كيف تتعاملين مع الابتزاز العاطفي وتواجهين
الابتزاز العاطفي مشكلة تتعرض لها الكثير من الفتيات والسيدات المتزوجات حتى من قبل أقرب الأشخاص إليهن، كالأخ أو الأب أو الحبيب أو الزوج سواء عن قصد أو عن غير قصد، ويقوم على استغلال نقاط ضعف لديهن لتحقيق طلب للشخص المبتز، فما هو الابتزاز؟ وكيف يمكن التخلص منه؟ هذا ما سيعرضه المقال الآتي.
الابتزاز العاطفي Emotional blackmail هو الطريقة التي يتبعها شخص ما للحصول على ما يريده أو التحكّم بسلوك الضحية من خلال التهديد والتلاعب النفسي واستغلال الروابط العاطفية التي تجمع المبتز بالضحية.
هذا لا يعني بالضرورة أن الابتزاز العاطفي مشروط بوجود علاقة قائمة بين الطرفين، فالتسول من أشكال الابتزاز العاطفي، والتلاعب النفسي الذي يمارسه زميلكِ في العمل لتقومي بأعماله بدلاً منه يعتبر أيضاً ابتزازاً عاطفياً، ولا شكّ أن فرص التعرض للابتزاز العاطفي أكبر مع وجود روابط عاطفية أعمق بين الطرفين، ووجود عوامل مثل الخوف من الهجر، ومحاولة إثبات الإخلاص والصدق... إلخ.
عادةً ما يتم تصنيف الابتزاز العاطفي حسب صلة المبتز بالضحية أو شكل الابتزاز الذي يمارسه، وهذه أهم أشكال وأنواع الابتزاز العاطفي:
- التهديد بالعقاب: يهدد المعاقبون بإيذاء الشخص الذي يبتزونه بشكل مباشر، وقد يمنعونه من رؤية أصدقائه، أو ينهون علاقة طيبة تجمعهم مع الطرف الآخر ويمكن أن يصل الأمر بهم إلى إيذاء الشخص الذي يبتزونه جسدياً إن لم يفعل ما يطلبون.
- التهديد بمعاقبة الذات: يهدد هؤلاء المبتزون بإيذاء أنفسهم كشكل من أشكال الابتزاز للطرف الآخر ويخبرونه بالمقابل بأنه هو المسؤول عن أي أذى يتعرضون له.
- الابتزاز بالمعاناة: هؤلاء المبتزون يلومون الشخص الذي يبتزونه على ما يمرون به من حالة نفسية أو وضع عاطفي معين متوقعين منه الامتثال لرغباتهم على أن ذلك سيجعلهم بحال أفضل، كأن يقول المبتز: " يمكنك الخروج مع أصدقائك إن أحببت وسأبقى وحدي في المنزل حزيناً".
- الابتزاز بالإثارة وتقديم المغريات: في هذه الحالة يحاول المبتزون إثارة مشاعر الطرف الآخر واستعطافه مع تقديم عرض له بإنجاز شيء معين إن فعل ما يطلبون، والتهديد بأنهم سيقومون بالعكس إن لم تتم تلبية رغبتهم؛ كأن يقول المبتز: "أعدك بان أطهو لك أكلتك المفضلة إن بقيت معي في المنزل خلال هذه العطلة".
- التهديد بالهجر: تهديدات الهجر هي شكل من أشكال الابتزاز العاطفي الذي يستخدم خوف الأشخاص سلاحاً ضدهم؛ فعند وجود خطر الهجر يطلق الجسم بعض النواقل العصبية والهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، كما يتم استنفاد هرمون الأوكسيتوسين وبالمحصلة تؤدي هذه التفاعلات الكيميائية في الدماغ لشعور الضحية بالفزع وبالتالي تكون مستعدة لفعل أي شيء لإعادة المشاعر الجيدة، فتمتثل لطلب المبتز.
- الابتزاز بتشويه السمعة: كأن يسعى المبتز لتحقيق غرضه من خلال اتهام الطرف الآخر بفعل أشياء لم يفعلها تسيء إلى سمعته، أو تهديده بإفشاء سر بينهما قد يكون حديثاً ما أو أي مستمسكات أخرى.
بعد التعرف على الطرق التي قد يتبّعها المبتزون نضع بين يدي الفتيات بعض الإجراءات التي قد تساعدهنّ على التخلص من التهديد والابتزاز، وذلك كما يلي: [1]
- مواجهة المبتز: المواجهة قد تكون الخطوة الأكثر فعالية حيث إنها تقود إلى وضع حد بينك وبين الشخص المبتز أياً كان، من خلال استخدام بعض العبارات التي يمكن أن تفيد في مثل هذه المواقف، من قبيل:
- "أنت تدفع بعلاقتنا إلى نقطة خطرة إذا استمريت بتهديدك هذا، فأنا أشعر بعدم الارتياح".
- "يبدو أنك لا تأخذني على محمل الجد عندما أخبرك عن انزعاجي من أفعالك هذه وابتزازك هذا".
- "علينا التوصل لطرق أفضل نتعامل فيها مع هذه المشكلات دون أن تجعلني أشعر بهذه الإساءة العاطفية أو هذا الإحراج".
- "أنا دائماً ما أمتثل لمطالبك وهذه يشعرني حقيقةً بالإرهاق، لذا فإني غير مضطرة للاستمرار بالشعور على هذا النحو وأن تكون سعيداً على حساب مشاعري".
- "عليك أن تعاملني باحترام، وأن تقدّر قيمتي ومشاعري دون تهديد لأنني أستحق أن تعاملني باحترام".
- "لنتحدث ببساطة عن الأمر الذي تريده لكن لا تهددني أو تعاقبني".
