-

مدة التعافي من ارتجاج الدماغ وتسريع عملية الشفاء

مدة التعافي من ارتجاج الدماغ وتسريع عملية الشفاء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

تتعدد الإصابات الدماغية التي تحدث نتيجة لأسباب مختلفة قد تكون رضية وقد تأتي نتيجة سكتات دماغية وتشمل جميع أجزاء الدماغ، ومن هذه الإصابات ارتجاج الدماغ الذي يعد النوع الأكثر شيوعاً والأقل خطورة نوعاً ما، لذلك سوف نوضح من خلال هذه المقالة ما هو ارتجاج الدماغ وما مدى الأذية التي تصيب الدماغ عند الإصابة، وما هي مدة التعافي منه وكيف يمكن تسريع الشفاء؟

يوجد عدة أعراض تدل على الإصابة بارتجاج الدماغ وعند ملاحظة هذه الأعراض يجب عدم إهمالها والإسراع لاستشارة طبيب مختص لتحديد مدى الأذية الدماغية التي حصلت، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي: [1]

  • نسيان الأحداث: قد لا يذكر المصاب الأحداث التي حصلت معه قبل أو بعد الإصابة ويكون مذهول مما حدث فلا يتذكر من كان برفقته أو من قام بإسعافه.
  • صداع وألم في الرأس: تظهر على المريض بعد الإصابة آلام في الرأس مترافقة مع التعب العام والنعاس والخمول والحاجة إلى الهدوء لوقت طويل، وهذا دليل على إصابة دماغية يجب الانتباه لها.
  • غثيان وإقياء: الاضطرابات الهضمية تحدث بعد الإصابة بارتجاج الدماغ نتيجة التأثير على الوظائف الفيزيولوجية التي يقوم بها الدماغ من أجل إرسال السيالات العصبية التي تفرز الهرمونات لهضم الطعام، فقد يشعر المريض بالغثيان والإقياء وعدم القدرة عل تقبل الطعام.
  • اضطراب في حاستي التذوق والشم: قد تكون الاضطرابات في حاستي التذوق والشم دليل هام على ارتجاج الدماغ بعد الإصابة على الرأس وهنا يجب التوجه للطبيب بشكل سريع.
  • اضطراب بالتوازن والدوخة: تبعاً لمكان الأذية التي طالت الدماغ قد يشعر المريض عند التعرض للإصابة بارتجاج الدماغ بالدوخة وفقدان التوازن وتشويش في الرؤية أو ما يسمى بالرؤية الضبابية، وقد يصل ببعض الحالات إلى فقدان وعي كامل لفترة مؤقتة.
  • اضطرابات بالتركيز: من أعراض الارتجاج الدماغي أيضاً عدم القدرة على التركيز، أو إعطاء أي رد فعل حيث يعطي المريض رد فعل بطيء عند توجيه الأسئلة له، وقد يكون غير قادر على التكلم بوضوح ويحصل معه تغيرات مزاجية أيضاً.
  • الحساسية تجاه الضوء والضوضاء: بعد الإصابة بالارتجاج الدماغي يشعر المريض بحساسية نوعاً ما تجاه الضوء والصوت المرتفع والضجيج.
  • ارتجاج الدماغ هو إصابة دماغية ناتجة عن اصطدام بالجمجمة أو إجهاد للأنسجة العصبية بسبب القوة المفرطة، حيث يمكن أن تكون ضربة مباشرة مثل إصابة في الرأس أو غير مباشرة مثل حوادث سير والدراجات، والإصابات المرتبطة بالعمل والسقوط من مكان مرتفع.
    لذا لا يمكن الفصل بشكل نهائي وقاطع في تحديد فترة زمنية محددة واضحة يتم فيها التعافي النهائي من هذه المشكلة، وإنما المسألة مرتبطة بالحالات الفردية وظروف الشخص المصاب الصحية والعمرية وعوامل عديدة أخرى، ولكن بشكل عام يمكن القول: [1-2]

    • الحالات العادية: بعد ارتجاج الدماغ تختلف مدة التعافي بين كل شخص وآخر ولكن يتعافى معظم المرضى من بعض الأعراض الأولية خلال الأيام الأولى بعد الإصابة مع بقاء بعض الآثار، وينصح بهذه المرحلة بالراحة التامة وعدم القيام بالأنشطة التي تحتاج لمجهود بدني مع المراقبة الطبية.
    • الآثار اللاحقة: بعد الفترة الأولى من الإصابة التي قد تمتد لحوالي أسبوع تبدأ بعض الأعراض بالاختفاء مثل الصداع وغيرها في غضون أسبوعين إلى شهر واحد مع التحذير على عدم الإجهاد بهذه الفترة أيضاً ومواجهة بعض الصعوبات في الأنشطة التي تحتاج لتركيز مثل الدراسة أو العمل.
    • الحالة المزمنة: نسبة كبيرة من المصابين قد تصل ل 20% قد يعانون من الآثار طويلة المدى، وقد تستمر أعراضهم لأكثر من 6 أسابيع لزوال أعراض الارتجاج وظهور نتائج التعافي.
    • متلازمة ما بعد الارتجاج: تحدث هذه الحالة عندما يؤدي ارتجاج الدماغ لحصول تشوهات بالدماغ، وبهذا قد تطول فترة التعافي لفترة أكبر وتحتاج لتشخيص وعلاج خاص، وسوف نتحدث عن هذه الحالة في فقرة مستقلة.

