صفات الصديق المنافق وكيفية التعامل
الصديق المنافق مصطلح غريب وغير منطقي لأن المنافق لا يمكن أن يكون صديق أحد، كما أن الصديق الحق لا يمكن أن يعتبر النفاق صفة فيه، وبالتالي فإن وجود شخص منافق حولك يدعي أنه صديقك أمر يشبه الفطر السام الذي يجب التعامل معه واقتلاعه من حياتك حتى تعود صحيحة سليمة. وفي هذا المقال سنعرض أبرز صفات الصديق المنافق وتصرفاته والطرقة المناسبة للتعامل معه.
المنافق بالتعريف العام هو الشخص الذي يفعل عكس ما يقول، أو يقول شيئاً ويفعل خلافه، وهو الذي يظهر شيئاً ويضمر عكسه، وعادةً ما يتميز الشخص المنافق بصفات أخرى إلى جانب النفاق مثل الانتهازية والاستغلالية والنميمة وغيرها، وعلى الرغم أن النفاق يعتبر جزء من الحياة الاجتماعية من صعب تجنب ممارسته أو التعامل مع من يمارسونه، لكن هناك حدود تجعل من النفاق حالة ضارة ومن المنافقين أشخاص مسممين في حياتنا. [1]
كما أن المنافق حتى وإن لم يكن نفاقه هادفاً للمنفعة ما زال شخصية سيئة ومؤذية، فهو يمدح من يستحق الذم، ويذمّ من يستحق المديح، وفي الصداقة قد يكون مسؤولاً عن تجاهلك لعيوبك، وغالباً ما يكون مسؤولاً عن الخلافات بين الأصدقاء بسبب نقل الأحاديث وتزوير الحقائق.
الصديق الحقيقي لا يجب ان يكون منافقاً، وإن كان كذلك فهو لا يصلح لأن يكون صديقاً، حيث يتسم الصديق المنافق بمجموعة من الصفات مثل: [1،2]
الأصدقاء المنافقون أشخاص سلبيون يجعلون علاقتك معهم مليئة بالضيق والسمّيّة، حيث يعمدون إلى بعض التصرفات النابعة من طباع وصفات لديهم كما يلي: [3]
- مغرور وأناني: في الغالب لذا فهو دائم الحديث عن نفسه ويجعل كل شيء في علاقتكما مرتبطاً به هو، حتى إن كان هناك شيء يخصك يتطلب الحديث عنه او مناقشته أو مشاركته فيما بينكما؛ فإنه يحول الاهتمام كله نحوه هو لأنه يريد إبعاد الأضواء عنك؛ ما يجعلك في المحصلة تلتزم الصمت أثناء وجوده لأنه يدعي كونه صديقاً مخلصاً فيما لا يتيح لك المجال للتعبير عن نفسك بحضوره.
- يجعلك تشعر بالقلق والسوء: الصديق المنافق يهدد نجاحك العملي والاجتماعي لأنه بطبيعة الحال لا يضمر لك حسن النية التي يظهره، وبالتالي لا يكون سعيداً للتغييرات الإيجابية في حياتك أو عملك ويظهر الكثير من القلق حيال أي تطور تمر به دون سبب مقنع، كما قد يعمد إلى تقزيم إنجازك أو الحديث عنه بسخرية أو استخفاف لتجريده من القيمة الحقيقية له.
- يريد الصديق المنافق إبعادك عن أي صداقات أخرى: قد تنشئها مع اشخاص آخرين أياً كانت درجة هذه الصداقة، فهو يدّعي الانفتاح ومحبة الآخرين لكنه في الحقيقة لا يرغب أن يأخذ أحد سواه اهتمامك، ولا يكون سعيداً برؤيتك محبوباً من الآخرين، وهذا بالنتيجة يجعلك تشعر بالضيق والقلق عند تعاملك مع وسط آخر أو تمضيتك الوقت مع زملاء أو أصدقاء جدد لمعرفتك بأن رد فعله سيكون سلبياً على ذلك.
- كثيراً ما يسبب لك المشاكل: وهو يتظاهر بأنه لم يفعل شيئاً أو لا علاقة له بما حدث، أو يشعل فتيل مشكلة ما ويدعك تواجهها وحدك ثم يبتعد عن الأنظار مدّعياً حسن النية خلف تصرفه، كما أنه غالباً ما يبدأ الجدال الذي يؤدي إلى المشاكل ويصرّ على كونك أنت الجانب المخطئ.
- يتهرب من المسؤولية: عند حدوث مشكلة ما فإن الصديق الحقيقي يسعى إلى الصلح وتلافي الخلافات بينما المنافق فهو لا يبدي الرغبة بإصلاح ما اضطرب على إثر المشكلة ولا يفكر أبداً باحتمال الخطأ من ناحيته، وحتى في الأزمات التي قد تعترضك سيقول لك متظاهراً إنه يتمنى لك تجاوز المشكلة لكنه في الحقيقة لا يبدي الرغبة الفعلية لذلك ولا يتخذ أي خطوة إيجابية لمساعدتك.
- شخص مزعج غالباً: يسعى لإزعاجك بأي طريقة كانت حتى ولو لم يكن ذلك بالعلن، أي أنه يدّعي الهدوء واللطف، لكنه في الحقيقة لا يوفر فرصة لجعلك تشعر بالسوء والضيق.
هناك بعض الإشارات التي تدل على أن حاملها شخص منافق، وإن توافرت لدى صديقك فهو حتماً منافق مثل: [4]
- يقول كثيراً من الأشياء ويقطع وعوداً كثيرة لكنه يفعل العكس ولا يفي بالوعود.
