كيف أجعل زوجي ينسى الخيانة وأسترجع ثقته
عادةً ما تترك الخيانة أيّاً كان نوعها آلاماً وجروحاً عميقة يصعب أن تندمل وتشفى وذلك لأنها تخلق صدمة طويلة الأمد وتصيب كرامة الرجل وثقته بنفسه خصوصاً إذا لم يجد ما يبرر تلك الخيانة أو يخفف من ألمها، في مقالنا هذا نقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الزوجة على استعادة ثقة زوجها بعد الخيانة ومساعدته على نسيان خيانتها له.
يعتبر البعض الخيانة نهاية للعلاقة الزوجية بالتالي الانفصال، لكن قد لا يرغب الكثير من الأزواج بالانفصال وإنما منح علاقتهم فرصة أخرى، لكن كيف يمكنك الاستفادة من هذه الفرصة؟
- الاعتذار من الزوج بشكل صريح: عليك إظهار ندمك على الخطأ الذي ارتكبتيه حتى إن لم يكن متعمَداً، فالاعتذار تعبير صريح عن الندم والرغبة في إصلاح العلاقة، فعلى الرغم من أن عبارات الاعتذار غير كافية، ولكنها قد تكون مفتاحاً للمناقشة وفتح باب التواصل لكلا الزوجين.
- تحمّلي المسؤولية: لا تلومي زوجك، أو تجعليه يتحمل مسؤولية خيانتك له، فالإنكار لا يجدي شيئاً بل على العكس أنت من كان لديك الخيار بإنهاء العلاقة أولاً، أو سؤاله عن احتياجاتكِ والتحدث والتواصل بصراحة عن الأسباب التي دفعتك للخيانة قبل ارتكابها، لذا اعترفي بخطئك من تلقاء نفسك، وكوني متفهمة لردّ فعله تجاه الموقف، وعلى دراية إلى أي مدى يمكن أن تتأثر مشاعر زوجك. كوني صريحةً مع نفسك واعلمي السبب الأساسي، الذي جعلك تنحدرين لهوّة الخيانة.
- كوني صادقة وأمينة: حافظي على وعودك له، التزمي بكل كلمة تقولينها له أو تعدينه بها، كأن تتصلي عندما تقولين له أنك ستتصلين به، أظهري له أنك تستحقين ثقته أكثر من ذي قبل.
- امنحي زوجك المساحة الكافية والوقت للغفران: عند معرفته بخيانتك سيكون غاضباً بالتأكيد وقد يكون ردّ فعله مبالغ فيها، ربما يجرحك بالكلام أو بالأفعال حتى لو لم يكن شخصاً عنيفاً في الأساس، وله الحق في التعبير عن غضبه ومشاعره، أو قد يقوم بخيانتك سعياً للانتقام، لكن لا تجعلي هذه الأمور توقف سعيك إلى اكتساب ثقته من جديد، بل تحلي بالصبر لاستعادة تلك الثقة، فكلما خطوتي خطوةً للأمام تشعرين كأنك تتراجعين خطوتين للوراء، لا يمكن استرجاع الثقة بين عشية وضحاها.
- تأكدي من رغبة زوجك في الاستمرار بعد الخيانة: في حال أراد الاستمرار فإن أمامك فرصة كبيرة لتكتسبي ثقته من جديد ولو طال الأمد قليلاً، لكن عليكما التطلع إلى المستقبل دون الرجوع إلى الماضي.
- كوني منفتحة وواضحة: كلما زاد وضوحك أمامه كلما قلّت شكوكه أو أفكاره السوداوية، اعرفي احتياجات زوجك، اسأليه عن كل ما يحب وما يكره، كوني صريحةً معه بأماكن تواجدك ومع من تكونين.. اشعريه بأنه الشخص الوحيد الذي يمكنك البوح له والشعور بالأمان والطمأنينة كونه بجانبك وأنك لا تخفين عنه شيئاً.
لا تمانعي في إمكانية وصوله إلى حساباتك الشخصية، لأن عكس ذلك يمكن أن يزيد في نفسه الشكوك وكأن هناك أسرار وأكاذيب تخفينها. - توقفي عن الكذب والخداع: تبدو هذه الخطوة بسيطة ومنطقية، ولكنك ستندهشين من صعوبة إنهاء علاقة مع الشخص الآخر حتى ولو كنتِ نادمة على خيانة زوجك معه، لأن الأمر يسوء أكثر حينما تستمرين بالتحايل والكذب، لذا سيتطلب هذا الأمر جهداً كبيراً لتلتزمي به، وبمجرد قيامك بهذه الخطوة عندها تستطيعين أن تثقي بنفسك وبإمكانية استعادة ثقة زوجك بك.
