-

حذر من خطر الكوليرا على 33 مليون سوداني

(اخر تعديل 2025-07-05 08:31:23 )

تزايد خطر الكوليرا في السودان

في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، تفاقمت أزمة وباء الكوليرا بشكل مقلق، حيث تشير التقارير إلى أن حوالي 33 مليون سوداني معرضون للإصابة بهذا المرض الخطير. تتوزع هذه الحالات بشكل كبير في ولايات الخرطوم والجزيرة والقضارف والنيل الأبيض، مما يعكس الأزمة الصحية التي تعاني منها البلاد.

الأسباب وراء تفشي الكوليرا

يشير الخبراء إلى أن ضعف الاستثمار في البنية التحتية، بالإضافة إلى تدمير محطات المياه والكهرباء والمرافق الصحية، قد ساهم بشكل كبير في حرمان الملايين من الحصول على مياه شرب آمنة. وقد حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن أكثر من 33.5 مليون شخص، من بينهم 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة، معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا.

الإحصائيات المقلقة

خلال الشهر الماضي، شهدت ولاية الخرطوم أكبر موجات انتشار الكوليرا، حيث أُبلغ عن نحو 22 ألف حالة من إجمالي 32 ألف إصابة سُجلت في مختلف الولايات منذ بداية العام. لقد سجلت وزارة الصحة 83 ألف إصابة و21 ألف وفاة منذ بدء تفشي المرض في تموز/يوليو 2024، وهو ما يوضح الحجم الكبير للأزمة الصحية التي يواجهها السودان.

الكوليرا: مرض شديد الخطورة

الكوليرا هي عدوى إسهالية حادة ناتجة عن تناول مياه ملوثة أو طعام ملوث ببكتيريا ضمّة الكوليرا. يمكن أن يتسبب هذا المرض في إسهال مائي حاد وجفاف شديد، وقد تظهر الأعراض في فترة قصيرة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام بعد تناول الطعام أو الماء الملوث. الأطفال والكبار سواءً معرضون للإصابة، ويمكن أن تؤدي الحالة إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها بشكل سريع.

زيادة الحالات المشتبه بها

يرتبط انتشار الكوليرا في الخرطوم والنيل الأبيض بالهجمات العسكرية على محطات الكهرباء، مما أدى إلى توقف عمل محطات المياه واضطرار السكان لاستخدام مياه شرب ملوثة. وفي ولايات دارفور، تواصل تسجيل حالات مشتبه بها، حيث تعيق حالة العنف وانعدام الأمن تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
آسر الحلقة 67

التحديات أمام الاستجابة الصحية

تواجه السودان تحديات كبيرة في الاستجابة لانتشار الكوليرا، حيث يُعتبر حوالي ربع مصادر المياه غير آمنة. كما أظهرت الفحوصات أن أكثر من ثلث عينات المياه المنزلية ملوثة، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة في المناطق غير الآمنة.

جهود المنظمات الدولية

كجزء من الجهود المبذولة للتصدي لتفشي الكوليرا، قدمت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف" المياه النظيفة لأكثر من 2.5 مليون شخص في دارفور من خلال الكلورة والنقل وزيادة السعة التخزينية. كما يتم إصلاح أنظمة المياه في الخرطوم والنيل الأبيض وتزويدها بالطاقة الشمسية.

حملة التصدي للكوليرا

نظمت السلطات الصحية حملة واسعة النطاق للحد من تفشي الكوليرا، حيث تمكنت من السيطرة على الوضع في الخرطوم من خلال التطعيم وتوفير المحاليل الوريدية وتوسيع نطاق الخدمات الصحية. هذه الجهود تمثل خطوة مهمة نحو تحسين الوضع الصحي في البلاد، ولكن التحديات لا تزال قائمة.