لماذا لا أشعر بالمتعة مع زوجي في العلاقة الحميمة؟
تعتبر العلاقة الحميمية أحد أهم الأشياء في تقوية العلاقة بين الزوجين والحصول على حياة زوجية سعيدة وذلك إذا كان الطرفين قادرين على الاستمتاع بالعلاقة والوصول إلى الإشباع والنشوة الجنسية، غالباً هذا الأمر سهل بالنسبة للرجال ويكون أكثر تعقيداً عند المرأة، فما سبب ذلك، وكيف يجب تحقيق المتعة للزوجين في السرير؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لعدم شعور المرأة بالمتعة واللذة الجنسية مع زوجها حتى ولو كانت تحبه، وقد تمر المرأة بهذه المشكلة بأحد مراحل حياتها أو قد تكون المشكلة دائمة، وسنطرق في هذه الفقرة إلى الأسباب العضوية لهذه المشكلة وهي: [1-2]
- قلة فترة المداعبة: من أكثر الأشياء التي لا يعيها نسبة كبيرة من الرجال هي أهمية إطالة فترة المداعبة، لأن الأنثى تحتاج وقت أطول من الرجل حتى تستثار وتصبح جاهزة للعلاقة الجنسية، حيث أن قصر فترة المداعبة تجعلها لا تستمتع في العلاقة وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الجماع المؤلم بسبب جفاف المهبل.
- قلة خبرة الزوج: بعض الرجال لا يمتلكون خبرة جنسية كبيرة ويعتقدون أن العملية الجنسية تبدأ بالإيلاج وتنتهي عندما يقذف الرجل، فيما تعتقد معظم النساء أن مرحلة الإيلاج هي الأقل أهمية، وأن العلاقة الجنسية بين الزوجين تبدأ قبل الإيلاج ولا تنتهي بقذف الرجل.
- عدم معرفة الزوجة بجسدها وجسد زوجها: الخجل وانعدام التواصل بين الزوجين والعلاقة الجنسية الروتينية، كل ذلك قد يجعل معرفة الشريكين بجسديهما معدومة وغير كافية لتحقيق المتعة في العلاقة الحميمة.
- اهتمام الزوج بإرضاء نفسه فقط: قد يتعامل الزوج مع العلاقة الجنسية من منظوره هو فقط، وربما لا تدرك الزوجة أن ذلك يؤثر بشكل كبير على استمتاعها في العلاقة.
- الألم عند الجماع: يؤدي الشعور بالألم خلال عملية الإيلاج لعدم قدرة المرأة على الاستمتاع بالعلاقة الحميمة على الرغم من وجود الرغبة الجنسية لديها، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة لجفاف المهبل.
- تناول بعض الأدوية: تناول بعض أنواع الأدوية يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية للمرأة أو يصعب من وصولها للنشوة الجنسية وخاصة أدوية الضغط المرتفع، مضادات الاكتئاب، مضادات الهيستامين، الأدوية المعالجة لعدوى المسالك البولية وبعض الأدوية الخاصة بالسرطانات وأدوية الصرع.
- التغيرات الهرمونية: من الطبيعي أن تؤثر التغيرات الهرمونية في جسد المرأة وتقلل من استمتاعها في العلاقة الجنسية، وغالباً ما يحدث ذلك خلال الثلث الأول من الحمل أو بعد انقطاع الطمث أو الفترة التي تسبق الدورة الشهرية وبعد فترة الإباضة وخلال فترة الرضاعة الطبيعية.
- العمليات الجراحية: يمكن أن تؤثر بعض العميات الجراحية على الرغبة الجنسية للمرأة وخاصة استئصال الرحم أو العمليات الخاصة بالسرطانات أو الندبات الناتجة عن الجراحة أو العلاج بالأشعة في المنطقة التناسلية.
- الإصابة ببعض الأمراض: بعض الأمراض تؤثر على متعة الزوجة في العلاقة الحميمة أو رغبتها الجنسية مثل الأمراض العصبية أو مرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية والقلب.
- تناول الكحول: يسبب تناول أو إدمان المرأة على الكحول صعوبة استثارتها جنسياً، وذلك لتأثير هذه المشروبات على الأعصاب وحساسية المنطقة التناسلية مما يؤدي لعدم الشعور بالمتعة خلال العلاقة الجنسية.
- الختان: ختان الإناث هو ظاهرة منتشرة في مناطق محدد في القارة الافريقية وبعض المناطق في مصر وهي عبارة عن تشويه للأعضاء التناسلية للمرأة من خلال القيام بإزالة أجزاء من البظر والذي يعتبر أكثر المناطق الحساسة جنسياً في جسد المرأة مما يجعلها غير قادرة على الشعور بالمتعة الجنسية أو حتى الاستثارة.