- توقفي عن تقديم الأعذار والمبررات للخيانة: البحث عن مبررات من أجل محاولة تبرير سلوك الخيانة أمرٌ غير صحيح لأنه ببساطة لا يوجد مبرر للخيانة، فعلى الرغم من الأسباب العديدة التي جعلتك تنجرفين لفخ الخيانة إلا أن عليك أن تتذكري أنك أنت المسئولة عن خياراتك وأفعالك.
- خصصي أوقاتاً مميزة لتقضيها مع زوجك: اغتنمي كل فرصة لتقضيها مع زوجك كأن تحتفلا معاً بأعياد خاصة أو قضاء الإجازة السنوية معاً.
- استعادة ثقتك بنفسك: تتركنا الخيانة عند مفترق طرق، يمكننا التصرف بنضج ووعي، كما أنّ أهمّ خطوة عليك القيام بها هي استرجاع ثقتك بذاتك أولاً، لأن خيانة الشريك أو الزوج وفقدان ثقته ينعكس على ثقتك بنفسك، ويضعف من عزيمتك وإرادتك للاستمرار في العلاقة، كذلك لن يكون الاستسلام حلاً إذا ما كنت تحبين زوجك ولا ترغبين بالانفصال من أجل أطفالكما.
- المسامحة الذاتية: بالابتعاد عن الإحباط ولوم الذات والعجز، عليك البدء بمسامحة نفسك والعفو عمّا مضى، مما يمنحك القدرة على الإيمان بنفسك، وللمضي قدماً والخروج من عقدة الخيانة عليك أن تبدئي بالمغفرة عما سبب خيانتك لزواجك في المقام الأول والخطيئة التي ارتكبتها وباتت من الماضي اليوم.
من الصعب على الرجل أن ينسى تعرضه للخيانة، وقد يستطيع زوجكِ أن يسامحكِ ويستمر زواجكما وقد يتحول إلى زواج سعيد أيضاً، لكن كل ذلك لا يعني أن الزوج نسي الخيانة، وستمر عليه الكثير من الأوقات الصعبة التي يتذكر فيها خيانة زوجته، والكثير من الأوقات التي يقتله فيها الشك والخوف من تكرار التجربة حتى وإن لم يصرّح عن ذلك.
لا يجب أن يكون هدفك هو جعل زوجك ينسى الخيانة بالمعنى الحرفي، بل يجب أن تعملي على قتل الشكوك في نفسه بالدرجة الأولى، ومحاولة تعويضه عن الألم الذي تسببتِ له به، بهذه الطريقة قد تكون ذكريات التجربة القاسية أقل ألماً بالنسبة له.
كم من الوقت قد يحتاج الزوج خيانة زوجته!
عادة ما يستغرق حل مشاكل الخيانة الزوجية طويلة الأمد وقتاً أطول، فعندما تكون خيانة الزوجة لزوجها مرتبطة بأسباب واضحة ومعروفة للطرفين، قد يكون تجاوز الأزمة أسهل من خلال التركيز على علاج الأسباب، أما عندما تكون الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل والخلافات المزمنة فقد لا يستطيع الزوجان الوصول إلى التسوية بعد الخيانة أبداً.
طالما ما يزال هناك حب والتزام بينكما، فإن استرجاع الثقة مجدداً لن يؤدي إلا إلى تقوية علاقتكما أكثر، أما إذا كنت تعلمين أن تلك الثقة لن تعود مجدداً، بغض النظر عما تريدانه أو ترغبان به فمن الأفضل توضيح ذلك، وعادة ما يكون الانفصال والمضي قدماً هو الخيار الأفضل لكما. [1]
لا يكفي أن تفكري بمصالحة الزوج بعد الخيانة، لكن عليك التفكير بالأسباب التي دفعتكِ إلى الخيانة، بمجرد معرفة الأسباب ستُفتح أمامكِ طرق للتعامل مع النتائج الكارثية التي سببتها، وهنا نذكر بعض هذه الأسباب التي تؤدي بالزوجة إلى الخيانة: [1]
- فقدان الشعور بالحب: الافتقار إلى الحب هو أكثر الدوافع التي تؤدي إلى الخيانة، شعوركِ بأن زوجك لم يعد هو نفسه الشخص الذي التقيته وأحببته في الماضي.
