كيف أقوم بتدريس أطفالي وأساعدهم في واجباتهم؟
يعاني الكثير من الأهل من مسألة تدريس الطفل ومساعدته في أداء واجباته البيتية والمهمات الموكلة له من قبل معلميه، وخاصة مع اعتماد المناهج الحديثة على الطالب والبحث المتقدم في الحصول على المعلومة بشكل كبي، وكذلك تداعيات فيروس كورونا.
فكيف تدرس طفلك في البيت بطريقة صحيحة؟ وكيف تساعده في أداء واجباته البيتية دون أن تؤديها عنه؟ كل هذا وأكثر ستجده هنا في هذا المقال.
قد لا ينجح بعض الأهالي في تدريس أطفالهم ومساعدتهم في أداء واجباتهم البيتية رغم أنهم متعلمين وحاصلين على شهادات عليا، بينما ينجح غيرهم في هذه المهمة حتى لو لم يمتلك أي شهادة. فما هي المهارات والمتطلبات التي عليك امتلاكها لتستطيع أن تدرس طفلك وتتابع دروسه وواجباته البيتية؟
- الثقافة العامة: فليس من الضروري أن يملك الأهل شهادات وأن يكونوا متعلمين ليستطيعوا النجاح في تدريس أطفالهم، لكن عليهم أن يكونوا مثقفين ومطلعين، ويمتلكون الأساسيات لاكتساب المعلومة.
- الصبر: فمن لا يمتلك الصبر وطولة البال لن يستطيع التعامل مع الطفل، فالطفل لعوب بطبعه وكثير الحركة، ولا يحب الجلوس لفترات طويلة لأداء نفس المهمة. لذلك عليك أن تكون صبوراً عليه وتتفهمه، وأن تعطيه فترات استراحة بحسب عمره، وأن تنزل بتفكيرك لمستوى تفكيره وتصبر عليه وتعيد الشرح أكثر من مرة بأكثر من طريقة لتصله الفكرة.
- الهدوء: فكثير من الأهالي عندما يبدؤون بتدريس أطفالهم في البيت تراهم يبدؤون بالصراخ والعصبية، ويقولون للطفل أن يستعجل لأنهم مشغولون في الطبخ أو لأنهم ينتظرون ضيوفاً أو ليتمكنوا من تدريس أخوته الآخرين، وما إلى ذلك. فعندما تتعامل مع الطفل بعصبية فإن طاقتك السلبية هذه ستنتقل له وسيربط التعلم والدراسة بالعصبية والسلبية ولن يحبها، وستقضي الوقت المخصص لتدريسه لتهدئته وتهدئة نفسك وفض الخلافات بينكما.
- الحزم عند اللزوم: وذلك لأن الطفل يربط أهله وبيته بالراحة واللعب وليس بالتعب والجد والدراسة، فسوف يجد الأمر صعباً في البداية ويحاول التهرب من الدراسة بكل الأشكال الممكنة؛ فقد يتمارض أو يبكي أو يتحجج بحجج تافهة للتهرب من الدراسة ولإثارة غضبك أو حزنك، لذلك عليك أن تقرؤه جيداً وتعرف إن كان يتحجج فعلاً أم أنه جدي، وأن تكون حازماً معه.
- مهارات تكنولوجية بسيطة: فاليوم نحن في عصر التكنولوجيا، وهذا يتطلب منا جميعاً استخدامها في كثير من الأمور، بل أن الكثير من المدارس حول العالم قد اعتمدت التعلم الإلكتروني وتستخدم الأجهزة الإلكترونية في التدريس كاستخدام الآي باد بدلاً من الكتب والدفاتر. لذلك عليك أن تكون على علم باستخدامها لتواكب التطور وتقلل الفجوة التكنولوجية بينك وبين طفلك.
- مهارات التواصل: فعليك أن تكون على تواصل مستمر مع معلمي طفلك في المدرسة باستمرار لتعلم ما هو المطلوب منه، وكيف هو مستواه الدراسي، ولأخذ تغذية راجعة على أدائه بشكل عام. هناك بعض المدارس التي تستخدم دفتر المراسلات لتكتب للأهل واجبات الطفل وما هو المطلوب منه بالضبط، وترسل أوراق الامتحانات والنتائج مع الطفل، ومنهم من يتعامل بإرسال إيميلات دورية للأهل. أياً كانت الطريقة المتبعة من قبل المدرسة عليك التأكد من المتابعة. [1]
إليك أهم النصائح التي تساعدك في تدريس طفلك ومساعدته في واجباته المنزلية:
لا بد أنك تعلم الأوقات التي يكون فيها طفلك في أوج نشاطه الذهني، استغلها. بشكل عام يكون الناس متيقظين في ساعات الصباح الأولى وبعد تناول الطعام وأخذ القيلولة. اختر وقتاً ثابتاً للدراسة واعتمده لأن الأطفال يحبون الروتين.
كذلك عليك أن تستخدم حواسه كلها في الدراسة، فدعه يرى الصور وغير نبرتك أثناء قراءة الدرس ليتذكر صوتك أثناء استرجاع المعلومة، ودعه يلمس بيده واصنع أمور ذات علاقة بالمحتوى المطلوب معه؛ كصنع دارة كهربائية بسيطة وهكذا.
هناك صعوبات عديدة قد تواجه الأهل عند تدريس أطفالهم ومساعدتهم في حل واجباتهم البيتية أشهرها:
- ضيق الوقت: فهذه لمشكلة تواجه الكثير من الأهالي وخاصة عندما تكون الأم عاملة، أو عندما يكون عليها كثير من المسؤوليات كمسؤولية تدريس وتربية أكثر من طفل واحد، إضافة لواجباتها تجاه زوجها وبيتها وربما عملها.