للعوامل النفسية دور كبير في التأثير على رغبة المرأة الجنسية وشعورها بالمتعة خلال ممارسة العلاقة الحميمة، ومن أهم هذه الأسباب والعوامل المؤثرة نذكر: [2-3]
- الروتين في السرير: إذا كان فقدان المتعة بالعلاقة الجنسية مع الزوج أمراً جديداً عليكِ، فقد يكون ذلك بسبب الروتين الجنسي في الفراش، حيث يسبب تكرار العملية الجنسية بنفس التفاصيل لفترة طويلة فقداناً للشغف والإثارة.
- الخجل من الزوج في السرير: الكثير من الزوجات يخجلن من طلب العلاقة الجنسية أو طلب أشياء معينة أثناء العلاقة، وعلى الرغم أن بعض هذه الرغبات قد لا تكون جيدة عند تجربتها، لكن بقاءها مكتومة يفقد المرأة متعتها بالعلاقة.
- عدم الثقة بالنفس: التركيز على صورتك خلال العلاقة وتفاصيل جسدك فيما إذا كان زوجك سينتبه إلى أن وزنك زائد أو جسمك مترهل أو ثدييك صغيرين كل ذلك يؤدي إلى صرفك عن الاستمتاع في العلاقة الحميمة مع زوجك، لذلك كلما زادت ثقة المرأة واحترامها لأجزاء جسدها كلما زاد رضاها ومتعتها مع الشريك والعكس صحيح.
- المشاكل مع الزوج:الخلافات بين الزوجين والمشاكل المستمرة والاهمال قد تشكل فجوة عاطفية بينها تؤثر على جودة العلاقة الجنسية وخاصة لدى المرأة فهي كائن عاطفي تربط العلاقة الجنسية بالعواطف والاهتمام والحب بعكس الرجل، مما يجعلها لا تستمتع بالعلاقة أو تصل للنشوة بسهولة.
- قلة الثقافة الجنسية: تلعب بعض العادات الاجتماعية والمفاهيم الخاطئة دوراً في جعل المرأة تعتقد أنه ليس من حقها الاستمتاع في العلاقة الجنسية، ومن العار التحدث مع الزوج في هذه الأمور، مما يجعل ثقافتها الجنسية ضحلة ومعدومة الأمر الذي يجعلها غير قادرة على معرفة كيفية الاستمتاع في العلاقة ومناطق الإثارة في جسدها، وكذلك غير قادرة على طلب طلبات جنسية بعينها.
- إهمال إمتاع الذات: تركز الكثير من الزوجات في العلاقة الزوجية الحميمة على إرضاء الزوج وإيصاله إلى النشوة والمتعة الجنسية دون التركيز على إمتاع الذات والوصول بالعلاقة إلى ذروتها من طرفهن.
- النفور من الزوج: النفور من الزوج يشكل عائق أمام استمتاع الزوجة بالعلاقة الجنسية، وأغلب الأوقات تكون نظافة الزوج الشخصية هي السبب في هذا النفور وخاصة الرائحة الكريهة من الجسم والشعر والفم، مع ذلك قد يكون نفور الزوجة من الزوج متعلقاً بسبب أكثر تعقيداً.
- المقارنة مع علاقات أخرى: عندما تقوم الزوجة بمقارنة علاقتها الحميمة مع زوجها بما تخبره به صديقاتها أو أخواتها أو غيرهن في الأحاديث النسائية الخاصة، قد يكون ذلك سبباً للشعور بعدم الرضا الجنسي، على الرغم أن العلاقة الجنسية ليست مجالاً للمقارنة مع الآخرين ولكل زوجين مفاتيح خاصة بهم تقودهم للمتعة والنشوة.
- التعرض لحادثة تحرش: قد يتسبب تعرض المرأة لحادثة تحرش أو اغتصاب في الماضي إلى عدم القدرة على تخطي هذه الحادثة واسترجاع ذكرياتها عند كل علاقة حميمية مع الزوج مما يجعلها غير قادرة على الاستمتاع معه والوصول للنشوة الجنسية.
- الإجهاد: التعب الجسدي والقلق والتوتر والأرق كل هذه عوامل مؤثرة على رغبة المرأة الجنسية وعلى استمتاعها في العلاقة الحميمة مع الزوج.
يمكن أن يكون حل مشكلة عدم استمتاع الزوجة بالعلاقة الجنسية أسهل من المتوقع، فهنا نقدم أبرز النصائح التي تساعد الزوجة في تخطي هذه المشكلة وعلاجها، وهذه النصائح هي: [4-5]
- مصارحة الزوج: من المهم التحدث مع الشريك ومصارحته بمشكلتك وأسبابها والتوصل إلى حلول تساعدك في الاستمتاع بالعلاقة، لا تخجلي من مصارحة زوجك بالأمر وخاصة إذا كان من النوع المتفهم فقد يكون هذا الحل المفتاح لجعل الزوج أكثر حرصاً على جعلك مستمتعة ووصولك للنشوة.
