-

ما هو التعلم النشط وما هي استراتيجياته وعناصره

(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

كثيراً ما يتم توجيه الانتقاد للأساليب الكلاسيكية التقليدية في التعليم، ويتم توجيه الأنظار للبحث عن البديل الذي يحقق بناء المعلومة والشخصية معاً للطالب، وبنفس الوقت يحقق المتعة أثناء التعلم، وهو الأمر الذي يجذب الطلاب على اختلاف أعمارهم إلى تعلم أمر ما. هذا البديل هو التعلم النشط الذي يتم استخدامه وتطبيقه كاستراتيجية تربوية ناجعة في تحقيق الأهداف المرجوة تربوياً وتعليمياً. وهو ما سنتعرف عليه بالتفصيل في المقال التالي.

تعريف التعلم النشط Active Learning هو نهج تعليمي يناقض الأنماط التقليدية الكلاسيكية للتعليم ويُطلب فيه من جميع الطلاب في الصف المشاركة في عملية التعلم، وينطوي التعلم النشط على عدد من استراتيجيات التدريس التي تضم الطلاب كمشاركين نشطين في عملية التعلم أثناء الدرس مع معلمهم، والتي تنفذ من خلال عمل عدد من الطلاب معاً أو عملهم بشكل منفرد أحياناً.
للتعلم النشط عدة أشكال كما يمكن تطبيقه في أي تخصص بشكل عام، حيث ينخرط الطلاب في أنشطة صغيرة أو كبيرة تتضمن الكتابة أو التحدث أو حل المشكلات أو التفكير، حيث تتراوح مناهج التدريس في التعلم النشط بين الأنشطة القصيرة والبسيطة مثل كتابة اللوحات وحل المشكلات والمناقشات المزدوجة إلى الأنشطة التي تتطلب وقتاً أطول مثل دراسات الحالة ولعب الأدوار والتعلم المنظم القائم على الفريق.

يعمل التعلم النشط في المجمل على تحسين نتائج الطلاب وتحصيلهم العلمي وبناء مخزون من المعلومات لديهم من خلال ما يلي: [1]

  • تنمية تحسين مهارات التفكير: استخدام أنشطة التعلم النشط يؤدي بشكل كبير إلى تحسين مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب من خلال مراقبة إجابات بعضهم البعض.
  • تعزيز القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة: التعلم النشط يحفز لدى المتعلمين زيادة الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة ونقلها.
  • زيادة الحوافز: يعمل التعلم النشط على زيادة الحافز لدى المتعلمين من خلال الربط بين المعلومات والبيئة التجريبية والتفاعلية.
  • تنمية المهارات الاجتماعية: يحفز التعلم النشط تحسين مهارات التعامل والتواصل مع الآخرين لأنه تعليم قائم على التفاعل.
  • زيادة الخبرة لدى الطلاب: التدريب العملي والتكامل والنشاط التعاوني ضمن التعلم النشط يؤديان إلى زيادة الخبرة لدى المتعلمين وتطور شخصياتهم.

يقوم التعلم النشط على عناصر رئيسة يفترض وجودها لدى كل تطبيق لهذا النمط من التعليم تتمثل في: [2]

  • عصف الذهن والتفكير: حيث يفكر كل من الطلاب بشكل مستقل في السؤال الذي يطرحه المعلم ويتم منحهم وقتاً كافياً لتكوين إجابة.
  • تشكيل مجموعات ثنائية أو أكثر: وهنا يتم توزيع الطلاب في مجموعات لمناقشة أفكارهم والتعبير عنها والاطلاع على وجهات النظر في المجموعات الأخرى.
  • المشاركة في الأنشطة: وتتضمن مشاركة الطلاب أو مجموعات الطلاب مع الطلاب الآخرين أو المجموعات الأخرى أفكارهم، ما يشعرهم بالراحة والدعم.
  • الاستجابة للأسئلة: تعتبر الأسئلة التي يطرحها الأطفال والطلاب عنصراً أساسياً من عناصر التعليم النشط، ويستغل المعلم هذه الأسئلة لتعزيز وصول المعلومة بشكل سلس وثابت.
  • الاستعادة: يشجع التعليم النشط على استعادة المعلومات والأفكار والمفاهيم خلال الحياة اليومية للطفل أو الطالب، ويلعب الأهل والمعلمون دوراً في تعزيز الاستعادة خارج أوقات التعليم دون أن يكون ذلك مرهقاً للطالب.
  • هناك العديد من الاستراتيجيات المتبعة في تطبيق التعلم النشط، يمكن استخدام أحدها أو استخدامها تباعاً في الصفوف من قبل المعلمين، ومن هذه الاستراتيجيات: [3]

