-

كيف أساعد صديقي الحزين على الخروج من حزنه؟

(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

الحزن شعور مؤلم وهو رد فعل طبيعي وعاطفي عند المرور بمرحلةٍ صعبة في الحياة، كالموت، أو المشاكل العائلية، أو فقدان عمل، أو الطلاق يجب الحذر لأنّ الحزن إذا استمر قد يتطور إلى الاكتئاب. في هذه المقالة سنتناول كيف أساعد صديقي على الخروج من الحزن والاكتئاب، ونتعرف على مراحل الحزن عند الفقدان إضافة إلى "الوضع الطبيعي الجديد" لما بعد الوباء والشعور بالحزن.

قد يكون من الصعب للغاية معرفة ما يجب قوله أو فعله عند تعرض شخص للخسارة، فنبذل قصارى جهدنا لتوفير الراحة وتقديم المساعدة لصديقنا لمساعدته على الخروج من الحزن، ولكن في بعض الأحيان قد نشعر بأن أفضل جهودنا غير كافية وغير مفيدة، إليك بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار: [1]

  • ساعده على تقبل الخسارة: سواء كان سبب الحزن الذي يمر به صديقك خو فقدان شخص عزيز أو خسارة فرصة كبيرة أو فشله في أمر مهم؛ يجب عليك أن تساعده بالدرجة الأولى على تقبل هذه الخسارة وتقبل حزنه ومشاعره، لا تحاول أن تنكر عليه حزنه، بل ساعده على فهم هذا الحزن والاستعداد للخروج منه.
  • اجعله يكسر العزلة: غالباً ما يلجأ الشخص الحزين إلى العزلة وهي أكثر ما يزيد من حزنه، حاول أن تساعد صديقك الحزين على الخروج من عزلته، ليس بالضرورة أن تذهبا لحفلة راقصة أو أن تقضيا وقتاً مرحاً، لكن يجب عليكما أن تخرجا من المنزل وأن تجلسها في الهواء الطلق، وستكون فرصة جيدة أيضاً لتبادل الحديث.
  • شتّت انتباهه عن موضوع حزنه: من الجيد أن تتكلم مع شخص حزين عن موضوع حزنه نفسه وتحاول مواساته والتخفيف عنه، لكن لا تبالغ في الحديث عن حالة الخسارة والحسرة التي يمر بها صديقك، وحاول أن تخلق أحاديث جذابة وبعيدة عن موضوع حزنه.
  • تجنب الإنقاذ أو الإصلاح: قد نقدم تعليقات تبعث على الأمل، أو حتى نرمي دعابة، لمحاولة تخفيف آلامه في محاولة منا لنكون مفيدين، وعلى الرغم من أن النية جيدة، إلا أن هذا النهج يمكن أن يجعل الآخر يشعر كما لو أن ألمه غير مرئي أو مسموع أو صالح.
  • لا تفرض عليه المساعدة: قد نرغب بشدة في مساعدة صديقنا ونريده أن يشعر بالتحسن، لذلك نعتقد أن دفعه للتحدث ومعالجة عواطفه قبل أن يكون مستعداً حقاً سيساعدهم بشكل أسرع لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة، ويمكن أن يكون في الواقع عقبة في طريق الشفاء من الصدمة والحزن.
  • البقاء متوفراً متى احتاجك الصديق: وفر مساحة للناس ليحزنوا، ولكن اجعله يعرف أنك متاح عندما يكون مستعداً لذلك، ويمكننا دعوتهم للتحدث معنا ولكن عندما يكون قادراً ويريد ذلك، وذكّرهم أنك هنا وألا يتردد في طلب المساعدة والقدوم إليك متى أراد.

قد تكون مساعدة صديق أو أحد أفراد الأسرة المصاب بالاكتئاب أمراً صعباً. إليك أهم النصائح لمساعدة صديق على الخروج من الحزن والاكتئاب: [4]

