-

التعامل مع الزوجة العصبية وأثر عصبية الزوجة على الأسرة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:09:39 )

لا بد أن كل منا قد سبق له وكان ضحية شخص تعامل معه بعصبية، ولا بد أيضاً أن كل منا قد شعر بالعصبية في أوقات معينة فتصرف غلى غير المعتاد مما قد يكون قد تسبب له هذا ببعض المشكلات مع نفسه أو من حوله أو عمله... ولأن الزوجان شريكان في كل شيء، فعلى كل منهما أن يعرف كيفية التعامل مع الآخر وامتلاك مفاتيحه في كل حالاته... "كيف تتعامل مع زوجتك العصبية"... هذا هو الموضوع الذي سوف نناقشه في هذا المقال.

  • سرعة الانفعال: فقد تنفعل زوجتك قبل حتى أن تفهم حقيقة الموقف أو تحاول إيجاد حلول لا تحتاج للعصبية والانفعال، ويكون الانفعال هو ردة الفعل المستقر والأولى على أي موقف أو خلاف.
  • سهولة الاستفزاز: تتعرض للاستفزاز بسهولة من الآخرين ما قد يكون نقطة ضعف يستغلها المحيطين بها من أجل استفزازها من باب المزاح أو كنوع من الضغط عليها، لا تكن أحد الذين يستغلون نقطة الضعف هذه.
  • الصراخ والصوت العالي: حتى عندما لا تكون في حالة انفعال، فغالباً ما ترتبط العصبية المفرطة بحالة مستمرة من التوتر تجعلها تتكلم بصوت مرتفع وتميل للصراخ.
  • فقدان السيطرة: لا تستطيع تقدير الظروف المكانية والزمانية التي قد لا تكون ملائمة للانفعال، فقد تفقد السيطرة في الشارع أو أمام الضيوف.
  • الكآبة والشعور بالذنب: غالباً ما تعلم الزوجة العصبية أن سلوكها غير مريح للمحيطين بها، ما يجعلها تشعر بالذنب وبحالة من الحزن والكآبة لأنها غير قادرة على ضبط انفعالها والسيطرة على أعصابها.
  • نوبات الغضب غير الطبيعية: هذه العلامات يدل اجتماعها على نوبات الغضب المفرط غير الطبيعية التي تحتاج لعلاج متخصص بمساعدة المحيطين والمقرّبين، وعادةً ما يكون العلاج فعالاً وسريع النتائج.
  • كيف يجب أن تتعامل مع زوجتك العصبية؟
    لا بد أن الشخص العصبي يسبب التوتر لنفسه ولمن حوله الذين عليهم التعامل مع عصبيته هذه، ولعل الشريك هو أكثر شخص تقع على عاتقه هذه المهمة، والخبر المفرح هنا هو أنه يمكن التعامل مع العصبية والتخلص منها لو اتبعنا الطرق الصحيحة... تالياً بعض النصائح التي تجيب على السؤال "كيف تتعامل مع زوجتك العصبية؟"

