجابية معكِ.
- تخلي عن دور الحكَم أو الحكيم الذي يعرف مصلحة الزوج: قد تدفعك سلبية زوجكِ وضعف شخصيته في بعض الأحيان كنتيجة للسلبية؛ إلى لعب دور الناصح والمخلّص والعارف الكلّي بأنسب الحلول! فإذا أردتي ألا تنعكس طاقته عليكِ، اتركيه يتخذ خياراته الخاصة ويتشبث بآرائه، لأن التركيز على سلبيته وما تعتقدين أنه يفعله بشكل خاطئ يضعك في نفس الشعور السلبي، فتوقفي عن محاولة إقناعه أنك تعرفين ما هو أفضل له أو إصدار الأحكام.
- لا تتفاعلي مع سلبية زوجكِ: لأنكِ لو جاريتيه بالردّ عليه سيجذب اهتمامكِ وتصبحين سلبية وعدوانية مثله، بكل بساطة يمكنكِ فقط مجاراة سلبية زوجكِ بالصمت واختيار عدم الردّ والتفاعل مع الدراما التي يخلقها طمعاً باهتمامكِ فقط.
لن يكون ذلك سهلاً، فأنت لستِ مسئولة عن جعله يشعر بالتحسن، مع ذلك إليكِ بعض الأشياء التي يمكنكِ القيام بها لمساعدة شريككِ على أن يكون أكثر إيجابية: [4]
- لا تأخذي سلبية زوجك بشكل شخصي: حاولي تفهمه واستيعاب ما يمرّ به، وأن كل هذه المشاعر السلبية لا علاقة لها بشيء قلتيه له أو فعلتيه ليزعجه.
- لا تضغطي عليه كثيراً: إذا رفض عروضك للمساعدة، فلا تبالغي وتضغطي عليه بحيث يمكنكِ أن تتركي له مساحة خاصة ووقتاً ليفكر بما تحاولين القيام به من أجله.
- قضاء الوقت مع أشخاص إيجابيين: كلما أحطتِ نفسكِ بأشخاص إيجابيين كان لديكِ قدرة أكبر على تحمّل سلبية زوجك، وربما من يدري تنتقل إليه بعض العدوى الإيجابية.
- قومي بدعوة زوجك للتنزه: أو القيام ببعض الأنشطة الممتعة معك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
- اعترفي بإنجازاته: يمكنكِ الامتنان له دوماً ولأي جهدٍ مهما كان بسيطاً في محاولة منه لتغيير طباعه السلبية.
- شجعيه على تجربة أشياء جديدة: مثل القيام برحلة استكشافية أو تغير عمله أو بدء مشروعه الخاص.
- ضعي حدوداً صحية: لا تجعلي محاولاتكِ إسعاد زوجك شغلكِ الشاغل، لكن عليكِ الالتفات إلى حياتكِ وعملكِ وأطفالكِ وأصدقائكِ وأهلكِ.
- اطلبي المساعدة المتخصصة: يمكنكِ دوماً اللجوء للمتخصصين ومستشاري العلاقات وطلب المساعدة.
لا بد أنكِ تعبة من التعامل مع سلبية الزوج، لكن قد تساعدك النصائح التالية في التركيز على إيجابيتكِ بهدف مساعدة زوجكِ وشريك حياتكِ على التخلي عن سلبيته: [6]
- التيقن واكتشاف ما يحدث قبل الحكم عليه: لابد من وجود سبب بسيط أو جوهري لكون زوجك يتحول إلى السلوك السلبي فجأة، فقد يتطلب الأمر فقط اكتشاف مشكلته الداخلية ومساعدته في التغلب عليها، وخاصة إذا كان زوجكِ غير صريح معك.
- حاولي الإستماع إليه بعناية ومساعدته بشتى الطرق: لا يحب الزوج السلبي في العادة البوح بما يحدث بالضبط، ولكن قد يعطي بعض التلميحات، فحاولي معرفة ما يجري معه.