- إطالة فترة المداعبة: دائماً ننصح الرجال بإطالة فترة المداعبة قدر الإمكان لتمكين الزوجة من الاستثارة وتهيئتها للعلاقة الحميمة، يمكن للزوجة أن تطلب ذلك من زوجها دون خجل فاستمتاع بالعلاقة الزوجية أحد حقوقها.
- زيادة الثقافة الجنسية: يحتاج الزوجين للثقافة الجنسية للتعرف على مناطق الاستثارة في جسدهما واستكشافها في جسد الشريك الآخر للاستمتاع بأقصى درجة بالعلاقة الحميمة.
- التغيير في روتين العلاقة: قد يسبب الروتين في العلاقة الزوجية وصول أحد الزوجين أو كلاهما إلى حالة من الملل، لذلك ينصح بتغيير روتين العلاقة الزوجية، فمثلاً تغيير مكان ممارسة العلاقة أو التغيير في غرفة النوم أو التغيير في الوضعيات الجنسية.
- ممارسة تمارين كيجل: في حال كان عدم الاستمتاع بالعلاقة ناتج عن اتساع المهبل فيمكن علاج هذه الحالة عن طريق القيام بتمارين كيجل التي تساعد في تضييق المهبل أو اللجوء إلى العمل الجراحي لتضييقه.
- استخدام الألعاب الجنسية: يمكن أن يساعد استخدام الألعاب الجنسية في الوصول إلى مناطق استثارة جديدة في جسد المرأة تساعد في تحفيزها وإثارتها ومساعدتها في الوصول لهزة الجماع والاستمتاع بالعلاقة الجنسية.
- استشارة طبيب نسائية: في حال كان السبب في عدم الاستمتاع بالعلاقة الجنسية ناتج عن بعض الأمراض أو العمليات الجراحية أو الألم خلال العلاقة الجنسية فيمكن استشارة طبيب لتقديم العلاجات اللازمة وحل هذه المشكلة.
- اللجوء إلى مختص في العلاقات الزوجية: عندما تؤثر المشاكل والخلافات اليومية على جودة الحياة الزوجية والعلاقة الجنسية فينصح باستشارة مختص في العلاقات الزوجية لحل هذه المشاكل واستعادة المتعة الزوجية بينكما.
يؤثر عدم وصول المرأة للنشوة الجنسية وعدم استمتاعها بها على نفسية المرأة وحياتها الزوجية، لذلك يجب على الزوج ألا يكون أنانياً في العلاقة وأن يساعد زوجته في الوصول للنشوة الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية أكثر صحة وإيجابية، وهنا سنذكر أهم الأضرار التي تنتج عن عدم وصول المرأة للنشوة الجنسية: [4]
- التهرب من العلاقة الجنسية: عدم وصول الزوجة للنشوة الجنسية يمكن أن يدفعها إلى التهرب من العلاقة الجنسية والنفور منها.
- تدني الثقة بالنفس: ينعكس عدم استمتاع الزوجة بالعلاقة الحميمية على ثقتها بنفسها وبجسدها.
- العصبية الزائد والتوتر: يتسبب عدم وصول الزوجة للإشباع الجنسي بشكل متكرر إلى جعلها متوترة وعصبية طوال الوقت.
- إضرابات في النوم: إن عدم وصول الزوجة للنشوة الجنسية يؤدي إلى إجهادها جسدياً مما يسبب لها الأرق ومشاكل في النوم.
- الاكتئاب: قد يسبب الكبت الجنسي لدى المرأة دخولها في حالة اكتئاب تؤثر على صحتها النفسية.
في سؤال على موقع حِلّوها ورد من إحدى المتابعات للموقع تعرض مشكلتها بأنها لا تشعر باللذة الجنسية أو المتعة مع زوجها ولا تشعر بشيء أثناء العلاقة الجنسية معه، بالرغم من زواجها منه بعد قصة حب، كما أن زوجها يعاملها بشكل جيد أثناء العلاقة وتتساءل إن كان هذا الأمر طبيعي.
وكان الرد من قبل أخصائية علم النفس سراء الأنصاري الخبيرة في موقع حلوها بأن على الزوجة مصارحة زوجها بالأمر فمن واجب الزوج أن يشعر زوجته بالمتعة واللهفة وأن يطيل فترة المداعبة ويجعل المرأة تشعر بالاسترخاء حتى تصل لمرحلة النشوة الجنسية بنجاح.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط.