الحقن الوريدي المتسمر أو التسريب بالكانيولا من الأساليب الطبية الأساسية والمعتمد عليها في كثير من الحالات في جميع المستشفيات والمؤسسات الصحية حول العالم وتختلف المواد التي يتم حقنها عبر الوريد باختلاف الحالة المرضية وبالتالي تختلف درجة خطورتها بحال تسربت تحت الجلد، لذلك تكون نسبة الخطأ في هذا التسريب قليلة، ولكن ماذا لو حصل تسريب وامتد المحلول لتحت الجلد بدلاً من دخوله في الوريد؟ سوف نتحدث من خلال هذا المقال عن مدى خطورة تسرب المحلول تحت الجلد وطرق العلاج.
للتعرف على مخاطر تسرب المحاليل تحت الجلد لا بد من التعرف على هذه المحاليل أولاً حيث يتم التسريب الوريدي من خلال استخدام أنواع معينة من المحاليل الوريدية التي يمكن أن تعطى لوحدها بالتسريب البطيء أو يمكن أن يتم تعليق الأدوية المختلفة في هذا المحلول من أجل تجنب زيادة عدد الحقن على المريض، ومن هذه المحاليل نذكر: [1]
محلول سكري (غلكوز) أو ديكستروز: لهذا المحلول عدة تراكيز مثل 5% و 10% و25% وتستخدم حسب الحالة المرضية يعطى في حال الغيبوبة الناتجة عن هبوط السكر وفي حالات الدعم الغذائي لو فقد المريض وعيه نتيجة ضعف الغذاء، ومن سلبيات هذا المحلول أن هنالك أدوية معينة لا يمكن وضعها داخله وتسريبها للمريض مثل حقن الحديد.محلول ملحي: وهو عبارة عن كلوريد الصوديوم تركيزه 0.9% مساوي لتركيز الدم وهو المحلول الشائع استخدامه لأنه يتناسب مع العديد من الأدوية التي يتم خلطها فيه وتسريبها للمريض ويعطى في حال تعويض السوائل وفي حال انخفاض الضغط للمريض وفي حال النزف الشديد والتسمم.محلول رينجر لاكتات Ringer lactate: يحتوي هذا المحلول على الصوديوم Na والبوتاسيوم K والكالسيوم Ca وlactate يستخدم غالباً في حالات الحروق والالتهابات وتعويض السوائل أيضاً يشبه المحلول الملحي إلى حد كبير ولكن لا يستخدم في حالات الفشل الكبدي.محلول رينجر أكتات Ringer acetate: يشبه محلول Ringer lactate ويعطى في حالات فشل الكبد.محلول مانيتول: يوجد منه عدة تراكيز يعطى في حالات ارتشاح السوائل على خلايا المخ وتقليل الضغط داخل الخلايا وفي حالات الفشل الكلوي الحاد.تتعدد الأسباب التي ينتج عنها تسريب المحلول تحت الجلد منها ما يكون نتيجة خطأ بشري ومنها ما يكون مرضي، وعادةً تكون نسبة هذه الأخطاء قليلة نظراً لأن الوريد مفتوح بشكل مباشر على المجرى الدموي فيكون الحرص أكبر على عدم الوقوع في الخطأ ولكن قد يحدث الخطأ بسبب: [1،2،3،4]
تركيب القسطرة الوريدية (intravenous catheter): تعرف في بعض البلدان باسم الكانيولا قد يتم تركيبها بشكل خاطئ مما يؤدي إلى تسرب المحلول تحت الجلد بدلاً من دخوله إلى الوريد وهذا الخطأ يعتبر من الأخطاء البشرية فقد يكون الممرض عديم الخبرة في بداية حياته المهنية.أوردة صغيرة وهشة: في بعض الأحيان يتسرب بضع قطرات من المحلول الخاص إلى تحت الجلد نتيجة طبيعة الوريد التي تكون صغيرة وهشة خاصة عند الأطفال فهذه الحالة من الحالات الخاصة التي تتطلب خبير لوضعها خاصة أنها قد تكون مزعجة للطفل فيتحرك ويحصل التسريب.