  • استراتيجية المناقشات الجماعية بين الطلاب:
    • يطلب من الطلاب توضيح أفكارهم من خلال تقديم تفسيرات أو أدلة أو توضيحات.
    • تتم دعوة الطلاب الآخرين للرد على تلك الأفكار من خلال تقديم وجهات نظر أو اتفاقات معها أو اختلافات.
    • تتم إدارة النقاش باستخدام أسئلة تحقيق مثل: يمكن لأي شخص إضافة شيء إلى هذا التعليق؟ من يود مشاركة رأي بديل؟
  • استراتيجية الكتابة السريعة: يتم طرح سؤال أو فكرة أو طلب على الطلاب للرد عليها كتابياً خلال 5 دقائق فقط أو أكثر حيث يتم من خلالها تحقيق التالي:
    • تحديد ما إذا كان الطلاب أنجزوا الواجبات المنزلية.
    • إشراك الطلاب في التفكير في الموضوع الذي سيتم تدريسه.
    • توفير الفرصة للطلاب لاستخدام معلوماتهم المسبقة حول موضوع ما.
  • استراتيجية الاقتراع:
    • تتم دعوة الطلاب إلى التصويت على أفضل تفسير أو إجابة على سؤال ما يتم طرحه، ثم يُمنحون فرصة لمناقشة أفكارهم مع أقرانهم فالتصويت ثانية ما يساعد على تعلم أفضل للمادة التي تُدرّس.
    • تتم مناقشة الطلاب حول سبب اعتقادهم بأن تفسيرهم هو الأكثر دقة بخلاف تفسيرات سواها.
    • يراقب المعلم نتائج الاقتراع ويستمع إلى وجهات نظر الطلاب لتحديد التفسيرات الأخرى التي قد يتوجب تقديمها في الدرس.
  • استراتيجية الاختبارات الفردية والجماعية للطلاب:
    • يعطى كل من الطلاب اختباراً لإنجازه فردياً حيث يتم تصنيفهم بناءً عليه.
    • بعد الاختبار الفردي مباشرة يتم تطبيق الاختبار ثانية على الطلاب لكن وهم ضمن مجموعات صغيرة ليبحثوا الإجابات في مجموعتهم ويناقشوها بغية الحصول على درجة جماعية.
    • يتم تقدير كلا الاختبارين وإذا كانت درجة المجموعة أعلى يحسب متوسط الدرجتين.
    • يشار إلى أن نتيجة المجموعة لا تؤثر على نتيجة أحد أفرادها ما إذا كان لديه درجة فردية أعلى؛ ما يشجع المساءلة الفردية، ويساعد الطلاب أيضا على فهم أفضل للمواد أثناء مناقشتها مع أقرانهم.
  • استراتيجية البانوراما:
    • يوزع الطلاب في مجموعات صغيرة لقراءة المعلومات التي تم تنظيمها في أقسام.
    • يقرأ كل طالب في المجموعة جزءاً واحداً من المادة ثم يشارك تلك المعلومات مع بقية مجموعته.
    • أثناء قراءة الطلاب للمعلومات ومشاركتها يتم توجيه بعض الأسئلة إليهم مثل: ماذا تعني كل فكرة برأيك؟ ما هي الفكرة الرئيسية؟ كيف يمكن تطبيق هذه الفكرة للمساعدة في إيضاح المفهوم الذي يدور حوله الدرس؟ ما هي الأسئلة التي لديك حول ما تقرأه؟ ما الذي توافق عليه أو لا توافق عليه؟
    • يمكن أن يخصص لكل مجموعة جزء معين من المعلومات الإجمالية بحيث يقرؤونها بشكل فردي ثم يناقشونها للتأكد من أنهم يفهمونها جميعاً.
    • تتشكل مجموعات تعاونية جديدة تتكون من واحد إلى اثنين من الطلاب من كل فريق بحيث تتضمن المجموعات الجديدة ممثلاً من كل مجموعة من المجموعات الأصلية وهكذا يتم تمثيل جميع المعلومات في الفريق التعاوني الجديد.
    • يتاح للطالب ممثل مجموعته فرصة لتبادل وجهات النظر الأخرى حول المعلومات في مجموعته الأصلية والاستماع إليها، بالإضافة إلى الراحة التي تمنحها المشاركة في المجموعة الجديدة.
  • استراتيجية وعاء السمك:
    • تتيح هذه الاستراتيجية لمجموعة صغيرة من الطلاب مناقشة الأفكار أو المفاهيم ذات التفسيرات البديلة في حين أن بقية الطلاب يلاحظون ويدونون الملاحظات.
    • تشارك دائرة داخلية من الطلاب في المناقشة في حين يجلس بقية الطلاب في دائرة خارجية أو يبقون في مقاعدهم كمراقبين.
    • يُحرص على تبادل الطلاب الأدوار بين الدائرتين الداخلية والخارجية.
  • استراتيجية خط ربط الأفكار:
    • تتيح هذه الاستراتيجية للمعلم استثمار تنوع وجهات نظر الطلاب لتشكيل مجموعات غير متجانسة تناقش تلك الآراء..
    • يساعد التنوع في الأفكار على تطوير مناخ الصفوف التي تدعم النقاش، حيث يتم تحفيز النقاشات العلمية عند حوار الطلاب مع أقرانهم الذين لديهم وجهات نظر متعارضة.
    • يقدم المعلم سؤالاً يحتمل سلسلة متصلة من الردود، ويتيح للطلاب فرصة جمع الأدلة، ثم يطلب منهم الإشارة إلى مستوى اتفاقهم على خط لرصد نقاط الاتفاق رداً على السؤال.
    • يتحدث كل من الطلاب إلى زميله المجاور له لتوضيح أفكاره حول سبب وضع أنفسهم على الخط في مكان معين.
    • مواقف الطلاب على الخط تشير عادة إلى تنوع في التفكير، حيث يمكن للمعلم بعد ذلك تشكيل مجموعات من الطلاب الذين لديهم أفكار مختلفة حول السؤال، ثم يناقش الطلاب تفكيرهم مع أقرانهم الذين تمت مطابقتهم معهم.
    • يطلب من الطلاب الاستماع بعناية إلى حجج وأدلة بعضهم البعض والرد بأدلة لمواجهة أو دعم ادعاءات وحجج الطلاب الآخرين في مجموعتهم.
  • يؤدي المعلم في التعلم النشط للأطفال دوراً فعالاً على النحو التالي: [4]

