أسباب كثرة التثاؤب وعلاج التثاؤب
كلنا نتثاءب أكثر من مرة في اليوم، وحتى الحيوانات تفعل هذا أيضاً. وعندما يتثاءب الشخص الذي معك تنتقل لك العدوى فتفعل مثله أيضاً، بل أنه حتى التفكير بموضوع التثاؤب يجعلك تفتح فمك وتتثاءب، ولا بد أنك فعلت ذلك عند قراءتك للعنوان.
في هذا المقال سوف نناقش موضوع التثاؤب وخصوصاً عندما يكون متكرراً أو كثيراً.
يمكن أن تتسبب بعض الحالات بحدوث رد فعل معين مما يؤدي إلى التثاؤب المفرط، فيكون هناك نشاط متزايد في العصب المبهم الذي يمتد من الدماغ إلى الحلق مروراً بالبطن، وعندما يصبح العصب المبهم أكثر نشاطًا ، ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل ملحوظ. مما قد يشير إلى عدة أمور منها ما هو عادي ومنها ما هو جدي وخطير مثل: [1،2]
- الأرق وقلة النوم: فلا بد أن السبب المعروف لدى الجميع هو النعاس والحاجة للنوم إما لسد الاحتياج اليوم للنوم أو بسبب بعض العلاجات والأدوية.
- الملل: فقد يؤدي الملل والرتابة لزيادة التثاؤب أيضاً.
- توقف التنفس أثناء النوم: فهذا الأمر يؤدي للتثاؤب أيضاً لرفع نسبة الأكسجين وتعويضها لإصلاح الأمر.
- بعض الأمراض أو الأعراض الصحية: مثل حدوث نزيف حول القلب أو نوبات قلبية أو الصرع أو أورام في المخ أو تليف في الكبد أو التصلب المتعددة أو السكتة الدماغية.
لذلك يجب مراجعة الطبيب إن لاحظت تثاؤباً متكرراً بالرغم أنك لا تشعر بالتعب أو الملل أو النعاس، أو أنه ليس هناك أسباب منطقية له، وهو بدوره سيجري لك اللازم كصورة EEG للكشف عن النشاط الكهربائي للدماغ، كما قد يطلب صورة رنين مغناطيسي للكشف عن مشكلات في الدماغ أو في القلب أو النخاع الشوكي.
هناك العديد من النظريات التي تفسر رد فعل أجسادنا اللاإردي عن طريق التثاؤب المعتدل منها: [1،3]
- تنظيم درجة حرارة الدماغ: فاستنشاق الكثير من الهواء يساعد في تبريد الدماغ، لذلك نحن نتثاءب أكثر في فصل الصيف من فصل الشتاء كما وجدت دراسة نشرت عام 2014 في مجلة Physiology & Behavior. فتؤدي الأنفاس العميقة والفم المفتوح إلى تبريد الدماغ قليلاً، لكن الدليل على أن هذا سبب حقيقي للتثاؤب ليس مقنعًا؛ فنحن لا نتثاءب عادة عند ممارسة الرياضة أو اللعب في الشمس.
- إدخال المزيد من الأكسجين للجسم: هناك نظرية منطقية ولكنها غير مؤكدة تفيد أن سبب التثاؤب هو زيادة تركيز الأكسجين في الدم أو إزالة ثاني أكسيد الكربون؛ يبدو هذا منطقيًا لأن التثاؤب يجلب المزيد من الأكسجين مع التنفس العميق ويزيل الزفير ثاني أكسيد الكربون أكثر من التنفس المعتاد، لكن بحثاً قد عرض أشخاص لبيئات فيها نسبة أكسجين منخفضة ونسبة ثاني أكسيد الكربون مرتفعة لم يسجل أن هؤلاء الأشخاص قد تثاءبوا.
- عندما يريد الجسم إيقاظ نفسه: لذلك تجد نفسك تتثاءب عندما تكون متعباً أو عندما تشعر بالملل، فهنا يريد الجسد أن يوقظ نفسه، فتساعد حركة التثاؤب على إدخال المزيد من الأكسجين للجسم و شد الرئتين وأنسجتهما، كما تسمح للجسم بثني عضلاته ومفاصله، ما يدفع الدم نحو وجهك ودماغك لزيادة اليقظة.
- عند تغيير الارتفاع بسرعة: أي كما هو الحال في الطائرة، فعندها تحلق ستجد نفسك تتثاءب بشكل لا إردي أو حتى قد تجبر نفسك على التثاؤب إرادياً محاولاً أن تعادل الضغط داخل أذنيك.
- التعاطف الاجتماعي: وهو ما يفسر تثاؤبنا عندما نرى شخصاً يتثاءب أمامنا حتى لو كان بعيداً عنا، وقد نتثاءب أيضاً بمجرد سماعنا عن التثاؤب أو رؤيتنا لفيديو لشخص يتثاءب، كما تزيد احتمالية هذا لدينا كلما كنا أقرب عاطفياً من الشخص المتثائب.
