متى يكون حليب الأم غير صالح ومتى يكون مضر اً
توصي منظمة الصحة العالمية بإرضاع الطفل رضاعةً طبيعية من حليب الثدي لمدة 6 شهور على الأقل، ويعتبر حليب الأم أفضل مصدر غذاء للرضيع خلال الشهور الأولى من حياته، عدا عن الرابط المعنوي الذي يعمل على تقويته فيما بين الأم وطفلها، لكن في بعض الحالات قد يكون حليب الأم غير صالحاً للرضاعة أو حتى ساماً للرضيع، تعرفي إلى هذه الحالات وكيفية التعامل معها من خلال إكمال القراءة.
في الحقيقة فإن حليب الأم قد يحتوي على نسب من السموم التي تكون منحلة فيه ولو بنسب ضئيلة ولكنها مركزة، وهذه السموم تنتقل بشكل عام من مواد كيميائية سامة في البيئة توجد في الطعام وفي مستحضرات التجميل وبعض أنواع البلاستيك وهي تنتشر في الهواء والماء أيضاً، لذا فمن المستحيل التحكم بها بشكل كامل وهي تدخل الجسم بطريقة أو بأخرى وبما في ذلك جسم المرأة المرضع.
أغلب السموم التي تدخل الجسم قابلة للذوبان في الدهون ما يعني أنها بشكل او بآخر تذوب في دهون الجسم وبالتالي فإن معظمها تتراكم على مدى سنوات عديدة، ويعتمد جسم المرأة بشكل طبيعي على موارده الدهنية عند صنع الحليب وهنا تكمن المشكلة التي تتلخص بانتقال تلك السموم المنحلة في الدهون مهما كانت بنسب صغيرة إلى الدهون المكونة لحليب الأم.
يقدر خبراء الصحة والتغذية أن جسم الإنسان يمكن أن يحتوي وسطياً على آثار لما يصل إلى 200 مادة كيميائية صنعية تدخل إليه عن طريق الأغذية والروائح والهواء والماء وغير ذلك، وعندما تكون موجودة في جسم المرأة المرضع فهي من الممكن أن تنتقل إلى رضيعها من خلال حليب الثدي.
والسموم الأكثر شيوعاً التي يتم التعرض لها من قبل الأم هي الديوكسينات وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) حيث لا تتحلل هذه السموم ويمكن أن تعيش في البيئة لسنوات عديدة، وبالتالي فإن الكميات الصغيرة التي يتم امتصاصها يمكن أن تتراكم في الجسم بمرور الوقت، وتنتقل إلى حليب الثدي ومنه للرضيع.
عموماً لا يمكن القول أن حليب الأمّ سام للرضيع إلّا في حال كانت الأم تتعرض بشكل مباشر ومتكرر لمصادر المواد الكيميائية الضارة، مثل الأمّهات اللواتي يعشن بجوار المصانع أو مصادر التلوث، أو اللواتي يعملن في مجالات بيئتها مسممة، مثل مصانع البلاستيك وصالونات التجميل.
لا يفسد حليب الأم في الثدي وإن لم ترضع، سواء أجلت موعد الرضاعة أو توقفت عن الرضاعة لفترة وعادت للإرضاع مرة ثانية، في كل الحالات لا يمكن أن يفسد الحليب داخل الثدي، لأن الخلايا والأنسجة في الثدي هي أنسجة، حيث يساعد البناء التشريحي والفيزيولوجي لأنسجة الثدي عند الأم على إعادة امتصاص الحليب عندما يظل هذا الحليب لفترة طويلة داخل الثدي من دون أن يتناوله الرضيع.
كما يحتوي حليب ثدي الأم على بكتيريا جيدة مفيدة تعمل على القضاء على البكتيريا السيئة التي قد تكون موجودة أو تنشأ داخل الثدي وهذا ما يعني أن حليب الأم يبقى صالحاً للاستهلاك داخل الثدي ولا يفسد أو يتأثر بأي نوع من البكتيريا.
