أضرار التدخين على الحامل ومتى يبدأ أثره على الجنين
من الملاحظ أن ظاهر التدخين في تزايد مستمر بين مختلف فئات الناس، وقد زادت هذه الظاهرة بين النساء والفتيات خاصة بعد انتشار النرجيلة، وبالإضافة لمخاطر التدخين والنرجيلة المعرفة فهي أيضاً لها أضرار أكثر على السيدة الحامل، وهذا موضوع بحثنا في هذا المقال.
على الرغم من اتفاق جميع المصادر الطبية على ضرر التدخين للحامل وللجنين ومشاكل الحمل التي تتعرض لها الحامل المدخنة، إلّا أن إدمان النرجيلة أو السجائر يجعل الحامل تبحث عن بعض التفاصيل التي قد تساعدها على تجاوز هذه التحذيرات، مثل الحد الأدنى الآمن من السجائر والنرجيلة خلال الحمل، أو إذا كان التدخين مسموحاً للحامل في الشهر الأول!
متى يؤثر التدخين على الجنين؟
يبدأ تأثير تدخين السجائر أو النرجيلة على الجنين قبل الحمل حتى، حيث تعاني الأم المدخنة من مشاكل صحية تهدد الحمل منذ اليوم الأول لحدوثه وقد تكون سبباً في تأخر حدوث الحمل أو تكرار الإجهاض، بالتالي على الأم الامتناع عن التدخين والنرجيلة قبل الحمل، أو على الأقل بمجرد أن تعرف أنها حامل.
هل تؤثر النرجيلة على الحامل في الشهر الأول؟
بالطبع تؤثر النرجيلة على الحامل خلال الشهر الأول وتسبب تزايد المشاكل المتعلقة بالتروية والتنفس خصوصاً الأمهات اللواتي يدخنّ السجائر أو الشيشة بكثرة قبل وفي بداية الحمل، ولا يرتبط ضرر التدخين والشيشة على الحامل والجنين بمرحلة الحمل بقدر ما يرتبط بالضرر العام لهذه المواد على صحة الأم وجنينها، ولا بد من الإقلاع عن تدخين النرجيلة أو السجائر من اليوم الأول للحمل.
الشيشة مرة واحدة في الأسبوع للحامل هل لها ضرر!
تدخين الشيشة مرة واحدة في الأسبوع للحامل طيلة فترة الحمل يضاعف من خطر الموت المفاجئ للرضع بنسبة بين 7% إلى 18% تقريباً، ما يعني أن تدخين النرجيلة مرة في الأسبوع خلال الحمل يزيد من فرص فقدان الطفل بعد الولادة بشكل كبير، ولا شك أن الشيشة مرة واحد في الأسبوع للحامل أقل ضرراً من تدخين النرجيلة يومياً خلال الحمل، لكن يبقى الخطر والضرر قائماً ومتزايداً مع كل مرة تدخن فيها الحامل الشيشة مرة في الأسبوع أو تدخن سيجارة واحدة في اليوم خلال الحمل.
هل ريحة الشيشة تضر بالحامل وهل يؤثر تدخين الأب على الجنين؟
تتأثر الحامل برائحة الدخان والشيشة بشكل أقل من التدخين المباشر، لكن التدخين السلبي أيضاً يهدد الحمل ويهدد صحة الجنين بأخطار عديدة، وكلّما كانت ظروف تعرض الحامل لرائحة الدخان والنرجيلة أسوأ كلّما تضاعفت هذه المخاطر، مثل وجودها في غرفة مغلقة مع المدخنين باستمرار في المنزل أو العمل أو المقاهي، ووجود أب مدخن يزيد من فرص التشوهات الخلقية للجنين، وهذا التأثير أيضاً يحسب من اليوم الأول للحمل.
- ضعف وصول الأكسجين للجنين: أول أضرار النرجيلة والتدخين للحامل في الشهور الأولى هو عرقلة وصول الكميات اللازمة من الأوكسجين إلى الجنين الذي بالكاد يتشكل، وقلة الأكسجين والتروية الدموية لمنطقة الرحم والمشيمة قد ينتج عنها تشوهات خطيرة للجنين.
- التشوهات الجنينة: يزيد احتمال ولادة طفل مصاب بالفتاق أو الشق في المعدة بنسبة 40% للأمهات اللواتي يدخنّ النرجيلة أو السجائر في الشهور الأولى من الحمل، ومن التشوهات الجنينة الشائعة نتيجة تدخين الأم في بداية الحمل أيضاً المشاكل التنفسية المزمنة وتشوهات القلب والأطراف، والتي تنتج عن التدخين المباشر أو السلبي.
- خطر الإجهاض المبكر: الأم التي تدخن الشيشة أو السجائر في الأسابيع أو الشهور الأولى من الحامل أكثر عرضة لعدم اكتمال الحمل والإجهاض في الثلث الأول من الحمل، أو الولادة المبكرة بين الشهر السادس والثامن.
