موضوع عن الأخت الكبرى
أن تكوني أنتِ هي الأخت الكبرى فهذا له الكثير من الحسنات ومن السيئات أيضاً، فقد تضيعي أحياناً بين الشعور بالمسؤولية وكأنك الأم الثانية لإخوتك، وبين الشعور بأنك أنت أيضاً تودين أن تعيشي حياتك ومرحلتك العمرية مثلهم تماماً.
في هذا المقال سوف نناقش موضوع الأخت الكبرى من حيث ميزاتها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وسوف نقدم بعض النصائح لها ولمن حولها.
بما أن هناك فرق كبير بين الذكر والأنثى من حيث الصفات الشخصية، فبالتالي هناك فرق كبير بين الأخت الكبرى والأخ الأكبر، نلخصهم بما يلي:
- تتحمل المسؤولية باكراً: يميل الوالدان لإعطاء الأخت الكبرى الكثير من المهام في سن صغيرة؛ فتقضي الأخت الكبرى التي تبلغ من العمر 6-8 سنوات حوالي نصف وقت فراغها للاهتمام بأخوتها الصغار.
- تمنح أخوتها الاهتمام كأمّ ثانية: تهتم الأخت الكبرى بإخوانها الصغار بكثير من العواطف وكأنها أمهم الثانية لأنها تعودت على إظهار عواطفها، ولوجود غريزة الأمومة بداخلها.
- مهتمة أكثر بالتفاصيل: تهتم الأخت الكبرى بالتفاصيل أكثر من الأخ الأكبر، فتجدها تعرف الكثير عن إخوتها وتهتم بتفاصيلهم.
- لديها قدر أكبر من التفهم: وهذا يريحه عائلته ويشجعها على اللجوء إليها دائماً، حتى أن أخوتها قد يخبرونها بأسرار يخفونها عن والديهم.
وبسبب كل هذا فقط أثبتت الدراسات أن الإخوة الذين لديهم أخت كبرى يكونون أكثر نجاحاً من الذين لديهم أخاً أكبر؛ فالأخت الكبرى قريبة أكثر من اخوتها؛ تستمع لهم وتلعب معهم وتغني لهم وتشاركهم نشاطات تطور مهاراتهم ولغتهم كالقراءة والرسم والألعاب التي تنمي ذكاءهم المنطقي والعاطفي أيضاً. [3]
يتميز كل مولود في الأسرة عن إخوته الباقين بحسب ترتيبه بينهم وفقاً للطبيب النفسي ألفريد أدلر، ومن ميزات الابن أو البنت البكر: [4]
- أكثر ميلاً للمثالية: فيسعى المولود/ المولودة البكر لإرضاء الوالدين والآخرين بعدم ارتكاب الأخطاء، فينشأ ساعياً للمثالية في كل شيء.
- أكثر حساسية: يكون حساساً تجاه الانتقادات ومتمسكاً برأيه نوعاً ما.
- يتمتع بمهارات قيادية: فقد تعود على تحمل المسؤولية منذ صغره مما أعطاه مهارات قيادية أعلى من غيره.
- أضعف جسدياً من اخوته الباقين: فقد اعتاد أن يلفه والداه بالبطانية إذا كان هناك نسمة هواء خفيفة، مما أضعف مناعته ضد الأمراض.
- أكثر تحملاً للمسؤولية: لأن والداه يعتمدان عليه ليهتم بإخوته الأصغر منه، وبمناولتهما الأغراض من البقالة.
بالتأكيد أنه قد مر علينا جميعاً مظهر تلك الفتاة التي لا يتجاوز عمرها الثلاثة أعوام التي تحمل أخيها الذي لم يبلغ عامه الأول بعد. لكي تستطيع الأخت الكبرى تحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها، ننصحها بما يلي: [1،2]
- قدّري المسؤولية الملقاة على عاتقك: تذكري أن والديك يكنان لك كل الحب لأنك فرحتهم الأولى، وأن ما يطلبانه منك من طلبات وما يحملونه لك من مسؤوليات هذا لثقتهما بكِ وعشمهما بكِ أيضاً.
