-

فوائد الحب النفسية وإيجابيات الحب الحقيقي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

الحب بحد ذاته قيمة مهمة في حياة كل كائن، يُعبّر عن الحبّ بطرقٍ كثيرة ولغاتٍ خاصة بالحب، لكن للحب فوائد نفسية ودور في دعم الصحة العقلية وتحسين المزاج وجودة الحياة، فما هي هذه الفوائد والتي يمنحها الحب وبكل أشكاله لك؟

للحب بأي شكل كان ولأيٍ كان؛ قوة يمكن أن تنقذك وتقي صحتك من أي مرض عقلي أو حالة نفسية، وهذه أبرز الجوانب التي تجعل الحب بأشكاله داعماً أساسياً للصحة النفسية والعقلية: [2]

  • الحب غير المشروط: بدءاً من حب الذات والقبول والرضا بالنفس والحياة بما أصابنا من محن وما نمرّ به من مشاكل حيث نتغلب على كل ذلك بمجرد إدراك أن وجودنا الإنساني مرتبط بكفايتنا وكفاءتنا لعيش هذه الحياة بقوة الحب الداخلي الذي يمثل حقيقتنا.
    ثم بوجود من يحبوننا لذاتنا ويمكنهم تحمل مدى مرضنا ويبقون بجانبنا مهما طال الوقت، وليس علينا إقناعهم لأنهم لن يقلقوا ويحكموا علينا مهما فعلنا أو قلنا أشياء غريبة، فهم لن يتخلوا عنا، يمكننا أن نبكي كأطفال أو أن نبدو بالغين ومنطقيين، فلا ضير لأنهم سيحبوننا لأنفسنا الحقيقية ومن أجل ما نحن عليه بدلاً مما نفعله.
  • لا محاكمات في الحب: عندما نتبادل الحب الحقيقي مع شخص (زوج – زوجة – طفل- أهل- صديق...) فإننا لن نخشى وقت المصاعب أن ننكشف على المحِب بجرأة، لأنه لا يحكم علينا عندما نرقد في البيجامة لأيام وتصيبنا الكآبة لأمر ما، لأن المحِب لا يرى نفسه "فوق" شخص مريض نفسياً أو أنه مجرد شخص متعَب نفسياً فقط، ولا يعرضنا للاضطهاد بأن يدّعي بأنه شخص كفؤ وصلب ولا يمرض ولا يتعب نفسياً، على العكس لسوف يشاركنا بأنه يجد أن في الحياة أمور مرهِقة للغاية، وأن الجنون قد يصيبهم بعض الشيء أيضاً! كما أنهم لا يذرفون دموع التماسيح أو يدّعون أنهم يعانون معنا ومن أجلنا!
  • الوفاء: الشخص المحِب مستعد للقتال لكسب ثقتنا، ويعلم أن عليه تأكيد ولائه بصراحة وعليه إثبات ذلك، مما يعني عدم التخلي عنّا في اللحظات الصعبة وعندما نميل إلى الاستسلام، متجنبين لعبة إثارة اليأس والإحباط لدى الأشخاص اللطفاء كطريقة لاختبار العلاقة، فقد نقول بعض الأشياء الفظيعة لمن نحبهم ونتظاهر بعدم المبالاة بهم.
    ولكن الشخص المحِب سوف يستمع ويصبر ويظل معنا غير متضايق؛ ليس لأنه ضعيف ولكن لإدراكه وبحكمة بأننا نقوم باختباره! ويعرف تماماً أن ما يحدث درسٌ لزيادة الثقة.
  • الاطمئنان والسكينة: وليس التطمين لأننا ضعفاء في هذه اللحظة بل يصرّ الشخص المحِب على أنه سيكون معنا عندما نمرض وتصبح الأمور صعبة وفظيعة، ولا يشعر بالملل من تكرار نفس الجملة والرسلة في كل أفعاله وأقواله: "أنا هنا من أجلك وسيكون كل شيء على ما يرام"، فلا يمكن تحديد كيف ستكون السنوات القادمة، ولكن ما هو معروف الآن هو أن المستقبل لن يكون غير محتمل، لأن هناك حباً في حياتنا.
  • الصبر: من المستحيل أن يكون هناك حب من دون أن يترافق مع أداته الحامية الأقوى وهي الصبر، هل تتذكرين كم مرة سألكِ طفلكِ عن إمكانية وجود شيء مرعب تحت سريره؟ هل تتذكر كم سألتك والدتك عن اسمك وأنت ترفعها لتنام باطمئنان طفل صغير؛ بعد إصابتها بألزهايمر؟ فعندما نمرض قد نصبح مملّين ونطرح نفس السؤال مراراً، والمحِب سيجيب سؤالنا بصبر ومحبة وسِعة صدر، وكأنه يكتشف معنا شيئاً مثيراً للاهتمام.

