أعراض التسمم الكحولي وإسعافات التسمم بالكحول
التسمم الكحولي إحدى حالات التسمم التي تحدث نتيجة تناولك كميات كبيرة من الكحول أو استنشاق روائح الكحول الذي يستخدم في التنظيف، فقد يكون التقيؤ أو فقدان الوعي طريقة جسمك لمنعك من شرب المزيد من الكحول ولكن ماذا لو تجاهلت إشارات جسمك عن الإكثار من شرب الكحول؟.
ماذا يحدث عند شرب الكحول؟ عندما تتناول الكحول يمتصه جسمك بسرعة كبيرة، تفوق سرعة امتصاصه للطعام، ولكن في الوقت ذاته سيحتاج جسمك لوقتٍ طويل كي يتخلص منه، ويقوم الكبد بمعالجة معظم الكحول الذي تتناوله أو تستنشقه، لذا كلما شربت أكثر -خاصة في فترة زمنية قصيرة- زاد خطر إصابتك بالتسمم الكحولي نتيجة عجز الكبد عن معالجة كل كمية الكحول التي تناولتها. [1]
يحدث التسمم الكحولي عندما تتناول كمية كبيرة من الكحول فيرتفع معدل الكحول في الدم (جرعة زائدة من الكحول)، فالكحول مادة مثبطة تؤثر سلباً على عقلك وجهازك العصبي لإبطاء تنفسك ومعدل ضربات قلبك والمهام الهامة الأخرى التي يقوم بها جسمك، يقوم الكبد عادةً بمنع دخول سموم الكحول إلى مجرى الدم. ولكن إذا كنت تشرب الكثير في وقت قصير ، فقد لا يتمكن الكبد من التعامل مع كل هذه الكميات. [1و2]
لا يوجد الكحول فقط في المشروبات الكحولية التي تحوي كحول إيثيلي، بل على العكس يوجد الكحول أيضاً في غسول الفم وبعض الأدوية وبعض مواد التنظيف. ينتج التسمم بالكحول عموماً عن ما يلي: [1و2]
- البيرة: 12 أوقية (355 مللي ليتراً) (حوالي 5 بالمائة كحول).
- الشعير: 8 إلى 9 أونصات (237 إلى 266 مللي ليتراً) (حوالي 7 بالمائة كحول).
- النبيذ: 5 أونصات (148 مللي ليتراً) من النبيذ (حوالي 12 بالمائة كحول).
- الخمور القوية: 1.5 أوقية (44 مللي ليتراً) من الخمور القوية التي تحتوي على 80 درجة (حوالي 40 بالمائة كحول).
- قد تحتوي المشروبات المختلطة على أكثر من حصة واحدة من الكحول وتستغرق وقتًاً أطول للاستقلاب.
تبدأ بعض الأعراض بشكل خفيف وتزداد سوءاً مع الوقت، وسنتعرف فيما يلي على أعراض التسمم الكحولي المبكرة والخطيرة [1و2].
- أعراض التسمم الكحولي المبكرة:
تشمل علامات التسمم الكحولي الأولية ما يلي: - خروج رائحة الكحول من فمك.
- ارتباك أو تداخل في الكلام.
- ضعف التنسيق أو التعثر.
- رطوبة الجلد.
- أعراض التسمم الكحولي الخطيرة:
بعض أعراض التسمم الكحولي أكثر خطورة. وتشمل هذه: - الارتباك الشديد.
- التقيؤ.
- التنفس البطيء (أقل من ثمانية أنفاس في الدقيقة).
- فترات توقف طويلة بين الأنفاس (10 ثوانٍ أو أكثر).
- بطء ضربات القلب.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- ازرقاق الجلد وشحوبه.
- الإغماء وفقدان الوعي.
تشخيص التسمم الكحولي
إذا وصلت إلى المشفى وكنت تعاني من أعراض التسمم الكحولي، فسيقوم الطبيب بتشخيص حالتك من خلال إجراء تحاليل الدم والبول لفحص مستويات الكحول في الدم وتحديد العلامات الأخرى لسمية الكحول، مثل انخفاض نسبة السكر في الدم. [4]
يرجى اتباع النصائح التالية عند التعامل مع شخص مصاب بالتسمم الكحولي، ويشمل ذلك الأطفال الذين شربوا الكحول الطبي أو اليمثانول: [3]
- تأكد من أن المصاب الذي تعرض للتسمم الكحولي مستلقي وفي مكان آمن.
- تأكد من أنه يتنفس وفمه فارغ.
- ابق مع المصاب وأيقظه بشكل متكرر. إذا استمرت مستويات الكحول في الارتفاع، فقد يصبح المصاب فاقداً للوعي.
- ابدأ الإنعاش القلبي الرئوي إذا توقف التنفس أو ابحث عن شخص لديه تدريب على الإسعافات الأولية لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي على الفور.
- ساعد المصاب الذي يتقيأ من خلال إبقائه جالساً.
- إذا اضطر المصاب إلى الاستلقاء فتأكد من إدارة رأسه إلى الجانب - فهذا يساعد على منع الاختناق.
- اتصل بسيارة إسعاف إذا توقف عن التنفس أو لم يستطيع التوقف عن التقيؤ.
- قدم المعلومات لفريق الإسعاف إذا كنت تعلم ما الذي حصل، فتأكد من إخبار المستشفى أو طاقم الطوارئ بنوع وكمية الكحول التي شربها المصاب ، ومتى.
- لا تترك المصاب فاقد الوعي بمفرده نظراً لأن التسمم الكحولي يؤثر على طريقة عمل منعكس البلع، فقد يختنق الشخص المصاب بالتسمم الكحولي من القيء ولا يتمكن من التنفس.
