-

تجويع الأطفال في غزة: أزمة إنسانية خانقة

(اخر تعديل 2024-12-08 06:07:16 )

تجويع ممنهج في غزة.. مليون طفل مهددون بسوء التغذية

تواجه غزة أزمة إنسانية خانقة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة سياسة التجويع الممنهج ضد سكان القطاع. فبعد الحصار الذي استمر لعدة سنوات، أصبحت المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الدقيق، نادرة الوجود، مما أدى إلى دخول غزة في دوامة من المجاعة لا تُطاق. يعيش الناس في معاناة يومية من أجل الحصول على لقمة عيش تضمن لهم البقاء على قيد الحياة.

الأطفال في غزة هم الفئة الأكثر تضرراً من هذا الوضع الكارثي. فقد زادت معاناتهم من القنابل والأمراض، حيث تشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال يستهدفهم بشكل خاص. في ظل هذا الوضع، تشتد معاناة الأطفال، حيث يواجهون خطر الموت بسبب الجوع وسوء التغذية.

وفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، فإن نحو 50 ألف طفل فلسطيني يعانون من سوء تغذية حاد في غزة، بينما أكدت وزارة الصحة أن مليون طفل مهددون بالوقوع في براثن نقص التغذية. إن المجاعة تعني أن الأطفال هم من يدفعون الثمن الأكبر، حيث تم توثيق استشهاد حوالي 18 ألف طفل بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، إلى جانب حرمان ما يقارب مليون طفل من أساسيات الصحة والتعليم والتغذية السليمة.

حياة طفلة تعاني الهزال

من بين هذه المعاناة، نجد قصة ياسمين أبو العطا التي تعاني مع طفلتها "حياة"، التي تبلغ من العمر 5 أشهر. تروي ياسمين كيف أن طفلتها تعاني من الهزال، حيث لم يتجاوز وزنها 4 كيلوغرامات. ورغم محاولاتها لتوفير الحليب المدعم بالمعادن والفيتامينات، إلا أن الظروف الصعبة تجعل من ذلك أمراً شبه مستحيل. تناشد ياسمين الجميع بالتدخل لوقف الحرب وتوفير المساعدات الغذائية للأطفال، قائلة: "بكفي قتل بالأطفال، والآن يجوعون، أي ظلم هذا؟".
المتوحش 2 مترجم الحلقة 14

تجويع ممنهج

الدكتور مروان الهمص، مدير المشافي الميدانية في وزارة الصحة بغزة، يؤكد أن الحالات التي تصلهم من سوء التغذية تتزايد بشكل مقلق. ويشير إلى أن الوضع سيزداد سوءًا إذا لم يتم إدخال المساعدات الغذائية اللازمة. فالسياسات الإسرائيلية أدت إلى وفاة العديد من الفلسطينيين، بينما يعاني الآلاف من الجوع والهزال.

تظهر التقارير أن المجاعة في غزة قد تفشت بشكل مخيف، حيث أصبح الطعام الذي يحتوي على قيمة غذائية كافية نادرًا، حتى الطحين بات عملة نادرة والخيارات الغذائية الأخرى محدودة للغاية.

نفاد البضائع وارتفاع الأسعار

في ظل هذه الظروف، يؤكد برنامج الغذاء العالمي أن أسعار المواد الغذائية في غزة قد ارتفعت بنسبة 1000%، مما يضع السكان على حافة الهاوية. ويشير مدير مستشفى كمال عدوان إلى أن معظم الحالات التي تصل إليهم تعاني من أعراض متقدمة لسوء التغذية، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً. ورغم توفر بعض المواد الغذائية، إلا أن نقص الخضروات والفواكه واللحوم يظل يؤثر سلبًا على صحة الأطفال.

تدهور صحي

تشير تقارير البلديات في غزة إلى تدهور الحالة الصحية للسكان بسبب سوء التغذية، مما ساهم في انتشار الأمراض والأوبئة. وتوضح طبيبة فلسطينية أن الأطفال يعانون من نقص حاد في البروتينات والمواد الغذائية الأساسية، مما يعرقل نموهم الصحي. إن علاج حالات سوء التغذية يتطلب إدخال مكملات غذائية، لكن الحصار يمنع وصولها، مما يزيد من تفاقم المشكلة.

إن الاعتماد على الحبوب والبطاطا والمعلبات لن يدعم نمو الأطفال بشكل صحيح، مما ينذر بكارثة صحية إذا استمرت هذه الأوضاع.