-

تأثير الفسفور على صحة الإنسان

(اخر تعديل 2024-10-03 06:54:31 )

كيف يؤثر فسفور الاحتلال على الصحة؟

تُظهر أحداث الصراع في المنطقة كيف أن الاحتلال يتجاهل بوقاحة القوانين الدولية وتوصيات الأمم المتحدة، مستخدماً أسلحة محرمة تهدد حياة الإنسان. فبينما تتصاعد حدة الصراع، يتعرض المدنيون في العديد من المناطق لأسلحة فتاكة، بما في ذلك الفسفور الأبيض، الذي يعتبر من المواد المحرمة دولياً.

في الآونة الأخيرة، جدد الاحتلال هجماته على المدنيين مستخدماً الفسفور الأبيض، كما حدث في الغارة التي استهدفت مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين الشهداء والجرحى. هذه الهجمات تتنافى مع كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.

وفقاً لتقرير صدر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، استخدمت القوات الإسرائيلية الفوسفور الأبيض في 17 بلدة بجنوب لبنان منذ أكتوبر 2023، مما يزيد من المخاوف حول التأثيرات الصحية الخطيرة لهذه المادة على المدنيين.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 296

كيف يؤثر الفسفور على صحة الإنسان؟

يتسبب الفسفور الأبيض في تأثيرات صحية خطيرة تعتمد على زمن التعرض. تظهر الأعراض نتيجة التعرض لمستويات عالية من الفسفور الأبيض عبر الابتلاع أو الاستنشاق أو ملامسة الجلد. وتأثير الفسفور يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى

تحدث خلال دقائق إلى ثماني ساعات من التعرض، حيث تظهر أعراض حادة على الجهاز الهضمي، وقد تكون هذه الأعراض شديدة بما يكفي لتؤدي إلى الوفاة خلال 24 إلى 48 ساعة.

المرحلة الثانية

تستمر هذه المرحلة من 8 ساعات إلى يومين، وتكون خالية من الأعراض، مما قد يسبب شعوراً زائفاً بالتحسن.

المرحلة الثالثة

تبدأ هذه المرحلة بعد 4 إلى 8 أيام من المرحلة الثانية، وتتميز بتدهور الحالة العامة، مع تأثيرات سلبية على عدة أعضاء، بما في ذلك الجهاز الهضمي والكلى والقلب. يمكن أن تؤدي هذه المرحلة إلى الوفاة.

أظهرت الأبحاث على الحيوانات أن الفسفور الأبيض يمكن أن يكون ساماً بشكل حاد عند تناوله، بينما الاستنشاق يؤدي إلى تهيج في الجهاز التنفسي.

التأثير على الجلد

عند التعرض للفسفور الأبيض عبر الجلد، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى حروق شديدة، تُعرف بالحروق النخرية، والتي يظهر لونها الأصفر وتُشع تحت الأشعة فوق البنفسجية، ولها رائحة تشبه الثوم.

كما أن تعرض العينين لأبخرة الفسفور يمكن أن يسبب تهيجاً شديداً، مع إحساس بوجود جسم غريب، وزيادة في إنتاج الدموع، وتشنجات في الجفن، وزيادة الحساسية للضوء.

ما هو الإسعاف الأولي عند التعرض للقنابل الفسفورية؟

عند التعرض للفسفور الأبيض، يجب أن يكون العلاج الأولي داعماً، حيث لا يوجد ترياق محدد. إليك بعض الخطوات الأساسية للتعامل مع الحالات:

  • يجب إبعاد الضحية فوراً عن مكان التعرض.
  • غسل العينين بماء بارد لمدة 15 دقيقة على الأقل.
  • تغطية العينين بكمادات رطبة لمنع إعادة اشتعال الفسفور.
  • تجنب استخدام مراهم زيتية لأنها قد تزيد من امتصاص الفسفور.
  • طلب العناية الطبية بصورة عاجلة.

وفي حالة الإصابة الناتجة عن الاستنشاق، يجب التأكد من أن مجرى التنفس غير مسدود، وعدم تحفيز التقيؤ، ومراقبة وظائف القلب والضغط. يجب أيضاً تقييم أي علامات على انخفاض السكر أو اضطراب في الشوارد.

إن الفهم والوعي بمخاطر الفسفور الأبيض وتأثيراته السلبية هو خطوة حيوية نحو التعامل مع هذه التحديات الصحية الإنسانية.