    هل يستمر ارتجاج الدماغ مدى الحياة؟

    بالحالات الطبيعية لا يستمر ارتجاج الدماغ أو أعراضه مدى الحياة ولكن في بعض الحالات الفردية والنادرة أو الخاصة بالمعنى الأدق والناتجة عن إهمال المريض لعلاج الإصابة بالشكل الصحيح والالتزام بالتعليمات الطبية خلال مرحلة العلاج، يحدث حالة إجهاد للدماغ المصاب بالارتجاج وقد ينتج عن ذلك تفاقم للأعراض وازدياد مساحة الإصابة، وهذا قد يعرض الدماغ لإصابات خطيرة يستمر تأثيرها مدى الحياة وهنا نصبح أمام مشكلة أخرى مختلفة عن ارتجاج الدماغ وأكثر خطورة.

    تمر عملية التعافي من ارتجاج الدماغ بمرحلتين أساسيتين ويتوجب خلالها تجنب ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني، وهذه المراحل هي: [3]

  • المرحلة الحادة هي المرحلة الأولية: بعد تعرض المريض لارتجاج دماغ، وخلال هذه المرحلة تحدث الأعراض التي تم ذكرها، وقد تستمر المرحلة لأسبوع أو أكثر، ويحتاج المريض لراحة نفسية وجسدية حتى الشفاء التام من الإصابة، وقد تستدعي التغيب عن المدرسة أو العمل، والابتعاد عن الكمبيوتر والقيادة والموسيقى الصاخبة لتحقيق الراحة العقلية.
    كما يجب تقليل النشاط البدني مثل الابتعاد عن ممارسة الرياضة القاسية والإجهاد لتحقيق الراحة الجسدية، وقد يصف الطبيب حسب شدة الحالة مسكنات الألم.
  • مرحلة التعافي: إن الدخول في مرحلة التعافي يتمثل بشعور المريض بالتحسن العام مثل هدوء الصداع في الرأس، وتحسن نتائج الاختبارات المعرفية العصبية بعد الارتجاج، ويتمكن المريض بعد تحسن هذه الأعراض من العودة بشكل تدريجي إلى نشاطاته السابقة، مع الالتزام التام بإرشادات الطبيب، وفي حال لم يتم التعامل مع هذه الأعراض بالشكل الصحيح قد يؤثر الارتجاج على التفكير والتركيز والذاكرة وسرعة التعلم والمعالجة العقلية وقد تؤثر على حياة المريض ككل، وفي هذه الحالة يجب إحالة المريض لطبيب يتعامل مع المرض كمرض مزمن.
    وقد يستمر الارتجاج في الحالات المزمنة لأكثر من شهر وتختلف فيه شدة الأعراض وعلاجها من شخص لآخر، لذلك من المهم عدم مقارنة أعراض الارتجاج مع أي شخص آخر، أو أي هزة سابقة قد تعرض لها المريض نفسه.
  • من المهم اتباع عدة نصائح لتسريع عملية الشفاء التام والسيطرة على الأعراض حتى الوصول إلى الشفاء التام، وسوف نوضح هنا بعض من هذه النصائح: [2،6]

    • تقليل وقت النظر إلى الشاشة: قد تؤدي الأضواء الساطعة وإجهاد العين المرتبط بالنظر إليها لأوقات طويلة إلى تفاقم أعراض الارتجاج، وخاصة الصداع لذلك يجب تحديد مقدار الوقت الذي يقضيه المريض في النظر إلى الهاتف أو الكمبيوتر أو الشاشات الأخرى، كما يمكن مواجهة اضطرابات النوم المصاحبة للارتجاج بتجنب الشاشات لساعتين على الأقل قبل النوم.
    • الحد من التعرض لأصوات عالية: قد يؤدي الضجيج الصاخب إلى تفاقم الأعراض وخاصة ما يتعلق بالدوار لذلك من المهم عدم التعرض للأصوات العالية.
    • تجنب الحركات السريعة للرأس والرقبة: الراحة الجسدية هي الخطوة الرئيسية في تحسين الأعراض، والتصرف بشكل خاطئ قد يؤدي إلى زيادة الأذية الدماغية لذلك يجب التحرك بهدوء شديد مع الحرص على حماية الرأس من الحركات السريعة.
    • الراحة لفترات كافية: يجب ألا يعود المصاب للعمل أو للمدرسة ومخالطة المحيط قبل انقضاء فترة النقاهة التي حددها الطبيب المشرف لضمان الشفاء الكامل وعدم الانتكاس.
    • تناول كميات كافية من البروتين: الغذاء خلال مرحلة العلاج من أهم الدعائم التي تسرع عملية الشفاء، لذلك يجب تناول كميات كافية من البروتين مثل اللحوم الحمراء والمكسرات، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بأوميغا 3 كالأسماك، هذا يساعد الدماغ على أخذ كمية الطاقة التي يحتاج إليها.
    • تناول أطعمة تحتوي على مضادات أكسدة: تناول مضادات الأكسدة قد يحسن من الذاكرة والأداء العصبي لذلك قد تساعد في تحسين الأعراض الناتجة عن الارتجاج مثل الفواكه الحمضية والخضار الداكنة.

