-

كيف أعرف الصديق الحقيقي من المزيف؟

(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

الصداقة علاقة اجتماعية سامية بين شخصين أو مجموعة أشخاص، مبنية على السعادة والمودّة والتعاون بين الطرفين، وتتميز عن العلاقات الاجتماعية الأخرى بكونها مجرّدة من الكذب والخداع وتتميز بالاستمرارية والصدق في المعاملة، وتأتي أهميّة الصداقة في تعزيز التضامن وعدم الشعور بالوحدة بالإضافة إلى حصول الإنسان على الدعم ومشاركته في مواجهة هموم الحياة وتفاصيلها ، وبمجرّد وجود شخص يتصف بالإيجابية فهذا يمد الطرف الآخر بالراحة والسعادة.

من الصعب تحقيق الصداقة المبنية على الصدق، فهي تعتمد على شخصيّة الطرفين وما يمتلكه الطرف الآخر من صفات حميدة تجعل منه صديق حقيقي، وتعد الصداقة الحقيقية كنزاً من كنوز الحياة ولتحقيقها يجب معرفة مواصفات الصديق الحقيقي، أهمها: [3]

  • الصدق والوضوح: أهم صفة يجب أن تكون من صفات الصديق الحقيقي هي الصدق، وهي مشتقّة من اسمه فالصدق في التعامل والصدق في القول والصدق في إظهار المشاعر والصدق المتبادل بين طرفين هو أساس يشيّد عليه بناء الصداقة الحقيقية.
  • الدعم والمساندة: إن أهم ما في الأصدقاء هو الوقوف بجانب بعضهم البعض وتقديم الدعم والعون دون انزعاج، ولا يكترثون إذا كان الأمر صعباً إنما يحاولون جاهدين حل المشكلات ومساندة بعضهم في أصعب الظروف الاستثنائية سواءً في الأمور المادية أو العاطفية أو الشخصية.
  • التواصل المستمر: في ظل مشاغل الحياة ومتاعبها يأتي الدور الحقيقي للصديق في إيجاد وقت لصديقه وسط كل ذلك، فهو يجعل من الصداقة جسراً لا ينقطع ويجعل من صداقتهما أولوية ويحرص على اللقاء والتواصل باستمرار دون انقطاع.
  • الإخلاص للصداقة: الصديق الحقيقي لن يتخلى عنك ولو وجد منفعة تجمعه مع شخص آخر، ولن يدعك وحيداً في مواجهة الحياة إنما يصون الصداقة بينكما ويحرص على الإخلاص لك والدفاع عنك في غيابك والحديث عنك بالخير دوماً.
  • التقبّل والتفهّم الجيد لك: ويكون بتقبّل جميع صفاتك السلبية قبل الإيجابية والنقد الإيجابي للعيوب التي تمتلكها، ويظهر ذلك عن طريق حب الجلوس معك والسماع إلى حديثك وتفهّم آراءك وأفكارك إلى أبعد حد دون أي تطرّف أو تذمّر ولا يسيء الظن بك.
  • تقديم النصيحة: يسارع الصديق الحقيقي لتقديم النصائح لك في حال كنت تحتاج ذلك، ولا يفرض رأيه عليك إنما يقدم لك من تجاربه وخبراته أهم ما تعلّم، ولا يبخل عليك بها، كما يدفعك ويشجعك للسير نحو الأمام.

يعرف الصديق المزيف أنه ما كانت علاقته بك مبنية على الكذب والخداع، كما أنه لا يكون صادقاً من ناحية المشاعر والمعاملة أو الأفكار، ومن أهم صفات الصديق المزيف نذكر: [4]

  • الكذب والخداع: من أهم صفات الصديق المزيف الكذب، حيث يؤثر على الصداقة بكذبه ويكون بقصد الإساءة لصديقه أو تحقيق الفائدة له، كما أنه يكذب على صديقه بشتّى الوسائل وفي جميع المواضيع ويزيّف الحقائق ويعكس الصورة الحقيقية للأمور.
  • عدم الالتزام أو الاهتمام: لا يلتزم الصديق المزيّف بالوعود أو الحدود بين الأصدقاء ولا يهتم بالآخر وقد يتناسى قصداً موعداً أو لقاء هام أو قد يطلق وعوداً مزيفة ولا يلتزم بها.
  • الحسد والنميمة: من الصفات السيئة أيضاً أنه يغتاب غيره بطريقة مؤذية ويحاول تشويه صورة الآخر ويكون رئيساً في جلسات النميمة والغيبة عن الآخرين، ويتمنى الصديق المزيّف للغير زوال النعمة وحدوث الضرر.
  • الإحباط والتنمر: إحدى الصفات السيئة التي يحملها الصديق المزيّف هو المسارعة في الإحباط وتدمير طموحات صديقه والتقليل من شأنه ومن قدراته ومهاراته الشخصية وجعله يشعر بضعف شخصيّته، كما يقوم باستغلال صداقاته للتنمر والسخرية من الآخرين.
  • الأنانية والنفعية: يهتم الصديق المزيّف بنفسه فقط ولا يقوم بمساعدتك أو تقديم المساندة لك، إنما يتهرّب عند حاجتك له ولا يضحّي من أجل الصداقة، وعند خوضه بشيء مشترك مع صديقه يقوم بحساب المنفعة التي ستعود له دون التفكير أو الاهتمام بالآخر.
  • التصنّع والزّيف: يبالغ الصديق المزيّف في إظهار مشاعره الكاذبة ومواقفه الخادعة ويجعل من نفسه شخصيّة تحب الخير للآخرين، محاولة منه للفت الانتباه بالإضافة إلى ذلك قد يتحدث عن نفسه بصفات غير موجودة وقد يتكبّر على غيره.