تصلب الأوعية: قد تكون المشكلة من الأوعية الدموية نفسها وتحصل هذه الحالة عند مرضى السرطان بشكل خاص فيحصل تسريب تحت الجلد نتيجة تكرار بزل الوريد وتصلب الأوعية.تحرك المريض أثناء وجود الكانيولا: من الأسباب التي تخص المريض هو عدم الهدوء خلال تركيب القسطرة والتحرك أثناء التسريب، وهذا قد لا يُلام عليه المريض لأن التسريب قد يستمر لساعات في بعض الأحوال وقد يكون مؤلم لذلك يتحرك دون أن يشعر ويحصل التسريب تحت الجلد.السمنة المفرطة: قد تكون السمنة المفرطة أحد الأسباب التي تجعل المحلول يتسرب نتيجة عدم إيجاد الوريد بشكل صحيح من المرة الأولى.عند تسرب المحلول إلى المنطقة تحت الجلد تظهر علامات واضحة تدل الطبيب أن التسريب قد حصل ومن هذه العلامات نذكر: [4]
برود الجلد وتغير لونه: يصبح ملمس الجلد بارد إلى حد ما وقد يذهب اللون الطبيعي للبشرة فتميل نحو اللون الشاحب.تورم واضح: تسرب المحلول تحت الجلد يجعل طبقات الجلد تنتفخ وتتورم لأن المحلول من المفروض أن يدخل إلى الوريد ويسري مع الدم دون أن يتسبب بانتفاخ تحت الجلد، لذلك التورم هو نتيجة واضحة على التسريب.ألم وحرقة: في حالات معينة قد تكون الأدوية المنحلة داخل السيروم حارقة مثل مضادات الالتهاب وأدوية العلاج الكيميائي لذلك في حال تسربت تحت الجلد تكون مزعجة ومؤلمة جداً.الشعور بالخدر: قد يشعر المريض بخدر نتيجة التورم الحاصل وقد لا يشعر بالحرقة إن كان الدواء غير مؤلم ولكن نتيجة الانتباج الحاصل قد يضغط على الأعصاب الحسية في المكان ويسبب الخدر.ضعف الدورة الدموية: إن تسرب المحلول تحت الجلد يجعل اليد تنتفخ وبالتالي تضغط على الأوردة المحيطة بالمكان ومنه تضعف التغذية الدموية في هذه المنطقة.تسرب المحلول من السيروم تحت الجلد لا يعد خطيراً ومهدداً للحياة في معظم الحالات باستثناء الحالات الخاصة التي تم ذكرها، ويحتاج بعض العلاجات التي تخفف من الألم إلى حين السيطرة على التسريب الذي حصل فمثلاً: [1،2،4]
إيقاف التسريب: يتوجب إيقاف التسريب بشكل مباشر عند ملاحظة بدء الانتفاخ والتورم من أجل المحافظة قدر الإمكان على الأنسجة المحيطة.إزالة الكانيولا: يجب أن تتم إزالة القسطرة مباشرة عند بدء التسريب تحت الجلد واتخاذ الخطوات اللازمة.تصوير المنطقة المصابة: من المهم تصوير المنطقة المصابة من قبل الطبيب لمعرفة مدى تضرر المنطقة والأعصاب المحيطة بها.تطبيق كمادات دافئة أو باردة: بعد التأكد من سلامة الأعصاب والأنسجة المحيطة يوصي الطبيب بوضع الكمادات لمدة أسبوع إلى أسبوعين وتكون باردة أو دافئة تبعاً للمادة الدوائية المسربة مع المحلول.رفع الطرف المتورم: من المهم رفع الطرف لتقليل الضغط على المكان وتقليل الوذمة والتخلص من التورم بسرعة أكبر.بعد اتخاذ التدابير الطبية اللازمة والتأكد من سلامة الأنسجة والأعصاب يعطي الطبيب عدة إرشادات لتسريع عملية الشفاء والتخلص من الوذمة فمثلاً: [3،4]