- الإهمال الزوجي: وهو عدم الحصول على الاهتمام الكافي، وعدم قضاء الوقت اللازم مع الشريك وقد يعود السبب إلى إهمال المظهر الخارجي أو إهمال التفاصيل العاطفية التي قد تحدث فرقاً في مشاعر الزوج، فنحن نعيش في عالم التواصل الاجتماعي وتعرفين مدى تأثير صيحات الموضة على نظرة الشريك للآخر مما يجعل الفجوة بين الزوجين تتفاقم.
- الابتعاد عن القيم والأخلاق الدينية: تعزيز الشعور بمراقبة الله سبحانه وتعالى يجعلك تحذرين من كل خطوة تخطيها نحو تلك الأفعال التي لا ترضي الله ومن ثم الوقوع في الخطأ، "ولا تتبعوا خطوات الشيطان".
- عدم غض البصر من أجل سلامة الروح: وسلامة الروح لا تأتي إلا من الاتصال الشديد بالله سبحانه وتعالى ولا يمكنك الوصول إلى درجة الاتصال الشديد بالله عزّ وجلّ إلا باتباع أوامره.
- الزواج المبكّر: والذي ينتشر بكثرة في مجتمعاتنا العربية، فقد تشتاق الزوجة التي لا تزال صغيرة السّن إلى طفولتها أو الاستمرار في التمتع بعيش سنوات مراهقتها، فتجدها تنجرف بسهولة إلى البحث عن أشخاص جدد إذا لم تجد الاهتمام والسكينة لدى الزوج، دون التفكير بالعواقب أو مدى خطورة أفعالها على علاقتها الزوجية.
- الاضطرابات الشخصية كالنرجسية: قد يكون سبباً للخيانة فالأشخاص النرجسيون يفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين ولا يسعون إلى فهم شركائهم، بل يعتبرونهم أدوات يستخدمونها حسب الحاجة، وهذا ما يدفع الشريكة إلى الخيانة.
- العنف المنزلي: والاعتداء الجسدي والعاطفي على الزوجة.
- الضغوط المالية: لطالما كانت الأسباب المادية دافعاً لخلل العلاقات الزوجية بفارق يعود لخصوصية كل زوجين.
- قلة الاحترام: من أقبح الأمور التي تعترض الموّدة والإنسانية بين الشريكين، قلة الاحترام قد تقود بالزوجة لخيانة زوجها أو العكس دون الشعور بالذنب.
- عدم التوافق: قد يدفع فارق العمر الكبير بين الزوجين بالزوجة للبحث عن شريك عاطفي يفهم مشاعرها أكثر من زوجها الذي مرّ بهذه المرحلة التي تمرّ بها حالياً منذ سنوات طويلة!
إن الخيانة الزوجية معقدة وصعبة للغاية، وتتطلب الكثير من الوقت للتعافي، كما أن إمكانية التسامح والتغاضي عن الآلام الناتجة عن الخيانة الزوجية هي الطريقة الصحيحة للمحافظة على صحتك النفسية والجسدية، كيف يمكنك مسامحة زوجتك على الخيانة؟ [4]
- كن منفتحاً ومستعداً للغفران.
- اتخذ القرار بمسامحة زوجتك بصدق.
- اتبع أسلوب الإلهاء لنفسك للابتعاد عن الأفكار المؤلمة المتعلقة بالخيانة.
- امتنع عن تذكير زوجتك بخيانتها كلما تجادلتما أو تحدثتما عن أمر مثير للخلاف بينكما.
- امتنع عن السعي للانتقام فإصلاح الخطأ بالخطأ متعمداً لا يزيد الطين إلا بله مما يطيل الآلام ويقلل من راحتك النفسية.
- المسامحة لا تعني التغاضي عن أذى زوجتك ولكنها تعني المضي قدماً للبحث عن الأمان العاطفي والنفسي.
- كن صبوراً في حال قررتَ مسامحة زوجتك، فمسامحة خيانة شخص عزيز كزوجتك تستغرق وقتاً لذا امنح نفسك الوقت اللازم للتعافي.
في الختام.. هناك أسباب عديدة للخيانة الزوجية وتختلف الحلول تبعاً لبيئة الزوجين وطريقة تلقيهما للصدمة، خاصة إذا كانت الزوجة هي الخائنة، لكن تبقى الصراحة والتعبير عن احتياجاتك والوضوح في العلاقة والتسامح والالتزام بحقوق الطرف الآخر هي أفضل خطة تأمين زواج ناجح واستمرارية علاقة أقوى وأمتن.