- مشاكل صحة الفم والأسنان للحامل: تعاني المرأة الحامل بطبيعة الحال من آلام الأسنان ومشاكل فموية عديدة، واستمرار التدخين في الشهور الأولى من الحمل يسبب تفاقم المشاكل اللثوية ومشاكل الأسنان، والتي تصل إلى حدود خطير من الالتهابات.
- زيادة أثر المشاكل المزاجية للحامل: تشهد نفسية الحامل تقلبات كثير في الشهور الأولى من الحمل، وعلى عكس المتوقع فإن التدخين والشيشة يؤدي إلى ازدياد أثر هذه التقلبات المزاجية الطبيعية، فمن جهة تتزايد الرغبة بالتدخين والنرجيلة كمحاولة للتعامل مع ضغوط الحمل، ومن جهة أخرى يزداد شعور الأم بالذنب والكآبة لأنها تدخن وهي ما زالت في بداية حملها.
أضرار التدخين قبل الحمل على الجنين
ينعكس تأثير التدخين والنرجيلة قبل الحمل على صحة الأم ما قد يسبب بعض المشاكلات للجنين وللرضيع بعد الولادة، لكن لا داعي للقلق فمخاطر التدخين قبل الحمل منخفضة مقارنة بمخاطر التدخين خلال الحمل، وكل ما عليكِ فعله هو الإقلاع تماماً عن السجائر والشيشة عند التخطيط للحمل أو بمجرد معرفة وجود الحمل.
تأثير الشيشة والسجائر الضار والسام سيطال بالطبع الجنين داخل رحم المرأة الحامل، ومن هذه التأثيرات:
- التدخين السلبي: حتى وإن لم تكوني مدخنة، فإن تعرضك لرائحة دخان السجائر أو الشيشة بشكل متكرر يعني أنك تتعرضين لحالة التدخين السلبي التي تسبب العديد من المتاعب والمخاطر سواء على صحتك أو على صحة الجنين، والتي تتشابه إلى حد بعيد مع أضرار التدخين المباشر للحامل وإن كانت أقل خطورة.
- التعرض لغاز أول أكسيد الكربون: وهذا الغاز هو غاز سام يضر بصحة الجسم بشكل كبير، أما عند الحامل فقد يؤدي إلى قلة وصول الأكسجين إلى الجنين مما يؤثر على نموه وتطوره وربما يتسبب بالإجهاض المفاجئ أو الولادة المبكرة أو حدوث مشاكل تنفسية عند الرضيع.
- استنشاق النيكوتين: مادة النيكوتين موجودة في الدخان المتصاعد من كل أنواع الدخان، وتسبب مضاراً على الرغم من عدم الاستخدام المباشر وإنما فقط بسبب الاستنشاق خلال الحمل.
- تنفس أكثر صعوبة: تواجه الحامل بشكل عام مشاكل نسبية في التنفس بسبب ضغط حجم الجنين ضمن الرحم على عضلة الحجاب الحاجز وتقييد حركتها، وهذا يزيد الأمر سوءً عند الحامل أثناء التعرض لدخان النرجيلة أو السجائر لوقت طويل، حيث يسبب الدخان المتصاعد منهما صعوبة أكثر في التنفس وقلة الأكسجين في الوسط المحيط وقد يتطور الوضع إلى حالة ضيق تنفس تحتاج لبعض الإجراءات الإسعافية.
- التعب ودوخة: قد يؤثر استنشاق دخان الشيشة والسجائر لمدة طويلة نسبياً تتجاوز الساعة على استقرار جسم الحامل ويؤدي لحالة من الإرهاق الجسدي والتعب مترافق مع دوخة وغثيان بسبب قلة الأكسجين في الوسط المحيط. [1]
الإقلاع عن التدخين والنرجيلة في مرحلة الحمل أمر ضروري وملح، ويجد بعض الخطوات والتعليمات التي يمكن أن تساعد في ذلك نذكر منها:
- يفضل البدء قبل الحمل: معظم حالات الحمل في أوقاتنا هذه تكون مخطط لها قبل بفترة من قبل الزوجين، فيكون الحمل خلال فترة معينة متوقع ومنتظر، لذا يكون من الضروري محاولة الإقلاع عن النرجيلة والتدخين قبل اتخاذ قرار الإنجاب وحدوث الحمل، وليس فقط من قبل الزوجة وإنما حتى من قبل الزوج لتوفير جو صحي وداعم لصحة المرأة الحامل وجنينها.
- لا مرة واحدة في اليوم ولا مرة في الأسبوع: لا يجب أن تتسامحي مع تدخين السجائر أو النرجيلة خلال الحمل على الإطلاق، لا تقولي سأدخن سيجارة واحدة في اليوم أو سأدخن الشيشة مرة واحدة في الأسبوع، كل مرة تدخنين فيها أنتِ تعرضين حياة جنينك للخطر بشكل مضاعف.
