دعاء حسن الخاتمة من القرآن
قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) العنكبوت آية 57، والفَطنُ مَنْ عَمِلَ لآخرته، واستعد للقاء ربه، فخير الدعاء دعاء يقينا عذاب الآخرة وحرّ جهنم ويقربنا من خالقنا، ويختم حياتنا بالعمل الصالح، وينجينا من مصارع السوء، فما هو فضل دعاء حسن الخاتمة؟ وماهي أدعية حسن الخاتمة من القرآن الكريم والسنة النبوية؟
اللَّهُمَّ ارزقنا حُسْنَ الختام والموت على الإسلام، اللَّهُمَّ اجعلنا من المخلصين بالإيمان وتوفانا على دينك وسنّة نبيك عليه الصلاة والسلام، اللَّهُمَّ هوِّن علينا سكرات الموت وثبتنا عند السُّؤال وارحمنا من عذاب القبر، اللَّهُمَّ اجعل قبري روضةً من رياضِ الجنَّة ولا تجعله حفرةً من حُفَرِ النَّارِ، أعوذ بالله من فتنة الدنيا وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله من النفس الأمّارة بالسوء، اللَّهُمَّ لا تفتنا في ديننا واجعلنا من القوّامين الصوّامين الصالحين، وأجرنا من عذاب النار وسوء السبيل وسوء الخاتمة، سبحانك لا إله إلّا أنت وإليك النشور وإليك المصير.
- دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحسن الختام: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلينَا الإيمانَ وزيِّنهُ في قُلُوبِنَا، وكَرِّهْ إلينَا الْكُفْرَ والفُسُوقَ والعِصْيَانَ، واجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وأحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وألحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا ولاَ مَفْتُونِينَ). وهو دعاء الرسول يوم أحد، رواه عبيد بن رفاعة الزرقي عن والده وأورده الألباني في الصحيح.
- (اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي) وهو من أفضل أدعية حسن الختام خصوصاً للمهموم واليائس، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلّم: لا يَتَمَنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ لِضُرٍّ نزل به، فإن كان لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا، فلْيَقُلْ هذا الدعاء. رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وأخرجه مسلم في الصحيح مسلم.
- "يا مُقلبَ القلوب ثبّت قلبي على دينك" وهو من أجمل أدعية الرسول بحسن الخاتمة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُكثرُ من هذا الدعاء، ولما سألوه قال: القلوبَ بينَ إصبعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبُها كيفَ يشاءُ. أخرجه الترمذي وأحمد.
- كانَ من دعاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم لحسن الخاتمة: (اللَّهُمَّ أحسِن عاقبتَنا في الأمورِ كُلِّها وأجِرنا مِنَ خزيِ الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ)، من حديث بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ وضعفه الألباني في السلسلة، ويشمل هذا الدعاء على سؤال الله جل في علاه بأن يختم بالحسن أعمالنا في الدنيا والآخرة، ويقينا عذابه يوم يبعث عباده.
- (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرّ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه مسلم في الصحيح، وكان صلى الله عليه وسلم يردد هذا الدعاء ويكثر منه لأهميته في طلب خير الدنيا وحسن الخاتمة.
- من أفضل أدعية الرسول بحسن الخاتمة في شهر رمضان: (اللَّهُمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأخرجه الترمذي وآخرون، ويكرر في العشر الأخير من رمضان وفي ليلة القدر، لما لهذا الدعاء من خير كثير في قبول العمل وحسن الخاتمة.
- (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران آية 8، لسان المؤمنين الصادقين يلهج بالدعاء لله، بأن يبارك لهم في نعمة الهداية والصلاح، وأن يثبتهم على صراطه المستقيم ويختم أعمالهم بما هداهم إليه.
- أفضل دعاء لسحن الخاتمة من القرآن: (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚرَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) آل عمران آية 193. في هذا الدعاء يدعو أصحاب النبي رضوان الله عليهم، بأنه كما منّ الله عليهم باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يغفر لهم ذنوبهم ويكفر عنهم سيئاتهم، وأن يحسن ختامهم ويثبتهم على طريقه ويختم لهم بالصلاح.
