علاج بالألوان في لبنان في وجه الحرب
في خضمّ الحروب والأزمات التي تعصف بلبنان، يظهر العلاج بالألوان كوسيلة فعّالة للتعبير عن المشاعر وتخفيف التوتر. الألوان ليست مجرد عناصر جمالية، بل تحمل في طياتها طاقة قادرة على تغيير الأجواء المحيطة. من خلال استخدام الألوان الفاتحة والباردة، يمكننا تخفيف حدة المشاعر السلبية وخلق بيئة أكثر أمانًا وراحة.
دور الألوان في العلاج النفسي
لطالما كان الفن وسيلة للتعبير والتواصل عبر العصور. من لوحات الكهوف التي تعود للعصر الحجري إلى الفنون الحديثة، يظل الفن جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان. في السنوات الأخيرة، بدأنا نلاحظ الاهتمام المتزايد بالعلاج الفني، حيث يتم استخدام الألوان كوسيلة للشفاء من الآلام النفسية.
العلاج بالموسيقى والفن
كما ناقشنا في تقرير سابق، يلعب العلاج بالموسيقى دورًا محوريًا في معالجة العديد من الحالات النفسية. وقد أوضحت د. حمدة فرحات، رئيسة الجمعية اللبنانية للعلاج بالموسيقى، أن الموسيقى تساهم في تعزيز الحالة النفسية والجسدية للمرضى من خلال تفاعلهم مع مختلف مكوناتها.
أمنية وإن تحققت الحلقة 515
العلاج بالفن: تقنية حديثة
تشرح المعالجة بالفن هديل الرز، أن العلاج بالفن بدأ مفهومه مع البريطاني أدريان هيل الذي أدخل فن الرسم كعلاج نفسي عام 1942. هذا النوع من العلاج أسهم في مساعدة المرضى على تجاوز الأزمات النفسية الناتجة عن العزلة والقلق.
تأثير الألوان على المشاعر
تؤكد الرز أن الألوان تلعب دورًا حيويًا في تغيير المشاعر السلبية. من خلال استبدال الصور القديمة التي يحملها العقل الباطن بأخرى إيجابية، يمكن للأفراد تحقيق تحول كبير في طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع العالم من حولهم.
العلاج بالألوان في وجه الحروب
تعاني لبنان وغزة وفلسطين من حروب متواصلة تؤثر على الجميع، لذا يصبح العلاج بالألوان ضرورة ملحّة. استخدام الألوان الباردة والفاتحة يساعد في تخفيف حدة القلق والتوتر، بينما تعمل الألوان الدافئة على خلق شعور بالأمان.
نصائح للرسم كعلاج
توصي الرز بممارسة الرسم الحر دون قيود، وتجنب تصوير مشاهد الدمار أو الألم، لأن ذلك قد يعزز المشاعر السلبية. بدلاً من ذلك، يُفضل التعبير عن المشاعر من خلال الطبيعة أو الأشكال العشوائية.
هل تحتاج أن تكون موهوبًا؟
من المهم أن نعرف أن العلاج بالفن لا يتطلب موهبة فطرية. الهدف من العلاج هو التعبير عن المشاعر والأفكار، وليس إنتاج قطعة فنية مثالية. يتمثل النجاح في القدرة على التواصل وإخراج المشاعر المخزنة.
بشكل عام، يبقى العلاج بالألوان والفن وسيلة فعالة للتعبير عن الذات، والتخلص من الضغوط النفسية التي قد تتراكم نتيجة الظروف المحيطة.
