-

كيف نتعامل مع الأطفال في الأوقات العصيبة؟

(اخر تعديل 2024-11-19 01:00:23 )

كيف نتعامل مع الأطفال في الأوقات العصيبة؟

يعتبر الأطفال دائماً ملاذاً آمناً للبحث عن الشعور بالسلام والطمأنينة، وهذا الشعور يصبح أكثر أهمية خلال الأوقات العصيبة مثل الحروب والاعتداءات. لذا، من الضروري أن نتعلم كيف نتواصل مع أطفالنا ونوفر لهم الدعم النفسي الذي يحتاجونه في مثل هذه الظروف القاسية.

تأثير الأزمات على الأطفال

الأزمات مثل العدوان والقصف المتواصل تترك آثاراً عميقة في نفوس الأطفال، حيث يشعرون بالخوف والحزن والغضب والقلق. هذا الوضع يؤثر على صغار السن بشكل أكبر، إذ أن الأحداث المؤلمة التي تقع أمام أعينهم قد تؤدي إلى مشاعر مختلطة من عدم الأمان.

بصفتي كاتباً، أرى أن ما يحدث في فلسطين و لبنان من اعتداءات وحشية يمثل مأساة إنسانية كبيرة، حيث تترك هذه الأحداث آثاراً سلبية على صحة الأطفال النفسية وقد تؤدي إلى اضطرابات قد تستمر لفترات طويلة.

يجب علينا أن نذكر الأطفال دائماً بأن الخير سينتصر في النهاية، وأن الإيمان والدعاء والصبر هي من أهم الأسلحة التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان في أوقات الصعبة.

فتح حوار مع الأطفال

من المهم أن نبدأ حديثنا مع الأطفال عن مشاعرهم وما يعرفونه عن الأحداث المحيطة بهم. قد يكون بعضهم غير مدرك لما يحدث أو غير مهتم بالتحدث عنه، بينما قد يشعر البعض الآخر بالقلق دون القدرة على التعبير. لذا، يمكن استخدام الرسم أو القصص لفتح باب الحوار مع الأطفال الأصغر سناً.

عندما نتحدث مع الأطفال، يجب أن نكون واعين لما يرونه ويسمعونه من مصادر مختلفة، فقد تكون الأخبار التي تصل إليهم عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي مشوشة. هذه فرصة جيدة لتصحيح المعلومات الخاطئة التي قد تكون قد وصلت إليهم.

التعامل مع الأسئلة الصعبة

عندما يطرح الأطفال أسئلة صعبة مثل "هل سنموت جميعاً؟"، يجب علينا أن نكون صادقين معهم وطمأنتهم بأن ذلك لن يحدث. من المهم فهم مصدر قلقهم وما الذي جعلهم يشعرون بهذه الطريقة.

يجب علينا أن نوضح لهم أن مشاعرهم طبيعية وأننا هنا للاستماع إليهم. إن التفاعل الإيجابي والاستماع الجيد قد يساعدان في تهدئة مخاوفهم.

التحدث بلغة مناسبة لعمر الطفل

يحق للأطفال أن يعرفوا ما يحدث في العالم، لكن يجب أن نكون حذرين في كيفية تقديم المعلومات لهم. يجب أن نستخدم لغة تناسب أعمارهم ونتجنب إثارة مخاوفهم، كما يجب أن نكون حذرين من كيفية تعبيرنا عن مشاعرنا أمامهم، لأنهم يستمدون ردود أفعالهم منا.

التركيز على الأفعال الإيجابية

من المهم أن يعرف الأطفال أن هناك من يساعد الآخرين، مما يعزز من شعورهم بالأمان. يمكننا مشاركة قصص إيجابية عن الأشخاص الذين قدموا المساعدة في الأوقات الصعبة. كما يمكن تشجيع الأطفال على المشاركة في أعمال خيرية أو نشاطات إيجابية.
أسرار البيوت 2 الحلقة 201

تحديد كمية الأخبار المتدفقة

يجب أن نكون حذرين من كمية الأخبار التي يتعرض لها أطفالنا، خاصة تلك التي قد تسبب لهم القلق. من الأفضل تجنب متابعة الأخبار في وجود الأطفال الأصغر سناً. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، يمكن استخدام هذه الفرصة لمناقشة الأخبار وشرح لهم ما يمكنهم الوثوق به من مصادر.

اهتم بنفسك أيضاً

لتمكن من مساعدة أطفالك بشكل أفضل، يجب أن تعتني بنفسك أولاً. الأطفال يلاحظون كيف تتعامل مع الأخبار، وسيؤثر ذلك على شعورهم بالأمان. إذا شعرت بالقلق، خصص بعض الوقت لنفسك وتواصل مع الأصدقاء أو العائلة.

من المهم أن تجد توازناً بين متابعة الأخبار والقيام بنشاطات تساعدك على الاسترخاء.