مخاوف من جائحة جديدة عام 2025
أثار خبراء الصحة مخاوف جدية بعد ظهور حالات إصابة بشرية في 10 ولايات أميركية، والتي يُعتقد أنها نتجت عن الاتصال بالدواجن أو الماشية المريضة، بالإضافة إلى استهلاك الحليب غير المبستر. هذه التطورات تثير القلق بشأن إمكانية تحول فيروس H5N1، المعروف بإنفلونزا الطيور، إلى تهديد عالمي جديد.
تواصل الفرق الطبية متابعة تحورات فيروس H5N1 بعد أن أصاب أكثر من 66 شخصاً في الولايات المتحدة، مما يعكس حالة من القلق المتزايد. ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في الكثير من دول العالم بعد سنوات من الإجراءات الصارمة بسبب جائحة "كوفيد-19"، يشعر الكثيرون أن تلك الأزمة أصبحت مجرد ذكرى بعيدة. لكن خبراء الأمراض المعدية لا يزالون في حالة تأهب قصوى، حيث يتابعون تطورات الفيروسات والطفرات الجديدة التي قد تشكل تهديدات صحية.
وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لا يزال فيروس H5N1 يشكل تهديداً محتملاً. ورغم عدم تسجيل أي انتقال للفيروس بين البشر حتى الآن، فإن ظهور حالات إصابة بشرية في 10 ولايات أميركية قد أثار قلق الخبراء، حيث يُعتقد أن هذه الحالات ناتجة عن الاتصال بالدواجن أو الماشية المصابة، أو تناول الحليب غير المبستر.
على الرغم من أن الفيروس لا ينتقل من إنسان إلى آخر، فإن كل إصابة جديدة بين البشر أو الحيوانات تزيد من خطر تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كونور ميهان، الأستاذ في جامعة نوتنغهام ترينت، أن "الزيادة في الحالات هي مؤشر على خطر متزايد"، مضيفاً: "إذا حدث تحور واحد في جينوم الفيروس، فقد يصبح H5N1 قادراً على الانتقال بسهولة بين البشر، مما قد يؤدي إلى جائحة جديدة".
أول حالة
في تطور جديد هذا الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة عن أول حالة إصابة بشرية شديدة بفيروس H5N1 في لويزيانا وكاليفورنيا. حيث تم تشخيص 36 حالة من إنفلونزا الطيور في البلاد، مما دفع السلطات للإعلان عن حالة الطوارئ بسبب الفيروس.
حتى الآن، لم تكشف السلطات عن تفاصيل دقيقة حول حالة المصابين، باستثناء أنهم يعانون من أعراض شديدة بعد التعامل مع طيور مريضة ونافقة.
الفيروس قادر على التحور
على الرغم من أن الفيروس لا ينتقل حالياً بين البشر، أظهرت دراسات حديثة أن H5N1 قادر على التحور ليصيب الثدييات بشكل أفضل. في وقت سابق من هذا الشهر، اكتشف علماء في معهد سكريبس للأبحاث أن طفرة جينية واحدة في الفيروس قد تسمح له بالتحول من إصابة خلايا الطيور إلى إصابة الخلايا البشرية في الجهاز التنفسي العلوي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إيان ويلسون، الباحث في المعهد: "كانت هذه الطفرة الوحيدة كافية لتغيير طبيعة الفيروس وجعلها أكثر قدرة على الانتقال بين البشر".
الشركة الحلقة 5
تتزايد الاستعدادات لمكافحة فيروس H5N1 في مختلف الدول. فقد قامت المملكة المتحدة بشراء 5 ملايين جرعة من لقاح H5N1، في حين كانت فنلندا أول دولة تقدم لقاحات ضد إنفلونزا الطيور للبشر في يونيو الماضي، حيث تم تطعيم 10000 شخص من العاملين الذين تعرضوا للحيوانات. كما تعاونت الحكومة الأميركية مع شركة موديرنا لتطوير لقاح mRNA خاص بإنفلونزا الطيور.
ويحذر الخبراء من تزايد خطر تأثير الفيروس على صحة الحيوانات في المستقبل القريب. ووفقاً للدكتور ميهان، من المرجح أن يتسبب فيروس H5N1 في أضرار كبيرة لصحة الحيوانات في عام 2025، حتى إذا لم يتمكن من الانتقال بين البشر.
أكد الدكتور ميهان على أن "الفهم المبكر للأمراض المعدية في بيئتنا والحيوانات من حولنا سيساعدنا في الاستعداد بشكل أفضل لمكافحة هذه الأمراض قبل أن تنتقل إلى البشر".
أعراض الفيروس
إنفلونزا الطيور هو مرض معدٍ يصيب الطيور ويُسبب بواسطة فيروسات الإنفلونزا أ (Influenza A viruses). وتعتبر الطيور المائية المهاجرة، وخاصة البط البري، مستودعاً طبيعياً لكل فيروسات الإنفلونزا.
اكتشف علماء فرنسيون خلال تجاربهم أن إنفلونزا الطيور لا تتكاثر جيداً في الخلايا البشرية بسبب الاختلاف في بنية بروتين (ANP32) بين الطيور والبشر.
يمكن أن تتراوح أعراض إنفلونزا الطيور بين الخفيفة والشديدة لدى الأشخاص المصابين. عادةً ما تظهر الأعراض في غضون 7 أيام من التعرض للفيروس، ولكنها قد تستغرق أسبوعين. يمكن أن يصاب الشخص نتيجة الملامسة المباشرة للحيوان المصاب أو فِراشه أو برازه.