علامات تفكير الزوجة برجل غير زوجها والخيانة العاطفية
الخيانة العاطفية هي بناء علاقة عاطفية لا تنطوي على اتصال جنسي مباشر في إطار الزواج ومن أهم ما يميز الخيانة العاطفية أنها أكثر استقراراً واستمراراً من الخيانة الجسدية والتي غالباً تكون خيانة عابرة.
وباتت الخيانة العاطفية هذه الأيام أكثر انتشاراً وسهولة من قبل؛ مع تطور التكنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت إقامة علاقات افتراضية قد تتجاوز حدود الصداقة البريئة أو التعارف.
كيف يمكن علاج مشكلة الخيانة العاطفية لدى الزوجة؟ هذا موضوع حديثنا مع تفاصيل مهمة حول تفكير الزوجة برجل آخر في هذا المقال.
يمكن القول أن الخيانة العاطفية، هي استثمار الزوج أو الزوجة لمشاعره العاطفية بعيداً عن الشريك، وليست بالضرورة أن تكون علاقة رومنسية صريحة، بل تبدأ بقصة صداقة قويّة مع شخص آخر غير الشريك، كالصداقات العميقة مع زملاء العمل من الجنس الآخر ومن ثم يمكن ـن تتحول الى علاقة عاطفية. [1]
فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى أن زوجتك لديها علاقة عاطفية، ولكنها ليست أدلّةً دامغة على تورطها في علاقة عاطفية خارج الزواج. [7،8]
في الماضي.. كان يُنظر إلى الخيانة على أنها نزعة ذكورية. أما في وقتنا الحاضر، فإن الخيانة وخصوصاً الخيانة العاطفية يمكن أن تظهر بشكل متكرر بين النساء، فلماذا تخون النساء وتعجب برجل آخر غير الزوج؟ ما هي أسباب الخيانة العاطفية لدى الزوجة؟
يقول علماء النفس بأن النساء لا يرتكبن الخيانة أو يفكرن بغير أزواجهن دون سبب. وبعبارة أخرى، فإن السبب الكامن وراء تفكير الزوجة بغير زوجها هي نتيجة أخطاء الزوج، فيما يلي أسباب تفكير الزوجة بغير زوجها والخيانة العاطفية: [2،3،4]
معظم خبراء الزواج ينظرون إلى العلاقة العاطفية على أنها خيانة حتى دون إقامة علاقة جنسية، وغالباً ما تكون الشؤون العاطفية بمثابة بوابة تؤدي إلى خيانة جنسية كاملة.
حيث يتحول ما يقرب من نصف هذه العلاقات العاطفية في النهاية إلى علاقات كاملة. ومن أكثر العواقب إيلاماً وضرراً نتيجة العلاقة العاطفية بالنسبة للأزواج هي الشعور بالخداع والخيانة والكذب.
على المرأة المتزوجة أن تحتفظ بمشاعر الحب لزوجها فقط ومن غير الجائز أن تكون هذه المشاعر لرجل آخر وهي على ذمته حتى لو أساء زوجها إليها، وفي إساءته خطأ وإثم ويعاقبه الله عليه. لكن هذا ليس مبرراً للزوجة كي تخطئ، وأن تحب رجلاً آخر.
لذلك لا يجوز للمرأة المتزوجة أن تحب غير زوجها، أو تقيم علاقة عاطفية مع رجل آخر ويجب عليها الاكتفاء بزوجها، وأن ترضى به، وتحرص على فعل ذلك كل الحرص، كي تحافظ على عائلتها فلا تنظر عينها إلى رجل آخر.
- يجب أن تحرص على وئد أي فرصة وتسد على نفسها أي باب يمكن أن تهب من خلاله رياح الخيانة الفتنة، وخصوصاً إذا أحست بوادر شيء من ذلك.
- عليها بإطفاء أي شرارة يمكن أن تتحول لنار تحرق علاقتها الزوجية وتدمرها، فتبادر إلى إخمادها قبل أن تشتعل. وإذا أحست حتى ولو بالقليل من الإعجاب أو العاطفة نحو إنسان آخر؛ فعليها أن تقاوم هذا الشعور، وتمتنع عن رؤية هذ الشخص، وعن الاتصال به أو مكالمته، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤجج مشاعرها نحوه. وكما قالوا" البعيد عن العين بعيد عن القلب".