- كوني قدوة جيدة: وازني بين كونك القدوة لأخوتك الأصغر منك وبين ميلك للتصرف بطريقة طبيعية تناسب سنك ورغباتك.
- استمتعي كونك الأخت الكبرى؛ فأنتِ أم ثانية لأخوتك الصغار وهذا سيجعلك تتحملين المسؤولية منذ صغرك وكأنك أم فعلاً، مما يؤهلك لخوض تجربة الأمومة وأنت على علم بكثير من التفاصيل.
- وازني بين كونك بمثابة الأم لهم وبين كونك أختهم فقط: فلا تتدخلي في قراراتهم واختياراتهم، ولا تحاولي السيطرة عليهم، وتذكري أن عليك نصحهم فقط فأنت في النهاية لست أمهم.
- اعتذري لو كنتِ على خطأ: فأنتِ معرضة للخطأ طبعاً، والاعتذار عن الذنب فضيلة.
- كوني قريبة من اخوتك ومن والديك كذلك: واسأليهم عن حالهم ومشاعرهم، وكوني الحضن الدافئ الذي يشتكون له وجعهم.
- اسمحي لهم أن يدعموك أيضاً: فلا تكوني الاسفنجة التي تمتص غضب وحزن ومشاعر الجميع فقط، بل أظهري مشاعرك لهم وفضفضي وعبري ما بداخلك من فرح أو ترح واسمحي لهم أن يكونوا جانبك.
- عبّري عن قلقكِ من المسؤوليات: إن شعرتِ أنك مظلومة أو أن هويتك ضائعة فأخبري والديكِ، قد يرمي والداك عليك الكثير من المسؤوليات ويعاملونك وكأنكِ أكبر من عمرك وأنك إنسانة مثالية لا يمكن أن تخطئ دون أن ينتبها لهذا، فإن شعرت بهذا الأمر فأخبريهما والفتي نظرهما أنك تشعرين ببعض التمييز في المعاملة أو ببعض الظلم حتى.
- اهتمي بنفسكِ: مارسي التمرينات الرياضية وتمرينات الاسترخاء، واخرجي مع أصدقائك وخصصي وقتاً لنفسك.
لقد اعتادت الأخت الكبرى على العطاء منذ صغرها، حتى لو كانت تكن بعض الغيرة من اخوانها الأصغر منها في البداية، إلا أنها القلب الحنون واليد البيضاء لهم جميعاً، وسيجدونها معهم دائماً وأبداً حتى لو بعد حين. فهناك الكثير من الأخوات الكبار اللاتي لم تكن علاقتهن طيبة مع إخوانهن الصغار في البداية عندما كانوا أطفالاً، ولكنها كانت لهم الأم عندما احتاجوها، فانتشلت الأسرة بأكملها وكانت السند للجميع حتى لو أخطؤوا بحقها وحتى لو كان هذا على حسابها الشخصي.
من نصائحنا لكم في حلّوها:
- تحديد المسؤوليات: ينصح الوالدان أن يضعا الحدود لها ويحددا مسؤولياتها عن أخوتها حتى لا تتجاوز لعب دور الأخت الكبرى وتتدخل في كل كبيرة وصغيرة من شؤون اخوتها مما يسبب المشكلات لهم جميعاً.
- احترام الأخت الكبيرة: على الوالدين والناس حث أخوتها على احترام الأخت الكبرى وتقدير أن ما تمليه من نصائح ما هو إلا من خوفها على مصلحة اخوتها الصغار ليس إلا.
- الحفاظ على استقلاليتها: على الوالدين والناس أن يعرفوا أنها إنسانة لها شخصيتها المستقلة وألا يحاولوا توجيهها كثيراً.
