أسباب ألم الخصية وطرق علاج ألم
ألم الخصية مرض مزعج ومؤرق لمن يعاني منه، وقد يشار إليه على أنه عرض لمرض آخر وليس كمرض مستقل، ونتيجة لموقع كيس الصفن والخصيتين التشريحي تتعرض لرضوض كثيرة مؤلمة وأمراض عديدة، لذلك لابد من التعرف على مسببات الألم الخصوي وطرق العلاج والوقاية.
ألم الخصية يمكن أن يصيب الذكور في أي عمر وتتراوح شدة الألم ما بين المفاجئ المؤقت والمزمن المستمر ولا يشترط أن يكون الألم ناجماً عن الأذية في الخصية بشكل مباشر، وإنما قد يكون ألم راجع ناجم عن أذية أسفل البطن أو في كيس الصفن المحيط بالخصيتين
ولابد من الإشارة إلى أن الخصية اليسرى أكثر عرضة للإصابة بالألم والأذية نتيجة موقعها التشريحي فهي أكثر عرضة للإصابة بالدوالي والتواء الخصية، وتعتبر الخصية من الأعضاء الحساسة جداً والغنية بالتعصيب، لذلك لابد من حمايتها والفحص الدوري الذاتي لها ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي تغيرات شكلية أو ألم.[1]
تتنوع أسباب ألم الخصية وتختلف باختلاف العمر والحالة الفيزيولوجية والنشاط الجنسي فبعضها ناجم عن أذية أو رض والتواء وبعضها الآخر ناجم عن دخول جراثيم وفيروسات وافتعالها الالتهاب ومن ثم الألم، ومن الأسباب سنفصل فيما يلي: [1-2]
- أذية أو رض في الخصية: الخصية غير محمية بشكل كافي فهي معرضة للإصابة بنسبة 85 بالمئة بأي أذية عند ممارسة الرياضة أو القتال أو الحوادث، مما يسبب ألم شديد لكنه يتصف بأنه مؤقت، وقد تؤدي الاصابة المباشرة في كيس الصفن إلى وذمة أو كدمة أو قد تؤدي إلى إصابة أكثر خطورة تتطلب التدخل الجراحي.
- التهاب الخصية: قد يحدث التهاب الخصية في جانب واحد أو جانبين ويمتد الألم إلى كامل كيس الصفن ومن الممكن أن ينجم الالتهاب عن جرثوم أو فيروس كفيروس النكاف ولاسيما عند الأطفال، وفي هذه الحالة لا تظهر الأعراض إلا بعد أسبوع من العدوى، ومن الممكن للأمراض المنتقلة عبر الجنس أن تسبب الالتهاب.
- التواء الخصية: يعتبر التواء الخصية حالة طبية طارئة وتصيب غالباً الخصية اليسرى وتحدث عند التفاف الحبل المنوي وهو أنبوب يساعد في دعم الخصية في مكانها في كيس الصفن ويحوي على البربخ الناقل للنطاف، مما يؤدي الى قطع الإمداد الدموي عن الخصية وهنا تكمن الخطورة، وينتج ألم حاد وشديد ويجب أن تعالج في غضون 6 ساعات وإلا قد يموت النسيج الخصيوي ويفقد الرجل الخصية.
- القيلة المائية في الخصية: هي عبارة عن كيس يمتلئ بالسائل يتشكل في الأنبوب الذي ينقل النطاف من الخصية وقد يحدث في الخصية بحد ذاتها، ولا حاجة للخوف عندما يكون الكيس صغير وغالباً دون أعراض تذكر، ولكن في بعض الأحيان يكبر ويضغط على الخصية ويسبب ألماً واحمرار مع شعور بالثقل في كيس الصفن.
- سرطان الخصية: يعتبر سرطان الخصية شائع عن الذكور في الأعمار بين ال15 و 35 عاماً وترتفع نسبة الإصابة مع وجود تاريخ عائلي بالإصابة بهذا المرض، عادة ما يكتشف السرطان أثناء الفحص الذاتي للمريض لنفسه أو من قبل الطبيب، في البداية قد لا يكون هناك ألم مزعج ولكن في مرحلة متقدمة يلاحظ المريض كتلة وألم في الخصية وهنا يجب استشارة الطبيب.