- من أدعية القرآن لحسن الخاتمة: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيث ۚفَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ۖتَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) يوسف آية 101، دعاء سيدنا يوسف عليه السلام، إذ يُقِرُّ بنعم الله الوافرة عليه، ثم يناجي ربه بأن يختم حياته على الإسلام والصلاح، وأن يحشره في زمرة الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
- أشهر دعاء حسن الخاتمة من القرآن: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة آية 201، فالمؤمنون يدعون ربهم في الآية الكريمة أن يرزقهم من نعيم الدنيا والعمل الصالح فيها، ويطلبون من ربهم جل في علاه أن يقيهم عذاب جهنم وما قرب إليه من عمل .
- دعاء أهل الجنة من القرآن: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران آية 16، يدعو المؤمنين ربهم بإيمانهم أن يغفر لهم ذنوبهم وإسرافهم في أمرهم، ويطلبون السلامة والنجاة من نار جهنم.
- (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) الفرقان آية 66،65، وهو دعاء أهل الإيمان والصلاح أن يثبتهم الله على صالح العمل ليقيهم نار جهنم.
- دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام بحسن الختام: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء 87-89، يطلب النبي إبراهيم عليه السلام من ربه ألا يلحق به الخزي والذل يوم النشر والعرض، يوم لا ينفع كثرة المال والأولاد أحداً من العباد، إلا من أتى الله بقلب سليم من الكفر والرذيلة والعصيان.
- (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) آل عمران آية 194.
- اللَّهُمَّ ربّ كل شيءٍ ومليكه فالق الحَبّ والنوى، ازرقنا حسن الخاتمة واغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر، اللَّهُمَّ يا حنَّان يا منَّان اجعل أحسن أعمالنا خواتيمها، وتوفّنَا وأنت راضٍ عنا يا كريم.
- اللَّهُمَّ نسألك بأنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، بأن تحسن خاتمتنا، وتجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وإلى الجنة طريقنا، اللَّهُمَّ ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، اللَّهُمَّ اجعله حجة لنا، ولا تجعله برحمتك حجة علينا، اللَّهُمَّ واجعله ختاماً لأعمالنا يا رحمن يا رحيم.
- اللَّهُمَّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اللَّهُمَّ إنا نسألك مسألة المساكين، وندعوك دعاء المضطرين، اللَّهُمَّ نسألك رضاك وحسن الخاتمة، ونعوذ بك من النار، اللَّهُمَّ أحيينا ما دامت الحياة خيراً لنا، وأمتنا ما كان الموت خيراً لنا.
- اللَّهُمَّ قِنا عذابك يوم تبعث عبادك، اللَّهُمَّ كن لنا عوناً ومعيناً حافظاً وناصراً ومؤيداً وأميناً، اللَّهُمَّ حُفَنَا بألطافك الخفية، ونجِنا من كلّ بلاءٍ وبلية، واقبضنا إليك غير مفتونين ولا ضالين، واحشرنا في زمرة الصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
- اللَّهُمَّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك وأحسن خاتمتنا، اللَّهُمَّ ارحمنا بما رحمت به عبادك الصالحين، وتوفنا مستبشرين مسلمين، لك طائعين عابدين، ونعوذ بعظمتك أن نكون من الضالين المضلين.
- ربي إني أسألك موجباتِ رحمتك وعزائم مغفرتك، والسلامة من كلّ ذنب، والمغفرة من كل إثم، وحسن الختام والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وصحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، اللَّهُمَّ قني سوء الخاتمة، وسوء المرد والمنقلب، اللَّهُمَّ اجعلني من عبادك المخلَّصين.
- اللَّهُمَّ باعد بيني وبين معصيتك كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللَّهُمَّ إني تُبت إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلى إليك، اللَّهُمَّ يا كريم تكرم عليّ برحمتك وحسن الخاتمة وقني سوء العاقبة، يا حنان يا منان مُنّ عليَّ بالعفو والمغفرة، اللَّهُمَّ أختم بالصالحات أعمالنا، وتوفنا مقبلين إليك غير مدبرين.
- اللَّهُمَّ رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأراضين السبع وما أقللن، أسألك من رحمتك التي وسعت كل شيء، ألا تحرمني لذّة النظر إلى وجهك الكريم، وأن ألقاك وأنت راضٍ عني.
