الرضاعة في رمضان وتأثير الصوم على الرضاعة
تتساءل الأمهات دوماً مع قدوم شهر رمضان عن الرضاعة في رمضان وهل يمكنها الصيام وهي مرضع، وهل صيامها يؤثر سلباً على صحة الطفل وإدرار الحليب؟ وكيف تحافظ على إدرار حليبها خلال الصيام؟ وهذا ما سنوضح تفاصيله من خلال هذا المقال.
الرضاعة والصيام في رمضان لا يتعارضان ما دامت صحة الأم والطفل جيدة وتسمح بصيام الأم، وعادةً يمكن أن تستمر الأم بالرضاعة الطبيعية في رمضان مع الصيام إذا استطاعت تنظيم جدول غذائي مناسب للرضاعة يعوضها عن العناصر الغذائية التي تفقدها، خصوصاً إذا كان عمر الطفل الرضيع أكبر من 6 شهور.
حيث يلعب عمر الطفل دوراً في تحديد تأثير الصيام على الرضاعة في رمضان، لارتباط عمر الطفل بعدد الرضعات وكمية اللبن في كل رضعة، وقدرة الطفل على الأكل من الطعام العادي، ويظل المعيار الأهم في الرضاعة الطبيعية في رمضان هو صحة الأم والرضيع، وتتبع العلامات التي تشير لسوء التغذية.
تأثير الصيام في رمضان على الرضاعة الطبيعية
تتأثر الرضاعة الطبيعية في رمضان بشكل مباشر بصيام الأم نتيجة عدم قدرة الجسم على تصنيع الحليب الكافي لإشباع الطفل، خاصة الأطفال تحت 6 شهور الذين يعتمدون بشكل كامل على حليب الأم.
أهم تأثيرات الصيام في رمضان على الرضاعة الطبيعية هي نقص السوائل الذي يؤثر على كمية وجودة لبن الأم، ونقص العناصر المغذية والفيتامينات وخصوصاً الحديد وفيتامين ب 12، والعديد من المعادن والفيتامينات الضرورية لتصنع لبن الأم وتغذية الطفل بشكل جيد.
أفضل طريقة لتنظيم الرضاعة الطبيعية مع الصيام في رمضان هي تخزين حليب الأم بالتزامن مع اتباع نظام غذائي مناسب، حيث تقوم الأم بجمع لبن الثدي في الفترة بين السحور والإفطار ووضعها في الثلاجة بأكياس خاصة، لتقدمه لطفلها الرضيع خلال النهار وهي صائمة، ما يقلل من عدد مرات الرضاعة أثناء الصيام.
ويجب أن يتزامن تخزين حليب الأم مع الحصول على العناصر الغذائية المناسبة والسوائل خلال الفترة بين الفطور والسحور، تساعد هذه الطريقة باستخراج لبن الثدي للرضاعة في أفضل وقت عندما يكون جسم الأم متوازناً بالرطوبة والعناصر الغذائية خارج وقت الصيام، إلى جانب تخفيف عبء الرضاعة خلال فترة الصيام.
- عمر الطفل أقل من ستة أشهر: يؤثر الصيام على الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضيع بشكل مباشر إذا كان عمره تحت 6 شهور، لأن الطفل في هذه الحالة لا يحصل على أي مصدر آخر للغذاء، وقد تشعر المرضع مع الصيام بالتعب العام والإرهاق والدوار والغثيان، ويجب على الأم أن تستشير الطبيب إذا شعرت أنها غير قادرة على الصيام مع الرضاعة وبإمكانها أن تفطر.
- عمر الطفل بين ستة أشهر وسنة: يقل تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية إذا كان عمر الطفل فوق 6 شهور، حيث يستطيع الطفل في هذا العمر شرب الماء والحصول على عدد كبير من الأطعمة العادية التي تعوضه عن حليب الأم، ويمكن أن تستمر الأم بالإرضاع في رمضان مع الصيام ما دام الطفل يقبل الطعام العادي وتظهر عليه علامات الشبع، وعلى الأم المرضع التي تصوم في رمضان مراقبة وزن طفلها لتتأكد أنه يحصل على كفايته من الطعام، وينصح بتجنب الحليب الصناعي ما دامت الأم قادرة على الإرضاع.
- عمر طفل فوق السنة: غالباً في هذا العمر يكون الطفل قد استقل نوعاً ما بغذائه عن أمه وبدأ بتناول الحليب العادي والعديد من المصادر الغذائية المهمة للطفل لذلك يمكن للأم أن تصوم دون أن تتأثر هي أو طفلها.
في حال كان الطفل يعتمد على مصادر غذائية غير حليب الثدي، وضمان عدم ضرر الطفل من صيام أمه، يمكن للأم أن تصوم مع الحرص على زيادة إدرار حليبها في شهر رمضان، وذلك عن طريق:
تحتاج الرضاعة والصيام في رمضان لجدول غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن والسوائل والألياف، لتعويض العناصر التي تفقدها الأم خلال فترة الصيام، حيث تحتاج الأم المرضع في رمضان 500 سعرة حرارية زائدة عن حاجتها الأساسية من غير الإرضاع، وهنا مثال بسيط عن الجدول الغذائي للرضاعة خلال الشهر الفضيل:
الوجبة الرمضانية
الحاجة الغذائية للمرضع
مصادر التغذية
وجبة الإفطار
وجبة خفيفة لتجنب الاضطرابات الهضمية فيجب أن تكون غنية بالسوائل والكربوهيدرات، ومنتجات الكالسيوم والحديد والفيتامينات.
5 حبات من التمر وكوب من الحليب مع الحرص على تناول كوب من المياه في كل ساعة بما يقارب 2،5 إلى 3 ليتر يومياً، مع طبق من الشوربة سواء كانت خضار أو دجاج أو العدس لتعويض السوائل وتحفيز المعدة على الهضم، مع طبق من السلطة ومصدر الكربوهيدرات يكون باستا أو بطاطا أو أرز.
وجبة العشاء
بعد تحفيز المعدة وتنشيطها يجب أخذ وجبة تحوي بروتينات وفيتامينات ومعادن.
الدجاج أو اللحم أو السمك مع الخضار أو طبق من السلطة الغنية بالعناصر الغذائية.
وجبة السحور
بروتينات مع منتجات الألبان ومصادر الكالسيوم والمعادن للمحافظة على إدرار الحليب خلال الصيام.
البيض أو الفول مع الجبن واللبن الزبادي وخمس حبات من التمر والماء.
وجبات خفيفة
لتعويض السوائل والفيتامينات والمعادن المهمة لإدرار الحليب.
كوكتيل الحليب والفاكهة، يمكن أن تضيف عليه المكسرات والعسل أو عصائر الفواكه الطازجة، كعصير البرتقال، أو الشوفان مع الزبادي.
الرضاعة الطبيعية في رمضان قد تكون سبباً لخسارة بعض الوزن، حيث تنحف الرضاعة في رمضان نتيجة التأثير الطبيعي للرضاعة الطبيعية على وزن الأم، مترافقاً مع تأثير الصيام على الوزن والامتناع عن الطعام لفترة طويلة، وعلى الأم المرضع في رمضان أن تراقب وزنها ووزن الرضيع باستمرار، مع مراقبة علامات نقص التغذية وفقر الدم.
نقص أو انخفاض وزن الأم المرضع في رمضان قد لا يكون أمراً خطيراً ما دام ضمن الحدود الطبيعية ولا يؤثر على صحتها، لكن الخطير هو نقص وزن الطفل الرضيع المتزامن مع صيام الأم في رمضان، ويعتبر نزول وزن الرضيع في رمضان من الأسباب التي يجب أن تدفع الأم للإفطار وتعويض طفلها بالسرعة الممكنة.
هل يجوز الإفطار في رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية؟ حكم الإفطار في رمضان للأم المرضع أنه جائز في حال خافت على نفسها أو طفلها ولم تكن قادرة على الصيام والإرضاع معاً، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة، ويتوجب عليها القضاء وتعويض الأيام التي أفطرت بها، أما في حال كانت بصحة جيدة هي وطفلها فعليها الصيام.
وعند بعض المذاهب يجب على الأم التي تفطر في يوم رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية دفع فدية إفطار رمضان أو الكفارة الصغرى مع قضاء الأيام التي أفطرتها، والفدية تكون إطعام مسكينٍ عن كلِّ يومٍ أفطرته في رمضان، فيما أوجبت مذاهب أخرى القضاء ولم توجب الفدية.
اقرئي أكثر عن أحكام كفارة الفطر في رمضان ومتى يجب دفع الكفارة والقضاء أو القضاء دون كفارة، من خلال النقر على هذا الرابط.
والحالات التي يجوز معها إفطار الأم في رمضان بسبب الرضاعة الطبيعية:
- يجوز للأم الإفطار في يوم رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية إذا خافت على طفلها واستشعرت أن صيامها يؤثر على صحته ونموه.
- إذا خافت الأم على نفسها لأن جسدها ضعيف ولا يحتمل الصيام والرضاعة في رمضان معاً.
- إذا أصاب الأم المرضع مرضٌ أو مكروه يزيد من مشقّة الصيام والرضاعة في رمضان.
- إذا كان حليب الأم ضعيفاً وخافت عليه من الجفاف بسبب الصيام في رمضان.
- إذا كان الطفل الرضيع مريضاً وخشيت الأم أن يؤثر صيامها عليه ويؤخر شفاءه أو يزيد من مرضه. [1-7-6]