  • تعرف على الأزمة التي يمر بها: يوجد خطر الانتحار في جميع الأوقات خلال نوبات الاكتئاب الكبيرة، ومعظم محاولات الانتحار بعد التعرض لصدمة الفقد قد تكون محاولات جادة. إذا كنت تعتقد أن أحد أفراد أسرتك أو صديقك معرض لخطر الانتحار، فلا تتركه بمفرده وابق معه.
  • مارس مهارة الاستماع الحنون: إذا كان صديقك يميل إلى استيعاب المشاعر، فقد يشعر بالارتباك عندما تشارك مخاوفك بشأن الأعراض المحتملة لاكتئابه. أفضل شيء يمكنك القيام به في الوقت الحالي هو استخدام الاستماع الحنون. لا يمكنك علاج اكتئاب صديقك، ولكن التواجد معه والاستماع إلى حديثه يمكن أن يساعده على الشعور بأنه مسموع ومفهوم.
  • استخدم عبارات داعمة: في كثير من الأحيان، يكون الجلوس في صمت واستخدام الإشارات غير اللفظية لتوصيل الدعم أكثر فائدة من محاولة العثور على الكلمات المثالية. ولكن يمكنك استخدم هذه العبارات:
    • أنا هنا من أجلك.
    • لست وحدك في هذا.
    • قد لا أفهم بالضبط ما تشعر به الآن، لكني أريد مساعدتك.
    • قل لي ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة.
  • تجنب العبارات المزعجة: ويجب تجنب استخدام هذه الأنواع من العبارات:
    • هذه مجرد مرحلة، وسوف تمر.
    • يشعر الجميع بهذه الطريقة في بعض الأحيان.
    • لماذا لا ترى الجانب الإيجابي؟
    • كلما فكرت في الأمر، كلما شعرت بالسوء.
    • فكر في الأشياء العظيمة في حياتك!
  • قدم المساعدة له في المهام اليومية: يمكن للاكتئاب أن يجعل المهام اليومية كقيادة السيارة والتسوق من البقالة، تبدو مستحيلة، اسأل من تحب كيف يمكنك مساعدته بطرق بسيطة:
    • مساعدة في تحديد المواعيد.
    • توفير توصيلة من وإلى المواعيد.
    • تسوق من البقالة والقيام بمهام أخرى مع صديقك.
    • اعرض أن تمشيا معاً عدة مرات في الأسبوع.
    • اسأل عما إذا كان يمكنك المساعدة في ترتيب المنزل.
    • اعرض عليه الذهاب لمشاهدة الأفلام أو الخروج من المنزل معاً.
  • شجعه على طلب المساعدة النفسية: نادراً ما يتحسن الاكتئاب دون علاج، بل يمكن أن يتفاقم مع مرور الوقت، وأظهرت الدراسات أن كلاً من الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج المعرفي فعالة في التخفيف من الأعراض، ولكن في بعض الحالات عندما يرفض الشخص الاعتراف بالإصابة بالاكتئاب قد يكون من الصعب تشجيعه على العلاج، وعندها من المفيد التحدث معه ومناقشته في النقاط التالية:
    • شاركه بما لاحظته وتحدث عن سبب قلقك.
    • اقترح عليه طبيباً بدنياً كخطوة أولى لاستبعاد أي مشاكل طبية قد تسبب الأعراض التي يعاني منها.
    • شاركه ما تعرفه عن أعراض الاكتئاب وكيف يمكنه التأثير سلباً على الناس.
    • اعرض عليه مرافقته عند زيارة الطبيب وأي مواعيد أخرى.
    • ساعده في إعداد قائمة بالأسئلة ليقوم بطرحها على الطبيب أو المعالج النفسي.
  • اعتن بنفسك: يمكن أن تكون رعاية صديق مصاب بالاكتئاب أمراً معقداً ومرهقاً، لذلك تأكد من تلبية احتياجاتك الشخصية، وإنشاء الحدود المناسبة، وطلب المساعدة من معالج أو مجموعة دعم لمساعدتك>
  • عندما يفقد شخص أحد أفراد أسرته، فإنه يشعر بالألم والحزن الكبير ويكون هذا الشعور معقداً ويتساءل عما إذا كان هذا الألم سينتهي يوماً ويمر الشخص بمجموعة متنوعة من الأحاسيس كالغضب والارتباك والحزن وحسب خبراء النفس هناك خمس مراحل للحزن: الإنكار، والغضب، والاكتئاب، والمساومة، والقبول، فلا بد أن تتعرف عليها كي تستطيع التعامل مع حزن صديقك.
    ويقترح بعض خبراء الحزن أن هذا النموذج قد نسي مرحلتين إضافيتين، ويسمى نموذج كوبلر روس (Kübler-Ross) الموسع، ووفقاً لهذا النموذج ذي المراحل السبع، تكون مراحل الحزن كما يلي: [1،2]