- عليهم ألا يثقلوا عليها بالمسؤوليات: وأن يتفهموا أن لها حياتها الخاصة، وتحب هي أيضاً أن تقضي بعض الوقت في اللعب والمرح وفعل أمور تحبها، فليس كل وقتها مخصص للعناية باخوتها؛ فلا يرموا عليها مسؤولية تسليتهم والاهتمام بهم أثناء لعبهم لعبة تحب أن تلعبها هي أيضاً بطريقتها وتستمتع بها.
- السماح لها أن تعيش سنها الطبيعي: عليهم أن يتذكروا أن كونها الأكبر سناً لا يعني أنها كبيرة في السن فعلياً، فهناك من الناس من ينسون أن ابنتهم الكبرى تبلغ من العمر 6 سنوات فقط ويحاسبوها ويتعاملوا معها على أنها ابنة 26 عاماً. انتبهوا من أن تلقوا على عاتقها مسؤولية أكبر منها فتخفق فيها فتحملوها المسؤولية؛ فقد توقع اخاها عندما تحمله لأن يداها الصغيرتان لا تستطيعان تحمل وزنه!
- التسامح معها: تذكروا أنها إنسانة ويمكن أن تخطئ ومن حقها أن تتصرف بطبيعتها.
قد تجد الأخت الكبرى نفسها قد أصبحت أمّاً ثانية لأخوتها، ويطلب منها أمور معينة قد تكون أحياناً فوق طاقتها فجأة بعد أن كانت الطفلة الوحيدة الأولى المدللة من قبل الجميع؛ فقد يطلب الوالدان منها أن تنتبه لأخيها الصغير الذي قد يصغرها بسنة واحدة فقط وأن تلاعبه وتطعمه وتحمله وتتحمله وكأنها أماً له، مع أنها قد تكون في الثالثة من العمر! كما يحاسب بعض الأهل الأخت الكبرى على أخطاء اخوانها الآخرين لأنها فقط "أختهم الكبرى".
وهذا يسبب مشكلات كبيرة بينها وبين أهلها واخوانها، وحتى بينها وبين نفسها بسبب ضياع هويتها بالنسبة لنفسها؛ فقد تعتقد أن والديها قد توقفا عن حبها عندما أصبح لها إخوة أحياناً وهذا يشعل نار الغيرة بينهم وخاصة إن لم يستطع الوالدان التعامل مع هذا الأمر منذ البداية.
كما قد تعاني الأخت الكبرى على المدى البعيد من تحمل مسؤوليات الغير؛ كأن تصرف على الأسرة حتى بوجود الاخوة الذين يجب أن يفعلوا ذلك هم، ولكن تعودها على تحمل المسؤولية منذ صغرها جعلها تأخذ زمام المسؤولية دائماً، سواء كان ذلك على صعيد الأسرة أو حتى في حياتها بشكل عام؛ فتجدها أماً ثانية لزميلاتها في المدرسة وفي العمل، وأماً ثانية لزوجها وللجميع، وقد يتسبب هذا الشعور بالمسؤولية إن زاد عن حده لديها بإهمالها لذاتها وإحساسها الدائم بالذنب وربما ظلمها من قبل نفسها أو الآخرين وأكل حقوقها.
أما إن كانت الأخت الكبرى قوية الشخصية تعرف حقوقها وواجباتها، وإن عرف الأهل كيف يتعاملون معها منذ البداية فستتمتع بعلاقات سليمة بينها وبين نفسها، وبينها وبين الناس.
تعود جذور الاحتفال بالأخت الكبرى لليابان، حيث يحتفلون بالأخت الكبرى في 6 ديسمبر من كل عام، لتقدير الأخت الكبرى لمساهمتها في تربية اخوتها الصغار ولدورها وتأثيرها الكبير في شخصيتهم ومستقبلهم.
إن كنتِ تعانين من كونك الأخت الكبرى، أو إن كنت والد/ والدة لابنة بكر، أو إن كنت أخاً أو أختاً لديك أختاً كبرى وتود مشاركتنا قصصك ومشكلاتك بهذا الشأن فأرسل لنا من هنا.