- وتحاول إشغال نفسها بهواية ما، أو تمارس الرياضة ولا تترك لنفسها فراغاً لتفكر فيه، لأن الفراغ أهم أسباب إشعال العواطف.
- وعليها أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع أن يفرغ قلبها لزوجها، وأن يحفظ لها بيتها ويجنبها عواصف العواطف، وبالتأكيد إذا صدقت بنيتها في الإخلاص لزوجها، فإن الله سبحانه وتعالى -بحسب سنته- لن يتخلى عنها وسيكون عوناً لها في ذلك.
- أما إذا عجزت عن مقاومة إغراء المشاعر والفراغ العاطفي، فيجب عليها كتمه في نفسها، والصبر على ما ابتليت به، ولن تحرم -إن شاء الله -من أجر الصابرين على الابتلاء. وتتذكر قول النبي كرم الله وجهه في الحديث الشريف "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، والمجاهد من جاهد هواه". [5،6]
أمر الله سبحانه وتعالى النساء بغض أبصارهن عن الرجال الأجانب، فقال تعالى"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ"النور:31
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية "فقوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن. أي: عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا يؤكد الكثير من العلماء أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى أي من الرجال الأجانب بشهوة، ولا حتى بغير شهوة أصلاً.
واحتج كثير من العلماء: بما رواه أبو داود والترمذي، من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدث أن أم سلمة حدثته: "أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح".
وذهب آخرون إلى جواز نظرهن إلى الأجانب من الرجال بغير شهوة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين، تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملّت ورجعت.
وخلاصة الحكم أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة بالاتفاق، وأما النظر بغير شهوة فهو محل خلاف، والأولى تركه أيضاً إلا لحاجة.
وعليه.. فإن نظر المرأة للرجال مصحوباً بالشهوة، هو محرم بلا خلاف، أما إذا خلا من الشهوة فهو محل خلاف، والأولى بالمرأة تركه، فهو يعد ذريعة للفتنة بالرجال، مع التنبيه على أن الزوجة في حال أمرها زوجها بغض بصر ها عن الرجال، فيزداد في حقها الوجوب فطاعة الزوج واجبة في المعروف. [6]
- إدراك وفهم الأسباب التي أدت إلى الخيانة العاطفية هو من أهم خطوات العلاج واستعادة الشريكة، ومن المفترض أن يقوم الزوج بإيجاد حلولٍ جذريةٍ للمشاكل التي هو سبب أساسي ومباشر لها، بالتالي سببت هذه الخيانة العاطفية.
- إعمال العقل والتفكير ثم مواجهة شريكة حياتك حول شكوكك بوجود خيانة عاطفية: ولا مفرّ من ذلك، من خلال نقاش صريح تعرف الزوجة من خلاله مدى الألم الذي تشعر به والناتج عن الخيانة العاطفية، ويجب أن يكون حديثك ومكاشفتك لها خالية من توجيه الاتهامات بقدر ما تتضمن رغبة حقيقية لفهم ما يحدث بهدف إيجاد حلول حقيقية للمشكلة الراهنة واطلب من زوجتك أن تكون أكثر قرباً منها وتعرف أكثر عن علاقاتها الشخصية وصداقاتها، التي لا ينبغي أن تخفيها عنك.
- يعد التعامل مع الخيانة العاطفية أصعب بكثير من التعامل مع الخيانة الجسدية؛ ولا تشعر الزوجة الخائنة عاطفياً في الغالب بخطورة ما يجري وكيف سيؤثر ذلك على زواجها، بحجة أنه لم يحدث شيء، لذلك ننصح دائماً بطلب استشارة من قبل مختص للتعامل مع الخيانة العاطفية.
أخيراً.. إن أي جزء من حياة الأزواج التي يتم الاحتفاظ بها سرياً عن الشريك تشكل خطراً على الثقة بين الزوجين، بالتالي على الحياة الزوجية والعلاقة العاطفية، والخيانة من أكثر الأمور المهددة لذلك ننصح بإيجاد الحلول للأسباب التي يمكن أن تؤدي بالزوجة الى الخيانة العاطفية قبل حدوثها لتفادي أي أذى محتمل.. والوقاية دائماً خير وأسهل من العلاج.