تستخدم العديد من الطرق لتشخيص ألم الخصية وذلك اعتماداً على المسبب لهذا الألم فنبدأ من طرق التصوير باستخدام الأمواج والفحص المخبري لتحري الجراثيم وننتهي بالفحص السريري للخصية المهم في تشخيص بعض الحالات:[3-4]
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية: تصوير الأوعية الدموية الدوبلر الملون في الأمواج فوق الصوتية مفيد جداً في معرفة تدفق الدم نحو الخصية وكمية الدم الواصلة إليها، وتفيد هذه التقنية في الكشف عن وجود أورام في الخصية أو تمزق في نسيجها.
- التصوير باستخدام المواد المشعة: هي عبارة عن تقنية تستخدم المواد والنوى للعناصر المشعة المحقونة عبر الوريد ثم يطلب من المريض الجلوس على طاولة بينما تقوم الكاميرا المتخصصة بالتقاط الصور لمعرفة البنية المتضررة ولاسيما في حالة التواء الخصية وهذه التقنية أقل استخداماً من التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
- الفحص الفيزيائي: يتضمن الفحص الفيزيائي معرفة شدة الألم وتقييم العلامات الحيوية، يتم التركيز على منطقة الأعضاء التناسلية إذ يتم فحص الأعضاء التناسلية لملاحظة التورم في محيط الخصية أو الخدوش التابعة لأثر ضربة تعرض لها الشخص وأدت لألم في الخصية، وعند وجود تورم في كيس الصفن يستخدم ضوء كاشف لمعرفة إذا كان التورم كيس سائل أو صلب.
- صورة طبقي محوري أو صورة أشعة للكلية: وتستخدم للبحث عن أي حصى في الكلية أو الحالب والتي تسبب ألم في الخصية.
- فحص البول: لمعرفة أسباب الالتهاب إن وجد إذ عادة ما يحدث التهاب الخصية نتيجة التهاب البربخ والذي قد ينتج بدوره عن الالتهاب في المجرى البولي أو المثانة، حيث يتم في هذا الفحص أخذ عينة من البول ووضعها في أطباق مخبرية خاصة فتنمو عليها الجراثيم إن وجدت ويتم معرفة نوع هذه الجراثيم لتطبيق العلاج المحدد لها.
كل سبب من أسباب ألم الخصية التي تحدثنا عنها سابقاً له طريقة علاج محددة إما دوائي كما في التهاب سرطان الخصية أو جراحي إسعافي كما في الرضوض والتواء الخصية: [2-3]
- علاج التواء الخصية: يمكن لطبيب الطوارئ إرجاع الخصية الى مكانها الأصلي وتخفيف الألتواء في الحبل المنوي بواسطة يديه لإعادة التروية الدموية وإذا تمت هذه العملية خلال 6 ساعات من حدوث الالتواء تعود الخصية إلى الحالة الطبيعية، وتقل فرصة نجاة الخصية حتى تصل الصفر بالمئة بعد 24 ساعة من الالتواء، ولكن لابد من التدخل الجراحي لحل المشكلة ويتم ذلك بتثبيت الخصية على الجدار الخلفي لكيس الصفن لتجنب الالتواء فيما بعد.
- علاج سرطان الخصية: يعتمد علاج سرطان الخصية على المرحلة التي وصل اليها الورم ومدى انتشاره، في حال كانت الإصابة في خصية واحدة والأخرى سليمة يتم استئصال الخصية المصابة وتبقى الوظيفة الجنسية سليمة لدى الرجل، ويتم باستخدام الأشعة والمواد الكيميائية في حال كانت الإصابة منتشرة الى خارج كيس الصفن للقضاء على الخلايا السرطانية.
- علاج التهاب الخصية: تختلف تدابير وعلاجات الالتهاب باختلاف العامل المسبب له، وفي كلا الحالتين الفيروسية والجرثومية يجب الراحة وتناول مضادات الالتهاب الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب في حال كان العامل الممرض جرثومياً فقط يمكن وضع أكياس الثلج على كيس الصفن لتخفيف الألم والحرارة.
