داء "اسكايبوس" يهدد الأسرى الفلسطينيين
داء "اسكايبوس".. معاناة الأسرى الفلسطينيين
في السنوات الأخيرة، كشفت الصور التي رافقت الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين عن جزء بسيط من الفظائع التي يعانون منها في سجون الاحتلال الإسرائيلي. حيث أظهرت هذه الصور انتشار مرض "اسكايبوس" (الجرب) بين الأسرى، مما يعكس مدى الإهمال الطبي وانعدام النظافة الشخصية والعامة في تلك السجون.
واقع مرير في زنازين الاحتلال
بين جدران السجون المغلقة، تعيش معاناة خفية لا يدركها إلا من عاش بين تلك الجدران. الأسرى ليسوا فقط محبوسين، بل يعانون يومياً من مرض ينتشر بين صفوفهم كالنار في الهشيم. ففي غرفة صغيرة تكاد تتسع لـ12 أسيراً، قد يصاب 6 إلى 8 منهم بهذا المرض. الحكة الشديدة التي تعتري أجسادهم تمنعهم من النوم وتزيد من معاناتهم الجسدية والنفسية.
شهادات من داخل السجن
يتحدث الأسرى المحررون عن تجاربهم المؤلمة، حيث أكد ماجد عبد اللطيف أن الجنود كانوا يقدمون لهم الشامبو كنوع من السخرية، لكنهم كانوا يستعيدونه بعد فترة قصيرة، مما يبرز التلاعب بمشاعرهم. أما الأدوية، فلم تكن سوى بضع حبات من "البندول" لتسكين الألم، بينما يحتاج مرض "اسكايبوس" إلى مرهم خاص غير متوفر.
ويؤكد الأسير المحرر موسى إبراهيم دويكات أنه كان يجلس لأيام في زاوية غرفته المظلمة، يتجنب أي تماس مع الآخرين خوفاً من نقل المرض. ويصف الحياة في السجن بأنها ليست مجرد حبس للجسد، بل هي سجن للألم والمعاناة حيث لا يوجد نوم ولا راحة.
الإهمال الطبي في سجون الاحتلال
يقول الأخصائي في الأمراض الجلدية، د. حسام خريم، إن مرض "الجرب" ينتقل عبر التلامس المباشر أو من خلال استخدام الأغطية المشتركة. الظروف داخل السجون، من الازدحام إلى انعدام النظافة، تسهم في تفشي المرض بين الأسرى. إذا لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب، فقد تتطور الأمور إلى التهابات بكتيرية في الدم أو الكلى، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
ويؤكد خريم أنه من شبه المستحيل تجنب العدوى في ظل غياب العلاج، حيث لا توجد ملابس بديلة أو مواد تنظيف، مما يؤدي إلى تفشي المرض بشكل كبير. كما أن إدارة السجون تستخدم مرض الجرب كوسيلة للتنكيل بالأسرى، حيث يتم تجاهل حقوقهم في العلاج والرعاية الصحية.
تأثيرات خطيرة على الصحة العامة
نادي الأسير الفلسطيني أكد أن الغالبية العظمى من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم يعانون من مشاكل صحية عديدة، بما في ذلك "الجرب". وقد أظهرت الفحوص الطبية أن العديد من الأسرى يعانون من مشاكل صحية أخرى نتيجة للإهمال والعلاج غير المتوفر.
لقد تم توثيق العديد من الشهادات من الأسرى المفرج عنهم حول كيف أن إدارة السجون استخدمت مرض الجرب كأداة للتنكيل بهم، مما أثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والجسدية. وقد أظهرت الصور التي التقطت لهم بعد الإفراج كيف تغيرت ملامحهم نتيجة لما تعرضوا له من معاناة.
باختصار، يظل داء "اسكايبوس" رمزاً لمعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث يتعرضون لأبشع أنواع الإهمال والتعذيب، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لحماية حقوقهم الإنسانية.
الدم الفاسد الحلقة 7