  • تذكر أن العصبية أمر طبيعي: بل وقد يكون مفيد أحياناً، ذكّر نفسك كم من مرة التزم فيها أطفالكما بالدراسة بسبب خوفهم من عصبية والدتهم مثلاً، وكيف يؤثر وقوفك إلى جانب زوجتك ودعمها وامتصاص غضبها على حبها لك وشعورها بالراحة معك؛ فتذكر موقفاً احتضنتها فيه بعد نوبة عصبية فانتهى بحل للمشكلة أو لاشتعال المشاعر بينكما.
  • اعرف المحفّزات: حاول أن تراقب الأمر لتعرف ما هي المواقف والأماكن والأشخاص الذين يستدرجونها للتصرف بعصبية، وحاول أن تعرف السبب وراء ذلك وتحله إن أمكن؛ فإن كانت تتصرف بعصبية مثلاً عندما تدرس الأبناء فساعدها في تدريسهم، وإن وجدت أنها تعود إلى المنزل محملة بالسلبية بعد لقاء زميلة معينة لها فحذرها منها. اقرأ أيضاً: أسباب الغضب وفهم مشكلة العصبية الزائدة
  • عليك أن تعرف أيضاً مقدمات العصبية لديها: ذلك لتتوقع متى ستدخل في نوبة غضب وعصبية قبل وقوع ذلك، مما يساعدك على الاستعداد لما هو آتٍ وبالتالي التحكم بأعصابك أكثر وستعرف كيف تتعامل معها، فقد تبدأ مثلاً بهز رجليها بسرعة قبل أن تعصب، أو قد تكلمها دون أن تجيبك.
  • ساندها وقدّم المساعدة: أخبرها عندما تكون هادئة أنك ستساعدها للتخلص من العصبية لتكون النسخة الأفضل من نفسها ما ينعكس على شخصيتها وصحتها وسعادتها وعلى الأسرة والعمل والعلاقات وكل مجالات حياتها وبالتالي حياتكما معاً، لكن دعها تعرف أنك تحبها كما هي وأنك متقبل لها بعيوبها وعصبيتها، فلا تقل لها مثلاً أنك قد سئمت وأن عصبيتها في طريقها لأن تخرب البيت...
  • كن لها الزوج الداعم الحنون: وذلك لتستطيع أن تفضفض لك عما يزعجها واستمع لها وتفهمها، غازلها باستمرار وتكلم معها بإيجابية وزد ثقتها بنفسها، واستمع معها للموسيقى الهادئة واسترجعا ذكرياتكما معاً كل فترة، وأرح عضلاتها بالمساج المريح مع الزيوت العطرية التي تساعدها على الاسترخاء بالرائحة التي تحب.
  • يكمن خلف الغضب عادةً مشاعر أعمق وأقوى: مثل الخوف، أو الحزن أو الألم أو القلق أو التوتر التي لا تستطيع زوجتك التعامل معها، ولكنها تلجأ للغضب والعصبية كدرعٍ واقٍ يجعلها تشعر بالقوة وأنها مسيطرة على الأمور، لذلك اياك أن تستهزئ بمشاعرها أو تصغّر الموضوع أو توجيه التهم واللوم لها، وتفهمها جيداً.
  • شجعها أن تخصص وقتاً لنفسها: للراحة وممارسة تمرينات رياضية وتمرينات الاسترخاء والتنفس السليم والنوم السليم والتغذية الجيدة، وشجعها كذلك أن تخرج مع صديقاتها ليقضين بعض الوقت معاً.
  • لا تكن عصبياً: عندما تدخل زوجتك في نوبة من العصبية فلا تبادلها هذه العصبية والصوت المرتفع حتى لا تزيد من عصبيتها أو تزيد الأمر سوءاً: فإن أخفضت صوتك أثناء مناقشتها فستضطر أن تخفض صوتها وتهدأ هي أيضاً، وإن تركتها قليلاً وأعطيتها مساحتها ستهدأ وتراجع نفسها، طبعاً الأمر ليس سهلاً، ولكن عليك الصبر وفعل ما بوسعك.
  • حوّل تفكيرها عما يضايقها فوراً: فاتفق معها على كلمة سر مضحكة لتقلها لها أثناء نوبتها العصبية لتحول الموقف الجدي لموقف طريف قدر الإمكان؛ أو ذكرها بموقف مضحك، كما يمكنك أن تطلب منها العد للعشرة بالعكس وتسألها في جدول الضرب أو أي شيء آخر يلهي عقلها.
  • لا تأخذ كل كلامها أثناء نوبتها العصبية على محمل الجد: فكثير من النساء يلجأن للتعميم واجترار الماضي عندما يشعرن بمشاعر سلبية، فقد تتهمك أنك لا تساعدها نهائياً في تحمل مسؤولية الأبناء، أو قد تذكرك بموقف أسأت فيه التصرف قبل سنوات وما زال في بالها ويؤلمها.
  • اعتذر عندما تكون سبباً لعصبيتها: لو وجدت أن لك يد في موضوع عصبيتها من قريب أو من بعيد حتى، فاعتذارك لها وتحملك لمسؤولية أفعالك سوف يخفف من غضبها، بينما لو أنكرت وتهربت من مسؤولياتك فتزيد غضبها أكثر. انتبه لصيغة اعتذارك ولا تعتذر حرفياً عن أمر لا تعتقد أنه خاطئ؛ فقل لها مثلاً أنك متأسف لأنك قد أخطأت في تصرف ما وتسببت لها بالغضب عندما تكون مخطئ فعلاً، وقل لها في المقابل أنك تعتذر إن كانت قد أساءت فهمك فلم توضح لها الأمور، أو أنك تعتذر لأن تصرفك هذا قد تسبب في عصبيتها، عمدما لا تعتقد أنك أخطأت.
  • الحوار الهادئ: عندما تهدأ زوجتك سيكون قد حان الوقت لمناقشة الأمر الذي قد أدى لعصبيتها.
  • فكر في التأثير وليس بالسيطرة: لا تركز على محاولة تغيير شريك حياتك واستعراض عضلاتك عليه وأنك قمت بالسيطرة على عصبيته، وابحث عن طرق من خلال معرفتك لمفاتيح زوجتك تجعلك أكثر تأثيراً عليها.
  • لا شك أن الزوجة العصبية ستؤثر بشكل سلبي على الأسرة ككل، فتوتر الجو العام، وقد تكون حساسة وتثور في وجهك أو في وجه أحد أفراد الأسرة مما قد ينتج عنه بعض المناقشات غير الصحية والقرارات غير الحكيمة، وقد تمنعك عصبيتها هذه من مشاركتها ما يحصل معك في يومك بانفتاح وصراحة، وقد تمتص طاقتك وتشعرك أنك تتكلم مع نفسك، بالإضافة لما للعصبية من تأثير سلبي عليها وعلى مزاجها العام وصحتها وعلاقاتها... لذلك عليك أن تعرف جيداً كيف تتعامل مع زوجتك العصبية. [6]
    قد يفيدك أيضاً مقال نصائح لتهدئة الأم العصبية وآثار العصبية على الطفل