إن لاحظت أنك تتثاءب أكثر من المعتاد أو أكثر من أقرانك، أو أن التثاؤب يحدث معك أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة مع عدم وجود سبب منطقي ومفسر له كالتعب أو الملل أو الأرق وقلة النوم أو الارتباط المباشر بأدوية معينة، فهذا يعتبر أمراً غير عادي ويستلزم الانتباه لأنه قد يكون عرضاً لمشكلات صحية خطيرة كما ذكرنا مما يستدعي مراجعة الطبيب.
جرب إجراء اختبار ايبورث للنعاس من خلال النقر على هذا الرابط.
لا بد أن كثرة التثاؤب أمراً مزعجاً ومحرجاً للغاية، ناهيك أنه قد يكون عرضاً لمشكلة صحية خطيرة كما ذكرنا سابقاً، من هنا فعلينا علاج كثرة التثاؤب بالطرق التالية: [2،3]
- حسن جودة نومك: إذا كانت كثرة التثاؤب هي بسبب قلة النوم فننصحك بتحسين جودة نومك والنوم بعمق من خلال هذه الخطوات:
- ضمان بيئة صحية ومناسبة لنوم صحي.
- التوجه للسرير للنوم مبكراً ومحاولة الاستيقاظ المبكر كذلك.
- وممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة قبل النوم بساعة وكذلك ممارسة تمرينات الاسترخاء والتأمل للتقليل من التوتر.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة والأشربة التي تحتوي على الكافيين والمنبهات وكذلك تجنب كل ما يوترك وبسبب لك التفكير الزائد.
- اعتماد روتين معين للنوم والالتزام به والاستعانة بالقيلولة لتعويض قلة نوم الليل.
- كما قد ينصحك طبيبك باستخدام جهاز النوم أو بأمور تنظم تنفسك أثناء النوم.
- تخلص من المشكلة الصحية المرتبطة بكثرة التثاؤب: إذا كان التثاؤب الزائد أحد أعراض مشكلة صحية كالصرع أو فشل في الكبد فعليك بمعالجة المشكلة أولاً.
- سيطر على موضوع الأدوية المسببة لكثرة التثاؤب: إذا كانت الأدوية تسبب كثرة التثاؤب فعليك التأكد من هذا الأمر مع طبيبك، الذي قد يوصي بجرعة أقل أو قد يتجاهل الأمر، لكن عليك عدم اتخاذ أي قرار بشأن الأدوية وجرعاتها دون استشارة طبيبك.
- تعود أن تتنفس بطريقة صحيحة: فتنفس من بطنك، وتعود أن تأخذ نفساً عميقاً بين وقت وآخر؛ فخذ النفس من أنفك ببطء ثم امسكه قليلاً ومن ثم أخرجه من فمك، هذا الأمر يساعدك على مد جسدك بالمزيد من الأكسجين وبالتالي الطاقة، كما أن التنفس الصحيح هو علاج للكثير من المشكلات الصحية الخطيرة.
- اقضِ على الملل: فبما أن كثرة التثاؤب قد تكون ناتجة عن الملل والروتين القاتل، فعليك أن تتحرك وتسلي نفسك وتقضي على هذا الروتين.
ذكنا سابقاً بعض الطرق التي تقلل من كثرة التثاؤب بشكل عام، والتي يمكنك إدخالها لروتين حياتك للتقليل من هذه المشكلة، وهنا سنذكر بعض الطرق التي يمكنك اتباعها لإيقاف التثاؤب عندما يهاجمك:
- برد درجة حرارة جسدك: فخذ حماماً بارداً أو اشرب كأساً من البارد البارد أو عصير الفواكه البارد، أو تناول قطعة من الفاكهة.
- تحرك: فالحركة تعدل درجة حرارة دماغك وتقضي على الملل الذي قد يكون هو السبب في كثرة التثاؤب.
- اشغل نفسك: فلا تفكر بكثرة التثاؤب وجد أمراً آخر تفعله أو تفكر فيه.
- بالغ في الثاؤب: تثاءب بشكل مبالغ فيه لمرة واحدة؛ فافتح فمك كثيراً وتجبد، ثم هز رأسك بسرعة يميناً ويساراً، فهذا يساعدك على تقليل عدد مرات التثاؤب، لكن بالطبع عليك أن تفعل هذا عندما تكون وحيداً.
نتمنى أن تكون قد استفدت من هذا المقال ومن باقي مقالاتنا في حلّوها، وإن بدر في ذهنك أي استفسار بهذا الشأن أو بأي شأن يمكنك أن تشاركنا سؤالك من هنا ليساعدك مختصونا وقراؤنا.