قلة النوم عند الأطفال وأثرها
قلة النوم عند الأطفال وكم ساعة يحتاجون للنوم؟
كم ساعة يجب أن ينام الطفل؟ يحتاج الأطفال الرضع في بداية حياتهم إلى فترات نوم طويلة قد تصل إلى 18 ساعة يوميًا. ومع تقدمهم في العمر، تبدأ ساعات النوم بالتناقص تدريجيًا؛ حيث يحتاج الطفل من سن سنتين إلى خمس سنوات من 10 إلى 13 ساعة من النوم. وعند بلوغهم سن السادسة، يصبح نومهم أكثر انتظامًا، إذ ينامون من 9 إلى 12 ساعة ليلاً، أو قد يصل مجموع ساعات نومهم إلى حوالي 12 ساعة مع قيلولة قصيرة خلال النهار. أما في مرحلة المراهقة، من 11 إلى 14 عامًا، فإن عدد ساعات النوم يقل ليصبح من 8 إلى 10 ساعات تقريبًا.
يرتبط عدد ساعات نوم الطفل بعدة عوامل مثل العمر، ومستوى النشاط الهرموني، ونظام التغذية، وأسلوب الحياة اليومي. يمكن القول إن الطفل يعاني من قلة النوم إذا كان عمره أقل من 5 سنوات ولا يستطيع النوم لأكثر من 8 ساعات متواصلة، أو إذا كان بين 6 و12 عامًا ولم يتمكن من النوم 6 ساعات متواصلة على الأقل.
كما يتم تشخيص قلة النوم والأرق عند الأطفال من خلال مراقبة تأثير قلة النوم على النشاط والتركيز والنمو. إذا كان طفلك في السابعة من عمره وينام أقل من 6 ساعات متواصلة ليلاً، فمن المحتمل أن يعاني من ضعف التركيز أثناء النهار، وقد تظهر عليه أعراض التشتت والتقلبات المزاجية، التي تُعتبر علامات أساسية لقلة النوم لدى الأطفال.
أسباب قلة النوم عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى قلة النوم والسهر لساعات متأخرة عند الأطفال، وتختلف هذه العوامل حسب العمر، سواء في مرحلة الرضاعة أو الطفولة أو المراهقة المبكرة. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى قلة النوم:
- التغيرات البيولوجية: الأطفال الرضع لديهم أنماط نوم تختلف عن البالغين، مما يؤدي إلى استيقاظهم في فترات متكررة أثناء الليل. في بعض الأوقات، قد يعجز الطفل الرضيع عن النوم لفترات طويلة، لكن ذلك غالبًا ما يكون أمرًا طبيعيًا.
- عملية التسنين: بدء ظهور الأسنان يعد من الأسباب الشائعة لقلة النوم، حيث يسبب الألم والانزعاج للطفل، مما يؤدي إلى استيقاظه ليلاً بشكل متكرر.
- الشعور بالجوع: من الأسباب التي تدفع الطفل للاستيقاظ ليلاً هو الشعور بالجوع، خاصة عند الرضع. لذا يُعتبر تنظيم التغذية والرضاعة من الوسائل الفعالة لعلاج قلة النوم.
- الشعور بعدم الراحة: إذا كانت بيئة النوم غير مريحة، مثل عدم ارتياح الحفاض أو شعور الطفل بالحر أو البرودة، فقد يؤثر ذلك سلبًا على نومه.
- التغيرات في الروتين اليومي: أي تغيير في نمط حياة الطفل، مثل الانتقال إلى غرفة جديدة أو دخول الحضانة، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في النوم.
- النشاط المفرط: بعض الأطفال يميلون إلى الحركة الزائدة مما يصعب عليهم الاسترخاء، وبالتالي يؤثر ذلك على جودة نومهم.
- استخدام الأجهزة الإلكترونية: التعرض للأجهزة والشاشات قبل النوم يؤثر على إفراز الميلاتونين، مما يسبب صعوبة في النوم.
- مشاعر القلق: الأطفال، خصوصًا في مرحلة المدرسة، قد يعانون من القلق الذي يؤثر على قدرتهم على النوم.
- المشاكل الصحية: الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية مثل اضطرابات النوم أو مشاكل التنفس يواجهون صعوبات في النوم.
- تقليد الوالدين: سهر الوالدين لأوقات متأخرة قد يشجع الطفل على السهر كذلك، مما يؤدي إلى قلة النوم.
