هل الرجل الشكّاك يتغير وكيف أتعامل مع زوجي الشكّاك!
وجود صفة الشك عند الرجل من الأشياء التي يمكن أن تدمر العلاقة الزوجية، وربما تصل إلى إنهاء الزواج والانفصال، فإما أن تتعب الزوجة من هذه الحالة وتطلب الانفصال أو أن الرجل الشكّاك تقوده شكوكه للانفصال عن زوجته في لحظة غضب أو غيرة، وزمن هنا تسأل المرأة، هل يمكن للرجل الشكّاك أن يتغير، وكيف يجب التعامل مع الرجل الشكّاك؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرات التالية.
الجواب هو نعم بالطبع يمكن أن يتغير الرجل الشكّاك، سواء من حيث سلوكه أو من حيث أفكاره وطريقة تعامله مع زوجته، ولكن تغيير طباع الرجل الشكّاك يتوقف على مجموعة من العوامل والظروف، منها ما يتعلق بشخصية الزوج وتقبّله للتغير وإدراكه أنه مبالغٌ بالشكّ والغيرة، ومنها ما يتعلق بالزوجة نفسها وتصرفاتها التي تساهم بزيادة وتعميق شكوكه أو إبعادها وتجاوزها ومدى فهمهما معاً لأسباب هذه الشكوك ومنابعها.
الشكّ المبالغ به قد يكون مشكلةً نفسية لا تصل إلى الاضطراب أو المرض، وهذه الحالة تغييرها وعكسها أسهل بكثير، لكن الرجل الشكّاك قد يكون مصاباً بأحد أنواع اضطرابات الشخصية أو اضطرابات الصحة العقلية التي تسبب الشكَّ المرضي والقهري وتجعله غير قادرٍ على التحكّم بأفكاره وشكوكه، والتعامل مع الحالتين له متطلبات مختلفة، لكن في الحالتين يمكن تغيير طباع الرجل الشكّاك أو التقليل من حدّة شكوكه على الأقل.
ليس بالضرورة أن تكون شكوك الرجل دليلاً على المرض النفسي أو اضطراب الشخصية، فالشك شعور طبيعي إذا كان يوجد ما يثير الشكّ في العلاقة الزوجية أو كان للزوج تجارب تجعله أكثر حذراً وميلاً للشك، وحتى في حالات المرض النفسي واضطرابات الشخصية ليس الشكّ هو المرض، وإنما الشكّ المرضي أحد أعراض اضطرابات الشخصية واضطرابات الصحة العقلية والنفسية.
ومن الاضطرابات والأمراض النفسية التي تسبب الشك المرضي عن الرجل:
إذا كان زوجك مصاباً بجنون العظمة أو اضطراب الشخصية المرتابة، لن تتوقف شكوكه على العلاقة بينكما، سيشك بكل من حوله، وسيؤمن بنظريات المؤامرة الكبرى مثل وضع السموم في الأدوية واللقاحات، وستظهر عليه درجات عالية من النرجسية والأوهام المتمركزة حول القيمة الذاتية، وستكون تصرفاته بالمجمل غير طبيعية.
هل زوجي مصاب بمرض الشك! جاوبي عن الأسئلة التالية لتعرفي إن كان زوجكِ مصاباً بالشكّ المرضي أو القهري:
إذا كانت إجابتك على جميع أو معظم هذه الأسئلة نعم، فإن زوجكِ مصابٌ بالشكِّ المرضي المرتبط بالاضطرابات النفسية، خصوصاً إذا لم يكن الشك جديداً عليه وكان موضوع الشكّ كلُّ شيء في حياته وليس علاقتكما فقط، أما إذا كانت إجابتك لا على معظم الأسئلة فإن شكوك زوجكِ قد ترتبط بمشاكل وظروف نفسية مؤقتة أقل شدةً وخطورةً ويمكن علاجها وتغييرها بسهولة.