- يعاملك بطريقة خاصة فيما بينكما وبطريقة أخرى أمام الآخرين وضمن المجتمع.
- يسعى لكسب ود الأشخاص الموجودين في السلطة على حساب علاقته بأصدقائه.
- يعطيك نصائح كثيرة ومختلفة لكنه لا يتبعها هو.
- يدعوك إلى التصرف بتسامح مع أشخاص معينين لكنه لا يطبق ذلك على نفسه ولا يكون متسامحاً مع أي شخص يزعجه.
- يدعوك للمبادرة والتطوع في أمر ما يعود بالنفع عليه لكنه يبتعد بالمقابل عن أي مبادرة ولا ينخرط في أي عمل يؤدي لمنفعة جماعية.
- حياته الحقيقية التي يعيشها بعيداً عن الناس مختلفة جذرياً عن كل ما يتظاهر به أمامك وأمام الآخرين.
- يدّعي الأخلاق الحسنة والسلوك القويم ولكنه يتصرف بشكل سيء ولا يستند إلى الأخلاقيات الاجتماعية في سلوكه معك ومع الآخرين.
- يطلب منك القيام بأشياء لأجله؛ فيما لو عاد الأمر إليه لن يقوم بذلك لأجلك أنت.
- يحدثك عن شخص ما بصفات معينة لكنه يتصرف بحضور ذلك الشخص على أساس آخر لا يتفق مع ما قاله عنه.
لا يوجد شيء مستحيل أو لا يمكن التعامل معه، ووجود صديق منافق في واقعك مشكلة يمكنك التعامل معها من خلال: [5]
عندما يبالغ صديقك في النفاق ويعتقد أنك لا تلاحظ كذبه وادعاءاته يكون واجبك نحو نفسك إعادة النظر في هذه العلاقة ككل، وغالباً ما تكون النتيجة هي الابتعاد عن الصديق المنافق في الحالات التالية: [6]
- إن كان صديقك المنافق يشعرك على الدوام بالسوء عند عدم تخصيص وقت كافٍ له، لأنه يعتقد أنه من واجبك الاهتمام به واتباع نصائحه بدون أن ينظر لما يتوجب عليه هو من الصدق في إسداء النصيحة، وهنا تكون إحدى نقاط النهاية بينكما.
- عندما يبالغ صديقك المنافق بادعاء أمور غير موجودة لديه أو لا يصح وجودها في الواقع؛ ستشعر بالانزعاج والضيق والغضب والحاجة للتنفيس عن هذه المشاعر السلبية وخاصة إن كانت متكررة، وسيكون هذا الضيق مضاعفاً عندما تنتبه إلى أن هذا المنافق معروف كونه صديقك بكل سماته وطباعه السلبية فتلوم نفسك بالنتيجة، وهذا ما يدعوك إلى أن تترك أولئك المنافقين وتبتعد عنهم لتكسب نفسك بالنهاية، وهذا يصبح واجبك تجاه نفسك عندما تلاحظ المبالغة في الكذب لديهم وتكتشف كذباتهم وما يخفونه عنك.
- عندما تشعر بشكل عام أن هناك شيئاً غير صحيح في علاقتك مع صديقك المنافق وأنه يتم خداعك والتعامل معك بطريقة غير صادقة، وأنك غير مرتاح عموماً في هذه العلاقة فهذا تنبيه لك حتى تبتعد عن صديقك المنافق الذي يسبب لك كل هذه المشاعر السلبية.
بعد كل ما قد يصدر عن المنافق يمكن التوصل إلى بعض الآثار التي يمكن أن تتركها تصرفاته وطباعه السيئة في حياتك ومحيطك، وهذا يمكن تلخيصه فيما يلي: [6،7]
- التأثير على حكمك في العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي تعاملك مع صديق منافق إلى وصولك لحالة من عدم الثقة بالآخرين الذين قد يتقربون منك لإقامة صداقة معك، وستظل تقارن وتختبر تصرفاتهم لتتأكد من كونهم غير منافقين.
- دفعك لردود فعل غير مرغوبة: يمكن أن يؤثر صديقك المنافق عليك من خلال المواقف التي تصرفها نحوك فيقودك إلى الانفعال في الوقت الذي لا تريد الانفعال فيه.
- الضغط النفسي: قد يدفعك المنافق إن كان صديقاً لك إلى الاكتئاب من جراء بعض الآراء التي قد يرميها بخصوصك أو بخصوص بعض القضايا المتعلقة بك التي يكذب حيالها.
- التأثير على علاقتك بالأشخاص الجيدين: قد يبعدك الصديق المنافق عن كثير من الناس الجيدين لمجرد أنه يطلق عليهم أحكاماً بمعاييره هو، فتتخذ منهم موقفاً من دون أسباب تستدعي ذلك، وبالتالي تصبح أنت أيضاً متهماً بكونك لا تملك شخصية مستقلة وتتبع رأي غيرك في التعامل مع الآخرين.
- يسيء لك أمام الآخرين: بالإضافة لكونه قد يشوه الآخرين في نظرك؛ يمكن أن يسيء الصديق المنافق لصورتك أمام الآخرين مستنداً إلى معرفته ببعض خصوصياتك بحكم تقاربكما.
في الختام... الشخص المنافق شخص مؤذٍ سواء كان صديقاً أم لا، ويجب إبعاده عن حياتك بأي طريقة كانت بحيث لا يؤثر بشكل سلبي على حياتك أو علاقاتك مع الناس الآخرين، كن هادئاً وحكيماً وتصرف بحذر وشجاعة ولا تثق بأحد ما وتعتبره صديقك حتى تتأكد من نياته تجاهك.