- "أنا لن أتحمل هذه التصرفات المهددة أو المبتزّة بعد الآن، حاول تغيير سلوكك بالتعامل معي".
- مساعدة المبتز نفسياً: نادراً ما يعترف المبتزون العاطفيون بأخطائهم، لكن إذا كنت ترغبين بالحفاظ على العلاقة مع أحدهم يمكنك أن تساعديه في الحصول على مساعدة نفسية من متخصص أو استشاري يقدم له مهارات تساعده على إتقان فن التفاوض والتواصل الإيجابي بعيداً عن الابتزاز والتهديد.
- أخبري المبتزّ أن الحب لا يمكن أن يتضمن ما يفعله: إن كان الشخص الذي يبتزك مقرباً منك جداً فعليك لفت انتباهه إلى أن الحب الحقيقي لا يتضمن أي ابتزاز، وأنه عندما يحبك شخص ما بصدق فهو لا يسبب لك الضيق مهما كان الظرف.
التعامل مع الابتزاز العاطفي ليس سهلاً لأن الغرض من الابتزاز إرباكك وإخضاعك لمطالب ورغبات المبتز وإحراجك بطريقة لا تستطيعين فيها التعامل مع المبتز، ومع ذلك هذه خطوات تمكّنك من التعامل مع الابتزاز: [1،3]
فيما يخص الحل المنتظر لمشاكل الابتزاز فهو غير سهل على الإطلاق إلا أنه ممكن وجدير بالتجربة لأنه قد يقود إلى إنهاء حالة معاناة لدى الأنثى التي تتعرض لهذا الابتزاز، وقد يكون الحل في اتباع طريقة أو أكثر مما يلي: [1،2]
- اكسبي وقتاً للتفكير: يمكنك أخذ وقتك قبل التفكير بالامتثال لطلب الشخص المبتز، كما يمكن وضع طلب على جدول زمني أي أن تخبريه بأنك ستفكرين بالأمر وأنك تريدين وقتك لذلك، فهذا يجعل المبتز يعلم بأن طلبه غير مجاب بالسرعة التي يريدها، وأن ما يطلبه لا يحصل عليه فوراً بالضرورة، وهذا الحل ينفع مع مشكلات الابتزاز البسيطة التي لا تنطوي على خطورة معينة.
- اتخذي موقفاً حازماً عند اللزوم: في أنواع أكثر شدة من الابتزاز أو التهديد يكون الحل بالحسم الجذري؛ أي بالرفض وان تقولي للمبتز: "لا شكراً"، فهذا كفيل بوضع حد نهائي للموضوع، مع ضرورة ملاحظة ردود أفعال المبتز وأفكاره اللاحقة لاستدراك أي تصرف قد يقوم به.
- استراتيجية تحليل الطلبات: يمكن اتباع استراتيجية تحليل الطلبات والأثر المحتمل للامتثال، بأن تضعي نفسك بموقفين الأول عند تلبيتك لرغبة المبتز، والثاني عند رفضك لطلبه ومحاولة توقع ما سيقوم به بناءً على معرفتك به وعلى عواطفه الحالية وأفكاره، ثم ضعي خياراتك للتصرف.
- تجنبي التصعيد: المبتزون أشخاص دفاعيون للغاية وغالباً ما يؤدي الجدال معهم أو رفض طلباتهم إلى تصعيد موقف النزاع، لذا من الأفضل محاولة الابتعاد عن التصعيد، وقد يكون من المفيد هنا استخدام بعض العبارات مثل:
- أستطيع أن أرى أنك مستاء.
- أتفهم أنك محبط.
- أستطيع أن أفهم وجهة نظرك تجاه هذا الموضوع.
- يمكننا أن نتحدث لاحقاً في هذا الأمر عندما تهدأ.
تنصح كل فتاة بما يلي لمواجهة أي ابتزاز عاطفي لاحق: [1،3]
- عند ظهور بوادر ابتزاز خذي خطوة إلى الوراء واكتفي بمراقبة الوضع ومحاولة إبعاد نفسك عن الموقف.
- ضعي بحسبانك أن صحتك النفسية أهم من أي علاقة سامة تستهلكها لذا لا تخافي من التخلي عن هكذا وضع غير صحي وأخبري الطرف المبتز بذلك.
- ضعي حدوداً بينك وبين الطرف الآخر أياً كان بحيث لا تمكنه من المغالاة في ابتزازك، وأوقفيه عند تلك الحدود بحال تماديه، قد يكون ذلك مخيفاً في بدايته إن كان الشخص الآخر متشنجاً لكن عند ثباتك على موقفك سينقلب الأمر لصالحك.
- اعملي على تطوير تقنيات التوقف عن التفكير ضمن الموقف حتى تستطيعي الانفصال عنه واتخاذ ما يلزم ضمنه دون خوف من التزام معين.
- لا تبرري لنفسك استسلامك لطلب المبتز، ويأتي هذا التبرير على شكل عبارات سلبية غير محبّذة يفضل الابتعاد عن التفكير بها في موقف الابتزاز العاطفي:
- احتياجاته أهم من احتياجاتي.
- ليس مهماً ما أريد.
- سأفعل ما يريد ليهدأ فقط.
- أفضل الاستسلام على إيذاء مشاعره.
ختاماً.. يتعرض الكثيرات والكثيرون (حتى الرجال) للابتزاز العاطفي دون أن يعلموا، وقد يجدون الأسهل هو الامتثال لطلب المبتز دون مناقشته، لعدم إغضابه أو لكسب رضاه، لكن ما يجب أن يعلمه الجميع وخاصة الفتيات أن الحق يقتضي بأن تحب نفسك أولاً وألا ترغمها على شيء