التأثيرات النفسية لكورونا على المراهقين
أظهرت الأبحاث التي أجريت عام 2021، بعد انتهاء فترات الإغلاق، أن المراهقين، سواء من الفتيان أو الفتيات، قد عانوا من ترقق قشري ملحوظ في أدمغتهم. وقد أظهرت النتائج أن الفتيات قد تعرضن لتسارع في هذه العملية بمعدل يصل إلى 4.2 سنوات قبل الوقت المتوقع، مما يشير إلى تأثيرات جائحة كورونا على الصحة العقلية.
تسليط الضوء على هذه النتائج جاء من دراسة حديثة تناولت التأثيرات النفسية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19. حيث أظهرت المجلة العلمية "PNAS" أن التدابير الاحترازية، مثل الإغلاق، أدت إلى تسارع غير عادي في نضوج أدمغة المراهقين، مع ملاحظة أن الفتيات تأثرن بشكل أكبر من الفتيان.
أجريت هذه الدراسة من قبل فريق بحثي من جامعة واشنطن، الذين أشاروا إلى أن أدمغة الإناث قد تكون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية نتيجة العزلة الاجتماعية. ورغم أن الجائحة قد انتهت بشكل كبير، فإن آثارها لا تزال ملموسة في حياة المراهقين.
ضرورة المراقبة والدعم المستمر
أشارت الدراسة إلى أهمية المراقبة المستمرة والدعم النفسي للمراهقين الذين عاشوا تجربة الجائحة. فقد أظهر تسارع نضوج الدماغ ارتباطًا مباشرًا بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والسلوكية.
ركز الباحثون على قياس ترقق القشرة المخية، وهي عملية طبيعية تبدأ في أواخر الطفولة أو أوائل المراهقة. حيث يتم الوصول إلى ذروة سمك القشرة المخية خلال الطفولة، قبل أن يبدأ الانخفاض بشكل تدريجي خلال فترة المراهقة ويستمر طوال الحياة.
نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي
استند الباحثون إلى بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي التي تم جمعها قبل الجائحة لإنشاء "نموذج معياري" يوضح كيفية تطور 68 منطقة في الدماغ خلال فترة المراهقة. ومن خلال هذا النموذج، تمكنوا من مقارنة البيانات بعد الجائحة لتحديد أي انحرافات عن التوقعات.
أظهرت نتائج عمليات المسح التي أجريت في عام 2021، بعد انتهاء فترة الإغلاق، أن المراهقين عانوا من ترقق قشري سريع. بينما كان تسارع الترقق لدى الفتيات بمعدل 4.2 سنوات، كان الفتيان أقل تأثراً بمعدل 1.4 سنة. وقد اختتمت الدراسة بتحذير من التأثيرات السلبية العميقة التي تركتها التدابير الاحترازية على الصحة العقلية للمراهقين، مع الإشارة إلى زيادة ملحوظة في حالات القلق والاكتئاب.
ليلى الحلقة 2