الاستمرار في وضع الكمادات: لا يجب قطع الكمادات إطلاقاً لمدة أسبوعين وهذه من أهم الإرشادات الطبية التي يوصي بها الأطباء للتخلص من الوذمة.حماية المنطقة المصابة من أشعة الشمس: خلال فترة العلاج لا يجب أن تتعرض المنطقة المصابة لأشعة الشمس ويفضل حمايتها عند الخروج.استشارة الطبيب حول مواد التنظيف المستخدمة للمنطقة: في حال كانت الإصابة متوسطة وليست طفيفة قد يكون هنالك جروح أو حروق بدرجات معينة فيفضل استشارة الطبيب لتحديد مواد التنظيف التي تطبق خلال الاستحمام والتعرف على كيفية تنظيف المنطقة المصابة.إخبار الطبيب في حال الشعور بحمى: هنالك أعراض قد تتطور فيما بعد يجب إخبار الطبيب فيها مباشرة مثل الحمى أو في حال تفاقم الورم بدلاً من التراجع أو إذا ازداد الألم.الالتزام بالأدوية: قد يعطي الطبيب مضادات حيوية وأدوية مسكنة حسب اختلاف كل حالة وهنا من المهم الالتزام بالجرعات والأوقات ومراجعة الطبيب بالوقت الصحيح.تتوقف درجة الخطر على سرعة اتخاذ التدابير اللازمة في حال حصل التسريب، ولكن قد يكون المريض نائماً مثلاً وقد تنتبج اليد بشكل كبير دون أن يشعر إذا كان الدواء غير حارق، وفي حالات أخرى يكون الدواء خطير مثل العلاج الكيميائي وتسرب قطرة واحدة يؤثر على الأنسجة ومن الآثار السلبية التي قد تنتج عن تسريب المحلول نذكر: [4،2،3]
- متلازمة الحيز: هي حالة مؤلمة وخطيرة ناتجة عن ازدياد الضغط من تورم الأنسجة وقد تتسبب هذه المتلازمة في تلف العضلات أو الأنسجة أو الأعصاب المحيطة بمكان التسريب، وعند الوصول إلى هذه المرحلة يجب تدارك الموقف بجراحة طارئة لفك الضغط عن المنطقة المصابة وتحتاج وقت طويل لإعادة تأهيل الطرف والشفاء.
- تلف الأنسجة المحيطة: تتعرض الأنسجة المحيطة للتلف في حال تسرب المحلول وكان يحتوي على العلاج الكيماوي أو الكالسيوم أو البوتاسيوم لأن هذه المواد تغير من درجة حموضة الدم وتكون حارقة ومؤلمة.
- حروق الجلد والنخر والبتر: قد تتطلب الحروق الخطيرة في الأنسجة الداخلية ترقيع جلدي خاصة الناتجة عن تسرب العلاج الكيميائي، وفي حال التموت النسيجي أو تنخر الأنسجة في المنطقة المصابة يجب إزالة الأنسجة الميتة للسماح للأنسجة الحية بالنمو، وفي الحالات الخطيرة جداً قد يكون البتر هو الحل الوحيد لعلاج المضاعفات.
- تلف دائم في الأعصاب: يمكن أن يحدث التلف بسبب ثقب العصب بالإبرة عند بدء الحقن الوريدي أو بسبب متلازمة الحيز وعلى الرغم من أن هذا الأثر نادر ويعد من المضاعفات الأقل شيوعاً إلا أنه يمكن أن يسبب تنميلًا ووخزًا وحتى فقدان الوظيفة في الطرف.
- أخطاء في التحكم بجرعة الدواء: من الآثار الجانبية للتسرب تحت الجلد هي عدم التحكم بجرعة الدواء خاصة في حال كان الدواء الذي تم وضعه تراكيزه قليلة فالنقطة الواحدة تؤثر على التأثير العلاجي وفي حال تسربت نقطة واحدة تكون الجرعة قد انخفضت ولن تعطي التأثير المطلوب.
المصادر و المراجعaddremove
أحدث أسئلة نصائح طبية