أعراض العصب الحائر أو العصب المبهم وطرق العلاج
العصب المبهم أو الحائر هو أحد أهم الأعصاب في الجسم نظراً للمهام والوظائف الأساسية التي يقوم بها، حيث يقوم بتنظيم عمليات الهضم بالإضافة إلى تحكمه بسرعة دقات القلب والضغط الشرياني وأدوار أخرى، ولذلك تسبب أذية العصب المبهم أعراضاً قوية ومزعجة مثل فقدان الوعي والمشاكل الهضمية.
يوجد اثنا عشر زوجاً من الأعصاب القحفية (الأعصاب التي تخرج من الرأس لتصل الدماغ مع باقي أنحاء الجسم) بعضها مسؤول عن الإحساس مثل شم الروائح، سماع الأصوات، الرؤية والتذوق والبعض الآخر يتحكم بحركة العضلات وإفراز الغدد، أما العصب المبهم Vagus Nerve والذي يمثل العصب القحفي العاشر فهو أطول عصب بين الأعصاب القحفية.
وظائف العصب الحائر
يملك العصب المبهم مزيجاً من الوظائف المتنوعة والتي تتمثل: [1]
إن أسباب إصابة العصب المبهم ليست دائماً واضحة ومعروفة، كما أن النساء أكثر عرضة لهذه الأذية لأسباب مجهولة، ولكن يوجد بعض الحالات التي يعتقد بأنها مسؤولة عن الأذية التي تحدث لهذا العصب، منها: [2]
هل العصب الحائر يسبب الدوخة وضيق التنفس؟
عند حدوث أذية على مستوى العصب المبهم فإن أعراض الإصابة تتنوع بشكل كبير، وذلك بسبب طول العصب وارتباطه مع مناطق متعددة في الجسم، وتختلف مظاهر إصابة العصب المبهم (الحائر) حسب الفروع المصابة منه وحجم الأذية، وتشمل: [1،2]
يمكن علاج بعض أذيات هذا العصب من خلال طريقة تدعى تحريض العصب الحائر، والتي تتضمن زرع جهاز يعطي نبضات كهربائية لتحفيز العصب المبهم وهذه الطريقة تم الموافقة عليها في معالجة بعض الحالات الطبية (بعض أنواع الصرع والاكتئاب المستعصي على العلاج بالإضافة إلى تدبير الألم المزمن أيضاً).
يتم هذا الإجراء بزرع جهاز كهربائي تحت الجلد ووصله بالعصب المبهم الأيسر ليحرضه عند اللزوم بواسطة نبضات كهربائية تسير على مسار العصب حتى تصل إلى الدماغ، ويتم اختيار العصب المبهم الأيسر لأن العصب الأيمن يحمل ألياف تعصب القلب بشكل أكبر.
حوالي ثلث مرضى الصرع لا يستجيبون للعلاج بأدوية الصرع العادية، وهنا تبرز أهمية تحريض العصب الحائر كطريقة بديلة لمعالجة هؤلاء المرضى، وذلك لتخفيف تكرار النوبات الصرعية لديهم، كما استخدمت هذه الطريقة في علاج حالات الاكتئاب غير المستجيب للأدوية والاستشارات النفسية.
يوجد بعض المخاطر لهذا الإجراء تنجم بشكل أساسي عن العمل الجراحي المستخدم لتنفيذه وتشمل:
- تغير لحن الصوت أو بحة الصوت
- ألم الحنجرة
- السعال
- قصر النفس
- الصداع
- الأرق. [3]
مع تقدم العلم والمعرفة الطبية بدأت تتضح أدوار كثيرة هامة للعصب المبهم لم تكن معروفة من قبل، ومن هذه الأدوار هو تأثير العصب المبهم المعدل والمنظم لمناعة الجسم، حيث أن الالتهابات هي عملية ضرورية ضمن حدود معينة؛ لحماية الجسم من العوامل الممرضة بالإضافة إلى إصلاح الأنسجة المتضررة وإزالة مخلفات الترميم من خلايا ميتة وبقايا الخلايا، لكن يجب أن تبقى هذه الحدثية مضبوطة بشكل جيد لتلافي أضرارها الشديدة التي قد تكون مدمرة للجسم وخلاياه.
وهنا يأتي دور العصب المبهم الذي وبسبب طوله وتوزع أليافه في أنحاء الجسم المختلفة يستشعر وجود الالتهاب عن طريق تعرفه على الوسائط الالتهابية ولا سيما مادة تدعى العامل المنخر للورم TNF ويحفز الدماغ على إفراز وسائط عصبية معدِلة للمناعة ومهدِئة للحدثية الالتهابية، مما يحمي الجسم من أمراض المناعة الذاتية (التي تحدث عند مهاجمة المناعة لخلايا الجسم الطبيعية ذاتها كما الحال في الذئبة الحمامية والروماتيزم).
ومن هنا جاءت فكرة استخدام غرسات (أجهزة تزرع داخل الجسم) تقوم بتحريض العصب المبهم وإيقاف الالتهاب لعلاج أمراض المناعة الذاتية وخاصة الداء الرثياني (الروماتيزم) حيث تشكل هذه الطريقة علاجاً واعداً لهذا المرض. [4]
ختاماً.. لا بد لنا من القول بأن العصب الحائر هو أحد أهم الأعصاب داخل الجسم، وأكثرها تنوعاً في المهام والوظائف، لذلك فإن إصابته بالأذى تؤدي إلى ظهور طيف واسع من الأعراض التي يجب علاج بعضها بشكل فوري نظراً لكونها مهددة للحياة.