فوائد العواطف الإيجابية على الصحة النفسية عديدة وعندما تربطك مشاعر الحب الحقيقية في علاقة رومانسية أو غير رومانسية صحية فإن هناك العديد من الفوائد النفسية التي تتحقق: [3]

  • قلق وضغط وإجهاد أقل: يرتبط وجود علاقة حب رومانسية بقلّة إنتاج هرمون التوتر(الكورتيزول)، ويكون أغلب الأشخاص المرتبطين أقل استجابة للضغوط النفسية، كما يمكن أن يمثل الدعم الاجتماعي والعاطفي الذي يأتي مع وجود شريك؛ عازلاً ضد الإجهاد. مع وجود أدلة تشير إلى أن الأزواج المتقاربين يكونون أكثر سعادة من غيرهم، مما يساهم في تعزيز الصحة العقلية.
  • علاقة صحية يعني أسلوب حياة صحي شامل: حيث يشجعك زوجك أو أصدقاؤك أو أحباؤك الآخرون على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة وعدم التدخين وما إلى ذلك من العادات السيئة، فمن الأسهل أن تتخذ سلوكيات صحية عندما تحيط نفسك بأشخاص يفعلون نفس الشيء.
  • تعزيز الشعور بالمعنى في الحياة: أن تكون في علاقة حب، بغض النظر عن نوعها؛ يمكن أن يمنحك ذلك إحساساً بمعنى حياتك والهدف منها.
  • عمر أطول: تشير الأبحاث إلى أن وجود روابط اجتماعية يمكن أن تساهم في زيادة طول العمر، ومحاولة تكوين بعض العلاقات الوثيقة يمكن أن تساهم في فوائد ملحوظة لصحتك العقلية والجسدية، في بعض الأحيان لا ضرورة لوجود شريك حياة قد يكون ذلك مجدياً مع وجود صديق جيد واحد على الأقل أو زميل عمل موثوق به أو معالج أو مستشار؛ للمساعدة في إرشادك خلال مشكلات مثل القلق الاجتماعي أو الاكتئاب.

بغض النظر عن شكل علاقة الحب وعدد المحبين في حياتك، فإن من أهم فوائد وجود علاقة حب صحية مع شريك رومانسي (زوج- حبيب) هي: [4]

