علامات البلوغ عند البنات وأسباب البلوغ المبكِّر
مرحلة البلوغ هي المرحلة التي يبدأ فيها النضج الجنسي عند الإناث نتيجة التغيرات الهرمونية والمسببة أيضاً لمجموعة من المتغيرات الشكلية، وقد تبدو علامات البلوغ في مراحل مبكرة أو متأخرة عند بعض الفتيات، فما هي علامات البلوغ عند الإناث؟ وما الآثار النفسية التي قد تظهر خلال مرحلة البلوغ؟ وما دور الأهل في توجيه بناتهم لفهم هذه المرحلة؟
يتراوح السن الطبيعي للبلوغ عند البنات بين 9 سنوات و12 سنة تقريباً، وعادةً ما تظهر أولى علامات البلوغ في هذه السن، لكن ظهور علامات البلوغ على البنت يختلف من فتاة لأخرى، ويتأثر بعوامل كثيرة قد تسبب تأخير البلوغ أو حدوث البلوغ المبكّر، مثل العوامل الوراثية والمشاكل الهرمونية والوزن وغيرها من العوامل.
تتطور علامات البلوغ عند الفتيات لعدة سنوات نتيجة التغيرات الهرمونية الطبيعية في الجسم، والتي تترافق مع مجموعة من التغيرات في شكل الجسم مثل نمو الأعضاء التناسلية وبروز الثديين وحصول الحيض الأول، كما تترافق هذه العلامات مع تغيرات نفسية وعاطفية وتغيرات عميقة في شخصية المراهقات.
يجب مراجعة الطبيب إذا تأخر ظهور علامات البلوغ عند البنت التي أتمت 12 عاماً، أو تأخرت أول دورة شهرية -حيض- وقد تجاوزت الفتاة 15 عاماً، كما تجب مراجعة الطبيب في حالات البلوغ المبكر وظهور علامات البلوغ على الطفلة في سن أقل من 8 سنوات أو حدوث أول دورة شهرية في سن أقل من 10 سنوات.
تبدأ علامات البلوغ بالظهور على البنت من عمر 8 سنوات، وسوف نذكر علامات البلوغ التي تظهر على الإناث بالترتيب:
متى تتأخر البنت في البلوغ؟ يقال عن الفتاة أنها تأخرت في البلوغ عندما تتأخر علامات البلوغ الأولية كنمو الشعر في بعض المناطق وزيادة حجم الثديين عن عمر 13 سنة، وعندما يتأخر الحيض إلى سن أكبر من 15 عاماً، أو إذا كانت علامات البلوغ عنجد البنت لا تتطور بشكل طبيعي.
أهم أسباب البلوغ المبكر عند البنات:
في أي عمر يعتبر بلوغ البنت بلوغاً مبكّراً! يكون البلوغ المبكر عند البنات إلى بدأت علامات البلوغ الأولية بالظهور عند الطفلة في سن قبل 8 سنوات، مثل ظهور شعر العانة والإبط أو بروز الثديين، وغالباً ما يتبع ذلك حصول دورة شهرية مبكرة في سن قبل 10 سنوات.
للبلوغ المبكر عند البنات نوعان، النوع الأول هو البلوغ المبكر المركزي المرتبط بمشاكل هرمونية وخصوصاً زيادة إفراز هرمون الجونادوتروبين (Gonadotropin) في سن مبكرة، والنوع الثاني البلوغ المبكّر الكاذب أو المحيطي وهو ظهور علامات البلوغ الأولية على البنت نتيجة ارتفاع هرمون الاستروجين بشكل مستقل عن هرمون الجونادوتروبين.
عادةً ما يرتبط البلوغ المبكر بحدوث دورة شهرية مبكّرة بعد علامات البلوغ الأولية عند البنت، وقد لا تكون هذه الدورة مكتملة النمو ولا تكون البويضات قابلة للتخصيب، وعلى الرغم أن أسباب البلوغ المبكر مجهولة، لكن العوامل الوراثية تلعب دوراً أساسياً بحدوث البلوغ المبكر، إضافة للخلل في عمل الغدد والهرمونات، والنمو المبكر لمنطقة ما تحت المهاد.
من علامات البلوغ التي لا يمكن إغفالها عند الإناث هو التغيرات النفسية والعاطفية وتغيّر سمات الشخصية وطبائعها، وعادةً ما تبدأ التغيرات النفسية المصاحبة للبلوغ من عمر 11 عاماً تقريباً وتبلغ ذروتها مع نزول الدورة الشهرية الأولى، وقد تستمر حالة عدم الاستقرار حتى تبلغ الفتاة 16 عاماً أو أكثر، وأهم العلامات النفسية للبلوغ عند الإناث:
- تقلبات في المزاج: تعاني البنات في سن البلوغ من تقلبات في المزاج نتيجة التغيرات الهرمونية المتسارعة، بشكل خاص عند اقتراب الدورة الشهرية، وتستمر هذه التقلبات الحادة في المزاج عند معظم الفتيات طيلة فترة المراهقة، ثم تصبح جزءً من أعراض متلازمة ما قبل الحيض التي قد ترافق البنت مدى حياتها في فترة ما قبل الدورة.
