الأسئلة الشائعة التي يطرحها العديد من الآباء والأمها هو: "متى يجب أن تبدأ تربية الطفل؟" يعتقد البعض أن التربية يجب أن تبدأ في مراحل مبكرة من العمر، بينما يرى آخرون أنه من الأفضل الانتظار حتى يكبر الطفل قليلاً ويتجاوز أول مراحل النمو التي يكون التركيز فيها على التغذية والرعاية الصحية، في هذا المقال، سنناقش متى يجب أن تبدأ تربية الطفل، وكيف يمكن للآباء والأمهات تحديد الوقت المناسب للبدء في تعليم الأطفال وتربيتهم.
يتفق معظم خبراء التربية أن تربية الطفل تبدأ منذ اللحظات الأولى من حياته، ويشير آخرون إلى أن تربية الطفل يمكن أن تبدأ حتى قبل الولادة، حيث يتأثر الجنين بعوامل البيئة والتغذية والصحة العقلية للأم أثناء الحمل، وبعد الولادة، يتعلم الطفل منذ اللحظة الأولى عن طريق التفاعل مع المحيطين به، لذا فإن دور الأهل والمقربين من الطفل في التربية يبدأ فعلياً من اللحظة الأولى لميلاده.
تركّز المرحلة الأولى من تربية الطفل حديث الولادة على تعزيز الرابطة العاطفية بين الأهل والطفل ما يعد أمرًا بالغ الأهمية لتأسيس علاقة آمنة وصحية تساعد الطفل على النمو والتطور، وتبدأ عملية التعليم والتوجيه للطفل الرضيع من خلال إقامة روتين يومي يشمل النوم والاستيقاظ والتغذية والنظافة الشخصية والتفاعل الاجتماعي والأنشطة التعليمية المناسبة لعمر الطفل.
مع تقدم الطفل بالعمر، يتغير دور الأهل في التربية وطريقة توجيههم لتعليم الطفل مهارات جديدة وتنمية ذاته وقدرته على الاعتماد على نفسه، ويجب أن تكون التربية متكيّفة مع احتياجات الطفل المتغيرة حسب المرحلة العمرية وطبيعة تطور مهاراته ونموه الجسدي والنفسي.
متى تنتهي تربية الطفل؟
بالمقابل لا بد أن نسأل متى تنتهي تربية الطفل؟! من وجهة نظر علم النفس التربوي فإن التربية تبدأ من اليوم الأول في حياة الطفل الرضيع وتنتهي مع وصول الطفل إلى سن الرشد والخروج من مرحلة المراهقة، وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول العمر الذي تنتهي معه فاعلية التربية، لكنه يتراوح بين 14 و18 عاماً، والمتفق عليه أن النمط التربوي للطفل قبل 12 عاماً، مختلف تماماً عن النمط التربوي الذي يجب اتباعه مع الطفل الكبير بين 12 و18 عاماً.
