-

مجمّع ناصر الطبي: محط استهداف دائم

(اخر تعديل 2025-08-26 07:31:21 )

مجمّع ناصر الطبي: محط استهداف دائم

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على قطاع غزة عام 1967، أصبح مجمّع ناصر الطبي هدفاً دائماً للاعتداءات، حيث تم تطويقه بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، ليصبح ساحة للصراع والمآسي. ومع تصاعد العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استهدفت طائرات الاحتلال المجمع من خلال استهداف سيارة إسعاف كانت متواجدة داخله.

حرب إبادة مستمرة

لقد أصبح جيش الاحتلال مهووساً باستهداف المستشفيات والمراكز الطبية والاجتماعية والمدارس، إلى جانب الصحافيين، مما يعكس حجم الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين. إن آلة الحرب الإسرائيلية تمارس حرب الإبادة والتجويع دون أي رادع، حيث يستمر الحصار المفروض على قطاع غزة، مانعاً دخول 430 صنفاً من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى.
غرفة لشخصين الحلقة 9

أطفال بلا طعام ورعاية

الحياة في قطاع غزة أصبحت كابوساً، حيث ينام الأطفال ليالي طويلة بلا طعام أو دواء، في حين أن المرضى محرومون من العلاج أو السفر للعلاج في الخارج. هذه الظروف القاسية تجسد جريمة إنسانية تُرتكب أمام صمت العالم، مما يهدد وجود جيل كامل من الفلسطينيين.

تزايد الاعتداءات

في سياق متصل، استمر الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد عدوانه، حيث سقط 87 شهيداً بينهم 6 صحافيين بنيران قوات الاحتلال. وقد ارتفعت حالات سوء التغذية إلى 300 شهيد، بينهم 117 طفلاً، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.

تاريخ مجمّع ناصر الطبي

يُعتبر مجمّع ناصر الطبي، الذي تم افتتاحه عام 1960، ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة بعد مجمّع الشفاء. بُني المجمّع بعد مآسي شهدتها المنطقة، وكان يُعرف في البداية باسم "مستشفى ناصر" تكريماً للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. على مر السنين، واجه المجمع تحديات كبيرة لكنه استمر في تقديم خدماته الطبية رغم الاعتداءات المتكررة.

تطورات المجمّع

على الرغم من تضييق الاحتلال، شهد المجمّع العديد من التطورات، حيث تم توسيع طاقته الاستيعابية إلى 512 سريراً. يضم المجمّع عدة مبانٍ تخصصية، بما في ذلك مركز هند الدغمة التخصصي للكلى، ومستشفى الياسين للجراحات. كما تم التخطيط لإنشاء مستشفى للأطفال، لكن العدوان حال دون ذلك.

استهداف المجمّع في بداية العدوان

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استهدفت طائرات الاحتلال مجمّع ناصر الطبي، مما أدى إلى أضرار جسيمة. ومع ذلك، أظهر الأطباء والممرضون في المجمّع صموداً غير عادي في مواجهة هذا العدوان، مما يعكس قوة الإرادة لدى الشعب الفلسطيني.

الرسالة الإنسانية

تستمر إدارة مجمّع ناصر الطبي في توثيق ما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسعى إلى مناشدة العالم ودعوة الضمير الإنساني للتدخل. في ظل كل هذا، تبقى إرادة الحياة لدى الشعب الفلسطيني أقوى، ويستمر الأطباء والممرضون في تقديم الرعاية للمرضى رغم كل الصعوبات.