  • الصدمة: وهي إحساس الشخص الأولي بالشلل والصدمة بعد الأخبار السيئة.
  • الإنكار: وهي محاولة الإنكار لتجنب ألم الخسارة، وأحياناً يصرف الناس انتباههم إلى أنشطة أخرى.
  • الغضب: ويعتبر الغضب ردّ فعل طبيعي لفقدان السيطرة الذي يصاحب الخسارة غالباً، وقد يمتلك الشخص بمشاعر غامرة من الإحباط أو يوجه غضبه إلى مصدر معين، كالطبيب أو الشخص الذي شاركه الأخبار السيئة.
  • المساومة: المساومة هي محاولة لاستعادة السيطرة وخلال هذه المرحلة، يحاول الشخص إيجاد طريقة للهروب من الألم، على سبيل المثال قد يتبنى الشخص الذي مات له قريب بسبب السرطان أسلوب حياة صحي للغاية، أو قد يقضي الوالد الذي يموت طفله الكثير من الوقت في الصلاة.
  • الاكتئاب: عندما تفشل المساومة ويدرك الشخص أنه لا يستطيع السيطرة على الخسارة، فقد يدخل في حالة من الاكتئاب الشديد.
  • الاختبار: خلال هذه المرحلة، يختبر الشخص طرقاً لإدارة الخسارة والتعامل معها بشكل أفضل.
  • القبول: أثناء هذه المرحلة، يبدأ الشخص إدراك وفهم الخسارة، وهذا لا يعني أنه تجاوز الأمر، لكنه أصبح قادراً على المضي قدماً، وتعتمد الدرجة التي يستطيع بها الشخص قبول الخسارة والمضي قدماً على الخسارة نفسها، والعوامل النفسية الشخصية، والبيئة الداعمة المحيطة به، والكثير من الأمور الأخرى.
  • بينما تم تقديم النموذج الأصلي على شكل تسلسلي، فإن معظم خبراء الحزن يؤكدون بأنه يمكن لأي شخص أن يمر بالمراحل بأي ترتيب كان، وقد يكرر الشخص أو يعيد عيش بعض من المراحل أيضاً، خاصة في أوقات الضيق العاطفي الشديد، على سبيل المثال، قد يغضب الشخص الذي يشعر بالحزن على فقدان والده بسبب خسارته، عندما لا يكون حاضراً في حفل زفافه، حتى لو كان قد مرّ بالفعل بمرحلة الغضب قبل عدة سنوات.
    بالإضافة إلى ذلك، لا توجد فترة زمنية محددة مقترحة لأي من هذه المراحل وقد يمر الشخص بالمراحل بسرعة إلى حد ما، في غضون أسابيع قليلة، وقد يستغرق شخص آخر شهوراً أو حتى سنوات للانتقال إلى مرحلة القبول، ومهما كان الوقت الذي تستغرقه للتنقل خلال هذه المراحل فهو أمر طبيعي تماماً.​​​​​​

    يأمل الباحثون في مجال الحزن والفجيعة استخدام بعض النماذج لتوفير الفهم لأولئك الذين يتأذون من فقدان أحد الأحباء، بالإضافة إلى تقديم المعلومات التي يمكن أن تساعد أولئك الذين يعملون في المهن العلاجية كذلك الأصدقاء والمحيطين بالشخص الحزين؛ على توفير رعاية فعالة.
    فقد طور الطبيب النفسي البريطاني كولين موراي باركس مثلاً نموذجاً للحزن استناداً إلى نظرية بولبي في التعلق الوالدي، والتي تشير إلى وجود أربع مراحل من الحداد عند الشعور بفقدان أحد الأحباء: [1]

  • الصدمة والخدر: من المستحيل قبول الخسارة في هذه المرحلة، ويشعر الشخص بالارتباك عندما يحاول التعامل مع عواطفه، ويمكن أن تؤدي به هذه المشاعر إلى أعراض جسدية أيضاً.
  • الحنين والبحث: بينما يعالج الخسارة في هذه المرحلة، قد يبدأ الشخص في البحث عن الراحة لملء الفراغ الذي تركه أحبائه، وقد يحاول القيام بذلك من خلال استعادة الذكريات من خلال الصور والبحث عن إشارات من الشخص الذي فقده للشعور بالارتباط به.
  • اليأس والفوضى: قد يجد الشخص نفسه في هذه المرحلة من الحزن يتساءل ويشعر بالغضب، ويصعب عليه إدراك أن أحبائه قد رحلوا ولم يعودوا موجودين، ويمكن أن يواجه الشخص صعوبة في فهم أو إيجاد الأمل في مستقبله، ويشعر بأنه بلا هدف وأنه يتراجع عن الآخرين بينما يعالج آلامه.
  • إعادة التنظيم والتعافي: في هذه المرحلة، يشعر الشخص بالمزيد من الأمل في استعادة قلبه وعقله رغم أن الحزن أو الشوق لأحبائه لن يختفي، ومع ذلك، فإنه يتحرك نحو التعافي وإعادة الاتصال بالآخرين للحصول على الدعم، وإيجاد طرق لإعادة بعض الأمور إلى طبيعتها في حياتنا اليومية.
  • وأخيراً... إن تجاوز الحزن وبدء القبول والتحسن تحتاج الوقت الذي يختلف من شخص لأخر نتيجة عدة عوامل، ويعتبر دعم الأسرة والأصدقاء مهماً لسرعة تجاوزها ويحتاج الأمر الكثير من الصبر واحترام طباع الشخص الحزين وعدم رغبته في الحديث عن مشاعره، وكل ما يمكن تقديمه هو إشغاله ببعض النشاطات ومساعدته عندما يطلب ذلك.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال Jodi Clarke "مراحل الحزن الخمس"، منشور في verywellmind.com، تمت المراجعة بتاريخ ‏23‏/07‏/2021
  • مقال Zawn Villines "الصدمة والاختبار: تقلبان آخران على طريق التعافي من الحزن؟" منشور في goodtherapy.org، تمت مراجعته بتاريخ ‏23‏/07‏/2021
  • مقال Cathy Cassata "قد يأتي "الوضع الطبيعي الجديد" لما بعد الوباء بالحزن"، منشور في verywellmind.com، تمت المراجعة بتاريخ ‏23‏/07‏/2021
  • مقال Katie Hurley "أن تكون مقدم رعاية لشخص مصاب بالاكتئاب"، منشور على psycom.net، تمت المراجعة بتاريخ ‏23‏/07‏/2021
  • أحدث أسئلة الصداقة