    تالياً بعض الأسباب التي تبين لك ضرورة أن تتعامل مع زوجتك العصبية وتساعدها للتخلص من عصبيتها:

    • لأنك قد لا تكون أنت السبب في عصبيتها: فلو صبت زوجتك غضبها وعصبيتها عليك وعلى الأسرة فليس بالضرورة أن تكون متضايقة منك أو من أحد أفراد الأسرة، فأحياناً يصب الإنسان غضبه على الشخص الذي يشعر معه بالراحة والأمان ويعلم أنه سوف يتحمله مهما حصل، فلا تخذلها، ولا تسيء فهمها فتعتقد أنها "تستقوي عليك". [6]
    • لأن عصبيتها علامة على وجود مشكلة في العلاقة: وهذا يجعلك تنتبه لها قبل أن تكبر وتخرج عن السيطرة، وقبل أن تصل بك لحد الانفصال. اقرأ إجابة الاختصاصيون على سؤال إحدى مستخدمي موقع حلوها عندما طلبت المساعدة لأن زوجها قد طلقها بسبب عصبيتها الزائدة بدلاً من أن يساعدها على تخطيها.
    • لأن العلاقة بين الزوجين قائمة على الشراكة: فيجب أن تكون مسؤولاً وتعرف أن عليك مقاسمة زوجتك مشاعرها ومشكلاتها ومساعدتها على التعامل معهم بشكل صحي.
    • لعلاج أسباب العصبية الخفية: من أسباب عصبية الزوجة أمور دفينة غير ظاهرة كالتوتر والحزن والقلق بسبب مشكلات أسرية أو أي من المشكلات الأخرى التي قد يكون لك علاقة بها من قريب أو من بعيد.
    • لتجنب آثار العصبية: لأن عصبية الزوجة تؤثر بشكل سلبي كبير جداً على علاقتكما الزوجية وعلى الأبناء، وخاصة إن خرجت عصبيتها عن السيطرة.
    • لأن عليك أن تكون رجلاً لها بمعنى الكلمة: فتكون لها الصدر الحنون والأذن الصاغية والعين الحارسة، فتدعمها لتطور من نفسها وشخصيتها وتتخلص من عاداتها السلبية.
    • لأنها لو لم تلقَ الدعم منك فستبحث عنه في الخارج: فقد تلجأ لصديقتها المفضلة، فتكثر زياراتها لها على حساب الوقت الذي يجب أن تتواجد فيه مع أسرتها.