- علاج رض الخصية: يعتمد تدبير رض الخصية على الأذية التي حدثت ففي حالات الرض البسيطة والتي لا يحدث فيها أذية بنسيج الخصية يمكن العلاج بمسكنات الألم والراحة وتطبيق الثلج موضعياً، أما ف حال تمزق الخصية أو انخلاعها من مكانها أو تجمع الدم وتشكل قيلة دموية لابد من التدخل الجراحي الفوري لاستعادة وظيفة الخصية.
- علاج القيلة المائية: كما ذكرنا سابقاً أن القيلة المائية هي تجمع للسوائل ضمن النسيج مما يسبب الألم وحس الثقل في الخصية وقد نلجأ للجراحة إذا استمرت لفترة طويلة إذ يتم تصريف السوائل والدم حول الخصية بما يسمى عملية استئصال القيلة المائية، ويجب الحذر من إعادة تشكل القيل المائية بعد إزالتها وهنا تكمن أهمية مراجعة الطبيب بشكل دوري بعد اجراء العملية.
ألم الخصية يمكن تفاديه بإجراءات عديدة بعضها متعلق بحماية الخصية كاللباس الواقي أثناء الرياضة والجهد وبعضها الآخر متعلق بمنع انتقال الأمراض الى الخصية ومحيطها كاللقاحات والابتعاد عن الجنس غير الآمن: [5-6]
- ارتداء ملابس خاصة أثناء ممارسة الرياضة: تصاب الخصية بشكل كبير وتتضرر أثناء ممارسة الرياضة ككرة القدم والهوكي وغيرها، لذلك لابد من ارتداء واقيات تفيد في حماية الخصية وهي أدوات مصنوعة من البلاستيك القاسي مثل
- Athletic Cup وهي أداة تغطي الخصية يستعملها اللاعبون لحماية الخصية من الرضوض ولا تقل أهمية عن خوذة الرأس المستعملة ويجب ارتداؤها بالمقاس المناسب للاعب.
- ممارسة الجنس الآمن: إن ممارسة الجنس غير الأمن يؤدي الى الاصابة بالأمراض المنقولة بالجنس كالسفلس والايدز كما تزيد من خطر الالتهاب الذي يؤدي الى الألم الخصوي، لذلك لابد من ارتداء الواقيات واتخاذ شريك واحد للتقليل من خطر انتقال الامراض التي تصيب الخصية.
- الفحص الدوري الذاتي للخصية وكيس الصفن: يعتبر فحص الخصية الدوري عاملاً هاماً في الكشف المبكر عن أسباب ألم الخصية كالالتهاب والقيلة والسرطان، ويجب على كل رجل بالغ أن يقوم بهذا الفحص شهرياً لمرة واحدة لتحري أي تغيرات في شكل وحجم الخصية ومن الطبيعي أن تكون الخصية اليسرى اخفض من اليمنى وأن تكون إحدى الخصيتين أكبر قليلاً من الأخرى ويتم الفحص بتحري كل خصية على حدى بكلتا اليدين بهدوء ومن ثم نبحث خلف الخصية عن الأنابيب المنوية المتصلة بها ونرى إذا كانت طبيعية أو فيها كتلة ونضع في أذهاننا الشكل السليم للخصية لنكشف أي تغير عند حدوثه.
- عدم ارتداء ملابس ضيقة: إن الملابس الداخلية الضيقة تؤثر بشكل كبير على راحة الخصيتين وتسبب الالم والانضغاط إذ لابد من ارتداء الملابس الفضفاضة والقطنية لتقليل الضغط والاحتكاك قدر الامكان.
- التطعيم ضد مرض النكاف: مرض النكاف مرض فيروسي يصيب الغدد اللعابية النكفية أمام الأذن ومن مضاعفاته الخطيرة التهاب الخصية وما يرافقها من ألم وتورم فيها، إذ أثبتت الدراسات أن اللقاح يقي من الاصابة بالنكاف وبالتالي يقي من التهاب الخصية المحدث به.