    يشعر معظم الأطفال الذين يعانون من ارتجاج الدماغ بتحسن في غضون أسبوعين ومع ذلك، بالنسبة للبعض ستستمر الأعراض لمدة شهر أو أكثر، وقد تظهر أعراض الارتجاج خلال عملية الشفاء الطبيعية أو عندما يعود الطفل إلى أنشطته المعتادة، وهنا بعض الخطوات التي تساعد الطفل على التعافي: [1،5]

    • الأنشطة الخفيفة: عند بداية تشخيص الإصابة يجب الحد من الأنشطة البدنية التي يقوم بها الطفل كاللعب والجري والرياضة خاصة التي تعرض الرأس للخطر لتجنب تفاقم الأعراض.
    • الراحة الكافية: من المهم في هذه المرحلة أن يحصل الطفل على فترات نوم كافية لتخفيف العبء على الدماغ ويفضل في الفترة الأولى أن يمتنع عن الذهاب إلى المدرسة.
    • العودة إلى الحياة الطبيعية بالتدريج: بعد أن يشعر الطفل بزوال الأعراض بشكل تدريجي يمكنه استعادة نشاطه بشكل خفيف، والعودة بعدها إلى الدوام المدرسي مع الالتزام الكامل بالابتعاد عن الحركات السريعة التي قد تعرضه للخطر.
    • الالتزام بنمط غذاء صحي: في هذه المرحلة يجب أن يتم الاعتناء بغذاء الطفل وشربه كميات كافية من المياه لأنها تساعد الدماغ على القيام بعمله بشكل أفضل، وتجنب الإفراط في تناول الشوكولا والحلويات، بالإضافة إلى الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على كافئين والمشروبات الغازية أيضاً.
    • استخدام مسكنات الألم: قد يحتاج الطفل خلال مرحلة التعافي إلى مسكنات للألم أو خافضات للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، وذلك تبعاً لإرشادات الطبيب المختص الذي يصف المسكن الأفضل ويعطي التعليمات الخاصة بحالة كل طفل.

    هنالك العديد من التساؤلات التي تخص متلازمة ما بعد الارتجاج ومدى خطورتها، لذلك سوف نوضح بعض المعلومات الخاصة بهذه المتلازمة: [4]

    • مفهوم متلازمة ما بعد الارتجاج: هي الأعراض المزمنة التي تعقب الإصابة بارتجاج الدماغ، يتم تشخيص هذه المتلازمة عندما تستمر الأعراض التي تم ذكرها لفترة أطول من الحالات الطبيعية التي حددها الأطباء.
    • تشخيص المتلازمة: عند استمرار الأعراض لفترة طويلة قد يطلب الطبيب تصوير مقطعي محوسب أو تصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود تشوهات دماغية كبيرة.
    • تترافق مع أعراض نفسية: إن الأعراض التي تدل على الارتجاج الدماغي هي نفسها التي تستمر خلال متلازمة ما بعد الارتجاج ولكن قد تترافق مع ظهور الأعراض النفسية بشكل أكثر من الحالات العادية، مما يستدعي وصف الأدوية النفسية المضادة للقلق والاكتئاب.
    • الأشخاص المعرضين للإصابة بالمتلازمة: تحدث هذه المتلازمة عادة مع الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الارتجاجات الدماغية والأمر يستوجب أن يبقى المريض على صلة بالطبيب طيلة فترة العلاج.
    • التعافي من المتلازمة: تختلف مدة التعافي بين كل مريض وآخر فقد تستمر هذه المتلازمة من ثلاث أشهر إلى سنة ويعتمد تسريع الشفاء بشكل رئيسي على الالتزام بالإرشادات الطبية والأدوية.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال Suzanne Wright "ارتجاج في المخ" منشور في .webmd.com تمت مراجعته بتاريخ 25/11/2021
  • مقال Ana Gotter "استعادة الارتجاج 101" منشور في healthline.com تمت مراجعته بتاريخ 26/11/2021
  • مقال "ماذا تتوقع بعد حدوث ارتجاج في المخ" منشور في beaumont.org تمت مراجعته بتاريخ 27/8/2021
  • مقال Joe Bowman "آخر متلازمة ارتجاج" منشور في healthline.com تمت مراجعته بتاريخ 28/11/2021
  • مقال" الشفاء من الارتجاج" منشور في cdc.gov تمت مراجعته بتاريخ 29/11/2021
  • مقال Danielle Dresden "ماذا تعرف عن التعافي من ارتجاج المخ" منشور في medicalnewstoday.com تمت مراجعته بتاريخ 30/11/2021
  • أحدث أسئلة نصائح طبية