    العصبية هي شعور طبيعي و رد فعل تطوري مبرمج في أدمغتنا، فعندما تواجه موقفًا غير مريح يلجأ جسدك لسياسة "القتال أو الهروب" ويتم إعادة توجيه الدم والطاقة إلى قلبك وعضلاتك، لهذا نشعر بأعراض جسدية عندما نشعر بالعصبية، فيتضمن ذلك سلسلة من الاستجابات الهرمونية والفسيولوجية تؤدي إلى زيادة إنتاج الأدرينالين وما ينتج عنه من زيادة في سرعة خفقان القلب وتسارع في التنفس وارتفاع في ضغط الدم مما يتسبب في تعرقك ومعاناتك أحياناً من بعض الآلام الجسدية كالصداع وألم في المعدة ورجفة في اليدين واحمرار في الوجه ووصعوبة في التركيز.
    قد يجعلك هذا تتصرف تصرفات غير محببة كرفع الصوت أو الشتم أو التكسير أو إيذاء نفسك أو من حولك... وطبعاً لا يستجيب الكل للعصبية بنفس الطريقة، فتعتمد طريقة عصبيتك على تنشئتك وبيئتك وذكائك العاطفي ونمط شخصيتك. [3]
    أحياناً تجد نفس الشخص يصدر ردات فعل مختلفة إن شعر بالعصبية اعتماداً على الظرف والمكان والزمان ونوع علاقته مع الشخص الموجود معه وغير ذلك؛ فتراه أحياناً يفقد السيطرة على أعصابه تماماً ويبدأ بالصراخ والشتم واجترار المواقف السلبية وربط المشكلات ببعضها عند وجوده مع شريكه، بينما تختلف ردة فعله كلياً عندما يشعر بالعصبية في مكان آخر أو مع شخص آخر؛ فقد تتفاجأ عندما يحسدك زملاء عمل زوجتك على هدوئها وإدارتها للغضب وتعاملها مع مشكلات العمل بحكمة!

    خلاصة القول... هناك طرق عدة تم ذكرها في هذا المقال لنساعدك لتعرف كيف تتعامل مع زوجتك العصبية بحكمة، ولكن يبقى عليك الدور الأكبر لأنك أنت شريكها وزوجها وبالتالي فأنت تعرف مفاتيحها بالتأكيد، وهذ سيساعدك حتماً للأخذ بيدها لتخليصها من هذه العادة السيئة، مما سينعكس إيجابياً على حياتكما وصحتكما ونفسيتكما وعلى كل مجالات حياتكما وحياة أبنائكما.

    المصادر و المراجعaddremove

  • مقال "العصبية... كيف تتعامل معها لتشعر بالتحسن" منشور في healthline.com، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • مقال Alice Boyes "سبع طرق لمساعدة شخص يعاني من التوتر" منشور في greatergood.berkeley.edu، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • مقال "كيف تتوقف عن التصرف بعصبية" منشور في au.reachout.com، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • مقال Rebecca Newton "ست طرق للتغلب على العصبية" منشور في forbes.com، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • مقال Moshe Ratson "ثماني استراتيجيات للتعامل مع الشريك الغاضب" منشور في goodtherapy.org، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • مقال "كيفية التعامل مع الشريك الغاضب" منشور في marriagehelper.com، تمت مراجعته في 29-4-2021
  • أحدث أسئلة قضايا اسرية