لمساعدة الزوج الشكّاك على تغيير سلوكه وأفكاره وزيادة الثقة بزوجته، يجب على الزوجة القيام بمساعدته وإشعاره أن شكوكه لا صحة ولا سبب لها، وهنا بعض الأمور التي تساعد في التعامل مع الزوج الشكّاك:
- البحث عن سبل تعميق الثقة: الثقة بالعلاقة الزوجية أمر ضروري جداً حتى في الحالات الطبيعة، وفي حال كان الزوج يتسم بالشك بزوجته يصبح الموضوع أكثر ضرورة وإلحاحاً، ويتم تعميق هذه الثقة بأن يكون كلا الطرفين كتاب مفتوح أمام الآخر، والمشاركة الفعلية بينهما في كل ما أمكن من قرارات أو علاقات، والاعتياد على الصراحة الدائمة في التعامل، وعدم إخفاء أي شيء يمكن أن يثير الشكوك والريبة.
- استبعاد أسباب الشك: قد تكون أسباب الشك ناتجة عن علاقة سابقة للمرأة أو وجود أحد الأشخاص في محيطها العائلي أو العملي أو الاجتماعي، أو حتى اتسام الزوجة بشخصية غامضة أو غير صادقة مع الزوج وغيرها من الأسباب، ويجب في هذه الحالة استبعاد جميع هذه الأسباب فإذا كان لديها علاقة سابقة يجب أن يتأكد الزوج أن تلك العلاقة لم يعد لها أي تأثير أو وجود في حياة الزوجة، ويجب الاعتياد على الصراحة الدائمة في التعامل، وعدم ترك أي شيء غامض لا يعرفه الزوج.
- علاج أسباب الشك النفسية: أحياناً قد تنتج صفة الشك عند الزوج عن وجود اضطرابات نفسية أو شخصية لديه، كالاكتئاب أو الارتياب أو الوساوس القهرية وضعف الشخصية أو ضعف الثقة بالنفس، ولعلاج هذه الاضطرابات بالتعاون بين الزوجين أهمية كبيرة في تخفيف شكوكه وتغيير سلوكه الشكّاك.
- وضع حدود للزوج وشكوكه: ليس من الصحيح مسايرة الزوج بشكل دائم وقبول المرأة تعامله معها باستمرار على أنها شخص مذنب أو مشكوك بتصرفاته أو أخلاقه، بل إذا كانت هذه الشكوك ليس لها أساس من الصحة أو لا يوجد سبب أو مبرر لها، فيجب على الزوجة أن توضح أنها ترفض ذلك ولا تستطيع الاستمرار على هذا النحو.
- الاستعانة بمختص: أحياناً قد لا تجدي كل الحلول نفعاً، وهنا يمكن الاستعانة بمختص حسب حالة وسبب الشكوك عند الرجل، ففي حال وجود خلافات في وجهات النظر أو علاقات سابقة عند الزوجة فيجب الاستعانة بمستشار أسري وزوجي، وفي حال كانت الشكوك نابعة عن اضطراب نفسي فمن الأفضل علاج هذه الاضطرابات مع معالج نفسي مختص.
الشكّ المرضي والمبالغ به من أسوأ التصرفات التي قد يقوم بها الزوج بحقّ الزوجة، ومن الصعب أن تعيش المرأة مع رجلٍ لا يثق بها، ويفسّر كل اتصالاتها أو علاقاتها بالناس أو حتى نظراته بشكٍّ واتهام، واستمرار الشكّ غير المبرر وغير العقلاني غالباً ما يقود العلاقات الزوجية إلى الطلاق والانفصال في نهاية المطاف.
لكن الطلاق ليس الحل الوحيد لمشكلة الشكّ المرضي في العلاقة الزوجية، واتخاذ هذا القرار لا بد أن يكون مبيناً على استنفاذ الحلول وفرص تغيير طباع الزوج الشكّاك أو علاجه من المشاكل النفسية التي تجعله شكّاكاً، كما أن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تتحكم بقرار الطلاق من الرجل الشكّاك، منها مدة الزواج وطبيعة العلاقة بمعزلٍ عن مشكلة الشكِّ، ووجود الأبناء، وغيرها من الأمور التي يجب التفكير فيها.