    • مع الأطفال يكون دور المعلم كقائد أوركسترا يستخدم فمه والإيماءات والحركة والابتسامات والتمثيل لإدارة الصف والطلاب داخله.
    • يستخدم المعلم المواقف الحقيقية كوسيلة عملية لتقديم المعلومات، كما يلجأ إلى القراءتين الفردية والجماعية لتقديم الكلمات الجديدة.
    • يعمد المعلم في التعلم النشط للأطفال إلى استخدام المعينات البصرية والمساعدات السمعية إلى جانب الأشياء الحقيقية، ويستخدم 4 مهارات وهي الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة لتوظيف المفردات في الجمل والحالات والحوارات.
    • أثناء تطبيق التعلم النشط مع الأطفال يصفق المعلم مرة واحدة لإعلان وقت العمل الفردي، مرتين لإعلان وقت العمل المشترك الثنائي على شكل حوارات صغيرة حيث يراقب المعلم ويرشد الطلاب.
    • يصفق المعلم للمرة الثالثة معلنا عن وقت العمل الجماعي حيث تضم كل مجموعة أو فريق مقدم برامج ومنظماً ومخرجاً ومؤقِتاً وكاتباً ومقيّماً، وتتنافس كل مجموعة مع الأخرى في تقديم مشاريعها بطريقة مقارنة ومنافسة، فيما تقوم المجموعة الثالثة والرابعة بتقييم عمل المجموعات السابقة.

