أسباب تلف شبكية العين وطرق علاج اعتلال
الشبكية هي النسيج الأكثر حساسية للضوء في العين، وهي المسؤولة عن جزء كبير من حدوث عملية الرؤية الكاملة والصحيحة، لذا فإن إصابة منطقة الشبكية بأي حالة غير طبيعية أو مرض يعني تأثر الرؤية بدرجة ما، قد يكون ذلك التأثر طفيفاً غير ملاحظاً وقد يتطور لحدوث مشاكل كبيرة في الرؤية تنتهي بفقدان البصر، حيث يوجد عدد من الأسباب التي يمكن أن يحدث على إثرها تلف أو تأذي في الشبكية، ويلاحظ ذلك من خلال بعض الأعراض المزعجة والخارجة عن المألوف، وسنستعرض أبرز تلك الأسباب والأعراض وبعض العلاجات المحتملة لتلف شبكية العين في هذا المقال.
يشير مصطلح اعتلال الشبكية إلى حصول أذى في المنطقة التي تحدث فيها عملية الرؤية في العين والتي تدعى بالشبكية، يحدث هذا الأذى بأعراض متدرجة الخطورة وقد تؤدي في النهاية للإصابة بفقدان البصر، غالباً ما يكون الاعتلال أو تلف الشبكية Damaged Retina بسبب تأذي الأوعية الدموية التي تغذي منطقة الشبكية في العين، ويمكن القول بأن اعتلال الشبكية هو أحد المضاعفات الخطرة التي يمكن أن يصاب بها شخص ما عندما يكون لديه أحد المسببات التي تؤثر سلباً في صحة الأوعية الدموية، وتتمحور تلك المسببات حول عدد من الأمراض والمشاكل الصحية المختلفة التي سوف نتطرق لذكرها في الفقرة التالية.
تلف الشبكية يحدث بشكل أساسي بسبب تأذي الأوعية الدموية التي تغذي منطقة الشبكية أو بسبب ضرر الأنسجة الشبكية في العين بشكل عام، وحدوث ذلك يتعلق بالإصابة غالباً بمشاكل صحية أخرى بحيث يكون تلف شبكية العين أحد المضاعفات الخطرة لها، وهذا يسبب عدد من المشاكل التي تعد عوامل لتلف شبكية العين وأنواع له في الوقت ذاته، ومنها: [2-1]
أعراض تلف شبكية العين غالباً لا تكون واضحة في المراحل الأولى من الإصابة، وهي لا تتوضح إلا بعد وصول الإصابة لمرحلة الخطورة، لذا عند ملاحظة أي من الأعراض التالية يتطلب ذلك استشارة طبية فورية: [2-1]
- تشوه الرؤية: الشعور بغباش وتشوه في الرؤية وعدم وضوح الرؤية بشكل عام.
- ضعف أداء العينين: صعوبة في أداء العديد من المهام التي تطلب رؤية جيدة كالقراءة ومشاهدة التلفاز أو الرسم أو إنجاز الأعمال اليدوية وغيرها.
- بقع العين: ظهور مفاجئ لبقع متحركة في العين ومختلفة الأحجام أو خطوط في العين تزعج الرؤية.
- رؤية ضعيفة للأطراف: الشعور بضعف الرؤية في أطراف العين ووجود عتمة فيها وازدواجية الرؤية بعض الأحيان.
- الرؤية المركزية: حدوث حالة من الرؤية المركزية المشوهة أو القاتمة.
التشخيص دوماً يعتمد على الحالة المشكوك فيها وعلى نوع الأعراض الظاهرة عند المريض، وبشكل عام يوجد عدد من الأساليب المتبعة لتشخيص التلف المتقدم من شبكية العين نذكر بعض منها فيما يلي: [3]
- اختبار شبكة آمسلر: عبارة عن اختبار يحوي شبكة من الخطوط الأفقية والعمودية المتداخلة مع بعضها لتشكل شبكة، وهي أداة تشخيصية تستخدم للمساعدة في اكتشاف عدد من مشاكل العين المتعلقة بضرر وتلف الشبكية، أبرزها التنكس البقعي، حيث يعرض الطبيب تلك الشبكة على المريض ثم يسأله فيما إذا كان يشاهد تشوهاً أو تكسراً في الخطوط، وهذا يدل الطبيب على مدى الضرر الحاصل في الشبكية.
- التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT): وهو عبارة عن اختبار يعطي صورة دقيقة عن وضع الشبكية في العين، مما يساعد في تشخيص سبب تلف الشبكية في العين.
- الموجات فوق الصوتية: يساعد تسليط أمواج صوتية عالية التردد في رؤية عدد من بنى العين بما في ذلك الشبكية، مما يسهم في وضع تشخيص لحالة المشكلة الموجودة في الشبكية وخصوصاً في حال وجود أورام في العين.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: أو التصوير المقطعي: وهي طرق قليلة الاستخدام ولكنها يمكن أن تساعد أحياناً في تشخيص إصابات شبكية العين.
- التصوير بالفلوريسين: وهو عبارة عن طريقة لتحديد الأوعية الغير سليمة في شبكية العين، حيث يتم استخدام نوع من الأصبغة يدعى الفلوريسين يجعل الأوعية الدموية تضيء بتأثير نوع خاص من الضوء، مما يؤدي لتحديد الأوعية المسدودة أو المتمزقة أو الغير طبيعية في الجزء الخلفي من العين.
- التصوير بالأندوسيانين الأخضر: وهو أيضاً صباغ يستخدم لرؤية الأوعية الدموية في شبكية العين، ولكنه يساعد في رؤية الأوعية العميقة بشكل أفضل، وهذا الصباغ يتألق عند تسليط الأشعة تحت الحمراء عليه.
علاج تلف شبكية العين يكون إما خطوة إسعافية لمنع تقدم المرض وتفاقمه، أو يكون محاولة لإعادة جزء من القدرة على الرؤية بعد الوصول لحالة متقدمة من تلف الشبكية، وتشمل العلاجات الأكثر شيوعاً ما يلي: [5-4]