كيف أساعد صديقي الحزين على الخروج من حزنه؟
الحزن شعور مؤلم وهو رد فعل طبيعي وعاطفي عند المرور بمرحلةٍ صعبة في الحياة، كالموت، أو المشاكل العائلية، أو فقدان عمل، أو الطلاق يجب الحذر لأنّ الحزن إذا استمر قد يتطور إلى الاكتئاب. في هذه المقالة سنتناول كيف أساعد صديقي على الخروج من الحزن والاكتئاب، ونتعرف على مراحل الحزن عند الفقدان إضافة إلى "الوضع الطبيعي الجديد" لما بعد الوباء والشعور بالحزن.
قد يكون من الصعب للغاية معرفة ما يجب قوله أو فعله عند تعرض شخص للخسارة، فنبذل قصارى جهدنا لتوفير الراحة وتقديم المساعدة لصديقنا لمساعدته على الخروج من الحزن، ولكن في بعض الأحيان قد نشعر بأن أفضل جهودنا غير كافية وغير مفيدة، إليك بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار: [1]
- ساعده على تقبل الخسارة: سواء كان سبب الحزن الذي يمر به صديقك خو فقدان شخص عزيز أو خسارة فرصة كبيرة أو فشله في أمر مهم؛ يجب عليك أن تساعده بالدرجة الأولى على تقبل هذه الخسارة وتقبل حزنه ومشاعره، لا تحاول أن تنكر عليه حزنه، بل ساعده على فهم هذا الحزن والاستعداد للخروج منه.
- اجعله يكسر العزلة: غالباً ما يلجأ الشخص الحزين إلى العزلة وهي أكثر ما يزيد من حزنه، حاول أن تساعد صديقك الحزين على الخروج من عزلته، ليس بالضرورة أن تذهبا لحفلة راقصة أو أن تقضيا وقتاً مرحاً، لكن يجب عليكما أن تخرجا من المنزل وأن تجلسها في الهواء الطلق، وستكون فرصة جيدة أيضاً لتبادل الحديث.
- شتّت انتباهه عن موضوع حزنه: من الجيد أن تتكلم مع شخص حزين عن موضوع حزنه نفسه وتحاول مواساته والتخفيف عنه، لكن لا تبالغ في الحديث عن حالة الخسارة والحسرة التي يمر بها صديقك، وحاول أن تخلق أحاديث جذابة وبعيدة عن موضوع حزنه.
- تجنب الإنقاذ أو الإصلاح: قد نقدم تعليقات تبعث على الأمل، أو حتى نرمي دعابة، لمحاولة تخفيف آلامه في محاولة منا لنكون مفيدين، وعلى الرغم من أن النية جيدة، إلا أن هذا النهج يمكن أن يجعل الآخر يشعر كما لو أن ألمه غير مرئي أو مسموع أو صالح.
- لا تفرض عليه المساعدة: قد نرغب بشدة في مساعدة صديقنا ونريده أن يشعر بالتحسن، لذلك نعتقد أن دفعه للتحدث ومعالجة عواطفه قبل أن يكون مستعداً حقاً سيساعدهم بشكل أسرع لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة، ويمكن أن يكون في الواقع عقبة في طريق الشفاء من الصدمة والحزن.
- البقاء متوفراً متى احتاجك الصديق: وفر مساحة للناس ليحزنوا، ولكن اجعله يعرف أنك متاح عندما يكون مستعداً لذلك، ويمكننا دعوتهم للتحدث معنا ولكن عندما يكون قادراً ويريد ذلك، وذكّرهم أنك هنا وألا يتردد في طلب المساعدة والقدوم إليك متى أراد.
قد تكون مساعدة صديق أو أحد أفراد الأسرة المصاب بالاكتئاب أمراً صعباً. إليك أهم النصائح لمساعدة صديق على الخروج من الحزن والاكتئاب: [4]
- أنا هنا من أجلك.
- لست وحدك في هذا.
- قد لا أفهم بالضبط ما تشعر به الآن، لكني أريد مساعدتك.
- قل لي ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة.
- هذه مجرد مرحلة، وسوف تمر.
- يشعر الجميع بهذه الطريقة في بعض الأحيان.
