منظمة الصحة العالمية تنفذ أكبر عملية إجلاء طبي من غزة
أعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان رسمي، أنها قد قامت بإجلاء نحو 97 مريضاً ومصاباً من قطاع غزة، بينهم 45 طفلاً، يعانون من إصابات بالغة، إلى أبوظبي لتلقي الرعاية الصحية المتخصصة. وقد تمت هذه العملية رغم التعقيدات الكبيرة التي واجهتها، بسبب صعوبة الوصول إلى المرضى في المناطق المتضررة.
أنا بنت أبي الحلقة 111
في بيان لها، أكدت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس، أن هذه العملية تُعد الأكبر منذ بداية النزاع في السابع من أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن ربع الأشخاص المصابين يعانون من "إصابات مغيّرة للحياة".
وقد أُجلي المرضى يوم الأربعاء الماضي، حيث تم نقلهم من غزة المدمرة إلى أبوظبي للحصول على العلاج اللازم، وذلك بعد أكثر من 11 شهراً من الصراع المستمر.
وفي تصريح صحفي، قال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة للأراضي الفلسطينية: "هذه هي أكبر عملية إجلاء شهدتها غزة منذ أكتوبر 2023".
.@WHO, in collaboration with @mofauae and partners, today evacuated 97 sick and severely injured patients and 155 companions from #Gaza in the largest medical evacuation since October 2023.
Patients were transported via Kerem Shalom to Ramon Airport in Israel for onward travel… pic.twitter.com/GtsNX990g2
من بين المرضى الذين تم إجلاؤهم، يُعاني 45 طفلاً من مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، بالإضافة إلى إصابات خطيرة أخرى.
وأشاد تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام للمنظمة، بنجاح هذه العملية المعقدة رغم الصعوبات التشغيلية وانعدام الأمن.
تم نقل المرضى الـ97 و155 مرافقاً لهم من أربعة مواقع إلى مستشفى في وسط قطاع غزة، ثم تم نقلهم جواً إلى أبوظبي.
أوضحت منظمة الصحة أن إخراج المرضى من شمال القطاع كان تحدياً كبيراً بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة.
هؤلاء المرضى هم جزء من أكثر من عشرة آلاف شخص يحتاجون إلى إجلاء عاجل، كما تشير المنظمة.
إصابات الحرب: آثار تتجاوز الأذى الجسدي
ذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن "ربع الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب يعانون من إصابات مغيّرة للحياة"، وأن "آلاف النساء والأطفال من بين المصابين بجروح خطرة"، مشيرة إلى أن الكثير منهم يعاني من إصابات متعددة.
Data for the analysis was collected using the Emergency Medical Team Minimum Data Set - part of work by the WHO Emergency Medical Team secretariat, to strengthen operational responses to emergencies https://t.co/Sd0f7aLHpt
قدّرت المنظمة أن هناك بين 13455 إلى 17550 إصابة خطرة في الأطراف، وهي السبب الرئيسي وراء الحاجة الملحة لإعادة التأهيل.
التقرير أظهر أن عدد عمليات بتر الأطراف بلغ حوالي 3105 إلى 4050، بالإضافة إلى إصابات أخرى خطيرة مثل إصابات الحبل الشوكي، والإصابات الدماغية، والحروق الكبيرة.
An analysis of the types of injuries in the conflict in #Gaza found that severe limb injuries are the main type that will need rehabilitation.
Amputations were next, followed by major burns, spinal cord injury and traumatic brain injury.
Many will have more than one injury… pic.twitter.com/XV2ouDqfyh
وأشار التقرير إلى أن "الزيادة الكبيرة في الحاجة إلى إعادة التأهيل تحدث في وقت يتواصل فيه تدمير النظام الصحي"، موضحاً أن "المرضى لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها".
كما أشير إلى أن "خدمات إعادة تأهيل الحالات الحرجة متوقفة، ولا تتوافر رعاية متخصصة للإصابات المعقدة، مما يعرض حياة المرضى للخطر".
تم التأكيد على أن "هناك حاجة ملحّة لدعم فوري وطويل الأمد، للاستجابة للاحتياجات الهائلة في مجال إعادة التأهيل".
Much of the rehabilitation workforce is displaced, and reports indicate 39 physiotherapists have been killed as of 10 May.
In-patient rehabilitation & prosthetic services are no longer available and the number of people with injuries requiring assistive products far exceeds the… pic.twitter.com/P67kfdAJML
حالياً، تعمل 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة جزئياً، بينما يتم تعليق خدمات الرعاية الصحية الأولية بشكل متكرر أو يصعب الوصول إليها بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة.
كما خرج المركز الوحيد المخصص لترميم الأطراف وإعادة التأهيل، والذي تدعمه منظمة الصحة العالمية، عن الخدمة في ديسمبر 2023، بسبب نقص الإمدادات والعاملين الصحيين المتخصصين.
Currently, only 17 of 36 hospitals remain partially functional in #Gaza, while primary health care and community-level services are frequently suspended or rendered inaccessible due to insecurity, attacks, and repeated evacuation orders https://t.co/L02A58E3c
أشار بيان المنظمة إلى أنه "للأسف، نزح جزء كبير من العاملين في مجال إعادة التأهيل في غزة".
في سياق متصل، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنها قدمت لقاح شلل الأطفال لنحو 530 ألف طفل في قطاع غزة حتى مساء يوم الخميس، وذلك رغم التحديات التي تواجه طواقمها الطبية.
كما أكدت "أونروا" أن طواقمها الطبية تعمل على مدار الساعة من أجل الوصول إلى جميع الأطفال دون سن العاشرة في غزة وتطعيمهم.
يُذكر أن الوكالة أعلنت في وقت سابق أن "جيش الاحتلال أوقف قافلة تحمل طواقم طبية تابعة للأمم المتحدة، كانت متجهة إلى شمال القطاع لمدة 8 ساعات".
تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ342، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 41,118 مواطناً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 95,125 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال العديد من الضحايا عالقين تحت الأنقاض.
إن الوضع الإنساني في غزة يستدعي تدخلاً عاجلاً وفوريًا، إذ تتعقد الظروف المعيشية يومًا بعد يوم، مما يهدد حياة ملايين المدنيين.
تقرير: محمد عز الدين