تتركز حاجات الطفل حديث الولادة خلال الأسابيع والشهور الأولى من حياته حول التغذية السليمة والرعاية الصحية بالدرجة الأولى، دون إهمال أهمية التواصل العاطفي مع الوالدين، وأهم ما يحتاجه الطفل حديث الولادة:
التغذية السليمة والمناسبة: التغذية السليمة والصحيّة من أهم حاجات الطفل حديث الولادة، وتوصي المنظمة العالمية للصحة بالرضاعة الطبيعية باعتبارها الخيار الأفضل لتغذية الطفل حديث الولادة وحتى يبلغ 6 شهور على الأقل، حيث يوفر له حليب الأم المغذيات اللازمة ويعزز المناعة، وعند الحاجة لاستخدام الحليب الصناعي يجب اختيار نوع اللبن المناسب حسب عمر الطفل وتوصيات الطبيب.العناية بالنظافة الشخصية: من أهم ما يحتاجه الطفل حديث الولادة العناية المستمرة بالنظافة الشخصية من خلال تغيير الحفاض بسرعة عندما يتسخ أو يتبلل، واستخدام الماء لغسل منطقة الحفاض أو المناديل المبللة الخالية من الكحول والعطور، واستخدام المراهم التي تمنع التسلخات مثل كريم الزنك.العناية بالسرة: في الأيام الأولى من حياة الطفل حديث الولادة يجب أن تعتني الأم بنظافة السرة بشكل يومي، واستخدام البودرة ومحاليل التنظيف التي يوصي بها الطبيب.الاستحمام: في السابق اعتاد الأهل على تأجيل أو استحمام للطفل حتى يبلغ أسبوعاً على الأقل، لكن أطباء الأطفال يشيرون إلى أن الطفل الرضيع يمكن أن يستحم من اليوم الأول، ويجب استخدام ماء بحرارة معتدلة ونوع مخصص من الشامبو الخالي من العطور والمواد التي تثير الحساسية.النوم للطفل الرضيع: يحتاج الطفل الرضيع لساعات طويلة من النوم لضمان نموه وتطوره، وينخفض عدد ساعات نوم الرضيع مع تقدمه في العمر، فمن الأشياء التي يحتاج لها الطفل حديث الولادة التأكّد من توفير بيئة نوم آمنة ومريحة له، مثل مراعاة درجة حرارة الغرفة وارتفاع السرير ووسائل الحماية من السقوط.تنظيف حول العيون والأنف والأذن: يحتاج الطفل حديث الولادة إلى تنظيف زوايا العين وما حول الأنف والفم مرة في اليوم على الأقل، وذلك بقطعة قطن نظيفة مبللة بماء فاترتأمين بيئة آمنة للطفل الرضيع: من الحاجات الأساسية للطفل الرضيع أن تكون البيئة التي يعيش فيها آمنة، تأكدي من رفع كل ما قد يسبب الأذى لطفلك من أدوات، واستخدمي أغطية المنافذ الكهربائية وحواجز السلالم، واحرصي على منع التدخين في البيت.التفاعل الاجتماعي والعاطفي: يحتاج الطفل حديث الولادة إلى التواصل العاطفي والاجتماعي من اليوم الأول، تحدثي مع طفلك وشاركيه تفاصيل ما تقومين به معه، ابتسمي له، وتواصلي معه جسدياً باللمس والعناق.التطعيمات واللقاحات: من أهم حاجات الطفل حديث الولادة الحصول على اللقاحات والتطعيمات التي تضمن حمايته من الأمراض المعدية الخطيرة، تأكدي من حصول طفلك الرضيع على التطعيمات وفق البرنامج الوطني للتطعيم في بلدك.الزيارة الدورية لطبيب الأطفال: تمثل زيارة طبيب الأطفال حاجة أساسية من حاجات الطفل حديث الولادة والطفل الرضيع، ويجب أن تكون الزيارات مرة كل ستة أسابيع في السنة الأولى من حياة الطفل على الأقل، يفحص الطبيب خلالها محيط الرأس وتطور وزن وطول الرضيع ويطمئن على صحته العامة.الحمل بطريقة خاطئة: حمل الطفل حديث الولادة بطريقة خاطئة يمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة، مثل إصابات الجهاز العصبي والخلوع والكسور، ويجب أن يتم حمل الطفل الرضيع بوضيعة تدعم رأسه ورقبته وعموده الفقري في آنٍ معاً.