ما تفسير الإحساس بالأشياء قبل حدوثها والاستبصار
يشعر بعض الأشخاص بأن شيئاً ما سيحدث معهم ويحصل بالفعل بعد وقت قصير، وهنالك أشخاص تتحقق الأحلام التي يرونها باستمرار، ومنهم من يفسر هذا الشعور بما يسمى الحاسة السادسة ومنهم من يفسره بالاستبصار ومنهم لا يجد له تفسيراً، وسوف نحاول في هذا المقال توضيح بعض المفاهيم التي تفسر الإحساس بالأشياء قبل وقوعها والاستبصار والحاسة السادسة.
الاستبصار (بالإنجليزية: Foresight) هو القدرة على التنبؤ أو توقّع بعض الأحداث والنتائج قبل وقوعها، ويفسّر البعض الاستبصار أنه حالة من الإلهام اللحظي الروحي والرسائل الماورائية التي يستقبلها أشخاص بعينهم على شكل إحساسٍ غامض أو رؤى أو أحلام يقظة أو هواتف خفية دون أن يعرفوا تماماً حقيقة ما يختبرونه، وقد يكون الاستبصار عارضاً يحدث مرات قليلة في الحياة، فيما يدَّعي آخرون تمتعهم ببصيرة ثاقبة على الدوام أو تواصلهم مع عوالم أخرى.
هناك تعريف آخر للاستبصار بأنه عملية إدراكية مبنية على سلسلة من المحاولات والتجارب السابقة تؤدي إلى تراكم الخبرات والمعارف المنسية، فيمتلك الشخص القدرة على تقدير النتائج بشكل تقريبي اعتماداً على الخبرات المتراكمة والفهم المتسلسل لأجزاء أي مشكلة أو موقف، كما هو الحال في توقع نزول المطر في يوم يبدو مشمساً، والذي إن صدق فهو تحليل مبني على خبرة مميزة باستقراء حالة الطقس وعلامات تبدله وليست رسائل ماورائية.
هنالك بعض الحالات التي يمكن من خلالها تفسير قدرة بعض الأشخاص على توقع ما سيحدث في المستقبل قبل وقوعه مثل:
الرؤيا الصادقة حقيقةٌ في الإسلام، ورؤية الأشياء قبل وقوعها أو التنبؤ بحدوث أمرٍ في المستقبل من خلال المنامات والرؤى ممكن ولا يشترط فيه صفات معينة لصاحب الرؤيا، فقد رأى فرعون ولم يكن مؤمناً أن بلاده تقبل على سبعٍ عجاف، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: الرؤيا الصّالحة بشرى من اللهِ عَزَّ وجلَّ. أي أن الله يبشر بعض عباده بالرؤيا الصادقة.
لكن مع ذلك لا يجوز الاعتماد على الرؤيا في كل المرات واعتبارها علماً بالغيب، لأن ما يراه النائم من أحلام ومنامات قد لا يكون رؤيا صادقة بالضرورة، وقال الإمام الصادق عن ذلك إن لله حكمةً في جعل بعض الرؤى صادقة وبعض الأحلام كاذبة، فلو صدّقت كلُّ رؤى الناس وأحلامهم لكانوا كلهم أنبياء ويعلمون الغيب، ولو كذبت جميع المنامات لصارت بلا منفعة، وهي نافعةٌ إذا صدق لتبشّر الإنسان أو تنهاه أن أمرٍ أو تزجره، والله أعلم.
القلب ليس مجرد مضخّةٍ للدم! حيث تشير الدراسات الحديثة أن للقلب دماغه الخاص الذي يتكون من 40 ألف خلية عصبية شبيهة ببنية الدماغ، والإشارات التي يجمعها "عقل القلب" وينقلها إلى الدماغ أكثر من التي يستقبلها القلب من الدماغ، ما يعني أن الإحساس الداخلي المرتبط بالقلب وتعابير على غرار "قلبي مقبوض أو قلبي منكسر" ليست مجرد تعابير مجازية وقد يكون إحساس القلب أمراً حقيقياً وصادقاً.
من جهة أخرى يرتبط إحساس القلب أو الإحساس الداخلي بردود الفعل الطبيعية على الأفكار أو التوقعات أو الحدس، فعندما يجلس الطفل في غرفته يلعب في وقت المذاكرة ويسمع صوت خطوات أمه قادمة إلى الغرفة، سيشعر بالخوف ويتنشط جسمه ليجد حلّاً سريعاً قبل أن تصل والدته إلى الغرفة، وجزء من هذا الشعور يكون في القلب وتغير سرعة دقاته، لكن بعض أن يمرّ الأمر بسلام سيكون من الصعب التمييز هل كان انقباض القلب سابقاً على سماع المحفّز الذي هو خطوات الأم في هذه الحالة.
من الاستشارات التي وصلت إلى موقع حِلّوها عن معرفة الأشياء قبل حصولها، يقول صاحب الاستشارة أنه رأى بعض الأشياء التي سوف تحدث في المستقبل وعرف مكان حدوثها وكل شيء عنها وقد تحققت فعلاً، ويقول أن هنالك شيء ما بداخله يخبره عما سيحدث معه، ويسأل عن ربط هذه الأحداث بحادثة قد عاشها في صغره وهي أنه سقط على رأسه وهل لها علاقة بقدرته على التنبؤ وإحساسه بما يحدث، لأنه يرى أن شخصاً أبيض الوجه وخلفه سماء زرقاء ويشع النور من وجهه هو من يخبره بما سيحدث.
وجاءت الإجابة من الخبيرة النفسية سراء الأنصاري بأن قد يكون الشيء الذي يشعر به صحيح ويسمى الحاسة السادسة وهي تجعل الشخص يشعر بما سيحدث ويحدث فعلاً وهذه تعتبر موهبة لدى بعض الأشخاص وحالة خاصة وقد تكون وراثية ولا علاقة لها بالحادث الذي حصل معه إطلاقاً.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء انقري على الرابط ،كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط