الفحص الذاتي للثدي للكشف المبكر عن السرطان
سرطان الثدي هو من الأورام التي يمكن علاجها إذا تم اكتشافها بمراحلها المبكرة، وذلك من خلال الفحص الدوري بصورة الماموجرام خصوصاً بعد سن الأربعين، بالإضافة للفحص الذاتي للثدي الذي يساعد في ملاحظة مبكرة لمقدمات الورم ما يسرّع من طلب العلاج ويجنّب المريضة الخيارات الجراحية واستئصال الثدي.
الفحص الذاتي للثدي (Breast Self-examination) هو فحص منزلي تقوم به السيدة لتتبع أي تغيرات في شكل أو ملمس أو حجم الثديين، حيث يساعد الفحص الذاتي المنتظم للثدي في الكشف المبكر عن السرطان ما ينعكس بشكل مباشر نوع العلاج ومدته وجودة الاستجابة له، ولا يعتبر الفحص الشخصي للثدي دقيقاً ولا يغني عن مراجعة الطبيب المتخصص لإجراء اختبارات أكثر دقة.
في أغلب الحالات تكون التغيرات التي تطرأ على شكل الثدي أو ملمسه ناتجة عن مشاكل حميدة، لكن معظم السيدات اللواتي يصبن بسرطان الثدي لاحظن وجود عقد في الثدي المصاب وتغيرات في الشكل والحجم، ولذلك يعتبر الفحص الذاتي الدوري ضرورياً للكشف المبكر عن السرطان.
يفضل أن تبدأ السيدة بالفحص الذاتي للثدي بشكل دوري مرة شهرياً على الأقل اعتباراً من عمر 20 سنة حيث يكون النشاط الهرموني الذي يلعب دوراً بالإصابة بسرطان الثدي في أعلى مستوياته، ويستمر فحص الثدي المنزلي مدى الحياة ولا يتوقف مع سن اليأس كما هو شائع، كما يفضل أن تقوم كل سيدة بتصوير الثدي صورة ماموجرام (Mammogram) كل سنتين بعد سن 45 سنة وحتى عمر 75 سنة، وقد ينصح الطبيب بصورة الرنين المعناطيسي حسب مدى خطورة تعرض السيدة للسرطان.
الوقت المثالي لإجراء الفحص الذاتي للثدي هو بعد انتهاء الحيض بعدة أيام وقبل منتصف وقت الدورة القادمة، للتأكد أن تغير شكل أو ملمس الثدي غير مرتبط بأعراض الدورة، ويجب تجنب إجراء الفحص الذاتي للثدي في موعد الحيض والدورة الشهرية أو خلال الحمل، حيث تكون غدة الثدي متضخمة ومحتقنة فيصعب جس الثدي وكشف الكتل الصغيرة في حال وجودها.
يتكون الفحص الذاتي للثدي من أربع خطوات أساسية لكل منها وضعية وإجراءات خاصة، وتهدف جميعها للكشف عن أي تغير في شكل الثدي قد يكون من العلامات المبكرة للإصابة بسرطان الثدي أو يدل على مشاكل أخرى حميدة، وهذه الخطوات هي:
- الأول بشكل سطحي وذلك لاكتشاف العقد السطحية.
- الثاني بشكل أعمق قليلاً للكشف عن الكتل متوسطة العمق.
- الثالث هو الجس العميق لاكتشاف الكتل الموجود ضمن عمق نسيج الثدي.
ينصح باستشارة الطبيب في حال لاحظت المريضة أي تبدل في بنية الثدي خلال الفحص الذاتي وعلى وجه الخصوص:
- تغير بقوام وملمس الثدي أو شكله، بما في ذلك ظهور نتوءات أو بروز عن النسيج المحيط، أو تغير التناظر بين الثديين.
- تغيرات في الحلمة، إذا أصبحت مقلوبة أو غائرة وليست بارزة.
- خروج مفرزات دموية من الحلمة أو سوائل أو قيح.
- وجود احمرار أو حرارة أو احتقان وألم في الثدي.
- كتلة أو عقدة موجودة في الإبط أو بالقرب منه.
- ظهور الحكة أو تقرح وطفح على الثدي.
- يحتاج لممارسة وخبرة: يعتمد الفحص الذاتي للثدي بالدرجة الأولى على ذاكرة السيدة الحسية والبصرية وعلى معرفتها بما هو طبيعي وما هو غير طبيعي، لذلك قد لا يكون الفحص الأول أو الثاني ذا معنى في كثير من الحالات، ولكن مع الممارسة المنتظمة للفحص الذاتي للثديين تستطيع السيدة معرفة ملمس الثدي وشكله الطبيعي وتمييز التغيرات في معظم الحالات.
- القلق الناجم عن العثور على كتلة ما: معظم الكتل التي تجدها النساء بالفحص الذاتي للثدي ليست سرطانية وهي كتل حميدة، ومع ذلك فإن العثور على كتلة أو عقدة في الثدي سوف يجعل السيدة قلقة حول هذه الكتلة وطبيعتها، وبالتالي قد تعيش عدة أيام من القلق حتى الحصول على نتائج الفحوصات الطبية أو رؤية الطبيب، ومع ذلك لا يجب أن تطمئن السيدة وتتجاهل أي تغير تلاحظه في شكل الثدي.
- يحتاج للتأكيد باختبارات أكثر دقة: عندما تكتشف السيدة من خلال الفحص الذاتي كتلة أو عقدة سيطلب منها الطبيب إجراء بعض الاختبارات الطبية، مثل صورة الماموجرام أو تصوير الثدي بالمرنين المغناطيسي أو تحليل خزعة من نسيج الثدي، وقد تشعر السيدة أنها تقوم بإجراءات كثيرة دون داعي عندما تظهر النتائج أن الكتلة حميدة، هذا قد يقلل ثقة السيدة بالفحص الذاتي.
- المبالغة في تقدير فائدة الفحص الذاتي للثدي: إن الاعتماد على الفحص الذاتي للثدي لوحده لا يكفي، فهو ليس بديلاً عن الفحص السريري الذي يجريه الطبيب خلال الزيارة أو عن صورة الثدي (الماموغرام) أو الإيكو أو الرينين، وأحياناً يتم كشف كتل صغيرة بصورة الماموغرام لا يمكن كشفها بالفحص الذاتي للثدي، لذلك يجب التعامل مع الفحص المنزلي للثديين على اعتباره مؤشر مساعد على الكشف المبكر فقط.
هل الفحص الذاتي للثدي دقيق
لا يمكن الاعتماد على فحص الثدي ذاتياً بشكل منفرد، سواء في تشخيص الإصابة أو السلامة، وإنما يعتبر الفحص الذاتي المنزلي الدوري للثديين وسيلةً سهلة وسريعة وغير مكلفة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، تساعد النساء على طلب المساعدة الطبية في وقتٍ مبكّر، ويعتبر الكشف المبكّر عن سرطان الثدي مفيداً جداً في تحديد آليات العلاج ومدته وفاعليته.