إدخال الطعام العادي باكراً: تستعجل بعض الأمهات بإدخال أنواع من الطعام مثل العسل واللبن البقري والمربى والأعشاب، وهذا يعتبر من أكثر الأشياء التي تضر حديثي الولادة والرضع لأن جهازهم الهضمي غير مستعد لاستقبال الطعام، ولا يجب أن يحصل الرضيع على أي نوع من الغذاء باستثناء حليب الأم أو حليب الأطفال حتى يبلغ 6 شهور على الأقل، وهناك أغذية لا يجب أن يأخذها قبل أن يبلغ سنة، مثل العسل والحليب البقري.التدخين السلبي: من أكثر الأشياء التي تضر الرضع وحديثي الولادة أن يعيشوا في بيئة ملوّثة وخصوصاً الملوّثة بدخان السجائر أو الشيشة، حيث يزيد التدخين السلبي من التهابات الجهاز التنفسي وخطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع.عدم مراعاة شروط السلامة للرضع: من الأمور الضارة للطفل الرضيع ألّا تتم مراعاة معايير السلامة في المكان، مثل ترك الطفل الرضيع على السرير دون تأمينه من السقوط، أو إهمال رفع الأدوات والأجسام الصغيرة بعيداً عن متناول يده، كذلك استعمال ألعاب أو منتجات الرضع غير الآمنة وغير المضمونة، ونقل الرضيع في السيارة بدون الكرسي المخصص أو وضع الرضيع في الكرسي الأمامي، جميعها من الأمور التي تضر الرضيع وتعرضه للخطر.ترك الطفل الرضيع بين يدي الآخرين: السماع للآخرين تقبيل الرضيع وحمله دون قيود أو شروط وبشكل عشوائي من الأشياء التي تضر الرضيع بشدة، من جهة قد يتعرض الرضيع للضرر بسب طريقة الحمل الخاطئة أو اللعب معه بطريقة عنيفة، كما يكون معرضاً للعدوى بشكل كبير.العنف الجسدي والعاطفي: يجب حماية الطفل الرضيع من اليوم الأول في حياته من جميع أشكال العنف الجسدي والمعنوي أو العاطفي، حيث يؤثر العنف بجميع أشكاله على صحة الطفل النفسية والجسدية منذ اليوم الأول في حياته. حاولي تكوين رابطة عاطفية قوية مع طفلك الرضيع منذ اليوم الأول في حياته، عن طريق العناق والاحتضان والتواصل البصري والحديث معه والابتسام له.إذا كنتِ قادرةً على إرضاع طفلك من حليب الطفل فهذا هو الخيار الأفضل والأكثر صحيّة للطفل، حاولي على الأقل إرضاع طفلك رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر.قومي بتوفير بيئة آمنة ومريحة لطفلك الرضيع من خلال اتباع إرشادات السلامة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة والرضع، سواء في البيت أو وسائل النقل.حاولي وضع نظام يومي متكرر للنوم والأكل والاستحمام، حيث يساعد ذلك في إعطاء الطفل الرضيع الشعور بالاستقرار والأمان، ويسهّل عليكِ مهمة التربية في الفترة اللاحقة.لا تتركي طفلك يبكي وحيداً، يؤثر البكاء المستمر على دماغ الطفل ونموه بشكل كبير، والطفل الرضيع لا يبكي بدون سبب، تأكدي من تهدئة طفلك عندما يبكي، وتفقد حاجاته الأساسية التي تدفعه للبكاء مثل الجوع والمغص والنظافة.كوني صبورة ولا تجعلي الضغط الشديد الذي يرافق تربية الطفل الرضيع يفقدكِ أعصابك، عندما تشعرين أنكِ وصلتِ إلى هذه النقطة حاولي أخذ قسط من الراحة والاسترخاء لتستعيدي نشاطك.لا تجعلي طفلكِ حقلاً للتجارب ولا تستمعي لكل ما يقوله الآخرين، ولا تسمحي لأحد بإطعام طفلك الرضيع أو تغيير حفاضه أو حتى اللعب معه دون وجودكِ ومراقبتك، مهما كانت صلته فيه.لا تترددي بطلب الاستشارة من طبيب الأطفال عندما تشعرين أن طفلك الرضيع ليس في وضعه الطبيعي، ولا تترددي بطلب استشارة أخصائي التربية عندما يطلب الأمر. تقدم الأخصائية النفسية رزان زمزمي لمتابعي موقع حلوها في هذه الفيديو أهم التطورات التي يمر بها الطفل منذ الولادة وخلال أول 1000 يوم من حياته، ونصائح لتربية الطفل الرضيع، شاهد الفيديو من خلال الضغط على علامة التشغيل أو من خلال الانتقال إلى حِلّوها TV عبر النقر على هذا الرابط
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة العناية بالرضع وحديثي الولادة