- اللَّهُمَّ مخرج الليل من النهار، ومخرج النهار من الليل، ربي ورب كل شيء ومليكه، أسألك قلباً خاشعاً، وعملً متقبلاً، أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بعظمتك من عذاب القبر والنار.
- اللَّهُمَّ يامن تعلم السر وأخفى، يا علّام الغيوب، قِنا عذابك يوم تبعث عبادك.
- اللَّهُمَّ رحمتك أرجو، إليك أنبت، وعليك توكلت، أنت ربي والقادر على كل شيء، اللَّهُمَّ إني أسألك عيشة السعداء، وحياة الأتقياء، وميتت الشهداء، وأن تكتبني في عبادك الصالحين.
- اللَّهُمَّ يا مقلب القلوب والأبصار ثبتنا على دينك، اللَّهُمَّ حبب إلى قلوبنا طاعتك، وباعد اللَّهُمَّ بيننا وبين معصيتك، اللَّهُمَّ إن ترحمنا فإننا عبادك، وإن تعذبنا فأنت القادر على كل شيء، اللَّهُمَّ اجعل أحب الأعمال لك خواتيم أعمالنا، وثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والأخرة.
- نطق الشهادتين عند الموت.
- من مات وهو يعمل ويكد ويجاهد في الحياة، لقوله صلى الله عليه وسلّم: المؤمنُ يموتُ بعرَقِ الجبين.
- الموت دفاعاً عن النفس أو المال أو العرض.
- الشهادة في سبيل الله ومن مات وهو مرابط في سبيل الله.
- الموت يوم الجمعة وليلتها.
- الموت بالطاعون والسلِّ ومرض البطن.
- موت المرأة بالنفاس.
- الموت غرقاً أو في حريق والموت بانهدام البنيان.
- الموت وهو يعمل عملاً صالحاً.
- طلب المغفرة من الله تعالى: من أفضال دعاء حسن الخاتمة أن فيها إلحاحاً بطلب المغفرة من الله تعالى والتوبة عن الذنوب وطلب الهداية للعمل الصالح، وأخبرنا النبي صلّى الله عليه وسلّم أن الأعمال بخواتيمها، ولا يعلم الإنسان في أي أرضٍ أو في أي وقتٍ يموت، لذلك عليه أن يلتزم الدعاء بحسن الختام ولا يتأخر بالتوبة إن كان على معصية ليحسن الله خاتمته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (النادمُ ينتظر الرحمةَ والمُعجَبُ ينتظرُ المقتَ وكلُّ عاملٍ سيندمُ على ما سلف عند موتِه فإنَّ مِلاكَ الأعمالِ خواتيمُها والليلُ والنهارُ مطيَّتانِ فاركبوهما بلاغًا إلى الآخرةِ وإياكم والتَّسويفَ بالتوبةِ والغِرَّةَ بحكم اللهِ عنك واعلم أنَّ الجنةَ والنارَ أقربُ إلى أحدِكم من شِراك نعلِه). عن عبد الله بن عباس وأخرجه ابن حبان
- تذكير الإنسان بالموت: كلّ نفسٍ ذائقة الموت، وإذا اغتر الإنسان بالدنيا ونسي الآخرة فإن لأدعية حسن الخاتمة فضلٌ في تذكيره دائماً بقرب الموت منه، وأن الدنيا ما هي إلّا لحظةٌ فانية، وليس يعلم إن كان يموت اليوم أم يموت غداً، فلا يؤجلنَّ التوبة لحظة.
- من سنّة النبي: دعاء حسن الخاتمة من السنن التي علّمنا إياها النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإذا كان المصطفى المعصوم وخير البشر كلهم يدعو الله طالباً المغفرة والرحمة وحسن الخاتمة، كيف بالإنسان العادي الخطّاء، وكان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يدعو: اللّهُمّ إنّي أعُوذُ بك منْ زوال نعْمتك وتحوُّل عافيتك وفُجاءة نقْمتك وجميع سخطك. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخرجه مسلم.
- يعيد الإنسان إلى المسار الصحيح: من أفضال دعاء حسن الخاتمة أنه يجبر الإنسان على مراجعة نفسه كل يومٍ والعودة إلى السراط المستقيم والمسار الصحيح، فتكرار دعاء حسن الختام يغلق أبواب وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، ويحافظ على يقظة القلب بإذن الله.