    قد تقتضي بعض الظروف اللجوء إلى تطبيق استراتيجيات التعلم النشط ولكن عن بعد بدل الوجود ضمن صف واحد كما يلي: [2،5]

    • تطبيق بعض استراتيجيات التعليم النشط: فإذا كان نظام التعلم يتيح استخدام المنتديات الفرعية المغلقة أو الخاصة يمكن للمعلم تصنيف الطلاب إلى مجموعات أصغر والطلب منهم مناقشة السؤال خلال فترة زمنية محددة، وبمجرد أن يجمع الطلاب إجاباتهم يمكنهم نشرها في منتدى أكبر حيث يمكن لجميع الطلاب قراءة الإجابات والتعليق عليها.
    • تقليل الحواجز: يعمل المعلم لدى تطبيق التعلم النشط عن بعد على تقليل الحواجز التي قد يواجهها الطلاب للمشاركة في الأنشطة المفترضة عبر الإنترنت، ويجب أن تؤخذ عوامل معينة بالاعتبار مثل إمكانية وصول الطلاب إلى التكنولوجيا الموثوقة والمواقع المناسبة، بالإضافة لمراعاة القدرات البدنية والعقلية للطلاب، والتوقيت.
    • الاختبارات النشطة: من المفترض أن يجري المعلم اختباراً لكل نشاط يخطط لاستخدامه قبل جلسة الفصل الدراسي عبر الإنترنت، ويفضل أن يكون ذلك مع مصمم تعليم (CTL) متخصص أو معلم آخر ذي خبرة.
    • الصبر والإصرار: يتطلب العمل في فصل دراسي افتراضي الصبر، حيث يتم البدء بأنشطة بسيطة لحين التأقلم مع الشكل الجديد للتعلم وتوفير الوقت والفرصة للطلاب لطرح الأسئلة عبر الإنترنت.

    كلمة أخيرة.. التعلم النشط ليس مجرد رفاهية بل هو ضرورة قد تقتضيها ظروف كثيرة بالإضافة إلى الأهمية التي ينطوي عليها والفائدة التي يحققها في بناء شخصية المتعلمين ومخزونهم من المعلومات، لذا فإن تطبيقه يكون مهماً لدى الأنظمة التعليمية والتربوية، وعلى اختلاف المراحل الدراسية التي ينتمي إليها الطلاب.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال "التعلم النشط" منشور على موقع twin-cities.umn.edu, تمت المراجعة في 19/6/2021
  • مقال "ما هو التعلم النشط" منشور على موقع queensu.ca، تمت المراجعة في 19/6/2021
  • مقال "استراتيجيات التعلم النشط" منشور على موقع teaching.berkeley.edu، تمت المراجعة في 20/6/2021
  • مقال "دور المعلم والمتعلم" منشور على موقع bchmsg.yolasite.com، تمت المراجعة في 20/6/2021
  • مقال "التعلم النشط للفصل الدراسي الخاص بك على الانترنت: خمس استراتيجيات باستخدام التكبير" منشور على موقع columbia.edu، تمت المراجعة في 20/6/2021
  • أحدث أسئلة مدارس وجامعات