الشخصية القيادية هي الشخصية التي تتمتع بالقدرة على القيادة والتأثير والإقناع وتمتلك صفاتٍ وسماتٍ خاصة تجعل صاحبها قادراً على قيادة الفريق لتحقيق هدف معيّن بسلاسة وسهولة، وعلى الرغم أن قوة الشخصية من السمات الأساسية للشخصية القيادية لكنها ليست السمة الوحيدة، بل لا بد أن تكون الشخصية القيادية مبدعة ومبتكرة واجتماعية، وغيرها من الصفات التي تميّز الشخصية القيادية.
تتضمن صفات الشخصية القيادية مجموعة من الخصائص التي تساعد القادة على تحقيق نجاحاتهم وإدارة الفرق بشكل فعال، أبرزها الثقة بالنفس والقدرة على التأثير والإقناع، إلى جانب الذكاء الاجتماعي الذي يعتبر من أهم صفات الشخصية القيادية، وغالباً ما تكون الشخصية القيادية شخصيةً قوية تتمتع بكاريزما عالية، ويمكن اكتساب صفات الشخصية القيادية من خلال تطوير الذات وتنمية مهارات القيادة بشكل محدد ومركّز.
ومن أهم سمات وصفات الشخصية القيادية:
شخصية مستقلة وقوية: أهم صفات الشخصية القيادية أنها شخصية مستقلة، يمتلك صاحبها مجموعة من المبادئ والأفكار المستقرة نسبياً ويستطيع أن يبني عليها خططه قراراته، وعادةً ما يكون صاحب الشخصية القيادية قادراً على اتخاذ القرارات الحاسمة والمهمة في التوقيت المناسب لأنه يتمتع بالقوة والاستقلالية.تتميز بدرجة عالية من الثقة بالنفس: يتمتع صاحب الشخصية القيادية بدرجة عالية من الثقة بالنفس تجعله قادراً على اكتساب ثقة الآخرين، لكن صاحب الشخصية القيادية ليس شخصاً مغروراً أو نرجسياً، لأن الغرور والتكبّر يتعارض تماماً مع مهارات القيادة.تمتلك موهبة الإقناع والتأثير: التأثير بالآخرين والقدرة على إقناعهم وتغيير وجهة نظرهم من أهم صفات الشخصية القيادية، حيث يحتاج القائد الناجح دائماً إلى إقناع فريقه بوجهة نظره ودفعهم لتبنيها والدفاع عنها، ولذلك نلاحظ أن أصحاب الشخصية القيادية يهتمون بمعرفة المعلومات والتفاصيل عن الموضوع الذي يناقشونه ليتمكنوا من بناء "حجة مقنعة".امتلاك الرؤية: يتمتع أصحاب الشخصية القيادية برؤية واضحة تتضمن أهدافهم وطريقة تحقيقها والخطط القريبة والبعيدة للوصول إلى ما يريدون في الحياة عموماً أو في مهمة محددة، والقدرة على إبداع رؤية مستقبلية وواضحة والتحلي بالحزم والقدرة على تحويل هذه الرؤية إلى واقع.تتميز بالنشاط والمثابرة: الشخص القيادي يتصف بالنشاط والمثابرة الدائمة لتحقيق أهدافه وأهداف فريقه، فيعرف القادة الناجحون ألّا شيء يتحقق دون عمل وجهد وأن أي غاية تحتاج للمثابرة والجدية في العمل للوصول إليها، والصبر على مواجهة التحديات والصعوبات وعدم اليأس أو التخلي عن الهدف حتى يتم تحقيقه.شخصية مرنة وسريعة التكيّف: من أهم صفات الشخصية القيادية أنها قادرة على التكيّف مع التغيرات المفاجئة والكبيرة، حيث يستطيع صاحب الشخصية القيادية إدراك طبيعة التغيرات بسرعة بفضل التفكير المرن والشخصية القوية، ويستطيع أن يتأقلم سريعاً مع هذه التغيرات ويبدأ فوراً بإدارته دون إضاعة الفرص بالصدمة والإنكار والمقاومة.تتمتع بالذكاء الاجتماعي: الشخصية القيادية لا بد أن يكون ذكياً اجتماعياً ويستطيع التعامل مع فئات وأنماط مختلفة من الأشخاص والجماعات، وغالباً ما تظهر مهارة الشخصية القيادية في التعامل مع النزاعات والمشاكل من خلال الإدارة الاجتماعية المناسبة والتي تعتمد على الذكاء الاجتماعي بالدرجة الأولى.شخصية ملهمة للآخرين: يمتلك صاحب الشخصية القيادية كاريزما وجاذبية عالية تجعل الآخرين معجبين به، ويزداد إعجاب الآخرين بالشخصية القيادية عندما يتعرفون إليه عن قرب ليتحوّل إلى مصدر إلهام لهم يتعلمون منه فنون ومهارات العمل أو الحياة.عند الرغبة بتطوير المهارات والصفات القيادية في الشخصية يجب العمل بشكل مستمر على صقل هذه المهارات وزيادة الخبرات بشكل دائم، وأهم وسائل امتلاك الشخصية القيادية وتنميتها العمل على تطوير مهارات التواصل والذكاء الاجتماعي وتعزيز الثقة بالنفس، إلى جانب فهم مبادئ الإدارة والقيادة وإدارة الجمهور والفريق، ومن أهم النصائح تطوير الذات لاكتساب وتنمية صفات الشخصية القيادية:
تحديد مهارات القيادة الأساسية: كل نوع من الأعمال أو مجال للقيادة يحتاج لنوع معين من المهارات، فالقائد في معمل يحتاج لمهارات مرتبطة بطبيعة عمله، وكذلك بالنسبة للقائد العسكري، أو مدير المؤسسة والشركة، لذلك ينصح خبراء تطوير الذات بتحديد مجالٍ للبحث عن المهارات المناسبة لتعزيز الشخصية القيادية فيه على وجه التحديد، وهذا سينعكس بطبيعة الحال على شخصيتك في الحياة اليومية.ابحث عن فرص التعلّم: يمكن الحصول على الدورات التدريبية وورش العمل واكتساب المعرفة من الكتب والمقالات والموارد الأخرى الخاصة بالقيادة وريادة الأعمال وتطوير الشخصية القيادية، والتي تساعد على تطوير المهارات القيادية عن طريق ما تنشره من أفكار أو أبحاث أو تجارب جديدة في مجال صقل المهارات التي يتطلبها العمل القيادي.راقب القادة الناجحين: أفضل طريقة لتطوير وتنمية الشخصية القيادية أن تقوم بمراقبة القادة الناجحين وفهم كيف يفكرون ويتصرفون، سواء كانوا أشخاصاً قريبين منك في العمل أو الحياة، أو حتى من خلال تتبع السيرة الذاتية للقادة الناجحين مثل الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات أو قادة الرأي والمؤثرين.كن عضواً فعالاً في الفريق: من أسرار فهم الشخصية القيادية أن تكون عضواً فعالاً في العمل الجماعي، قادراً على فهم شروطه وأسباب نجاحه أو فشله، ومراقباً جيداً لكل التفاصيل في العمل الجماعي من النزاعات إلى الانتصارات إلى الإخفاقات.اعمل على زيادة خبراتك: من المتوقع من القائد الناجح أن يكون لديه ثقافة عالية وخبرات في مجالات متنوعة وخاصة المجال الذي يعمل به، لذا يجب الاستمرار في التعلم على مدار الحياة والسعي لتطوير المهارات القيادية اللازمة لتحقيق النجاح في الحياة المهنية والشخصية.شارك في ورشات ودورات تدريبية مناسبة: في سبيل اكتساب وتطوير مهارات القيادة لديك، ابحث عن ورشات عمل ودورات تدريبية مناسبة مثل مهارات حل النزاع وإدارة المشاكل في الفريق، مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، تطوير مهارة إدارة مقاومة التغيير، وأي فرصة للتدريب أو تبادل الخبرات من شأنها أن تعزز مهارات القيادة لديك.كُن مبادراً: لن يكتشفك أحد إن كنت متفرجاً دائماً، لتكتسب صفات الشخصية القيادية لا بد أن تكون مبارداً، وأن تقدم نفسك لتولي المهمات التي تحتاج إلى شخصية قيادية، سواء في مكان العمل أو الدراسة أو في الحياة اليومية، بادر لتحصل على فرصة اختبار نفسك ومقدراتك وتتعرف أكثر إلى نقاط الضعف والقوة في شخصيتك.اعمل على التخلص من الصفات السيئة: من أسرار تنمية وتطوير الشخصية القيادية أن تعمل على رصد وتحديد الصفات التي تجعلك أقل قدرة على القيادة بشكلٍ فعال، فإذا كنت سريع الغضب لا بد أن تعمل على تنمية مهارات إدارة الغضب، وإن كنت سريع الملل لا بد أن تنمي قدرتك على الصبر والانتظار.ما هي المهارات القيادية؟ المهارات القيادية هي مجموعة من الصفات والخبرات التي تساعد الأشخاص المميزين في قيادة الفريق، وتنقسم المهارات القيادية إلى نوعين: الأول المهارات الأساسية وهي التي تكون موجودة في الشخصية بشكل أساسي مثل الفروق الفردية والمواهب، والنوع الثاني هو المهارات المكتسبة التي يتم تحصيلها بشكّل منظّم والتركيز على تنميتها من خلال تطوير الذات والخبرات العملية والنظرية، وأهم مهارات القيادة:
مهارات التواصل: من أهم مهارات القيادة التي لا غنى عنها مهارات التواصل والاتصال، وتشمل القدرة على طرح الأفكار والآراء والتواصل مع الآخرين بشكل فعّال ومثمر ومهارة الاستماع، ومهارات التفاوض والإقناع والتأثير، إضافة إلى مهارات حل المشكلات والنزاعات.فهم متطلبات العمل الجماعي: لا بد أن يكون القائد مدركاً لأسرار العمل الجماعي، سواء ما يتعلق بمهارات التحفيز ودفع الآخرين لتبني خطته ورؤيته، أو القدرة على إدارة الجماعة من خلال فهم العلاقات الفرعية التي تنشأ بين الأفراد على هامش العمل أو المهمات.فهم سلوك الأفراد: لا يمكن أن يستغني صاحب الشخصية القيادية عن بعض مبادئ علم النفس السلوكي وعلم النفس الإداري، حيث يعتبر فهم دوافع الأفراد المادية والمعنوية وآليات تفاعلهم ضمن الجماعة أحد الأسس التي تقوم عليها إدارة الفريق الناجح، ومن الأمثلة المهمة على ذلك فهم دورة مقاومة التغيير التنظيمي ومشاعر أعضاء الفريق تجاه التغييرات المفاجئة أو الكبيرة وكيفية إدارتها، إضافة لفهم معنى الانتماء للفريق وكيفية تعزيزه.التخطيط والتنظيم وإدارة الوقت: من المهارات الأساسية في الشخصية القيادية أن يكون لدى القائد القدرة على وضع خطط واستراتيجيات وتنظيم العمليات وتحديد المهام والأهداف بطريقة فعالة، والقدرة على إدارة الوقت وتحديد الأولويات وتخصيص الوقت بشكل فعال لتحقيق الأهداف، وإن كانت هذه المهارات أقرب إلى الإدارة منها للقيادة لكنها لا غنى عنها.التفكير الإبداعي والابتكار: القدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق والتفكير الإبداعي تعتبر من أقوى مهارات الشخصية القيادية، فدائماً ما يكون القائد في مواقف تحتاج منه لإلهام والتفكير المبدع للتعامل معها.الحماسة وروح المغامرة: يجب أن يتمتع صاحب الشخصية القيادية بقدر من الحماس لينقله إلى الآخرين، كما يجب ألّا يكون شخصية متحفظة أو جبانة في اتخاذ القرارات أو خوض التجارب، فغالباً ما يكون التحفظ مهمة المدير وليس القائد، والخوف من التجارب الجديدة ليس من الصفات المحببة في الشخصية القيادية.التدريب والتعلم: من أهم خطوات تطوير المهارات القيادية العمل بشكل دائم على تطوير الذات والتدريب والتعلم حول مهارات القيادية بشكل عام، والمجال المستهدف بعملية القيادة بشكل خاص، ويمكن الحصول على التدريب والتعلم من خلال الدورات التدريبية وورش العمل الخاصة بالقيادة، والتي تغطي مجموعة واسعة من المهارات القيادية.الاستفادة من التجارب: أهم وسائل تطوير مهارات الشخصية القيادية أن تكون مندفعاً نحو التجارب الجديدة سواءً بوصفك قائداً أو أحد أعضاء الفريق، وأن تقوم في نهاية كل تجربة بتقييمها وتحديد المواقف أو الأحداث الإيجابية والمواقف أو الأحداث السلبية، ويجب أن تتعامل مع هذه التجارب بعينٍ ناقدة لتتمكن من استخلاص أكبر قدر من الفائدة.الاستشارة والإرشاد: كثيراً ما يجد الشخص القيادي -أو الراغب بامتلاك الشخصية القيادية- بعض الأفكار والوسائل التي تساعده في هدفه عند أشخاص آخرين لديهم الخبرة والمعرفة، لذا يمكن الاعتماد على الاستشارة والإرشاد من المتخصصين في مجال القيادة، والذين يمكنهم تقديم النصائح والإرشادات اللازمة لتحسين المهارات القيادية.القراءة والدراسة: القراءة المستمرة تساعد في تنمية عقلية منفتحة على الأفكار الجديدة، والدراسة من جهة أخرى هي أحد مصادر العلم والتعلم الذي يحتاجه القادة، ويتم الحصول على المعرفة والتعلم من خلال القراءة والدراسة في مجال القيادة، والتي تتضمن الكتب والمقالات والأبحاث والدراسات العلمية.الاستماع للآخرين: الاستماع إلى الآخرين والتفكير بمقترحاتهم وأفكارهم الجديدة، يساعد في صقل مهارات الشخصية القيادية لما قد يجد من إلهام أو أفكار ممتازة يمكن الاستفادة منها في مجال العمل القيادي وفهم سلوك الأفراد ومحفزاتهم ودوافعهم. المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة تطوير الذات