  • الحب يجعلك سعيداً: ليس من المستغرب أنه كلما شعرت بالإحباط أو حدث شيء ما، فإن أول شخص تريد أن يأتي إلى جانبك هو الحبيب.
  • الشعور بمزيد من الثقة والأمان: إن وجود حبيب داعم ليس مهماً فقط، بل يشجعك على متابعة شغف حياتك وأهدافك بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر عليك. وإذا كان لديك شريك عاطفي أو أهل أو أصدقاء يؤمنون بك، فإنك تصبح أكثر ثقة فيما يمكنك القيام به – مع الرغبة في إثارة إعجابهم وهذا بمثابة وقود لتحفيزك على العمل والمضي قدماً.
  • تكون أقل عرضة للتوتر: يُبهجك الحب عندما تكون كئيباً بسبب يوم محبط في العمل مثلاً، ويمكن أن تساعدك مشاركة الحبيب في المشي مساءاً أو الركض في الحديقة أو الذهاب لمشاهدة فيلم أو محادثة بسيطة على فنجان قهوة؛ على تجديد طاقتك.
  • هناك شخص يمكنه تصحيحك بصدق: الشخص الذي يحبك حقًا لن يتسامح أبداً مع أخطائك، إذا كان لديك شريك يوبخك كلما فعلت شيئاً خاطئاً ، فأنت في علاقة صحية بحيث يمكن أن تؤثر عليك إيجابياً بشكل دائم.
  • الحب يساعدك على أن تصبح أكثر صبراً وتفهماً: الاختلافات مع من تحب سوف تختبر صبرك فمن الطبيعي أن يكون هناك سوء تفاهم في أي علاقة حب، لكن إذا كان كلاكما على استعداد لحلّ الأمور، ستتعلم التحكم بغضبك وتطوّر مرونة نفسية لتوسيع صبرك وتفهمك تجاه كل ما يعارضك أو يخالفك.
  • تتعلم كيف تكون متواضعاً: أحد أسرار العلاقة الصحية طويلة الأمد هو أن الأزواج الناضجون متسامحون ومستعدون للاعتراف بالأخطاء ويمكنهم قول "آسف" لبعضهم البعض حتى لو اعتقدوا أنهم ليسوا المخطئين في النزاع!
  • يجعلك الحب منفتح الذهن: عليك أن تحترم أفكار شريكك وتقبل أنك لست على صواب دوماً، فيجعلك الحب منفتحاً على حقيقة أن الأشخاص المختلفين عادة ما يكون لديهم وجهات نظر مختلفة حول كل شيء، ويمكن أن تختلف وجهات نظر شريكك عن وجهة نظرك أيضاً.
  • يصبح التخطيط للمستقبل ممتعاً: يمكنك البدء في التخطيط العملي للأهداف، ويصبح الحبيبان شركاء المساءلة في التأكد من العمل على هذه الخطط من خلال اتخاذ خطوات نحوها وتشجيع بعضهما البعض.
  • هناك شخص ما لمساعدتك على أن تصبح شخصًا أفضل: تساعدان بعضكما البعض على أن تصبحا أكثر استقراراً جسدياً وعاطفياً ومالياً وعقلياً وروحياً، يحدث هذا عندما تقرّ بعيوبك وتسعى لتحسين نقاط ضعفك، وتسأل حبيبك عما عليك فعله لتصبح شخصاً أفضل.
  • لأي علاقة حب في شبكتك الاجتماعية إيجابيات وفوائد مهمة ومنها:

    • زيادة المرونة النفسية لمواجهة عوامل الإجهاد.
    • تعزيز خيارات نمط الحياة الصحية.
    • التمتع بصحة نفسية أفضل مدى الحياة.
    • تحسين احترام الذات.
    • تقليل الآثار السلبية للتوتر.
    • ثقة قوية بالنفس وبالحبيب.
    • كلاكما قادر على مشاركة مشاعره وأفكاره دون خوف من السخرية والأحكام.
    • الاحترام وتخصيص الوقت للمحبين في حياتك.
    • الاستماع والإصغاء بعمق وتقديم تنازلات عند حدوث خلافات.
    • عدم التبعية العمياء وانعدام التسلط.
    • لديك حدود مقدسة بحيث يمكنك المجادلة أو الاختلاف.
    • لا وجود للعنف في العلاقة من إساءة جسدية أو عاطفية أو لفظية.