- المتابعة مع طبيب: في حال كنتي تدخنين السجائر أو الشيشة لفترة محددة قبل بدء حملك أو حتى خلال الحمل، يفضل أن تتابعي مع طبيب مختص يساعدك في خطوات صحية أكثر أماناً لكِ من ناحية الابتعاد عن التدخين، قد تكون تمارين معينة أو أدوية معينة مساعدة كبدائل النيكوتين، بحيث أن ذلك أكثر أماناً لتجنب تضرر حملك.
- التفكير دوماً بصحة طفلك: لا بد لكل امرأة أن تضحي بأي شيء من أجل المحافظة على صحة أطفالها، لكن الأمر يحتاج أحياناً لبعض الوعي والكثير من الإصرار، حيث هناك الكثير من الشائعات التي تقول أن الشيشة أقل ضرراً من السجائر ولا تضر بالحامل، وهذا ما قد يُنسي بعض النساء التفكير بصحة الجنين أولاً ويعتقدن أن لا خطر عليه، فيتركون الدخان ويستخدمون الشيشة عوضاً عنه، لكن هذا غير صحيح، لذا يجب أن تضعي صحة طفلك وسلامته دوماً في الكفة الراجحة لميزان قرارتك فيدفعك هذا للتحلي بالصبر من أجله والابتعاد عن كل أشكال التدخين بما فيها الشيشة.
- التخلي عن أغراض النرجيلة خلال فترة الحمل: يفضل إزالة النرجيلة وإبعادها خلال فترة الحمل من المنزل وعدم اقتناء أي غرض من أغراضها وعدم السماح بتشغيلها لأن هذا قد يعيد لك ضعفك تجاه النرجيلة ويجعلك تعيدين استخدامها بسبب أنها بحد ذاتها نوع من الإدمان النفسي والجسدي في آنٍ معاً.
- طلب مساعدة الزوج والمقربين: مساندة محيطك لك ودعمهم لقرارك في الإقلاع عن التدخين أو الشيشة ومنعك عنهما هو أمر مهم أيضاً ومفيد، وللزوج دور خاص في ذلك.
- تجنب أماكن التدخين: وخصوصاً الأماكن المغلقة بهدف تجنب التعرض للتدخين السلبي الناتج عن الدخان العادي والنرجيلة ومن ثم تعريض الجنين والأم للعديد من المخاطر الصحية.
من المعروف مدى تأثير التدخين عموماً على الصحة الإنجابية ليس فقط بالنسبة للنساء، وإنما أيضاً الرجال تتأثر عندهم الخصوبة بنسب عالية عند اعتماد التدخين والنرجيلة لفترة طويلة، ومن أبرز التأثرات التي قد تظهر إثر ذلك ما يلي: [4]
- العقم: يعرف العقم بفشل حدوث الحمل بعد 12 شهراً من المحاولات المستمرة للحمل طبيعياً، وإن احتمال حدوث هذا العقم يرتفع بشكل واضح عند النساء المدخنات سواء بالسجائر أو الشيشة وتصل نسبة النساء المصابات بالعقم إلى الضعف عند المدخنات، وهو غالباً قابل للتحسن في حال الإقلاع عن إدمان مصادر التدخين بما فيها النرجيلة.
- ضعف التبويض: العديد من المؤشرات تدل على أن التدخين لفترة طويلة من الزمن يؤثر على وظيفة المبيض الطبيعية عند النساء ويؤدي لضعفها أو تعطيلها، كما أن التدخين يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على مستوى الهرمونات الأنثوية ويخفض نسبتها مما يقلل أيضاً من عدد البويضات المنتجة.
- ضعف الحيوانات المنوية: يسبب التدخين العديد من المشاكل المتعلقة بجودة الحيوانات المنوية ويؤدي لضعفها، حيث يمكن أن يؤدي الإدمان على تدخين النرجيلة أو السجائر إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية عند الزوج، أو ضعف في الحركة، أو قلة جودة السائل المنوي، وفي حالات قليلة قد تحدث حالة من العجز الجنسي أو ضعف الانتصاب عند الرجل.
- ضعف الرغبة الجنسية: من الممكن أيضاً أن يؤثر التدخين والنرجيلة على مستوى الرغبة الجنسية بشكل خاص عند الرجال، هذا ما قد يجعل من الأهداف الإنجابية أكثر صعوبة وإمكانية في النجاح.
- صعوبة إجراء تلقيح صناعي: تكمن المشكلة في الآثار السلبية للتدخين على الإنجاب أنه يجعل من الخيارات البديلة للحمل أمراً أقل احتمال للنجاح، ففي حال فشل القدرة على الحمل طبيعياً بسبب الإدمان على التدخين أو الشيشة، سيكون أيضاً من الصعب إجراء عملية تلقيح صناعي كحل بديل.