-

المضادات الحيوية وتأثيرها على البكتيريا

المضادات الحيوية وتأثيرها على البكتيريا
(اخر تعديل 2025-06-15 01:04:21 )

المضادات الحيوية وتأثيرها الغريب على البكتيريا

في دراسة حديثة، توصل باحثون أميركيون إلى نتائج مثيرة حول تأثير المضادات الحيوية، حيث أظهروا أن هذه الأدوية، التي يُفترض أنها تهدف إلى القضاء على الالتهابات، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تنشيط البكتيريا بدلاً من القضاء عليها. هذا ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الأدوية وأثرها على صحتنا.

الأبحاث الجديدة من جامعة روتجرز

كان يُعتقد لوقت طويل أن المضادات الحيوية تعمل على القضاء على البكتيريا الضارة، ولكن فريق من العلماء في جامعة "روتجرز" كشفوا أن أحد أكثر الأدوية شيوعاً لعلاج التهابات المسالك البولية، وهو "السيبروفلوكساسين"، قد يُعطي البكتيريا فرصة للبقاء والتطور. هذا الاكتشاف يمكن أن يغير فهمنا لكيفية تأثير هذه الأدوية على البكتيريا.
شراب التوت الحلقة 103

كيف يؤثر السيبروفلوكساسين على البكتيريا؟

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة "Nature Communications"، فإن دواء السيبروفلوكساسين يسبب خللاً في توازن الطاقة داخل خلايا بكتيريا الإشريكية القولونية. بدلاً من الموت، تعمل هذه البكتيريا على تسريع عملية التنفس لديها، مما يؤدي إلى إنتاج أشكال نشطة من الأكسجين، ويحفز استجابة إجهادية. بعض الخلايا تدخل في حالة من السبات لتجنب تأثير الدواء، مما يجعلها قادرة على البقاء لفترة أطول، وبالتالي قد تسبب التهابات متكررة.

نتائج التجارب المخبرية

أظهرت التجارب أن البكتيريا تحت تأثير الإجهاد تبقى على قيد الحياة بمعدلات أعلى بعشر مرات مقارنة بالبكتيريا الطبيعية، كما تتمتع بسرعة أكبر في التحور. وقد أظهرت الدراسات أن هذه البكتيريا المكتسبة لمقاومة الدواء تتعرض لتلف في الحمض النووي نتيجة للإجهاد الأكسجيني، وعندما يتم إصلاح هذا التلف، تحدث أخطاء تؤدي إلى طفرات بكتيرية جديدة.

تأثيرات أخرى للمضادات الحيوية

تشير الأبحاث إلى أن المضادات الحيوية ليست فقط تعزز مقاومة البكتيريا، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تحفيز استجابة الإجهاد لدى بعض الكائنات الحية الدقيقة، مثل المتفطرة السليّة المسببة لمرض السل. هذا التفاعل المعقد بين الأدوية والبكتيريا قد يعقد جهودنا في مكافحة العدوى.

الإرشادات المستقبلية

وفقًا للخبراء، قد تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى حوالي 1.27 مليون حالة وفاة سنويًا. لذا، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار التأثيرات الأيضية لهذه الأدوية للحفاظ على فعاليتها. ومن بين الحلول المقترحة:

  • اختبار الأدوية بحثًا عن الآثار الجانبية المرتبطة بالطاقة.
  • استخدام مثبطات الاستجابة للإجهاد.
  • تجنب الجرعات العالية التي قد تؤدي إلى تأثيرات معاكسة.