الإجابة عن هذا السؤال: نعميمكن تخزين حليب الثدي خارجياً إما في درجة حرارة الغرفة أو في الثلاجة، ولكن يجب الانتباه إلى مدة التخزين، فحسب توصية مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية يمكن تخزين حليب الثدي لمدة ست إلى ثماني ساعات فقط في درجة حرارة الغرفة، وفي كيس مبرد أو مثلج لمدة 24 ساعة، كما يمكن تخزين حليب الثدي في الثلاجة في درجات حرارة تقل عن 3.5 درجة مئوية لمدة خمسة أيام، ويمكن تخزين حليب الأم في الفريزر بأمان لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، بشرط ألّا يتم تذويبه وإعادة تجميده أبداً.
لتخزين حليب الأم قومي أولاً بتعقيم الثدي وتعقيم الأدوات المستخدمة، ثم قومي بشفط كمية الحليب وتفريغها في الأكياس المخصصة أو في ببرونة الرضاعة، إذا كنتِ تريدين تخزين حليب الثدي في الفريزر اكتبي تاريخ استخراج الحليب على الكيس أو العبوة. [3]
بما أن حليب الأم داخل الثدي لا يمكن أن يكون فاسداً لكن لبن الأم المخزن خارجياً قد يفسد بسبب سوء ظروف التخزين، ويمكن الاستدلال على فساد الحليب من خلال بعض العلامات الرئيسية هي:
- يمكن أن تدل الرائحة الكريهة لحليب الثدي المخزن خارجياً على أنه قد أصبح فاسداً وغير صالح ليتناوله الطفل، حيث تكون رائحته تشبه رائحة حليب البقر الفاسد.
- عندما ينفصل الحليب أي تصبح الدهون مجمعة في الأعلى، وعلى الرغم من أن انفصال الحليب أمر طبيعي ويمكن أن يحدث إلا أنه عندما يتم تحريك لبن الأم المخزّن المنفصل من دون أن يمتزج مجدداً فهذا يعني أنه أصبح فاسداً وغير صالح للإرضاع.
- إن أصبح الحليب حامضاً، أو تفوح منه رائحة حموضة فهذا يعني أنه أصبح فاسداً ولا يجب أن يتناوله الطفل الرضيع حيث يمكن اختباره من خلال الشم أو تذوق نقطة منه بطرف اللسان وسيتبين على الفور إن كان يصلح ليتناوله الطفل أم لا.
حليب الأم المشبع هو الذي يجعل طفلها يستغني عن الحليب الصناعي ويؤمّن له ما يحتاج من المواد الغذائية بالكميات المطلوبة التي يحتاجها جسم الطفل، وبالتالي فإن حليب الأم يكون غير مشبع للطفل في الحالات التالية:
- اعملي على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن الفاكهة والخضروات ومنتجات الألبان واللحوم والأسماك والحبوب والأطعمة النشوية لتقليل نسبة السموم التي قد تدخل إلى جسمك عن طريق الطعام.
- حاولي قدر الإمكان إزالة الدهون من اللحوم والدواجن قبل طهيها حتى يكون غذاؤك أكثر صحة.
- تناول منتجات الألبان قليلة الدسم فهي أفضل لك من تلك كاملة الدسم.
- تناولي الأسماك الزيتية فهي مفيدة لك ولطفلك مع عدم الإفراط في تناولها لاحتوائها على نسب عالية من الزئبق والفوسفور.
- من الجيد تناول الأطعمة العضوية قدر الإمكان؛ وإن لم تتمكني من ذلك فاغسلي الفواكه والخضروات غير العضوية بشكل جيد وقشريها قبل تناولها.
- تجنبي تناول مكملات زيت كبد السمك إذ غالباً ما تتراكم الملوثات في كبد السمك؛ وبدلاً من ذلك تناولي مكمل زيت السمك المصنوع من لحم السمك.