-

حدود سرعة معالجة الدماغ البشري

(اخر تعديل 2025-01-21 05:28:33 )

نتائج مذهلة.. ما هي حدود سرعة الدماغ؟

على الرغم من الشبكة العصبية المعقدة التي يمتلكها الدماغ البشري، توصل العلماء إلى نتائج مثيرة تفيد بأن سرعة معالجة الأفكار البشرية لا تتجاوز عُشر سرعة استقبال البيانات بواسطة الحواس. هذه النتائج تلقي الضوء على كيفية تفكيرنا وكيفية إدراكنا للعالم من حولنا.

في خطوة جديدة، تمكن العلماء من تحديد الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ للأفكار، وهو اكتشاف يفسر السبب وراء قدرتنا على معالجة فكرة واحدة فقط في كل مرة. بينما تجمع أنظمة الحواس لدينا مثل العينين والأذنين والجلد والأنف البيانات حول محيطنا بمعدل يصل إلى مليار بت في الثانية، فإن الدماغ يعالج هذه الإشارات بمعدل 10 بت فقط في الثانية، وهو ما يعكس مدى بطء عملية التفكير مقارنة بمدى سرعة جمع المعلومات.

للتقريب، يمكن أن يعالج اتصال "الواي فاي" العادي نحو 50 مليون بت في الثانية، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين سرعة معالجة الحواس وسرعة معالجة الدماغ.

يحتوي الدماغ البشري على أكثر من 85 مليار خلية عصبية، حيث يساهم ثلث هذه الخلايا في العمليات العقلية المعقدة، ويقع معظمها في القشرة الدماغية المتطورة. ورغم هذه الشبكة العصبية الواسعة، إلا أن سرعة معالجة الأفكار تبقى بطيئة بشكل ملحوظ.

سرعة التفكير البشري: 10 بتات في الثانية

أشارت الأبحاث التي نشرتها مجلة Neuron إلى أن سرعة التفكير البشري تُقدّر بـ 10 بتات في الثانية، وهي سرعة تُعتبر "منخفضة للغاية". ووفقاً لماركوس ميستر، أحد مؤلفي الدراسة، "في كل لحظة، نحن نستخرج 10 بتات فقط من التريليون التي تستقبلها حواسنا، ونستخدم هذه المعلومات لتشكيل تصوراتنا عن العالم واتخاذ القرارات".

تثير هذه النتائج تساؤلات حول كيفية تصفية الدماغ وإدارة كل هذه المعلومات. ووفقاً للدراسة، يمكن للخلايا العصبية معالجة المعلومات بسرعة أكبر، لكن هذا لا يحدث عندما يتعلق الأمر بالتفكير البشري، مما يعني أن البشر يميلون إلى التفكير ببطء، ولا يمكنهم معالجة العديد من الأفكار في وقت واحد.

على سبيل المثال، لا يمكن للاعب الشطرنج التفكير في عدة تحركات في آن واحد، بل يركز فقط على تسلسل واحد من التحركات في كل مرة. قد يكون هذا "الحد الأقصى للسرعة" إرثاً من الكائنات الحية القديمة التي استخدمت أدمغتها للملاحة ومواجهة التحديات البيئية.

الآلات قد تتفوق على البشر!

تشير النتائج أيضاً إلى أن الحد الأقصى لسرعة الدماغ كان له دافع بيئي. يقول الباحثون إن "أسلافنا اختاروا بيئة كانت بطيئة بما يكفي لتسهيل البقاء". يضيفون أن 10 بتات في الثانية كانت كافية في ظروف معينة، حيث كانت التغيرات البيئية تحدث غالباً بوتيرة أبطأ.

على النقيض من ذلك، فإن التطورات السريعة في تقنية الحوسبة تشير إلى احتمال تفوق الآلات على البشر في أداء المهام التي نقوم بها حالياً. مع التقدم التكنولوجي، قد يواجه البشر صعوبة في مواكبة سرعة الآلات، تماماً كما تعاني الحلزونات من عدم القدرة على التكيف مع الطرق السريعة.

تثير هذه النتائج تساؤلات هامة حول مستقبل التفاعل بين البشر والآلات وحدود معالجة الدماغ في عالم تكنولوجي متطور. هل سنصبح أقل كفاءة في عالم يتسارع فيه كل شيء؟


المتوحش 2 مدبلج الحلقة 256