- رؤية الجانب الإيجابي: من خلال المحاولة تذكر إيجابيات زوجكِ، وقد يكون من الصعب تذكر الأوقات السعيدة الآن ولكن حاولي بهذه الطريقة تتذكرين الكثير من التفاصيل السعيدة التي قمعتها سلبيته، ذكري زوجكِ أيضاً بكل اللحظات السعيدة معاً.
- ضعي الحدود المناسبة: ما هو استعدادك لتحمّل سلبية زوجكِ؟ متى عليك وضع حدّ وتوضيح قدرتكِ على احتمالها؟ للشفقة عليه حدود أيضاً، هل يمكنكِ تحمل الحياة مع زوجكِ إذا كان شخصاً نرجسياً وسلبياً منذ بداية تعارفكما؟
- لا تدعي زوجكِ يوقع تعاسته عليكِ: ولمجرد كونه زوجكِ فهذا لا يمنحه الحق في بث السلبيات عليكِ، وتعاستكِ بسببه لن تكون الحل، دعيه يحاول حل مشكلاته الداخلية بنفسه، وكوني الداعمة بالمقابل.
- على زوجك إدراك أنه هو سبب سلبيته: لا تدعيه يتهرب من مسئولية أفعاله فهو على الأرجح أصل مشكلاته، يجب عليه أن يدرك أنه هو من يمتلك مفتاح سعادته.
الإيجابية هي أساس العلاقة الزوجية الصحية، وهي المكون الأساسي للحياة المزدهرة، مع ذلك لا يوجد علاقة مثالية، ولكن عندما يكون هناك زوج دائم الغضب أو السلبية، قد يكون مصيرك الإحباط والشعور باليأس الدائم، فمن أشد التأثيرات لسلبية الزوج على العلاقة نذكر: [3]
- الإضرار بالأمان والثقة: يمكن لسلبية زوجك أن تقلل من ثقتكِ بنفسكِ، وقد تجعلكِ تشعرين أن مهمتكِ إسعاد زوجك في عملٍ بدوام كامل!
- الخوف من التعبير عن الحب وتلقي الحب: يجب أن تمشي على قشر البيض قلقة لمراعاة مشاكل زواجكِ ومزاجه السلبي.
- الخوف من التعرض للأذى: سواء أنتِ أو الأطفال لأن زوجك يُظهر السلبية باستمرار، أو يُشعركِ بعدم التقدير ، أو يعاني من مشكلات احترام الذات مما قد ينعكس عنفاً لفظياً أو جسدياً عليكِ والأطفال.
- يصبح الزوج بعيداً: فلا يهتم بك ولا بالأطفال ويصل الأمر لتركك تدبرين شؤون المنزل كاملة.
- الحزن والوحدة والقلق: لأن العيش مع شخص سلبي يُظهر الغضب والسلبية باستمرار؛ يمكن أن يؤثر على نوعية حياتكِ.
- زيادة الإغراءات الجنسية: فقد يخونكِ زوجكِ السلبي في أول فرصة تسنح له بذلك لأنه ما زال ينظر إلى العلاقة التي تجمعكما بطريقة سلبية تجعله يبحث عن البدائل.
- الشجار على نفس الأشياء عدة مرات: تتكرر ذات المواقف ونفس المشكلات التي لا تجد حلاً جذرياً، ما يقود العلاقة إلى طريق مسدود.
في النهاية.. "لا تقللي أبداً من قدرتكِ على تغيير نفسك، ولا تبالغي أبداً في قدرتكِ على تغيير الآخرين" تذكري هذه العبارة سيدتي إذا ظننتي يوماً بأنكِ قادرة على نزع سلبية زوجكِ من جذورها، ولو كان في السابق شخصاً إيجابياً مقدماً على الحياة ولظرف ما تحوّل إلى شخص سلبي، فأنت هنا قادرة على مد يدّ العون له ليغير هو من سلبيته، أمّا الزوج النرجسي السلبي منذ البداية فتغيره أمر قد يكون صعباً بل مستحيلاً.