أضرار قلة النوم عند الرضع
تبدأ مخاطر قلة النوم منذ مرحلة الطفولة، حيث تنعكس سلبًا على صحة الطفل. وفيما يلي أبرز الأضرار:
السلة المتسخة الحلقة 39
- مشاكل النمو: النوم ضروري لإفراز هرمون النمو، الذي يساعد في تطوير العضلات والعظام. قلة النوم تؤثر سلبًا على النمو الجسدي.
- التأثير على الوظائف الذهنية: يؤثر النوم على تخزين المعلومات والذاكرة، وقلة النوم تسبب ضعف التركيز والمشاكل العصبية.
- تقلب المزاج: قد تؤدي قلة النوم إلى تقلبات مزاجية، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للبكاء والعصبية.
- ضعف التفاعل مع الآخرين: يحتاج الأطفال إلى النوم الجيد للتفاعل مع الآخرين، وقلة النوم تعيق ذلك.
- تأخر في المهارات الحركية: قلة النوم تؤثر على المهارات الحركية، مما قد يعيق تفاعل الطفل مع الآخرين.
أضرار قلة النوم عند الأطفال
تأثيرات قلة النوم لا تقتصر على الرضع بل تشمل الأطفال في جميع الأعمار، ومن أبرز الأضرار:
- تأثير قلة النوم على النمو: قلة النوم تؤثر سلبًا على النمو الجسدي والعقلي.
- ضعف جهاز المناعة: قلة النوم تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يسهل إصابة الأطفال بالأمراض.
- ضعف التركيز والانتباه: تؤثر قلة النوم على قدرة الطفل على متابعة الدروس والأنشطة اليومية.
- ضعف الذاكرة: النوم هو عامل رئيسي في تخزين المعلومات، وقلة النوم تؤثر بشكل سلبي على الذاكرة.
- زيادة مشاعر القلق والاكتئاب: قلة النوم تؤدي إلى اضطراب توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
- زيادة السلوكيات السلبية: تؤدي مشاعر القلق والتوتر إلى سلوكيات عدوانية.
- انخفاض التحصيل الدراسي: تؤثر المشاعر السلبية والسلوكيات العدوانية على التحصيل الدراسي.
- ضعف التفاعل الاجتماعي: قلة النوم قد تؤدي إلى العزلة، مما يعيق التفاعل الاجتماعي.
- صعوبة بناء العلاقات: قلة التفاعل الاجتماعي تعيق بناء علاقات صحية مع الآخرين.
أضرار السهر على الدماغ ونمو الطفل
النوم الجيد هو عنصر أساسي في صحة الدماغ، حيث يقوم الدماغ بترميم المسارات العصبية أثناء النوم. قد لا تظهر آثار قلة النوم بشكل مباشر، لكنها تؤثر سلبًا مع مرور الوقت. يُعتقد أن قلة النوم تسبب تلف الخلايا العصبية، مما قد يؤدي إلى أمراض مثل الزهايمر في المستقبل.
علاج الطفل قليل النوم
يعتمد علاج قلة النوم على اهتمام الوالدين من خلال اتباع عادات صحية. تشمل بعض هذه العادات:
- الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة: يساعد تحديد أوقات النوم على تنظيم الساعة البيولوجية للطفل.
- التزام روتين هادئ ما قبل النوم: النشاطات الهادئة قبل النوم، مثل القراءة، تساعد على نوم أفضل.
- تأمين بيئة نوم هادئة ومريحة: يجب تجنب الضجيج والإضاءة القوية.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي: يجب تناول وجبات خفيفة قبل النوم.
- تشجيع الطفل على النشاط البدني خلال اليوم: يساعد النشاط البدني في تحسين جودة النوم.
- الاهتمام بالحالة النفسية والروابط الأسرية: تعزيز مشاعر الأمان يساعد في نوم أفضل.
- استشارة الطبيب المختص: إذا استمرت مشكلة قلة النوم، يجب استشارة الطبيب.
المراجع
- مقال "الأطفال والنوم" منشور في kidshealth.org، تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.
- مقال "كيف يمكن لحرمان النوم أن يضر بالدماغ" منشور في acs.org تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.
- مقال "الضرر الذي يصيب الأطفال عندما لا يحصلون على قسط كاف من النوم" منشور في vinmec.com تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.
- مقال "الحرمان من النوم" منشور في betterhealth.vic.gov.au تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.
- مقال "كيف يمكن لقلة النوم أن تضر بصحة الطفل" منشور في uhhospitals.org تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.
- مقال "دراسة تحذر من مخاطر لاحقة على الأطفال المحرومين من النوم" منشور في news.harvard.edu تمت مراجعته بتاريخ 16/10/2024.