أشياء عليك تجنبها خلال الإسعافات الأولية للمصاب بالتسمم الكحولي
- أثناء قيامك بالإسعافات الأولية لمريض التسمم الكحولي يجب عليك أخذ التحضيرات التالية بعين الاعتبار: [3]
- تجنب إعطاء المصاب حماماً بارداً يمكن أن يخفض درجة حرارة الجسم.
- تجنب إعطاءه الطعام الذي يمكن أن يسبب القيء أو الاختناق.
- نجنب محاولة إبعاده عنك ، مما قد يؤدي إلى السقوط.
- تجنب محاولة جعله يتقيأ لأن هذا قد يسبب الاختناق.
إذا شرب المصاب كميات خطيرة من الكحول، فسيقوم الطبيب بما يلي لعلاجه: [1]
- أخذ السوائل من خلال الوريد لزيادة مستويات الماء والسكر والفيتامينات في الدم.
- إعطاء أوكسجين إضافي للمساعدة على التنفس من خلال وضعك على جهاز الأوكسجين الاصطناعي لتزويدك بالأوكسجين.
- فتح مجرى الهواء في جسمه إدخال أنبوب في الفم والقصبة الهوائية (التنبيب) لفتح مجرى الهواء وإزالة أي انسداد والمساعدة في التنفس.
- غسيل المعدة لإزالة آثار التسمم الكحولي.
- تركيب قسطرة في المثانة لتصريف البول مباشرة في كيس.
قد تصل مخاطر التسمم بالكحول إلى فقدان الحياة، وأبرز المضاعفات والأخطار المرافقة للتسمم الكحولي هي: [2و5]
- الاختناق: قد يسبب التسمم الكحولي القيء، ويمنعك من البلع مما يزيد من خطر الاختناق بالقيء إذا كنت قد أغمي عليك.
- توقف التنفس: يمكن أن يؤدي استنشاق القيء الناتج عن التسمم الكحولي بالخطأ إلى انقطاع التنفس بشكل خطير أو مميت (الاختناق).
- الجفاف الشديد: يمكن أن يؤدي القيء نتيجة التسمم الكحولي إلى الجفاف الشديد فينخفض ضغط الدم بشكل خطير وتتسارع ضربات القلب.
- النوبات: قد ينخفض مستوى السكر في دمك نتيجة التسمم الكحولي ما يسبب إصابتك بنوبات .
- انخفاض حرارة الجسم: قد تنخفض درجة حرارة جسمك لمستوى يسبب لك سكتة قلبية – لا سمح الله-.
- اضطراب نبضات القلب: يمكن أن يتسبب التسمم الكحولي في عدم انتظام ضربات القلب أو حتى توقفها.
- تلف في الدماغ: قد يؤدي الإفراط في تناول الكحوليات إلى تلف دماغي لا يمكن إصلاحه.
- القيء الدموي: يمكن أن يؤدي القيء المتكرر إلى القيء الدموي الناجم عن تمزق الأوعية الدموية عند التقاء المعدة بالمريء.
نظراً للآثار الكارثية للتسمم الكحولي والتي تشكل تهديداً على حياتك يمكنك الوقاية منه من خلال اتباع النصائح التالية [2]:
- توقف عن الشرب أو اشرب الكحول باعتدال: يفضل تجنب شرب الكحول، ولكن إذا اخترت أن تشربها فتناولها ببطء وباعتدال. يكفي تناول مشروب واحد كل يوم للنساء من جميع الأعمار والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ومشروبين كل يوم للرجال الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أقل.
- لا تشرب الكحول على معدة فارغة: قد يؤدي تناول بعض الطعام في معدتك إلى إبطاء امتصاص جسمك للكحول، لذا احرص على تناول الطعام دوماً قبل أن تبدأ بشرب الكحول.
- توعية أبنائك المراهقين بأضرار الكحول: يساعد ذلك في تجنيب المراهقين خطر الإصابة بالتسمم الكحولي، وإبعادهم عن شرب الكحول لاسيما إذا كان الوالدين لا يشربانه.
- خزن المنتجات التي تحوي على الكحول بأمان: إذا كان لديك أطفال صغار ، فقم بتخزين المنتجات التي تحتوي على الكحول كمستحضرات التجميل وغسول الفم والأدوية، بعيداً عن متناولهم. ضع في اعتبارك الاحتفاظ بالمشروبات الكحولية في مكان مغلق.
- احصل على رعاية المتابعة: إذا تم علاجك أنت أو ابنك المراهق من التسمم الكحولي ، فتأكد من الاستفسار عن رعاية المتابعة. يمكن أن يساعدك الاجتماع مع أخصائي الصحة، وخاصة أخصائي الاعتماد على المواد الكيميائية ذي الخبرة، في منع الإفراط في الشرب في المستقبل.
- لا تتناول الكحول عندما تتناول الأدوية: إذا كنت تتعالج من مرض ما فعليك التقيد بالدواء الموصوف لك وتجنب تناول المشروبات الكحولية لا يحدث تفاعل يؤدي لإصابتك بالتسمم الكحولي.
التسمم الكحولي خطير جداً ويهدد الحياة، لذا تجنب تناول الكحول قدر الإمكان وإذا كنت تريد تناوله فتناوله باعتدال، والأهم توعية نفسك وأبنائك بمخاطر تناول الكحول وتذكر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وبأن كوب واحد زائد من الكحول قد يحمل مخاطر لا تُحمد عُقباها لك ولعائلتك.