    لا تقتصر فوائد الحب على الصحة النفسية بل تشمل هذه الفوائد الصحة عموماً، بحيث يساهم في السعادة على المدى القصير والبعيد، وتحسّن المشاعر البهيجة والإيجابية التي تولدها قوة الحب صحتك الجسدية والعاطفية والعقلية. وتنبع أهمية الحب للصحة من خلال: [1]

    • تأثيرات الحب الجسدية: من خلال ردّ فعل الجسد على مشاعر الحب الإيجابية مثل: تسارع معدل ضربات القلب، وأصوات الكركرة في المعدة وتوسع حدقات العينين وتعرّق راحة اليدين، وصعوبة التعبير عن مشاعر الحب، بالإضافة للحافز الغريزي للمس جسدياً، وعندما يصل الحب لمرحلة التعبير الجسدي من خلال الجنس وما يعطيك إياه من الفوائد.
      بحيث يمكنه خفض ضغط الدم وزيادة التحكم في المثانة لدى النساء وتقليل التوتر وتحسين النوم وتقوية جهاز المناعة، ويمكن أن تمتد هذه الآثار الجسدية الإيجابية من الجنس إلى العديد من جوانب الحياة الأخرى، من الأبوة والأمومة إلى العمل إلى الصداقات.
    • يعزز الحب الرفاهية العاطفية والعقلية: ترتبط العلاقة الصحية والداعمة - سواء كانت رومانسية أو عائلية أو صداقة أو غير ذلك - بزيادة احترام الذات وزيادة الشعور بالتقدير وتحسين الثقة بالنفس. وبغض النظر عن شكل الحب فإنه يساعد على دمج سلوكياتٍ أكثر أماناً في حياتك اليومية، بخفض القلق والعصبية وتقليل فرص الإصابة بالاكتئاب أو أي شكل آخر من أشكال الاضطرابات العقلية.
    • يغير الحب كيمياء الدماغ بشكل مؤقت: تُعزى سرعة خفقان قلبك بالحب إلى إطلاق المواد الكيميائية والهرمونات في الدماغ خاصة الدوبامين والأوكسيتوسين، فينطلق الدوبامين مثلاً عندما ترى شخصاً تحبه أو تشعر بشيء ممتع. كما يساعد الأوكسيتوسين في تعزيز العلاقة الحميمة بين حببين. وغالباً ما تكون هذه التغييرات في كيمياء المخ وهرموناته مؤقتة فقط. بمجرد أن يصبح الشخص المميز الجديد في حياتك هو الوضع الطبيعي الجديد، ستعود مرة أخرى إلى كيمياء الدماغ الطبيعية.
    • الحب ينعش القلب: الحب هو أعظم عاطفة بشرية وأكثرها تعقيداً. ويختبر كل شخص الحب بشكل مختلف.

    في النهاية.. تكون العلاقات الأكثر صحة بين شخصين يعتمدان على بعضهما البعض ولكنهما مستقلان أيضاً. إنهم يحبون بعضهم البعض، لكنهم أيضًا يحبون ويقدرون أنفسهم وعدم تبعيتهم ويحترمون تفردهم والاختلاف بينهم وبين أحبابهم.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال "كيف يؤثر الحب على صحتنا الجسدية" منشور على موقع canopyhealth.com، تمت المراجعة في 17/01/2022
  • مقال "دور الحب في الصحة العقلية"، منشور على موقع theschooloflife.com، تمت المراجعة في 17/01/2022
  • مقال Sheehan D. Fisher "فوائد للعلاقات الصحية"، منشور على موقع nm.org، تمت المراجعة في 17/01/2022
  • مقال Cyril Abello "فوائد أن تكون في علاقة"، منشور على موقع inspiringtips.com، تمت المراجعة في 17/01/2022
  • مقال Mary Ellen Ellis "الآثار الإيجابية للحب على الصحة العقلية" منشور على موقع bridgestorecovery.com، تمت المراجعة في 17/01/2022
  • أحدث أسئلة الحب والعلاقات العاطفية