هل هناك ارتباط غير متوقع بين ألزهايمر والسرطان؟
في دراسة جديدة، تم الكشف عن أدلة مثيرة تدعم وجود علاقة عكسية بين مرض ألزهايمر وسرطان القولون والمستقيم، حيث أجريت التجارب على فئران المختبر. فما الذي توصلت إليه هذه الدراسة؟ دعونا نستعرض التفاصيل.
أنا بنت أبي الحلقة 121
بينما كان الباحثون يجرون تجاربهم، اكتشفوا سببًا مثيرًا للدهشة: يبدو أن الأفراد الذين يعانون من أعراض ألزهايمر يكونون أقل عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان.
فقد أظهرت التجارب التي أجريت في الصين أن الفئران التي كانت تعاني من أعراض ألزهايمر لم تُظهر نفس المعدلات العالية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالفئران الصحية. لكن، المفاجأة كانت عندما تم زرع براز من فأر سليم إلى تلك الفئران، حيث ارتفع معدل الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ.
تشير النتائج إلى أن أعراض ألزهايمر قد تكون مرتبطة بتكوين الأمعاء. حيث أظهرت الأدلة أن بعض الميكروبات المعوية يمكن أن تؤثر على الجهاز المناعي بطرق تؤثر على الدماغ، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين الأمراض.
العديد من الأبحاث السابقة قد ربطت ميكروبيوم الأمعاء بأعراض مرض ألزهايمر، مما يدل على أن التوازن الدقيق للبكتيريا في الأمعاء يلعب دورًا حيويًا.
في سلسلة من التجارب التي أجريت في المستشفى الأول لجامعة خبي الطبية بالصين، اكتشف الباحثون أن الفئران التي أظهرت أعراضًا مشابهة لألزهايمر كانت مقاومة لسرطان القولون عند تعرضها لظروف مصطنعة للإصابة بالمرض.
يبدو أن الالتهاب المعوي كان قد خُفِّض في هذه الفئران. ولكن، عندما تم نقل براز من فأر سليم أصغر سناً إلى فأر ألزهايمري، استُعيد هذا الالتهاب مرة أخرى.
للكشف عن الميكروبات الموجودة في أمعاء الفئران، قام الباحثون بجمع عينات من تلك الميكروبات، ووجدوا العديد من الكائنات الدقيقة، بما في ذلك بكتيريا تُدعى بريفوتيلا (Prevotella).
عند معالجة الفئران ببكتيريا "بريفوتيلا"، لوحظ انخفاض في عدد الخلايا المناعية المسببة للالتهابات، حتى في وجود مسببات الأمراض الخطيرة.
يؤكد الباحثون أن الاستجابة الالتهابية المنخفضة قد تكون ناجمة جزئيًا عن أن الأمعاء كانت "أكثر تسرباً"، مما يسمح للمنتجات الثانوية الميكروبية بالدخول إلى الدورة الدموية بسهولة أكبر.
عندما تم علاج الفئران بمكونات مشتقة من "بريفوتيلا"، أظهرت تحسنًا في الذاكرة ومقاومة لتطور الأورام في المستقيم والقولون. وأكد الباحثون أن العديد من الدراسات السابقة أثبتت أن عديد السكاريد الشحمي (LPS) الناتج عن "بريفوتيلا" يلعب دورًا في الاستجابات الالتهابية.
على سبيل المثال، تنتج بريفوتيلا بيفيا كميات كبيرة من الليبوبوليساكاريد، مما قد يخلق بيئة سامة تؤثر على خلايا الدوبامين، التي تلعب دورًا أساسيًا في الوظائف الإدراكية والحركية.
دراسة سريرية حديثة على البشر أظهرت أيضًا أن عمليات زرع البراز يمكن أن تخفف من الأعراض الحركية لمرض باركنسون، وهو مرض مرتبط بتدهور الخلايا العصبية المفرزة للدوبامين.
كتب مؤلفو الدراسة: "نظرًا لأن الالتهاب يُعتبر أحد العوامل الرئيسية في تكوين الأورام، فمن المحتمل أن تكون الخصائص المضادة للسرطان في نماذج الفئران المصابة بألزهايمر ناتجة عن التحكم في الالتهاب المعوي الذي تسببه أنواع محددة من البكتيريا الموجودة في ميكروبات الأمعاء."
في النهاية، توصل الفريق في الدراسة إلى أن هذه النتائج تمثل دليلًا بيولوجيًا يدعم وجود علاقة عكسية بين مرض ألزهايمر وسرطان القولون والمستقيم، مما يفتح الأبواب لمزيد من الأبحاث والفهم في هذا المجال.