- تغييرات سلوكية وعاطفية: تبدأ التغيرات السلوكية عند الإناث في سن البلوغ نتيجة تطوّرات الجسد والوعي والشخصية معاً، وتعتبر التغيرات في السلوك والمشاعر من العلامات الطبيعية في سن البلوغ، نتيجة الصراعات النفسية والعاطفية التي تتعرض لها البنت في هذه المرحلة.
- تطور الميول الجنسية: من أهم التطورات النفسية في مرحلة البلوغ هو تطور الميول الجنسية عند البنت وإعادة فهمها للعلاقة بين الذكور والإناث، وغالباً ما تختبر الفتيات نوعاً جديداً عليهن من الانجذاب الجنسي نحو الذكور في مرحلة البلوغ، ويكون لذلك تأثيرات واضحة على السلوك والشخصية.
- القلق حول شكل الجسم: تبدأ الفتاة في مرحلة البلوغ تنظر إلى جسمها بطريقة مختلفة، من جهة يتغير جسدها بشكل متسارع ويظهر الثدي وتبدأ تفاصيل الجسد الأنثوي بالظهور، ومن جهة أخرى تعاني البنت في مرحلة البلوغ من مشاكل في البشرة وتغيرات في الملامح، وتكون الفتيات -وكذلك الذكور- أكثر عرضةً لكره الشكل والمظهر في مرحلة البلوغ.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة: ومن علامات البلوغ النفسية التي تظهر على الإناث هي تغير مفاجئ بالاهتمامات الخاصة، في محاولة اتباع بعض الأنشطة التي تدل على أنها أصبحت ناضجة وأقرب لأقرانها واهتماماتهم، ما يترافق أيضاً مع تغيرات كبيرة في العلاقات الاجتماعية على مستوى النوعية والكمية وطريقة إدارتها.
- بدء الحديث مع طفلتك مبكراً: قبل أن تدخل البنت في سن البلوغ تبدأ بسماع الكثير حول الجنس خاصةً مع تطور التكنولوجيا، فعندما تحاول الأم فتح الحديث سوف تلاحظ أن ابنتها على دراية ببعض الأفكار المتقدمة لذا يعتبر دور الأم ضرورياً في هذه المرحلة لتوجيه البنت المراهقة بشكل صحيح.
- البدء بالحديث عن التطورات الجسدية: غالباً ما تبدأ التغيرات الجسدية التي تدل على البلوغ عند البنات من سن 8 إلى 9 سنوات، يجب قبل هذا الوقت التحدث للبنت عن التغيرات الجسدية التي سوف تمر بها في المرحلة المقبلة، سيجنب هذا الحديث البنت من الإحراج أمام أقرانها عند البدء بظهور علامات البلوغ.
- تعريف ابنتك على الحيض ووظيفته: عندما تبدأ علامات البلوغ عند الإناث يجب التحدث عن الحيض بشكل صريح، لتجنب المخاوف التي تعترض البنت عند رؤية الدم والشعور بآلام الدورة، وهنا دور الأم في تعليم البنت كيفية التعامل مع الدورة الشهرية لأول مرة وما الاحتياطات التي يجب اتخاذها لعدم تعرضها للإحراج، وقبل ذلك تفسير آلية عمل جسمها والهدف من الحيض والدورة الشهرية.
- الحديث عن الصعوبات التي قد تظهر في مرحلة البلوغ: تشعر الفتيات بالحرج والقلق بشأن بعض التغيرات التي تطرأ عليها عند البلوغ، مثل ازدياد الكتلة الجسدية في أماكن محددة كالورك والأرداف والصدر، وكذلك ظهور حب الشباب، فمعرفتها بأن معظم البنات سوف يمررن بمثل هذه المراحل يخفف من الشعور بالقلق حيال ذلك.
- طمأنة الفتاة وإشعارها بالراحة والثقة: مع ظهور علامات البلوغ عند الإناث تظهر الكثير من الاستفسارات المحرجة، فيجب على البنت أن تعرف أن هناك من يسمعها ويجيبها بصراحة وصدق، فالكثير من الأهل يتجنب الحديث مع البنات في مواضيع محرجة ما يدفعهم للجوء للإنترنت أو الأصدقاء ما قد يقدم بعض المعلومات الخاطئة والغير مناسبة لهذه المرحلة من العمر.