- لماذا لا ترى الجانب الإيجابي؟
- كلما فكرت في الأمر، كلما شعرت بالسوء.
- فكر في الأشياء العظيمة في حياتك!
- مساعدة في تحديد المواعيد.
- توفير توصيلة من وإلى المواعيد.
- تسوق من البقالة والقيام بمهام أخرى مع صديقك.
- اعرض أن تمشيا معاً عدة مرات في الأسبوع.
- اسأل عما إذا كان يمكنك المساعدة في ترتيب المنزل.
- اعرض عليه الذهاب لمشاهدة الأفلام أو الخروج من المنزل معاً.
- شاركه بما لاحظته وتحدث عن سبب قلقك.
- اقترح عليه طبيباً بدنياً كخطوة أولى لاستبعاد أي مشاكل طبية قد تسبب الأعراض التي يعاني منها.
- شاركه ما تعرفه عن أعراض الاكتئاب وكيف يمكنه التأثير سلباً على الناس.
- اعرض عليه مرافقته عند زيارة الطبيب وأي مواعيد أخرى.
- ساعده في إعداد قائمة بالأسئلة ليقوم بطرحها على الطبيب أو المعالج النفسي.
عندما يفقد شخص أحد أفراد أسرته، فإنه يشعر بالألم والحزن الكبير ويكون هذا الشعور معقداً ويتساءل عما إذا كان هذا الألم سينتهي يوماً ويمر الشخص بمجموعة متنوعة من الأحاسيس كالغضب والارتباك والحزن وحسب خبراء النفس هناك خمس مراحل للحزن: الإنكار، والغضب، والاكتئاب، والمساومة، والقبول، فلا بد أن تتعرف عليها كي تستطيع التعامل مع حزن صديقك.
ويقترح بعض خبراء الحزن أن هذا النموذج قد نسي مرحلتين إضافيتين، ويسمى نموذج كوبلر روس (Kübler-Ross) الموسع، ووفقاً لهذا النموذج ذي المراحل السبع، تكون مراحل الحزن كما يلي: [1،2]
بينما تم تقديم النموذج الأصلي على شكل تسلسلي، فإن معظم خبراء الحزن يؤكدون بأنه يمكن لأي شخص أن يمر بالمراحل بأي ترتيب كان، وقد يكرر الشخص أو يعيد عيش بعض من المراحل أيضاً، خاصة في أوقات الضيق العاطفي الشديد، على سبيل المثال، قد يغضب الشخص الذي يشعر بالحزن على فقدان والده بسبب خسارته، عندما لا يكون حاضراً في حفل زفافه، حتى لو كان قد مرّ بالفعل بمرحلة الغضب قبل عدة سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد فترة زمنية محددة مقترحة لأي من هذه المراحل وقد يمر الشخص بالمراحل بسرعة إلى حد ما، في غضون أسابيع قليلة، وقد يستغرق شخص آخر شهوراً أو حتى سنوات للانتقال إلى مرحلة القبول، ومهما كان الوقت الذي تستغرقه للتنقل خلال هذه المراحل فهو أمر طبيعي تماماً.
يأمل الباحثون في مجال الحزن والفجيعة استخدام بعض النماذج لتوفير الفهم لأولئك الذين يتأذون من فقدان أحد الأحباء، بالإضافة إلى تقديم المعلومات التي يمكن أن تساعد أولئك الذين يعملون في المهن العلاجية كذلك الأصدقاء والمحيطين بالشخص الحزين؛ على توفير رعاية فعالة.
فقد طور الطبيب النفسي البريطاني كولين موراي باركس مثلاً نموذجاً للحزن استناداً إلى نظرية بولبي في التعلق الوالدي، والتي تشير إلى وجود أربع مراحل من الحداد عند الشعور بفقدان أحد الأحباء: [1]
وأخيراً... إن تجاوز الحزن وبدء القبول والتحسن تحتاج الوقت الذي يختلف من شخص لأخر نتيجة عدة عوامل، ويعتبر دعم الأسرة والأصدقاء مهماً لسرعة تجاوزها ويحتاج الأمر الكثير من الصبر واحترام طباع الشخص الحزين وعدم رغبته في الحديث عن مشاعره، وكل ما يمكن تقديمه هو إشغاله ببعض النشاطات ومساعدته عندما يطلب ذلك.