- ضغوطات العمل والحياة: فهذا يجعل الأهالي عصبيين باستمرار، وقد يصبون عصبيتهم وغضبهم على طفلهم أثناء تدريسه ومساعدته في حل واجباته البيتية.
- عدم السيطرة على الأبناء: فيربط الأطفال المنزل والأهل باللعب والراحة وليس الدراسة والجد، فتراهم يعاندون عندما يدرسهم الأهل، ويزداد الأمر سوءاً عندما يستسلم الأهل لبكاء وعناد الطفل ويرضخون له.
- عدم امتلاك المهارات اللازمة لتدريسهم: وهي المهارات التي يجب أن يتحلى بها الأهل لتدريس أطفالهم والتي ذكرناها سابقاً كالصبر والتواصل الفعال وبعض المهارات التكنولوجية وغيرها.
- عدم امتلاك أساليب تدريس مناسبة للطفل: فلا تغفل عند تدريس طفلك ومساعدته في حل واجباته البيئية عن تبسيط المادة، والتدريس عن طريق اللعب، وغير هذا من الأساليب المستخدمة مع الأطفال.
- صعوبة بعض المواد الدراسية: فهذا تحدٍ كبير للأهالي، وخاصة أن المناهج الجديدة تعتمد في كثير من الأحيان على الطفل وتتطلب منه البحث عن المعلومة من مصادر خارجية.
كما تواجه أنت تحديات عند تدريس طفلك ومساعدته في حل واجباته البيتية، فهو كذلك يعاني ويواجه صعوبات عديدة منها:
- اختلاف أسلوب الشرح عن شرح المدرس: فتعدد أساليب الشرح مفيد للطفل إلا أنه قد يضيعه أحياناً ويربكه. خاصة إن كان الاختلاف جوهرياً وإن كان المدرّس يطلب أسلوباً محدداً.
- عدم مراعاتك لشروط التدريس في البيت: كاختيار المكان والتوقيت المناسبين مثلاً وغير ذلك مما ذكرنا سابقاً.
- عدم امتلاكك للمهارات اللازمة للتدريس: كعدم الصبر على الطفل، فهذا يوتر الطفل ويجعل الوقت الذي يقضيه معك في الدراسة وقت عصيب وممل.
قد يعتمد الكثير من الأهالي على المدرسة بشكل كلي لتدريس الطفل، فتراهم لا يتابعون دروسه في المنزل، وينزعجون من الواجبات المدرسية والمهمات التي يطلبها المعلمون من طفلهم. لكن هناك أهمية كبيرة لتدريس طفلك في البيت ومتابعة دروسه، كيف؟
- معرفة مستوى طفلك الدراسي: فمتابعة الأهل لدراسة طفلهم مهمة لأنها تعلمهم بمستواه الحقيقي في الدراسة، وتوضح لهم نقاط قوته ونقاط ضعفه ليعملوا مع المدرسة جنباً إلى جنب لرفع مستواه.
- اكتساب معلومات ومهارات جديدة: فتدريسك لطفلك لا يفيده هو فحسب، بل يفيدك أنت كذلك لتكتسب معلومات ومهارات جديدة.
- التقرب من الطفل: فتدريسك لطفلك فرصة لتقترب منه أكثر، وتقضي وقتاً أطول معه، وتساعده في حل مشكلاته بنفسه.
- ترسيخ المعلومة في رأس الطفل: فعندما يعاد الدرس في المنزل للطفل بعد أن يتم شرحه في المدرسة من قبل معلميه، فهذا يرسخ المعلومات في رأسه أكثر ويؤكد عليها.
- تعليمه بعض القيم والأمور المهمة في الحياة:كالصبر والهدوء والتعاون ومساعدة الغير، واحترام الوقت، وأهمية العلم، وحل المشكلات، وغيرها.
- تعميم المعلومات التي تعلمها في المدرسة: فهناك أمر لا يعرفه الكثير من الأهلي وهو التعميم؛ فالطفل قد يتقن مهارة معينة مع مدرسه فقط دوناً عن باقي الناس، وهذا يحتاج للتعميم؛ أي أن تطلب منه هذه المهارة أو الأمر الذي تعلمه من قبل أناس آخرين للتأكد أنه يتقنها مع أناس مختلفين في أماكن مختلفة.
فقد تتهم الأمُّ معلمةَ الطفل أنها قالت "طفلك يحفظ جدول الضرب" ولكنه في البيت لا يعرف الإجابة عن أسئلة الأم عن جدول الضرب، وهنا قد تكون المشكلة في التعميم؛ أي أنه يربط جدول الضرب في عقله مع هذه المعلمة بالذات.
لذلك على الأهل تعميم ما تعلمه الطفل، وكما قلنا من قبل، عندما يتعلم الطفل العد علينا أن نعلمه عد أشياء مختلفة وليس فقط العيدان الملونة التقليدية ليعمم المهارة هذه مع كل الأشياء. - اكتشاف ميول طفلك: فعندما تقوم بتدريس طفلك المواد الدراسية المختلفة فإنك ستلاحظ بنفسك ما هي المواد أو الموضوعات التي تشده ويبدع فيها، وهذا يساعدك على مساعدته في تحديد ميوله وهواياته، ومجال دراسته في المستقبل. كما قد تلاحظ أن طفلك يرسم على أطراف الدفاتر والكتب فتعرف أنه يبدع في الفن والرسم وهكذا.