-

احذروا من علامات اللامبالاة!

احذروا من علامات اللامبالاة!
(اخر تعديل 2025-03-01 07:48:25 )

تقول الدكتورة الروسية الشهيرة: "إذا كان الشخص يشعر بأن حالته يوم الاثنين لا تختلف عن حالته في يوم الجمعة الماضي، فإن الخطوة الأولى هي تحديد أسباب هذا الشعور. هل هو نتيجة نقص في أشعة الشمس؟ أم أنه ناجم عن الإجهاد؟ أم توجد أسباب أخرى تفسر هذه الحالة؟"

آثار اللامبالاة

يعاني العديد من الأفراد في نهاية الأشهر الباردة والمظلمة من أعراض اللامبالاة وفقدان الشغف. هذا الشعور قد يترافق مع فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية التي كانت تُدخل البهجة إلى حياتهم. وفقاً للدكتور رشيد حميدولين، المعالج النفسي، فإن متلازمة اللامبالاة تتمثل في غياب المشاعر والشعور بعدم الاكتراث بما كان يُسعد الشخص سابقاً.

أشكال متلازمة اللامبالاة

يمكن أن تظهر هذه المتلازمة بأشكال متعددة، تبدأ من صعوبة أداء المهام اليومية البسيطة إلى فقدان الاهتمام بالحياة بشكل كامل. يتميز هذا الشعور بالفراغ وانعدام الدافع، مما يجعل الشخص يواجه صعوبة في اتخاذ قرارات بسيطة مثل اختيار الملابس أو الذهاب إلى المتجر.

علامات التحذير

يقول الدكتور رشيد: "تبدأ علامات متلازمة اللامبالاة غالباً بشكل تدريجي، مثل انخفاض النشاط وصعوبة التواصل. ومع مرور الوقت، قد يشعر الشخص أن كل شيء حوله فقد معناه. إذا تجاهل هذه الأعراض، فإن اللامبالاة قد تؤدي إلى الانفصال الكامل عن العالم الخارجي وحتى رفض الاعتناء بالنفس."

أسباب اللامبالاة

تتنوع أسباب اللامبالاة، وغالباً ما تكون المشاكل النفسية مثل فرض مطالب عالية جداً على الذات، أو عدم القدرة على تحديد الأهداف والقيم، هي من العوامل الأساسية. ومع ذلك، يجب أن نعي أن اللامبالاة قد تكون أيضاً نتيجة لاضطرابات عقلية أكثر خطورة مثل الاكتئاب أو الفصام.

مكافحة اللامبالاة!

لمكافحة اللامبالاة، يجب البدء بخطوات صغيرة. يمكن للشخص تخصيص بضع دقائق يومياً لممارسة الأنشطة البسيطة التي كانت تُسعده في السابق، مثل المشي أو الاستماع إلى الموسيقى أو القراءة. يُعرف هذا الأسلوب باسم "التنشيط السلوكي"، وهو يساعد على استعادة الاهتمام بالحياة، حتى وإن بدا الأمر صعباً في البداية.

العناية الذاتية

يؤكد الأطباء على أهمية الراحة المنتظمة والعناية بالنفس، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، تناول الطعام الصحي، وتجنب الإجهاد المفرط، حيث تساعد هذه العوامل في استعادة الطاقة.

طلب المساعدة

لا ينبغي الخوف من طلب المساعدة من طبيب نفسي أو طبيب إذا استمرت حالة اللامبالاة أو تفاقمت، لأنه مع العلاج والدعم المناسبين، يمكن استعادة الدوافع وتحسين الحالة الصحية العامة.

متى تكون اللامبالاة من أعراض المرض؟

إذا كانت نتائج الفحوصات والتحاليل تشير إلى أن الشخص بصحة جيدة، رغم شعوره بالضعف وسوء المزاج، فما العمل؟ تشير الدكتورة تاتيانا رومانينكو، طبيبة الأسرة، إلى أنه إذا لم يتم اكتشاف أي مرض، فإن السبب قد يكون قلة الحركة.

أهمية الحركة

هذا لا يعني بالضرورة الذهاب إلى صالة الرياضة أو الجري لساعات طويلة، بل يعني ضرورة تحريك عضلات الجسم بشكل طبيعي من خلال المشي وممارسة التمارين البدنية. لماذا لا نقوم بالتجول مساءً بدلاً من الجلوس أمام التلفاز أو الكمبيوتر؟

في النهاية، تعتبر اللامبالاة من الأمور التي يجب التعامل معها بجدية، فمع فهم الأسباب واتباع الخطوات المناسبة، يمكننا جميعاً استعادة شغفنا بالحياة.


كامل العدد ++ الحلقة 2