ثورة في صمامات القلب: إنقاذ الأرواح بتكنولوجيا جديدة
في ابتكار علمي مذهل، تمكن باحثون من كندا من تطوير صمامات قلب مبتكرة قد تغير مجرى حياة الملايين. فكيف تعمل هذه التقنية الثورية؟ دعونا نغوص في تفاصيل هذا الإنجاز المذهل!
نجح فريق من العلماء في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في كندا، في تقديم تكنولوجيا جديدة لصمامات القلب، مما يفتح آفاقاً جديدة لإنقاذ حياة المرضى. يعتبر هذا التطور بمثابة "نقطة تحول" حقيقية في عالم صمامات القلب.
تقوم هذه التقنية الجديدة، المعروفة باسم "iValve"، بدمج فوائد الصمامات الميكانيكية والبيولوجية، مما يعد إنجازاً مهماً في مجال الطب. وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لجامعة كولومبيا البريطانية، فإن الجمع بين النوعين يوفر حلاً مبتكراً لمشاكل صمامات القلب التقليدية.
وفي هذا السياق، أوضح البروفيسور هادي محمدي، الخبير في الهندسة والمشارك في البحث، لموقع "ديلي ساينس" أن الصمامات البيولوجية كانت تقدم أداءً جيداً، ولكنها لا تدوم طويلاً، حيث تحتاج إلى استبدال كل 15 إلى 20 عاماً. من ناحية أخرى، فإن الصمامات الميكانيكية تدوم مدى الحياة ولكنها تتطلب من المرضى تناول مضادات التخثر بانتظام، مما يعقد الأمور.
قال محمدي: "لقد أوجدنا صمّام قلب ميكانيكي جديد يمزج بين مزايا الصمامات البيولوجية من حيث الأداء والمتانة التي تتمتع بها الصمامات الميكانيكية". وأشار إلى أن هذا الابتكار يمكن أن يسهل حياة المرضى ويجعلها أكثر أماناً.
وأضاف: "لقد تم استخدام البدائل الميكانيكية لصمامات القلب، وبعد أن أظهر النموذج الأولي نتائج مشجعة في الاختبارات المعملية، نخطط للانتقال إلى التجارب السريرية والحيوانية. ولكن التحدي الكبير هو تطبيق هذه التكنولوجيا على قلوب الأطفال الأصغر حجماً".
ما هو قصور القلب؟
تُعتبر جراحة صمامات القلب إجراءً ضرورياً لعلاج حالات قصور صمامات القلب، والتي تحدث عندما تتدهور كفاءة أحد صمامات القلب الأربعة المسؤولة عن تدفق الدم. وفقاً لموقع "مايو كلينيك"، إذا تعذر ترميم الصمامات، يصبح استبدالها الخيار الوحيد.
هناك نوعان من الصمامات المتاحة: الصمامات البيولوجية، التي تُصنع من أنسجة حيوانية أو بشرية، والصمامات الميكانيكية، وكل منهما له مزايا وعيوب خاصة به. يهدف الباحثون إلى استخدام التكنولوجيا الجديدة لتطوير صمامات جديدة في المستقبل.
كما أوضح محمدي: "تم تصميم هذا الصمّام لتمكين تدفق الدم إلى الشريان الأورطي، والذي يعد أكبر شريان في الجسم، وأيضاً إلى الأوعية الدموية التي توصل الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. والمرحلة التالية هي تطبيق ما تعلمناه لتطوير صمّام جديد للصمام التاجي، الذي يضمن تدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر في القلب".