من الصعب جداً معرفة فيما إذا كان صديقك من الأصدقاء المخلصين والحقيقيين أو من الأصدقاء المزيفين، ولكن هناك بعض النقاط والتي يجب من خلالها تمييز ومعرفة الشخص الصادق من الكاذب وذلك من حيث: [5]

  • الصدق: يتحلّى الصديق الحقيقي بالصدق ويشعرك به كما ويتجسّد ذلك في أفعاله ومواقفه على مرّ الأيام، بينما يعكس تصرّفات الصديق المزيّف الكذب ويشعرك بعدم الراحة.
  • الثقة: تستطيع أن تثق بالصديق الحقيقي كما ويقدّر الثقة ويصونها، ويضع ثقته بك بكل جدارة، بينما لا يصون الصديق المزيّف الثقة ولا يحترمها ولا يقوم بتبادلها مع الآخر.
  • القبول: يتقبّلك الصديق الحقيقي على طبيعتك ويقدم النصيحة لك ولا يتعارض معك بينما يتنمّر ويحبطك الشخص المزيّف ويحاول دائماً أن يشعرك بالسلبية ولا يتقبّل وجهة نظرك.
  • نظرته إلى نجاحك: قد يؤدي الغرور الحميد عند الصديق الصادق إلى زيادة المنافسة والحماس دون حسد، كما يعتبر نجاح صديقه جزء من نجاحه، بينما يستاء الصديق المزيّف من صفاتك الجيدة وتقدّمك ويتمنى لك الضرر والسوء.
  • الأمانة: يحافظ الصديق الحقيقي على أسرارك كما يحاول عدم الحديث بها حتى بينكما، ولا يأخذ السيء منها كنقاط ضعف فيما بعد، بينما يتعمّد الصديق المزيّف إفشاء الأسرار ونشرها.

تعتبر الصداقة الحقيقية من أسمى الصفات التي كنّها (وضعها) الله للشخص السليم والصادق، لذلك كانت محوراً أساسياً كتب فيها معظم العلماء والحكماء أقوال مأثورة عن الصداقة الحقيقية حفظت حتى وقتنا الحاضر، مثل: [6]

  • "إن الصديق الحقيقي عبارة عن روح واحدة في جسدين" أرسطو.
  • "كل أمجاد العالم لا توازي صديقاً صادقاً" فولتير.
  • "صديقك هو كفاية حاجتك، وهو بستانك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر" جبران خليل جبران.
  • "للوفاء معانٍ كثيرة، أجملها صديق قلبه يفيض باهتمام لا يجف" المهاتما غاندي.
  • "ما أجمل أن يخالفك صديقك بالرأي لأنه يهتم بمصلحتك بصدق" سيغموند فرويد.
  • "الأصدقاء الجيدون هم من يجعلونك تبتسم رغم صعوبات الحياة" سقراط.

هناك بعض العبارات التي استخدمت سابقاً وتم إطلاقها على الصداقة المزيفة، مثل: [7]

  • الصديق المزيف هو الذي عندما يقطع علاقته بك يتحدث عنك للآخرين بالسوء.
  • بعض الأصدقاء مثل العملة المعدنية ذو وجهين.
  • الأصدقاء المزيّفون يجعلونك تحب الوحدة.
  • لا تخف من العدو عندما يهاجمك بل من صديق مزيّف يعانقك.
  • تسقط أقنعة الأصدقاء المزيفون عندما تنتهي صلاحية منفعتهم معك.

