-

فهم ADHD: الأسباب والعلاج والتأثيرات

(اخر تعديل 2024-09-09 11:29:29 )

ما هو اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD)؟

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (Attention Deficit Hyperactivity Disorder) المعروف اختصاراً بـ ADHD هو اضطراب عقلي عصبي يعد من أكثر الاضطرابات شيوعاً بين الأطفال. يتميز هذا الاضطراب بصعوبة الطفل في المحافظة على التركيز والانتباه، إضافةً إلى النشاط الزائد والسلوك الاندفاعي. هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للطفل، مما ينعكس على أدائه الدراسي والاجتماعي، وقد تؤدي إلى تدني احترامه لذاته.

هل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وراثي؟

ما سبب اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط؟ تشير الدراسات والأبحاث المتزايدة إلى أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة له أساس وراثي جيني. فقد أظهرت الأبحاث أن هناك اختلافات تشريحية في أدمغة الأطفال المصابين، مثل نقص المادة البيضاء والرمادية، وتباين استجابات الدماغ في اختبارات معينة.

إلى جانب العوامل الوراثية، توجد أسباب محتملة أخرى مثل الظروف غير المستقرة أثناء الحمل، تعرض الجنين للسموم (مثل التدخين أو الكحول)، والولادة المبكرة، بالإضافة إلى نقص الوزن عند الولادة.
محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 16

دراسات حديثة ترصد السبب الوراثي لاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه

على الرغم من وجود توافق بين العديد من الدراسات حول الأساس الوراثي لاضطراب ADHD، إلا أن تحديد الجينات المسؤولة عن هذا الاضطراب بشكل دقيق كان تحدياً. لكن، في السنوات الأخيرة، أشارت الدراسات إلى اكتشاف جينات مرتبطة باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.

في عام 2018، نشرت دراسة في مجلة Nature Genetics التي أكدت وجود 12 جزءاً من الحمض النووي تزيد من خطر الإصابة باضطراب ADHD، بعد تحليل أكثر من 10 ملايين موقع وراثي. هذه الدراسة تعتبر الأولى التي تقدم دليلاً قوياً على الأساس الوراثي للاضطراب.

تؤثر هذه الأجزاء الجينية على إنشاء وتطوير المشابك والنواقل العصبية، وتنظيم مستويات الدوبامين في الدماغ. كما أن ظروف الحمل والولادة تلعب دوراً في تطور هذه الجينات، وقد تتداخل هذه الأجزاء الجينية مع اضطرابات نفسية وغير نفسية أخرى.

في دراسة عام 2021، تم اكتشاف طفرة جينية تسمى CDH2، والتي تلعب دوراً مهماً في تطوير اضطراب ADHD، حيث تؤثر على عمل البروتينات المسؤولة عن النشاط العصبي، مما يؤثر على مستويات الدوبامين في مناطق الدماغ المرتبطة بأعراض الاضطراب.

أول دراسة على أنسجة المخ البشري بعد الوفاة لتحديد أسباب اضطراب ADHD

في عام 2022، أجريت دراسة رائدة على خلايا المخ البشري بعد الوفاة، حيث أظهرت اختلافات في بنية ونشاط المناطق المسؤولة عن الانتباه لدى المصابين باضطراب ADHD، بالإضافة إلى اختلافات في الجينات التي تشفر المواد الكيميائية المستخدمة في التواصل بين خلايا المخ.

تفاعل البيئة مع الوراثة في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في الإصابة باضطراب ADHD، لكن لا يمكن تجاهل تأثير العوامل البيئية. فقد أظهرت دراسة حديثة في عام 2024 أن العوامل البيئية كانت أكثر أهمية في خلق اختلافات فردية بين التوائم الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالاضطراب.

وهذا يشير إلى أن الظروف البيئية قد تعزز من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولكن من غير المحتمل أن تكون هذه العوامل وحدها هي المسؤولة عن الاضطراب بدون وجود استعداد وراثي.

تأثير اكتشاف جينات اضطراب فرط النشاط على علاج الأطفال

يعتمد علاج الأطفال المصابين باضطراب ADHD حتى الآن على الأدوية المنبهة للجهاز العصبي المركزي، التي تساعد في إدارة الأعراض، لكنها ليست علاجاً دائماً. ومع اكتشاف الجينات المرتبطة بالاضطراب، يمكن أن تزيد الفرص لتطوير علاجات أكثر فعالية.

في السنوات القادمة، من المتوقع أن تؤدي الدراسات إلى الوصف الأكثر دقة للأجزاء الجينية المرتبطة بالنقص والانتباه، مما سيفتح المجال لابتكار علاجات جينية قد تغير مستقبل الملايين من الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب.

كيف يتم علاج طفل فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟

يعتمد علاج الأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD على مجموعة من الأدوية مثل المنبهات العصبية وحاصرات مستقبلات ألفا، التي تساعد في تحسين التركيز وتقليل الاندفاع. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية ليست علاجاً دائماً، بل وسيلة للسيطرة على الأعراض.

يجب أن يتم وصف الأدوية تحت إشراف طبي متخصص، حيث قد يحتاج بعض الأطفال إلى تناولها يومياً، بينما يمكن أن يكون تناولها في أيام الدراسة كافياً لبعض الأطفال. كما قد يتم توصية بوقف تناول الأدوية لفترات معينة.

إلى جانب العلاج الدوائي، يتم استخدام تقنيات العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الأطفال في التأقلم مع الأعراض وإدارتها بشكل أفضل، ويدعم الأهل في التعامل مع الطفل بطرق فعالة.

حقائق عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)

  • تختلف مستويات الحركة والنشاط بين الأطفال، لكن الأطفال المصابين باضطراب ADHD يعانون من أعراض واضحة لا يمكن تجاهلها.
  • هناك ثلاث مستويات أو أنواع لاضطراب ADHD:
    • أعراض نقص وتشتت الانتباه الأساسية.
    • أعراض فرط الحركة والسلوك الاندفاعي الأساسية.
    • الأعراض المشتركة لنقص الانتباه وفرط الحركة.
  • غالباً ما يتم تشخيص الأطفال المصابين في سن المدرسة، عادةً قبل سن 12 عاماً.
  • يتم تشخيص الأولاد الذكور أكثر من الإناث، لكن هذا لا يعني أن الذكور أكثر عرضة، بل قد تكون أعراضهم أكثر وضوحاً.
  • تكرار الأعراض في بيئات مختلفة يعد أمراً جوهرياً للتشخيص، حيث يجب أن تظهر الأعراض في المنزل والمدرسة.
  • تختلف معايير تشخيص ADHD عند البالغين عن تلك التي تُستخدم للأطفال، كما تختلف وسائل العلاج.
  • يعاني المصابون باضطراب فرط الحركة من مشكلات عميقة في نظرتهم إلى الذات، وغالباً ما يتعرضون للانتقاد والتنمر بسبب أعراضهم.

المراجع