بكتيريا الأمعاء وتأثيرها على الأرق
بكتيريا في إمعائك مسببة للأرق .. تعرّف إليها وإلى طرق علاجها
أظهرت دراسة حديثة من المملكة المتحدة أن الأرق قد يكون له علاقة وثيقة بنقص عدد من بكتيريا الأمعاء. وتشير الأبحاث إلى أن بكتيريا "أودوريباكتر" تلعب دورًا بارزًا في هذا السياق، مما يستدعي التفكير في طرق علاج جديدة تعتمد على إعادة توازن الميكروبات في الأمعاء.
الأرق والعلاقة مع بكتيريا الأمعاء
تؤكد التحليلات التي أُجريت على بيانات ضخمة لأكثر من 386 ألف شخص أن الأرق يظهر كأحد النتائج المحتملة لخلل في توازن بكتيريا الأمعاء. وقد أظهرت الدراسة أن 14 مجموعة من البكتيريا مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بالأرق، بينما كانت ثماني مجموعات أخرى مرتبطة بتقليل هذه المخاطر. وهذا يبرز أهمية بكتيريا "أودوريباكتر" التي ارتبطت بشكل ملحوظ بزيادة خطر الإصابة بالأرق.
بارينيتي الحلقة 85
الأثر المتبادل بين الأرق والميكروبيوم
تتوضح الرؤية حول العلاقة بين الأرق و"ميكروبيوم الأمعاء"، حيث يتضح أن هناك تأثيراً متبادلاً بينهما. فالأرق، الذي يعاني منه حوالي ثلث البالغين في المملكة المتحدة، قد يتسبب في تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، في حين أن توازن البكتيريا يمكن أن يؤثر على نوعية النوم. وهذا يتطلب استراتيجيات علاجية جديدة تعتمد على البروبيوتيك والبريبايوتيك.
البحث والدراسات السابقة
استندت الدراسة إلى بيانات من التحالف الدولي للبحوث "مي بيو جين" ومشروع "الميكروبيوم الهولندي"، حيث تم تحليل بيانات الأشخاص الذين يعانون من الأرق. وقد أظهرت النتائج أن أنواعًا معينة من بكتيريا الأمعاء ترتبط بشكل ملحوظ بالأرق، مما يفتح الباب أمام استكشاف طرق علاجية جديدة قد تكون فعالة في تحسين جودة النوم.
نتائج الدراسة ودلالاتها
أظهرت النتائج أن الأرق مرتبط بنقص كبير في كمية سبع مجموعات من بكتيريا الأمعاء، بينما زادت كمية 12 مجموعة أخرى. وقد لوحظ أن بكتيريا "أودوريباكتر" لها تأثير كبير على زيادة خطر الإصابة بالأرق، مما يجعلها نقطة انطلاق مهمة لفهم كيفية تحسين صحة الأمعاء وتأثيرها على النوم.
تحديات البحث والآفاق المستقبلية
ومع ذلك، فإن الدراسة ليست خالية من القيود، حيث أن المشاركين كانوا من أصل أوروبي فقط، مما قد يؤثر على تعميم النتائج. كما أن العوامل الأخرى مثل النظام الغذائي ونمط الحياة لم تؤخذ في الاعتبار، مما يدعو إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بشكل أفضل.
استراتيجيات علاجية مقترحة
يؤكد الباحثون أن الاستفادة من البروبيوتيك والبريبايوتيك، بالإضافة إلى إجراءات مثل زرع ميكروبيوم الأمعاء، يمكن أن تسهم في تطوير خطط علاجية جديدة تهدف إلى تحسين جودة النوم. وهذا قد يمثل خطوة جديدة ومثيرة في كيفية فهمنا وعلاج الأرق.