نظرية التعلم المستند إلى الدماغ خصائصها
تتنوع نظريات التعليم وطرقه وتتطور باستمرار بغية الوصول إلى أنسب طريقة تعليمية يمكن من خلال تطوير المناهج ومستوى الطلاب وقدراتهم، ومن بين الوسائل الحديثة في التعليم ما يعرف بنظرية التعلم المستند إلى الدماغ، فما هي نظرية التعلم المستند إلى الدماغ، وما هي خصائص هذه النظرية ومبادئها، وكيف يمكن تطبيقها؟ كل ذلك سوف نتعرف عليه في المقال التالي.
نظرية التعلم المستند إلى الدماغ (بالإنجليزية: Brain-based learning) من الوسائل التعليمية الحديثة التي تعتمد على استغلال قدرات الدماغ وخصائصه في التعليم، استناداً إلى نتائج الأبحاث العلمية في علوم الأعصاب والدماغ وعلم النفس، لفهم الطريقة التي يتفاعل فيها الدماغ مع التعلُّم، والعوامل التي تؤثر على فاعلية التعليم والاستيعاب والاكتساب.
تعتمد نظرية التعلم المستند إلى الدماغ على مجموعة من التقنيات والوسائل التفاعلية التي تساعد على تحفيز الخلايا العصبية وتطوير مهارات الدماغ في التفكير المنطقي والناقد ومهارات حل المشكلات، ومن أهم وسائل التعليم المستند على الدماغ المناظرات المباشرة والتعليم التعاوني والتعليم بالتحدي وغيرها.
من جهة أخرى تراعي نظرية التعليم المستند إلى الدماغ العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في عملية الاستيعاب والاكتساب، مثل الحالة العاطفية والنفسية للطالب، والصحة الجسمانية وتأثير النشاط البدني والتغذية الصحية على التعلّم.
تستند طريقة التعلم المستندة للدماغ إلى استراتيجيات متعددة تهدف إلى تحفيز المسارات العصبية وخلايا الدماغ لتعزيز عملية التعلُّم، وأهم استراتيجيات التعلم المستند على الدماغ:
تتميز عملية التعلم المستندة إلى الدماغ بعدد من الخصائص المميزة، ومن هذه الخصائص:
- التعلم يحدث عن طريق تفاعل الخلايا العصبية في الدماغ، وهذا أحد أهم أسس نظرية التعلم المستند إلى الدماغ، فيحدث التعلم عن طريق تفاعل الخلايا العصبية في الدماغ، وتغيير الاتصالات العصبية وتوسيع شبكات الخلايا العصبية والحفاظ على المرونة العصبية في الدماغ، وكل ذلك بطريقة تناسب آلية الدماغ في التعلم من جهة ونوع المعلومة المراد تعلمها من جهة أخرى.
- التعلم يتم عن طريق الخبرات الحياتية والتجارب العملية فوجود أي خبرة سابقة يمكن استخدامها كمثال حي على المعلومة المراد تعلمها له دور كبير في سرعة فهم المعلومة ورسوخها.
- العملية التعليمية تتم بشكلٍ أفضل عندما يتم توفير بيئة تعليمية مناسبة وملائمة للتلميذ، تساعد على تحفيز الخلايا العصبية في المناطق المختلفة من الدماغ، فالبيئة التعلمية لها دور كبير في عدة نواحي مثل زيادة انتباه الطالب وزيادة رغبته في التعلم وتشجيعه على تلقي المعلومات وحفظها.
- التعلم يتطلب الانتباه والتركيز والتدريب المستمر، والتوجيه الصحيح، وهذه تعتبر من آليات التعلم التي يعتمدها الدماغ والتركيز على هذه الخاصية من شأنه زيادة احتمال نجاح عملية التعلم المستند للدماغ.
- الذاكرة والمشاعر والمكافأة والعقاب تؤثر على العملية التعليمية، فهذه المشاعر إذا استطاع المعلم ربطها بطريقة ما بالمعلومة المراد إيصالها للطالب تساهم بشكل كبير من حيث التحفيز أو التركيز على استيعابها وحفظها.
- العملية التعليمية تتغير وتتكيف مع أسلوب التعلم، لذلك تستهدف نظرية التعلم المستند للدماغ توسيع شبكات الخلايا العصبية في الدماغ، وتحسن تواصل الخلايا العصبية في المناطق المختلفة من الدماغ، بمعنى أن الممارسة أيضاً للطريقة تلعب دور في زيادة فعليتها فكلما تعلم الطالب أكثر بهذه الطريقة كلما زاد تركيزه عليها ونجاحه في التعلم من خلالها..
- تحسين عمليات الذاكرة: يساعد التعلم المستند إلى الدماغ على تحسين الذاكرة والاستيعاب والتذكر، وذلك من خلال استخدام الرسومات والمخططات والتدريبات المتكررة والمراجعة المتكررة، والتي أثبتت فاعليتها بناء على دراسات المخ والأعصاب والآلية التي يحتفظ فيها الدماغ بالمعلومات أو يتخلص منها.
- تعزيز الإبداع والتفكير الناقد: من فوائد التعلم المستند إلى الدماغ أنه يعمل على تعزيز الإبداع والتفكير الناقد وتحفيز الطلاب على حل المشكلات والتحديات التعليمية بأساليب مختلفة وإيجاد حلول جديدة ومبتكرة، وذلك من خلال وضع الطلاب أمام تحديات عملية تحفّز الدماغ على التفكير والنشاط للبحث عن الحلول.
- تعزيز القدرات الذهنية: تتطور بعض القدرات الذهنية لدى الطالب عند استخدام طريقة التعلم المستند إلى الدماغ، ومن هذه القدرات التركيز والانتباه والتفكير الإبداعي والمنطقي والتحليلي والنقدي، حيث يعتمد التعلم المستند إلى الدماغ على تنشيط المراكز العصبية المسؤولة عن هذه المهارات.
- تحسين الاستيعاب: الأساليب المباشرة التي تخاطب بها طريقة التعلم المستند إلى الدماغ عقل الطالب وأفكاره تؤدي بالضرورة إلى تحسين الاستيعاب وفهم المفاهيم والمواد التعليمية بشكلٍ أفضل، وذلك من خلال استخدام مختلف الأساليب التعليمية المتنوعة والملائمة لاحتياجات الطلاب، وتقليل صعوبات التعلم.
- تحسين الأداء الأكاديمي: في حال استخدام طريقة التعلم المستند إلى الدماغ بشكلها الصحيح فغالباً سوف تساهم في تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم لتحسين مخرجات العملية التعليمية.
- تحسين الاستخدام الفعال للتكنولوجيا: لطريقة التعلم المستند إلى الدماغ أهمية كبيرة في التأثير على الاستخدام الفعال للتكنولوجيا في العملية التعليمية وتعزيز القدرة على استخدام التكنولوجيا في التعلم والتعليم بشكل أكثر تنظيماً وفاعلية