تختلف الصداقة باختلاف شخصيّة الصديق ومن هذا الباب تنوّعت الصداقة بين الأفراد وذلك تبعاً لاختلاف الأفراد بين بعضهم البعض وبين طرق المعاملة بينهم، ونظراً لذلك تم تقسيم الصداقة إلى عدة أنواع وهي: [2]

  • الصداقة المبنية على المتعة والمرح: وهي النوع الأول الذي تحدث عنه أرسطو حيث تبنى هذه الصداقة على الاستمتاع الكامل بالوقت وخلق جو يسوده المرح والأوقات السعيدة وتكمن أهمية الصداقة في التأثير الإيجابي على الصحة، وأكثر ما يشاهد ذلك بين أصدقاء الدراسة حيث يقضون أغلب أوقاتهم ضمن فترات سعيدة.
  • الصداقة المعتمدة على المنفعة المشتركة: تعتبر من الأنواع التي تحدث عنها أرسطو أيضاً، إذ أنها علاقة عابرة تقوم على أساس مصلحة مشتركة وتعود بالفائدة المادية أو المعنوية لأحد الطرفين أو كليهما وتنتهي بانتهاء المنفعة، ومن الأمثلة على ذلك نذكر زملاء العمل حيث تنتهي الفائدة بين زميلين عند انتقال أحدهما إلى عمل آخر.
  • الصداقة المثالية: وهذا النوع الثالث والأعظم عند أرسطو، إذ أن الركيزة التي يقوم عليها هذا النوع من الصداقة هي تبادل واحترام صفات الطرفين وتواصلهما المستمر دون أي منفعة أو مصلحة، ويغلب على هذه الصداقة الاستمرارية والبقاء.
  • الصداقة الرسمية: في هذا النوع من الصداقة يلتقي الأصدقاء في الحفلات والمؤتمرات والمناسبات العامة التي تجمعهم كحضور مؤتمر طبي حول موضوع ما أو اللقاء الأسبوعي في نادي رياضي، إذ لا يرغب كلا الطرفين بالخوض في الأحاديث العميقة بل جعلها سطحية ورسمية بينهم.
  • الصداقة الإلكترونية: وتقتصر الصداقة هنا على الإنترنت وتأثيره على التواصل الاجتماعي، حيث تنخفض معدلات اللقاء بين الطرفين وبالتالي انخفاض المصداقية والواقعية في العلاقة المتبادلة ومن جهة أخرى غياب التعبير بين الطرفين، وتعتمد على الكتابة وتبادل الأحاديث، وقد يصل عدد الأصدقاء على مواقع التواصل إلى رقم عالٍ وتعتبر من أكثر الصداقات انتشاراً في الوقت الحالي.

الصديق هو الذي يسعى دوماً لأن يبقى بجانبك في السّراء والضّراء والفرح والأحزان وهو الذي يبحث عنك عند ضياعك ولا يدعك وحيداً، كما أنه من يصونك ويدافع عنك ولا يغتابك، فبعد قراءة المقال، ما هو حقاً الصديق الذي تحتاجه في حياتك؟ [8]

  • أنت في المقدمة لديه: يشغل الصديق الحقيقي أغلب أوقاته مع أصدقائه المقرّبين ولا يجعلهم على هامش حياته بل يسعى دوماً لإيجاد الوقت اللازم لهم.
  • أن يستمع لك: يبوح الأصدقاء لبعضهم البعض بعدّة أسرار وتفاصيل حياة، والصديق الحقيقي يستمع إليك ويولي اهتمام كامل لأحاديثك.
  • يشجّعك ويقدم الدعم لك: الدعم والمساعدة من شيم (صفات) الصديق الحقيقي الذي يساعدك على تخطّي المشاكل والعقبات وحلّها وأن تصل إلى المكانة التي تريد.
  • تستطيع أن تكون طبيعي معه: أنت لست بحاجة أن تكون شخص متصنّع أو أن تلبس قناع شخصيّة أخرى معه، يكفي أن تكون كما أنت كي يتقبلك ويتفهمك.
  • لا يشعرك بالسوء: يحاول الصديق الحقيقي أن يجعلك شخصية إيجابية دوماً وأن يبعد عنك الأجواء السلبية ويحيطك برعايته طوال الوقت.
  • يصون أسرارك: إن كتمان الأسرار والتفاصيل المتبادلة من أهم صفات الأصدقاء التي نحتاجهم، فالثقة والأمان تجعلك في برّ آمن والخيانة تدمّر وتحبط المعنويات وتخسرك الثقة بالآخرين.

المصادر و المراجعaddremove

  • مقال Helm.Bannett "مفهوم الصداقة" منشور في Stanford.edu تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Chiara Fucarino "أنواع الصداقة" منشور في lifehack.org تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Lori Deschene "صفات الصديق الحقيقي" منشور في tinybuddha.com تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Catherine Winter "صفات الصديق المزيف" منشور في aconsciousrethink.com تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Morgan Hegarty "الفرق بين الصديق الحقيقي والمزيف" منشور في lifehack.org تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Max Cordova "أقوال مأثورة عن الصداقة الحقيقية" منشور في everydaypower.com تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال quoteambition team "حكم عن الصديق المزيّف" منشور في quoteambition.com تمت مراجعته في 23/1/2022
  • مقال Katherine Hurst "الصديق الجيّد" منشور في thelawofattraction.com تمت مراجعته في 23/1/2022
  • أحدث أسئلة الصداقة